ألفت السرى والقلب بالوجد مضرم
ألفت السرى والقلب بالوجد مضرم / فأنجذ طوراً بالركاب وأتهم
وما زلت والأجفان بالدمع تسجم / أقول لركبٍ حيث بانوا ويمموا
سراعاً إلى الزوراء عوجوا وألمموا /
هو الطور لا برق الأماني خلب / لديه ولا ركب الرجاء مخيب
أحباي مالي في سوىالطور مطلب / إذا جئتم من جانب الكرخ غربوا
إلى الطور حث النور يبدو ويكتم /
هناك طود المكرمات وطورها / وأفق المعالي المشرقات بدورها
فأنتم إذا الزوراء لاحت قصورها / قفوا حيث نار الطور أشرق نورها
ولاح سناها والظلام مخيم /
به كل غم للمرجين يفرج / إذا ضاق للأرزاق في الدهر منهج
فياجيرتي بالركب للكرخ عرجوا / وحيث ترآى نور موسى فأدلجوا
إليه مع السارين والليل مظلم /
ولا تعدلوا عن طور سيناء عندما / ترآى وسحوا أدمع العيون عندما
سألتكم يا أهل ودي تكرما / فقوا بي إذا ما جئتم ذروة الحمى
على قبر موسى والجواد وسلموا /
ولوذوا بهاتيك المعالم كلما / لأحشائكم سيف النوائب كلما
وطوفوا احتراماً ثم أخفوا التكلما / على مرقد فيه ملائكة السما
تكون وجبريل الأمين المكرم /
كسته يد النور القديم غلالةً / فأمسى لأقمار الهداية هالةً
فكم ضم من خير البرايا سلالةً / ضريحٌ له يعنوا الضراح جلالةً
وينحط عنه العرش وهو المعظم /
به محكم الذكر العظيم قد انطوى / فأربى على الوادي المقدس في طوى
وطاول عرش الله فخراً بمن حوى / بل إنه عرشٌ على جنبه استوى
أناسٌ لعرش الله ركنٌ مقوم /
فهم أمن من يخشى عواقب جرمه / وهم سر ابداء الوجود وختمه
وهم حجج الرحمن مظهر حلمه / مهابط وحي الله خزان علمه
إليهم وفيهم كل فضل وعنهم /
كرامٌ أتى في الذكر تعظيم ذكرهم / وعم جميع الخلق فاضل برهم
وأنهم حقاً وشامخ ذكرهم / تراجمةٌ للوحي تجري بأمرهم
مقادير أمر الله بدءً وتختم /
أيرجع صفر الكف آمل نيلهم / وقد لاذ حياً تحت ظلهم
وهم خصب أبناء الرجا عام محلهم / بهاليل لا الراجي ندى فيض فضلهم
يخيب ولا اللاجي يخاف ويهضم /
بأنوارهم للحق قد كشف الغطا / وفي هديهم بأن الصواب من الخطاب
سرت عيس آمالي لهم تسرع الخطى / وأنهم باب الرجى لجج العطا
مناخ ذوي الآمال فيهم ومنهم /
كرامٌ كرام الرسل لم تحذ حذوهم / فخاراً ولم تلحق لدى السبق شأوهم
ولما رأيت الفوز يتبع تلوهم / قصدت ويممت الركائب نحوهم
وحاشا وكلا أن يخيب الميمم /
تخفف أثقال الورى عن ظهورهم / إذا استظلوا تحت ظل قبورهم
بهم قدز كاحجري لطيب حجورهم / وهم أسرتي يعزى إلى فضل نورهم
وجودي وأني منهم وهم هم /
حثت لهم عيسى وأملت ردفهم / وللنجح في الدارين أعددت ودهم
ولما الدهر في الطوع عبدهم / أنحنت بهم رحلي والقيت عندهم
عصاي وحاشا أن مثلي يحرم /
نزلت بهم ضيفاً وأعددتهم حمى / وللضيف حقٌ أن يعز ويكرما
وعرضت للشكوى لهم متظلما / عسى أنني أحظى بهم ولعلما
وسوف أنال القصد منهم وأغنم /