المجموع : 6
كفى حزناً ألا أعاين بقعةً
كفى حزناً ألا أعاين بقعةً / من الأرض إلا زدت شوقاً إليكم
وأني متى ما طاب لي خفض عيشةٍ / تذكرت أياماً مضت لي لديكم
فنغص تذكاري لها طيب عيشتي / فقلت سيفني ذا فيأسي عليكم
إذا اشتد ما ألقاه هون علتي
إذا اشتد ما ألقاه هون علتي / رضاي بأن تحيا سليماً وأسقما
فيا من يزيل الخوف عني وفاؤه / بعهدي ومن لولاه لم أمس مغرما
أكان جميلاً أن تراني مهملاً / وتسكت عن أمري ونهيي تبرما
سأرعاك أن أكرمتني أو أهنتني / وحسبك نبلاً أن تهين وتكرما
وأني لأستحيي من اللَه أن أرى / ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
سآخذ من نفسي لنفسك حقها / وأصفح أن لم ترع عهدي تكرما
وما بي نفسي وحدها غير أنني / أصون خليلي أن يجور ويظلما
ولو قيل لي اختر نيله أو صلاحه / لآثرت أن يعصى هواي ويسلما
وقد كنت أولى بي من الشوق والهوى / وقد كنت أمضي في الضمير متمما
فما لي قد أبعدت حتى كأنني / عدوٌّ وقد كنت الحبيب المقدما
وقد كنت لا أرضى من النيل بالرضا
وقد كنت لا أرضى من النيل بالرضا / وأقبل ما فوق الرضا متلوما
فلما تفرقنا وشطت بنا النوى / قنعت بطيفٍ منك يأتي مسلما
فساعفني وهناً خيالك في الكرى / فزار وحيا ثم قام فسلما
بنفسي وأهلي من خيالٍ ألم بي / فداوى سقامي ثم بان فأسقما
فوا حسرتا لم أدر أنى أهتدى لنا / ولم أدر إذ ولى إلى أين يمما
رعاه ضمان اللَه في كل حالةٍ / وإن ذرفت عيني لفرقته دما
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما / يتوب إليك اليوم مما تقدما
فإن لم تصله رغبةً في وصاله / ولم تك مشتاقاً فصله تكرما
فقد والذي عافاك مما أبتلي به / تندم لو أرضاك أن يتندما
وباللَه ما كان الصدود الذي مضى / ملالاً ولا كان الجفاء تجهما
فلا تحر بن بالغدر من صد مكرهاً / وأظهر إعراضاً وأبدى تجهما
فلم يلهه عنك السلو وإنما / تأخر لما لم يجد متقدما
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى / ألم يك عن ما بي ضمير مترجما
وما زلت أستحيي من الناس أن أرى / ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
وباللَه ما حلت الغداة عن الذي / عهدت ولكن كنت إذا ذاك منعما
وقد ذاب قلبي اليوم شوقاً وصبوةً / إليك وما ترثي لقلبي منهما
فلا تتعجب أن تظلمت محوجاً / فقد حان للمظلوم أن يتظلما
أنزه في روض المحاسن مقلتي
أنزه في روض المحاسن مقلتي / وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه / يصب على الصخر الأصم تهدما
وينطق طرفي عن مترجم خاطري / فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم / فما أن أرى حباً صحيحاً مسلما