القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 5
كَفى الغرب فخراً أنه متقدمُ
كَفى الغرب فخراً أنه متقدمُ / وأنَّ له مالاً به يتنعمُ
وأن له في البر جيشاً عرمرماً / يماثله في البحر جيش عرمرمُ
نعم هو أرقى خطةً بشرية / سمت باتباع العلم والعلم سُلَّم
تَرقَّى فلمَّا اشتد ساعده عتا / وَبات يغيظ الشرقَ والشرق يكظم
يطيل على إِجحافه بحقوقه / سكوتاً كأَنَّ الشرق ليس له فم
فَيا أَيُّها الغرب المدلُّ بنفسه / رويدك ما هَذا الغرور المذمم
أَلَم يَكُ هَذا الشرق من قبل أَعصرٍ / مضت لك أستاذاً كبيراً يعلم
مَضى زمن للعلم والشرقُ زاهرٌ / بأَنواره والغرب إذ ذاك مظلم
فَكانَت سماء العلم في الشرق تحتوي / على أَنجم والغرب ما فيه أَنجم
وكان ظلام الجهل في الغرب عابساً / وكان ضياء العلم في الشرق يبسم
فَما كانَ يطغيه هناك رقيُّه / ولا يزدهيه أنه متقدم
فَيا غرب لا تجرح من الشرق قبله / بإيراد دعوى أنك اليوم أَعلم
رويدك لا تغترّ بالدهر إِن صفا / فَلَيس بباقٍ فيه بؤسى وأنعم
بِماذا تَرى أن ارتقاءك عهده / يدوم وأن الشرق لا يتقدم
أَتَزعم أن الشرق يلبث صاغراً / أمامك مغصوباً وأَنت المكرَّم
وَتَبقى عليه هَكَذا متسيطراً / تمص دم الأموال منه وتهضم
أَلا اصبر عليه نصف عصر فإنه / سيرقى به لو أنه منك يسلم
سينهض من بعد الخمول إلى العلى / ويُرجع مجداً دارساً ويتمِّم
نعم فسدت في الشرق بعض عروقه / ولكن بجسم الشرق ما فسد الدم
سترقى بلاد الشرق بعد انحطاطها / لَو اَنَّ بنيها اِستَيقَظوا وتعلَّموا
يَزول تماماً ما بها من تأخر / لَو اَنَّ حكومات البلاد تَنظِّم
هُنالك يحيا المجد من بعد موته / هنالك يبني العلم ما الجهل يهدم
فتمنحها عَن طيب نفس مجالساً / نيابيةً فيها العدالة تحكم
وإن هي لا تعطي الرعايا حقوقها / فإن الرعايا للحكومات ترغم
فتأخذ منها ما تريد بقوة / إذا اتحدت فهي الصواعق تحطم
وأما بقاء العلم عندك آلة / بها أنت تأتي ما تشاء فمبهم
لَقَد طالَ صبر الشرق يا غرب فازدجر / فإنك إن لم تزدجر سوف تندم
تهكمت بالشرق احتقاراً لأهله / فَيا غرب ما إن يفلح المتهكم
قصصت جناحيه وحملت ظهره / عنىً وهو لا يشكو ولا يتبرم
فآلمت قلب الشرق والشرق صابر / ولكن لحين يصبر المتألم
لقد ظن أهل الغرب أو بعض أهله / وبعض ظنون الناس والناس مأثم
بأن بقاء المسلمين جميعهم / على الجهل أعصاراً من الدين ينجم
لقد جهلوا الإسلام كل جهالة / فآذوه ذما شأن من ليس يفهم
وقالوا بنى الإسلام عمران أهله / زماناً وأما اليوم فهو يهدم
وعدوا من الأسباب وهي كثيرة / لديهم حجاب المسلمات واعظموا
وليس من الدين الحجاب لو أننا / رجعنا إلى أحكامه نتفهم
ولو كان نص قائل بوجوبه / ولا نص فيه حسبما أنا أعلم
نأوله حتى تقول بينه / وبين طريق العلم فهو المقدم
فقد صرح الأعلام من علمائنا / بما دونوا من كتبهم وتكلموا
بأن دليل العقل في كل مطلب / هو السيف في تحكيمه الأمر يحسم
وأن دليل النقل إن كان مانعاً / يُأَوَّل بالعقل الذي هو أحكم
ومنا الطلاق استقبحوه لأنه / يحل الرباط العائلي ويجذم
نعم قبحه إن لم يكن لاقتحامه / بواعث تقضى بالفراق مسلم
وأما إذا ما كان ثم تنافر / فإيقاعه بالطبع أولى وأسلم
وقد جعل الإسلام أمر بتاته / ثلاثاً ليكفي الوقت من هو يندم
وأما التعدي في الزواج لأربع / فمما أساءوا الظن فيه وأوهموا
نعم جوز القرآن ذاك لأهله / بشرط إذا راعوه فهو محرم
ألا وهو العدل الذي قد نفاه في / تعدده واللَه بالناس أعلم
فوسع فيه المسلمون سياسة / ليكثر طبق الحاجة النسل منهم
وأضربت عن باقي اعتراضاتهم فما / لها قوة يأتي لها الرد مسلم
فإن شتمونا بعد ذلك كله / فما نحن للقوم المسيئين نشتم
بكيت ولكن لا بكاء الغمائم
بكيت ولكن لا بكاء الغمائم / ونحتُ ولكن لا نواح الحمائمِ
فإن بكائي عن هوىً متحكمٍ / وإن نواحي عن غرامٍ ملازم
وما لغما ماطر عين مغرم / وما لحمام هادر قلب هائم
وهل ينفع الباكين شجوا بكاؤهم / إذا لم يصادف في الهوى قلب راحم
وكيف أخاف الدهر أو أرهب الردى / وقد لذت من صرف الزمان بعاصم
حلمت بان الدهر لي يتبسم
حلمت بان الدهر لي يتبسم / ورب شقى بالسعادة يحلم
فلما انقضى ليلي وعدت ليقظتي / رأيت نهاري عابسا يتجهم
يغم فؤادي اليوم ما فيه سلوة / ويقبض نفسي الليل ما فيه انجم
كأن نهاري صنو ليل يجنني / وليلي قبر ضيق الجوف مظلم
فسيان ليلي والنهار كلاهما / عليه ظلام من همومي مخيم
فليلي حتى يأتي اليوم اليل / ويومي حتى يأتي الليل ايوم
وللحر آلام كثار وانما / على قدر الاحساس يأتي التألم
لقد عاب اقوام على تبرمي / واي امرء يشقى ولا يتبرم
وليس على ضيم يقيم سوى الذي / اذا ناله ضيم فلا يتألم
ويغسل ادران السياسة كلها / من الارض كل الارض شيء هو الدم
عظيم من استولى على الناس كلهم / ولكن من استغنى عن الناس اعظم
هنالك مغرور يظن بانه / سيبقى بما في حوزه يتنعم
ويعتز بالصرح الذي شرفاته / حوته كأن الصرح لا يتهدم
وما الارض والانسان يجثم فوقها
وما الارض والانسان يجثم فوقها / سوى قطرة في الكون والكون عيلم
هناك نواميس بها انا عالم / واخرى على جهدي بها لست اعلم
وفي الكون سر يبتغى ان يذيعه / وليس لديه من فم يتكلم
واني منه فوق احقر بقعة / فكيف ولم افهمه عنه اترجم
وما انا شيء مثلما انت فاهمي / ولا انت شيء مثلما انا افهم
حسبنا من العرفان اوهام نفسنا / وليس عن العرفان يغني التوهم
وابصر ومضا نائيا وهوغامض / واسمع همسا دانيا وهو مبهم
هو الدهر او من قد توارى وراءه / يحطم ما يأتي ويبنى ويهدم
ويبرم قبل الصبح امرا برغبة / وينقض قبل الصبح ما هو مبرم
فقيل ضرورات وقيل مشيئة / وكل الذي قد قيل ظن مرجم
وفي القلب اشياء ولست اقولها / مخافة ان يطغى علي التهكم
الام اذا شط امرؤ ذو روية / كأني على اهل الروية قيم
وكائن ترى من طائش في فعاله / وبعد قليل يعتريه التندم
كأن الذي من فعله جاء نادما / الى نفسه من نفسه يتظلم
حذار فان الدهر منك بمرصد / اذا هو الفى غرة يتهجم
رأيت طريق السلم غير مقرب / وعلى طريق الحرب ادنى واقوم
ولا يستقل الشعب يوما بنفسه / اذا لم يكن للشعب جيش عرمرم
وما العيش الا طيب ومنغص / وما الارض الا جنة وجهنم
ثراء واملاق وعز وذلة / وفوز وحرمان وعرس ومأتم
اراك على مجد قضى متحدباً / كأم لطفل كان قد مات ترأم
بربك لا تمسس بايديك قرحتي / فانك ان ماسستها اتألم
يسائلني عن مذهبي وعقيدتي / فريق من الاشياخ ما انا منهم
فقلت لهم اما السؤال فبارد / واما جوابي فهو اني مسلم
ولكنني ما كنت يوما مقلدا / يرى ان حكم العقل في الدين مأتم
فما القلب مني بالسخافات مولع / ولا الرأس مني بالخرافات مفعم
ولم اك يوما بالإصابة واثقا / فاني في داج من الليل ارجم
جددت فما ارعاني القوم سمعهم / وليس وراء الجد الا التهكم
اولئك ناس طرفهم ذو غشاوة / عن الحق مهما حصحص الحق قد عموا
نظرت فكان الحب اول ما جنى
نظرت فكان الحب اول ما جنى / علي وكان الدمع من مقلتي يهمى
سرى من فؤادي نافذاً في حشاشتي / الى ان مشى في الجلد منى والعظم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025