له من هواها ما لصبّ متيم / وذمة حب عهده لم يذممِ
أفارق نفسي شعبة بعد شعبة / فريقين باتا منجداً بعد متهم
فقد كثرت في كل أرض ديارهم / ككثرة عذالي علي ولومي
ولم أرَ يوماً كان اثلم للحشا / من اليوم بين الجزع والمتثلم
لكم يا بني العباس سيف على العدى / حسام متى يعرض له الداء يحسم
اخف الى يوم الوغى من حمامة / وأثبت من شوق بقلب متيم

سماء غصون تحجب الشمس أن ترى / على الأرض إلا مثل نثر الدراهمِ

أمرنَ هوانا أن يصح لنسقما / فادمى قلوباً صاديات إلى الدما
أرتنا جنى العُنّاب للورد ظالماً / ومن أقحوان مرمض متظلما
طوى البين ديباج الخدود ونشرت / يد البين وشيَا للخدود منمنما
تقسمت الأهواء قلبي كما غدا / نوال علي في العلى متقسما
ويوم كأجياد العذارى حليّه / فريد ندى في جيده قد تنظما
جلونا به وجهي عروس وكاعب / على طفل زهر قد بكى وتبسما
واخرس بعيينا بخمسة ألسن / الى أيها مُدّ البنان تكلما
لدُن غدوة حتى إذا الشمس ودعت / مغاربها واستأذنتها التصرما
ثوينا كأنا بعض أبناء قيصر / غدا فيهم سيف الأمير محكما
أطعت العلى حتى كأنك عبدها / وان كنت مولاها وكنت لها ابنما
مكارم لا تنفك تتعب حاسداً / يؤخره سعي لها قد تقدما
زكت فكري فيها واينع هاجسي / فظلت على أهل القريض مقدما
ووَلّدَ شعري فيك شعراً لمعشر / فكنتُ عليهم مثل نعماك منعما

ونادى الهدى مستصرخاً فاجبتَه / بَقالِيقلا اذ أنت بالخيل سَهّما
ولم تتشد هفجيج أيدي بُناتها / ابدتهمُ تحت السنابك رغما
لئن حسنت عذراء والبحر خدرها / لقد وجدت فيه ثكولاً وأيّما

وحصنِ زياد غودةً السبت نافثَا / سماماً أراك ابن الأراقم أرقما
نصبتُ له في الأرض بيت حديقة / تمد لها في الجو كفَا ومعصما
لها أخوات للمنايا كوامنٌ / وان لم يكن ما اضمرته مُكتّما
عذارى ولكن قد وجدن حواملاً / بِعُرس تراه للجنادل مأتما
ترى الصخرَ فيه الصخرُ وهو نسيبه / عدواً بيوم ارضه نُمطر السما
إذا أقعدت جُدراً قياماً رأيتها / تنبِّه قيعاناً من الترب نوَّما