المجموع : 6
ألا يا انْعَمي أطلالُ خنساءَ وانْعمي
ألا يا انْعَمي أطلالُ خنساءَ وانْعمي / صباحاً وإمساءً وإنْ لم تَكلَّمي
ولا زلتِ في أرواقِ واهيةِ الكُلى / هَتُولٍ متى تُبْسِسْ بها الريحُ تُرزِمِ
عهدْنا بها الخنساءَ أيامَ ما ترى / لخنساءَ مِثلاً والنَّوى لم تَخرَّمِ
وخنساءُ مِخماصُ الوِشاحَيْنِ خَطْوُها / إلى الزوجِ أقتارٌ خُطى المُتجشِّمِ
ينوءُ بخَصْرَيْها إذا ما تأوَّدتْ / نقا عُجمةٍ في صَعدةٍ لم تُوصَّمِ
خليليَّ من دونِ الأخلاّءِ قد ونَتْ / عصا البينِ هلْ في البَينِ من مُتكلِّمِ
ألِمّا نُسائلْ قبلَ أن ترمي النَّوى / بنافذةٍ نَبْضَ الفؤادِ المُتيَّمِ
يقفْ عاشقٌ لم يبقَ من روحِ نفسِهِ / ولا عقلِهِ المسلوبِ غيرَ التوهُّمِ
وما تركَ اللائي يُرَيِّشْنَ صِيغةً / هيَ الموتُ من لحمٍ عليهِ ولا دمِ
إذا هنَّ أحْذَيْنَ المراوِدَ بعدَما / رقَدْنَ إلى قرنِ الضحى المُتجرِّمِ
عيونُ المها أو مثلَها سقطَتْ لها / وأعيُنُ أرآمٍ صَرائدَ أسهُمِ
كما أصردَتْ حِضنَيْ جميلٍ وقبلَهُ / عُرَيَّةَ والبَكّاءةَ المُترنَّمِ
رمتْهُ أناةٌ من ربيعةِ عامرٍ / نَؤومُ الضحى في مأتمٍ أيَّ مأتمِ
وجاءَ كخَوطِ البانِ لا مُتتَرِّعاً / ولكنْ بخلْقَيْهِ وقارٍ ومِيسَمِ
فقالَ صباحٌ قُلنَ غيرَ فواحشٍ / صباحاً وما إنْ قلنَ غيرَ التذمُّمِ
فأنشدَ مشعوفاً بهندٍ وأهلِها / نشيداً كخُشّابِ العراقِ المُنظَّمِ
وقُلنَ لها سرّاً وقَيْناكِ لا يَرُحْ / صحيحاً وإنْ لم تقتليهِ فألْمِمي
فأدنَتْ قناعاً دونَهُ الشمسُ واتَّقتْ / بأحسنِ موصولَيْنِ كفٌّ ومِعصَمِ
فراحَ ابنُ عَجِلانَ الغوِيُّ بحاجةٍ / يُجاوبُ قُمْرِيَّ الحَمامِ المُهيَّمِ
وراحَ وما يدري أفي طلقةِ الضحى / تَروَّحَ أو داجٍ منَ الليلِ مُظلمِ
وأغيدَ من طولِ السُّرى برَّحَتْ بهِ / أفنانيُ نَهّاضٍ على الأيْنِ مِرْجَمِ
وأقتالُهُ من مَنكبَيْهِ كأنّها / نوادرُ أعناقٍ رِبابةُ مُسْهِمِ
خواضعُ يَسْتَدِمينَ في كلِّ خِلقةٍ / لوَتْها بكفَّيْهِ كِلابُ المُخشِّمِ
وأدراجِ ليلٍ بعدَ ليلٍ يجوبُهُ / بهِ زَورُ أسفارٍ متى تُمسِ تُجذِمِ
سرَيْتُ بهِ حتى إذا ما تمزّقتْ / توالي الدُّجى عن واضحِ الليلِ مُعْلِمِ
أنخْنا فلمّا أفرغَتْ في دماغِهِ / وعينَيْهِ كأسُ النومِ قلتُ لهُ قُمِ
فما قامَ إلاّ بينَ أيدٍ تُقيمُهُ / كما عطفَتْ ريحُ الصَّبا عودَ ساسَمِ
خطا الكُرهَ مغلوباً كأنَّ لسانَهُ / لِما ردَّ من رجْعٍ لسانُ المُبَرْسَمِ
وودَّ بوُسْطى الخمسِ منهُ لو اننا / رحَلْنا وقُلنا في المَناخِ لهُ نَمِ
فلمّا تغشّاهُ على الرحْلِ ينثَني / مُسالَيْهِ عنهُ في وراءٍ ومُقْدَمِ
ضمَمْنا جناحَيْهِ بكلِّ شِمِلَّةٍ / ومُرتَقِبِ اليُمنى كَتُومِ التزَغُّمِ
فأضحى وما يدري بأيّةِ بلدةٍ / ولا أينَ منها مَيدةٌ لمْ تُصرَّمِ
يخِرُّ حِيالَ المَنكِبَيْنِ كأنّهُ / نَخيعٌ على ذي قوةٍ مُتَغَمْغِمِ
أَميمُ كرىً أثْأى بهِ خطَلُ السُّرى / وهَيْجات عُرْيانِ الأشاجعِ شَيْظَمِ
ومنهنَّ تحتَ الرحْلِ جلْسٌ جعلْنَها / دواءً لنجوى الطارقِ المُتنوِّمِ
إذا المُنقِياتُ العِيدُ بلَّغْنَ أرقَلَتْ / على الأيْنِ إرقالَ الفَنيقِ المُسدَّمِ
كأنَّ السُّرى ينجابُ في كلِّ ليلةٍ / إلى الصبحِ عن نازِي الحماتَيْنِ صِلدِمِ
رعى الرملَ حتى استنَّ كلُّ مُزمزِمٍ / على الشاةِ محبوكِ الذراعينِ كلْدِمِ
شُوَيْقٍ رعى الأنداءِ حتى تعذَّرتْ / مَجاني اللِّوى من كوكبٍ مُتضرِّمِ
وآضَتْ بقايا كلِّ ثمْلٍ كأنّها / عُصارةُ فَظٍّ أو دُوافةُ كُرْكُمِ
وهاجَتْ منض الغَورَيْنِ غَورَيْ تِهامةٍ / نواشطُ يهجمْن الحصى كلّ مَهجَمِ
فلمّا رأى الشمسَ التي طالَ يومُها / عليهِ دنتْ قالتْ لهُ أرضُهُ ارغَمي
جمى قلقٌ سهلُ الجِراءِ إذا جرى / طغا ثبت ما تحتَ اللِّبانِ المُقدَّمِ
يُشِعْنَ إذا شقَّتْ عصاً يغتبِطْنَهُ / يداهُ وإنْ يُدركْ قَطاهُنَّ يَكْدِمِ
يحيدُ ويخشى عازِبِيّاً كأنّهُ / ذُؤالةُ في شِمطاطِهِ المُتخذّمِ
ترى رزقَهُ يوماً بيومٍ وإنّما / غِناهُ إذا استغنى بفِلْقٍ وأسهُمِ
مُقِيتاً على صُلْتِ الهوادي كأنّها / مُخَطَّطةٌ زُرقاً أعِنّةُ مُؤْدِمِ
رمى مِرفَقَ الدنيا فأرسلَ جوفُها / إلى جوفِ أخرى مائراً لم يُثلَمِ
فذاكَ الذي شبَّهتُ حرفاً شبيهةً / بهِ يومَ أُبْنا بعدَ حَمْسٍ مُقحَّمِ
تُقاسي الفِجاجَ اللامعاتِ وتَغتلي / بأتْلَعَ مسفوح العَلابِيّ شَجْعَمِ
إلى جعفرٍ أطوي بها الليلَ والفلا / إلى سَبِطِ المعروفِ غيرِ مُذمَّمِ
يُغالى بها شهرانِ وهْيَ مُغِذّةٌ / إلى مُستقلٍّ بالنوائبِ خِضْرِمِ
وقال رفيقاكَ اللذانَ تجشَّما سُرى الليلِ / من يَجشَمْ سُرى الليلِ يَجشَمِ
وأيدي المَهاري في فَيافٍ عريضةٍ / هوابطَ من اخرى تَغلَّى وترتمي
لَعمري لقد أبعدتَ همّاً ومَنْسِماً / وكم من غِنىً من بعدِ هَمٍّ ومَنسِمِ
فقلتُ لهمْ إنّي امرؤ ليسَ همَّتي / ولا طلبي حظّي بأدنى التَّهَمُّمِ
فلا تُكثروا لَومي فليسَ أخوكُما / بلَوّامِ أصحابٍ ولا بالمُلَوَّمِ
لعلَّكُما أنْ تسلَما وتَصاحبا / بعافيةٍ من يصحَبِ اللهُ يَسلَمِ
وإنْ تُرْقِيا ريبَ المنونِ وتُقْدِما / على جعفرٍ تَسْتوجِبا خيرَ مَقْدَمِ
وتعترِفا وجهاً أغَرَ وتنزِلا / على سَعةٍ بالماجدِ المُتكرِّمِ
بأبيضَ نَهّاضٍ إلى سُورِ العُلى / جراثيمُ يخطوها فتىً غيرُ توأمِ
أأبكاكَ رسمُ المنزلِ المُتقادمِ
أأبكاكَ رسمُ المنزلِ المُتقادمِ / بأمْراسَ أقوى من حلولِ الأصارمِ
وجرَّتْ بها العَصرَيْنِ كلُّ مُطلّةٍ / جَنونٍ ومَوجٍ طَمَّ فوقَ الجراثِمِ
إلى دَبْرِ شمسٍ لم يدَعْ سنَنُ الصَّبا / ولا قصفُ زَمزامِ الأتِيِّ اللوالِمِ
سوى أنَّ دَوداةً مَلاعبَ صِبيةٍ / على مُستوى منْ بينَ تِيكَ المخارمِ
وأخلاقٍ أنواءٍ تَعاوَرُن مَرْبعاً / عليهنَّ رُوقاتُ القِيانِ الخوادمِ
سَجَوْنَ أديمَ الأرضِ حتى أحَلْنَهُ / دونَ المُفعِماتِ الغواشمِ
فأنتَ ترى منهنَّ شَدْواً تكلَّفتْ / بهِ لكَ آياتُ الرسومِ الطَّواسمِ
كما ضربَتْ وشماً يدا بارقِيّةٍ / بنَجرانَ أقْرَتْهُ ظهورَ المعاصمِ
أناءتْ ولم تُنضِجْ فأنتَ ترى لها / قروفاً نمَتْ منهنَّ دونَ البَراجمِ
إلى أذرُعٍ وشَّمْنَها فكأنّها / عَلاهُنَّ ذَرُّ المغْضَناتِ الرَّواهمِ
فأمرَتْ بها عيناكَ لمّا عرفْتَها / بمُبْتَدِرٍ نَظْمِ الفريدَيْنِ ساجمِ
غروباً وأجفاناً تفيضُ كأنما / همتْ من مرشاتِ الشنانٍ الهزائمِ
لعِرفانِكَ الرَّبْعَ الذي صدعَ العصا / بهِ البَين صَدعاً ليسَ بالمُتلائمِ
وقدْ كنتُ أدري أنَّ للبَينِ صَيحةً / على الحيِّ من يومٍ لنفسِكَ ضائمِ
كصيحتِهِ يومَ اللِّوى حينَ أشرفَتْ / بأسفلِ ذي بَيضٍ نعاجُ الصَّرائمِ
لبِسْنَ المُوشَّى العصْبَ ثمَّ خطَتْ بهِ / لِطافُ الكُلى بُدْنٌ عِراضُ المآكمِ
يُدَرِّينَ بالداري كلَّ عشيّةٍ / وحُمِّ المَداري كلّ أسحمَ فاحمِ
إذا هنَّ ساقَطْنَ الأحاديثَ للفتى / سِقاطَ حصى المَرجانِ من كفِّ ناظمِ
رمَيْنَ فأنفَذْنَ القلوبَ ولا ترى / دماً مائراً إلا جوىً في الحَيازمِ
وخبَّرَكِ الواشونَ ألاّ أحبُّكمْ / بلى وستورِ اللهِ ذاتِ المحارمِ
أصُدُّ وما الهجرُ الذي تحسبينَهُ / عزاءً بنا إلاّ ابتِلاعَ العَلاقمِ
حَياءً وبُقْياً أن تشيعَ نَميمةٌ / بنا وبكمْ أُفٍّ لأهلِ النَّمائمِ
أما إنّهُ لوْ كانَ غيركَ أرقلَتْ / إليهِ القَنا بالمُرهفَاتِ اللهاذمِ
ولكنْ وبيتِ اللهِ ما طَلَّ مسلماً / كغُرِّ الثنايا واضحاتِ المَلاغمِ
إذا ما بدَتْ يوماً علاقاءُ أو بَدا / أبو توأمٍ أو شِمتَ دَيرَ ابنِ عاصمِ
قياسرَ شِيعتْ بالهِناءِ وصُتّمَتْ / مصَفّقةَ الأقيانِ قَينِ الجماجمِ
يُرَجِّعْنَ من رُقْشٍ إذا ما أسلْنَها / وقَرْقَرْنَ أوْعَتْها جِراءُ الغَلاصمِ
بكيتَ وأذريتَ الدموعَ صَبابةً / وشوقاً ولا يقضي لُبانةَ هائمِ
كأنْ لم أُبرِّحْ بالغَيورِ وأقتَتِلْ / بتَفتيرِ أبصارِ الصِّحاحِ السقائمِ
ولمْ ألهُ بالحِدْثِ الألَفِّ الذي لهُ / غدائرُ لم يُحرمْنَ فارَ اللطائمِ
إذِ اللهوُ يَطْبِيني وإذا استَمِيلُهُ / بمُحْلَوْلَكِ الفَودَيْنِ وحْفِ المقادمِ
وإذ أنا مُنقادٌ لكلِّ مُقَوَّدٍ / إلى اللهوِ حَلاّفِ البَطالاتِ آثمِ
مُهينِ المطايا مُتلِفٍ غيرَ أنّني / على هُلْكِ ما أتلفتُهُ غيرُ نادمِ
أرى خيرَ يومَيَّ الخَسيسَ وإنْ غلا / بيَ اللؤمُ لم أحفِلْ ملامةَ لائمِ
فإنَّ دماً لو تعلمينَ جَنَيْتِهِ / على الحيِّ جاني مثلِهِ غيرُ سالمِ
ألم تَرَني والعلجَ في السُّوق بيننا
ألم تَرَني والعلجَ في السُّوق بيننا / مناوشةٌ في بيعنا وتلاطمُ
رأى بكراتٍ بالياتٍ تساوَكتْ / بها ذهبتْ من دونهنَّ الدَّراهمُ
أسلتُ دماءَ العلج من أُمِّ رأسهِ / بمنحوتةٍ تستكُّ منها الخياشمُ
تعمَّد حلْقي من يدَيه بعصره / محلّجة تنهدُّ منها اللَّهازمُ
وشوَّصَني تشويصةً خلتُ أنَّها / ستأتي على نفسي فها أنا سالمُ
وفاتَ الحسامُ العضبُ رجعة طَرفه / وولَّيت عنه غارماً وهو غانمُ
ورحتُ إلى ظلٍّ ظليلٍ ومنظرٍ / أنيق وما يهواه لاهٍ وطاعمُ
وزيتيَّة صهباء أخرج كرمَها / لشاربها ن جنَّة الخلد آدمُ
وتاهتْ بألباب النَّدامَى خُشيبة / بها عند تحريك الحبالِ غماغمُ
إذا ظالمٌ أنحَى عليها بكفِّه / أماتَ وأحيَا من يغنِّيه ظالمُ
فبتُّ وندماني فريقان قاعدٌ / من السُّكر في عيني وآخرَ قائمُ
وأصبحتُ في يومٍ من الشَّرِّ كالحٍ / كأنِّي فيما كنتُ بالأمسِ حالمُ
تقولُ لي الصّبيانُ إنَّك راذِمٌ / ورغميَ فيما قيل إنَّك راذِمُ
فقلتُ لهم خلُّو الطريقَ فإنني / كريم نَماني الصَّالحون الأكارمُ
لئن كانت الوجعاء منِّي فربَّما / يخون الفتَى وجعاؤه وهوَ نائمُ
أما في خفوق الشَّرْب أن يحمل الأذَى / ويكرم عن نشر القبيحِ المُنادمُ
ويستأنف النّدمان أُنساً مجدَّدا / فيرفعُ مَعْ رفع النَّبيذِ الملاوِمُ
جزى اللَه أيام الفراق ملامة
جزى اللَه أيام الفراق ملامة / ألا كلُّ أيام الفراق مليم
فيا عجبا من قاتل لي أوده / أشاط دمي شخص عليَّ كريم
سقى اللَه أياما تلاقين هامتي / بري فكانت قبلهن تحوم
وقد طالعتنا يوم أسفل عالجٍ / كذوب المنى السائلين حروم
رمتني وستر اللَه بيني وبينها / عشية آرام الكناس رميمُ
ألا ربَّ يوم لو رمتني رميتها / ولكن عهدي بالنضال قديم
يرى الناس أني قد سلوت وأنني / لمرمي أحناء الضلوع سقيم
رميم التي قالت لجارات بيتها / ضمنت لكم ألا يزال يهيم
ونحن ضربنا الزرد بالسيف ضربة
ونحن ضربنا الزرد بالسيف ضربة / فلما ضربنا الزرد لم يتكلم
وإنا لمما نضرب الكبش ضربة / على رأسه نلقي اللسان من الفمِ
فقلتُ لها يا أمَّ بيضاء إنه
فقلتُ لها يا أمَّ بيضاء إنه / هُريق شبابي واستشن أديمي