المجموع : 9
أبنِ بعد إخفاء الأسى ما تكتما
أبنِ بعد إخفاء الأسى ما تكتما / هو الحق أولى أن يقال فيعلما
أرى الظلم مهما طال كان مقوضا / وباغيه مهما عاش كان مذمما
فلولا تقى الرحمن حاكت يراعتي / لصاحبه ثوبا من الذم معلما
لوا قواف تؤثر الفضل والنهى / لا سقيته منها الزعاف المسمما
صفعت بها وجه الظلوم مجاذفا / ولو كان في الخلق المليك الغشما
وما زلت أصليه الهجاء ونارَهُ / وأنكبه حتى يموت فيج
أيرجو بياني بعد أن عم جوره / ويأمل تمداح القصائد بع
وفيم اعتقال الرمح في باحة الوغى / إذا كان شعري مشرفيا مص
وليس لدي الأملاك الا مواكب / تخب فتعشى الناظر المتوس
يسيرون والاجلال حتى تخالهم / من الوهم في أفق الجلالة أنج
وما اعتقلوا يوماً قناة ولهذما / ولا حملوا يوماً إلى الحرب مخذ
ولا جشموا نفساً لصد كتيبة / وأحرى بنفس الصيّد أن تتجش
كأن نفوس المالكين كواعب / تدلُّ فدأب أن تجور وتظ
صدقتك الا عادلون اذا بدوا / أضاؤا من الايام ما كان مظ
حماةَ الرعايا والذين إذا سطوا / أثاروا عجاجا للمقانب أق
يراق دم الاجناد حول عروشكم / مخافة أن تخوى وأن تتهض
ولولا خنوع في الرعايا لغادروا / عروشكم تحكى الزجاج المح
وددت لو اني مثل جابون ثائراً / فأوقظ قوماً غافلين ونو
أرى أن شعبي أصدق الخلق عزمةً / وأرفعهم نفساً وأعرقهم
أنادى على الدستور حتى يجيبني / وحتى يلبي الصوت من كان أبك
ومن بات في ظلم وجادل نفسه / وكان شجاعا إن رأي الموت أقد
حببتك يا رب الخلافة مثلما / حببت فروقاً أن تسود وتعظما
أودُّ لك التاج المرصع والعلى / وأرضاك ليثاً للخلافة هيصما
وَليسَ نكيرا أن نراك غضنفراً / يصول بمصقول اذا هز صمما
وِليتَ بلادا حلَّق الجور فوقها / وحطَّ عليها كالعقابِ فخيما
تناويء فيها الحادثاتُ أديبَها / وتنبذ منها الحاذقَ المتعلما
إذا لم تداركها برأي وحكمة / تبيت لفتاح الممالك مغنما
بحيث يكون الملك فرعا مشذبا / وحيث يصير التاج نهبا مقسما
هناك يبيد اللَه شعبك مثلما / أبادت صروف الدهر طسما وجرهما
جدودك قد شادوا الخلافة فاحتفظ / عليها والا خيف أن تتهدما
فهل لك أن تُجري العدالة بينهم / فيلهج بالشكران من كان مسلما
دع العلم يفشو في البلاد لعله / يكون لادراك السعادة سلما
وأقص الجواسيس الذين تألبوا / على ضفة البسفور جيشاً عرمرما
اذا جاء يوم المرء ليس بنافع / توقيّه مقدورا عليه محتما
وليس بمُجدٍ ان يحاط بجحفل / يقيه الردى حتى يصحَّ ويسلما
أرى مصر قد نالت من العدل قسطها / فصارت فِناءً للعباد ميمما
بها القوم في ظل من العدل سابغ / يجازون بالشكران من كان منعما
يصوغون حمدا للأمير مفوفا / ويهدون دراً في ثناه منظما
أتيتك يا ملِيَا وما ليَ حاجةٌ
أتيتك يا ملِيَا وما ليَ حاجةٌ / سوى أنَّ لي قلباً لديكِ يُقِيمُ
إليكِ صبت نفسي فأرسلني الهوى / وخيرُ رسولٍ للحبيب نسيم
لقد راح مفتونا بكف ومعصم
لقد راح مفتونا بكف ومعصم / وضل لوجد في الفؤاد مكتم
وقد زال ما بالشيخ من أنف العلى / وبان اصفرار الذل في أنف مرغم
لقد حكمت فيه شريعة أحمد / فباء من الدنيا بأسوأ مغرم
أجدك من يكند إلى اللَه لم يسد / ومن يقترف وزر ابن يوسف يرجم
خذوه نكالا فالقصاص لمثله / حياة لبكر في العفاف وأيم
ولو كان من رهط النبيّ وآله / لأصبح أحراهم بغدر ابن ملجم
ولو كان مثل الشيخ في حيّ هاشم / لأنحوا عليه بالجراز المصمم
وأضحوا وأمسوا مرهفين سيوفهم / بحيث الطلى تفرى بعضب ومخذم
وحيث الرماح الزرق يصبغها دم / يجارى ملث الودق في كل مخرم
وباتت قلوب القوم حرَّى صواديا / إلى دمُ مغرٍ للعقائل مجرم
ولا كان الا مثل شلو مقطع / ولا بات الا مثل نهب مقسم
يحاول أن يعزى إلى فرع هاشم / وهل يستوي فرعا حسيب وأعجم
لئن ناضل الشرع الحنيف فحسبه / هواناً ومن يعتدَّ بالشرع يكرم
أحاجيك هل أبناء يسَّي ونسله / كأبناء بحر بالنبوة خضرم
جرى فيهم ماء النبوة فارتوى / به العود حتى دبَّ في اللحم والدم
تركت قلوب المسلمين لما بها / مؤججة مثل الحريق المضرم
وما أخضل الاسلام حتى فجعته / بداهية أخنت على الطهر صيلم
إلى أن قضى قاضي الشريعة حكمه / بقول كما تهوى الشريعة محكم
أبان بأن الاصل من جذم ألكد / فان كنت لم تعلم بأصلك فاعلم
وان شئت أن تزداد هجوا فانما / مساويك لا تحصى بطرس ومرقم
قضاة رسول اللَه لن يتبعوا الهوى / ولن يقبلوا في اللَه لوماً للوّم
أولئك أنصار النبيّ ودينه / وأعوان خير الخلق في كل معظم
أناخ على الشرع الشريف بكلكل
أناخ على الشرع الشريف بكلكل / وم يستهن بالشرع يوطأ بمنسم
ولو كان هذا الوزر وزر معصب / لهان ولكن وزر شيخ معمم
إلامَ أُرى نفسي سرابا من الوهم
إلامَ أُرى نفسي سرابا من الوهم / وحتامَ نرضى بالمقادير في الحكم
رجونا الليالي وهي خادعة لنا / فلم تعطنا الا أمانيَّ كالحلم
ولسنا وإن كنا على الهم عكفَّا / بأول من أخنت عليهم يد الهم
فهل لهلال ان يريش جناحنا / فننهض عن وكر الخصاصة والعدم
كريم اذا عد الكرام شآهمُ / وفاتهمُ بالمجد والحسب الجمّ
أيا سيد الآداب عذراً فانما / يراعى جدير في رحابك بالحطم
يخط القوافي وهو يعلم انها / إلى ربها تهدى فخذها على علم
وما حال عانٍ انت تعلم حزنه / لربة بيت شفها مضض السقم
تذوب من الادواء حتى كأنها / تبين بلا روح وتخفى بلا جسم
قضت عمرها تشكو سقاماً رمت بها / فما غادرت منها سوى الجلد والعظم
تراني فتبكي والطبيب حيالها / يحتم أن الموت صار من الحتم
اذا جاء أمر اللَه فالطب عاجز / وكل دواءٍ سيغَ حالَ إلى سم
ولست أذمّ الدهرَ إن خطوبهُ / لتصغر في عيني عن الهجو والذم
لك اللَه صباً ما برحت متيما
لك اللَه صباً ما برحت متيما / أفق قبل أن ينأى الحبيب فتسقما
شغفت بذات القرط يوم رحيلها / وقد سترت كفاعليك ومعصما
وشاقك منها حسن قدّ مقوم / من اللين يحكى السمهري المقوما
وصورت فيها ابن المهاة وروعه / اذا حل وسط الغاب يرقب ضيغما
ورحت لجرّاها جويا مسهدا / يعالج وجداً همَّ أن يتضرما
وحاولت كتم الشجو والشجو بين / كما حاول المحزون ان يتبسما
حنانا على دمع مصون بذلته / ورفقاً بقلب صار نهباً مقسما
فظلم الغواني للمحبين لم يكن / عجيباً فدأب أن تجور وتظلما
تخال قلوب الوامقين لحومها / على حسنها طيراً على النهل حوّما
متى خص قلب ابن الكناس برحمة / اذا كان قلب ابن العرينة أرحما
تحملت أعباء الصبابة يافعا / وجشمت قلبي في الهوى ما تجشما
فلله موموق تكاد ضلوعه / تعد فيبدو تحتها ما تكتما
طريح براه الشوق فوق وساده / وخلفه الوجد المبرح أعظما
يحاول شكر العائدين فلم يجد / له نفساً ان هم ان يتكلما
سلوا اللَه عني وهو أعلم غفوة / لعلي أرى ليلى إذا الطرف هوَّ ما
لئن ساءها التسليم خيفة أهلها / فما ساء طيف أن يزور مسلما
أسيرةَ حجليها وليست سبيةً / وإن رسفت مثل المصفد فيهما
بربكُ ما يرضيكُ اني جاهل / بقصدك هل بلغتنيه فأعلما
الى كم أعادي من جلالك عذلا / ويبغض قلبي في غرامك لوما
تراب لهم من عاذلين كواشح / تمنوا لعهد الحب ان يتصرما
خذي قصبات السبق مني فما لها / من القوم غيرى بات بالسبق مغرما
سجية من لم يرض بالشمس موطئا / ونجم الثريا تحت رجليه منسما
وما انا ممن يعشق الغيد قلبه / ويجعل فيهن النسيب مقدما
ولكن هو التشبيب قد بات عادة / يقدم في وصف الكواعب والدمى
لأمر احب البدر غير مقنع / وابغض بدراً بالجهام ملثما
اذا الظبية ارتاعت صبوت إلى طلى / هو الحسن طرفا والمحاسن مبسما
تشنف آذاني بدرّ منثر / فيجعله مدح الأمير منظما
طلعت أمير النيل طلعة فرقد / أضاء فراق الناظر المتوسما
جرت بك فلك لو رأتك لأبصرت / خضما عليها يحمل المجد مفعما
تهادت كما تمشى العروس لخدرها / تجر بردفيها الوشاح المسهما
ترى صاحب التاج المرصع فوقه / وتبصر ليثاً للخلافة هيصما
وما زلت بالاقباط حتى تغلبوا / على الدير فارتاح المسيح بن مريما
رعاه أمير المؤمنين بناظر / عن المصطفى يرعى الخطيم وزمزما
تجلى على الدنيا فأشرق وجهها / وضاء من الايام ما كان اقتما
اجل ملوك الارض في السلم سدة / وأموجهم في الحرب جيشاً عرمرما
فلا زال يحميها بكل غضنفر / يصول بمصقول اذا سل صمما
ولا زلت يا عبد الحميد موفقاً / بنصرك يدعو كل من كان مسلما
ولا زلت يا عباس تحمي لواءه / وتنشره اني رحلت وأينما
هي الآس والريحان والوردة التي
هي الآس والريحان والوردة التي / يطيب لنفس العاشقين شميمها
إذا خطرت مِليَا تنسمتَ روضة / من الحسن لا يخفى عليك نسيمها
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم / الى كم ننادي والخلائق هوم
أحب بلادي أن يكون غنيها / كثير الندى يعزى اليه التكرم
أغير بلاد النيل أرض خصيبة / تجود فلا يشكو الخصاصة معدم
فلا بعد هذي الارض للناس مربع / ولا بعد هذي الدار للخلق مغنم
بلاد رقت تبغي المجرة والسهى / وليس لها الا من العلم سلّم
سراة بلاد النيل فيم تأخر / وعهدي بقومي في الخطوب التقدم
نيروا بلاداً حلق الجهل فوقها / لينجاب عن وجه البلاد التجهم
ترضون ان يسطو من الغرب مخلب / على مصر او يعلو على الرأس منسم
نيتم قصوراً شاهقات تمثلث / جبال شروري دونها ويلملم
لم تبتنوا كليّة يستقى بها / رضيع فيحيى او وضيع فيعظم
ضعتم عليّاً وهو نبع ثرائكم / وأخفيتمُ للفضل ما ليس يكتم
كم سار فيكم والعدو محلق / وكم ذاد عنكم والوشيج مقوم
أواصف هذي شيمة عربية / بتمداحها شعري يصاغ وينظم
نهضت فأخجلت القعود بنهضة / يهش لها وجه البنين ويبسم
لنا كل يوم من أياديك نعمة / تتيه بها الدنيا ورزق يقسم
تجود بألف والسراة هواجد / وما لهمُ فيها من الجود درهم
بخٍ يا ابن من سار العباد بذكرهم / وسار مديحي اثرهم حيث يمموا
يحب حصيف القوم علماً وحكمة / وهمُّ جهول القوم ثوب ومطعم
قرنت بهذا الفضل خير قرينة / لها ثوب فضل بالمحامد معلم
نظرتُ اليها من خلال عطائها / ولم يبد وجهٌ بالعفاف ملثم
فلا زلتما بدرين في أفق العلى / تنيران ما غنى من الطير أعجم
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما / خلقت أذىً أم كنت شرّاً مجسما
نريد لك الخير الكثير تكرما / وخلقك يأبى ان تكون مكرما
فغدر واخلاف وكذب وخسة / ونفس ترى نهب الرذائل مغنما
يبين عليك اللؤم في كل حادث / تهم اليه حاسراً ومعمما
تصول على الاموات بين قبورهم / ولو كنت تجزيهم بكيت لهم دما
وتنحى على الاوطان بالقلم الذي / بريت فلا ترعى ذماراً ولا حمى
يراع اذا جردته للاذرى انبرى / وان سل في خير نبا وتثلما
وكنا رجونا الخير منك وغرنا / دهاك فقلنا عله قد تقوما
اذا أنت كالجمر الذي كان خامداً / فلما سرت ريح عليه تضرما
وأصبحت كالأفعى استكنت بحجرها / فلما سعت مجّت لعاباً مسمما
فمهلاً رويداً ان للحق صارماً / صقيلاً اذا ما هز فوقك صمما
من اليوم فليرجمك من كان مؤمناً / وان مت فليلعنك من كان مسلما
تبوأ من الدنيا المخازي وانتظر / اذا قيل في الاخرى تبوأ جهنما