القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَمرَك الأَندَلُسي الكل
المجموع : 5
لك الخير شأنُ الجفن يحرسُ عينَه
لك الخير شأنُ الجفن يحرسُ عينَه / وهذا بعين الله يحرس دائماً
تبيتُ له خمسُ الثريا مُعيذةً / تُقلِّدُه زُهرُ النجوم تمائما
فيا جفنُ لا تنفك في الحفظ دائما / وإن كنتَ في لجٍ من البحر عائما
تأمّل أطلال الهوى فَتألَّما
تأمّل أطلال الهوى فَتألَّما / وسيما الجوى والسقم منها تعلَّما
أخو زفرة هاجتْ له نارَ ذكرةٍ / فأنجدَ في شِعبِ الغرام وأتهما
هناء له ثغر الهدى يتبسَّمُ
هناء له ثغر الهدى يتبسَّمُ / وبشرى بها عَرْفُ الرضا يتنسَّمُ
تبسم ثغر الثغر عنها بشارة / فأَعْدَى ثغورَ الزهر منه التبسُّمُ
ولا عجب من مَبْسمِ الزهر في الربا / فللبرق من خلف السّحائب مَبْسِمُ
عنايةُ من أعطى الخليفة رتبةً / عليها النجومُ النَّيِّراتُ تُحَوِّمُ
فمنه استفاد الملك كلَّ غريبةٍ / تُخطَّ على صفح الزمان وتُرسَمُ
ومنه تلقى الهديَ كلُّ خليفةٍ / كأنّهُمُ ممّا أفاد تعلّموا
وكم من لواء في الفتوح نشرتَهُ / وللرعب جيش دونه يتقدَّمُ
فقل لملوك الأرض دونكمُ فقد / أُعَلَّم ما لا زال بالنصر يُعْلَمُ
تسامتْ به للنصر أشرفُ ذمةٍ / لها من رسول الله عهد مُكرَّمُ
وكم من جهادٍ قد أقمتَ فروضَهُ / يُزارُ به البيت العتيق وزمزمُ
وكم عزمةٍ جردت منها إلى العدا / حساماً به داءُ الضلالةِ يُحْسَمُ
وكم بيتِ مالٍ في الجهادِ بذلتَه / وأقرضت منه اللهَ ما اللهُ يَعْلمُ
وكم ليلةٍ قد جئت فيها بليلةٍ / من النَّقع فيها للأسنّة أَنْجُمُ
سهرتَ بها والله يكتب أجرَها / تُؤمِّن فيها الخلْق والخلق نُوَّمُ
وفوقك من سعدٍ لواءٌ مُشَهَّرٌ / ودونك من عزم حسامٌ مُصمِّمُ
إذا أنت جهزت الجياد لغارة / فإن صباح الحي أغبرُ أقتمُ
فَمن أشهبٍ مهما يكُرُّ رأَيتَهُ / صباحاً بليل النقع لا يُتكتَّمُ
وأحمرَ قد أذكى به البأسُ جذوةً / إذا ابتل النقع لا يُتكتَّمُ
وأَشقرَ أعدى البرقَ لوناً وسرعةً / ولكنْ له دون البروق التقدُّمُ
وأصفرَ في لون العشيِّ وذيلُهُ / وَلَوْنُ الذي بعد العشيةَ يُعلَمُ
وأدهمَ مثلِ الليل والبدرُ غُرّةٌ / وبالشهب في حَلْي المقلَّد مُلْجَمُ
وأشهبَ كالقرطاس قد خطَّ صفحَهُ / كتابٌ من النصر المؤزَر مُحكَمُ
ورُبَّ جلادٍ في جدالٍ سطرتَهُ / يراعُ القنا فيه تخطُّ وترسُمُ
وقام خطيب السيف فوق رُؤوسهم / فأعجب منه أعجمٌ يتكلَّمُ
فكم من رؤوس عن جسوم أزالها / فأثكلَ منها كل باغٍ يُجَسَّمُ
وزرقِ عيونِ للأسنة قد بكت / ولا دمعَ إلاّ ما أسيل به الدمُ
ونهر حسامٍ كلما أغرق العدا / تلقتهم منه سريعاً جهنّمُ
فأصْلَيْتَ عُبَّادَ المسيح من الوغى / سعيراً به يرضى المسيحُ ومريمُ
أبرَّ من التثليث بالله وحَدَه / فمن يعتصمُ بالله فالله يعصِمُ
ونَبِّهُ سيوفاً ماضيات على العدا / وخَلِّ جفونَ المرهفات تُهَوِّمُ
ولله من شهر الصيامِ مُوَدعٌ / على كلِّ محتوم السعادة يكرُمُ
تنزًّل فيه الذكْرُ من عنْدِ ربّنا / فَيُبْدَأُ بالذكر الجميل ويُخْتَمُ
ولله فيه من ليال منيرةٍ / أضاء بنور الوحي منهن مظلمُ
وصابت سحاب الدمع يُمْحَى بمائها / من الصُّحف أوزار تُخطُّ ومأثمُ
ولله فيه ليلة القدر قد غدت / على ألف شهر في الثواب تُقَدَّمُ
تبيتُ بها حتى الصباح بإذنه / ملائكةُ السَّبعِ الطباقِ تُسلِّمُ
وبشرى بعيد الفطر أيمن قادم / عليك بمجموع البشائر يَقْدّمُ
جعلتَ قراه سنة نبويّة / لها في شعار الدين قدر معظّمُ
وفي دعواتٍ للإله رفعتَها / تُسَّدُ منها للإجابة أَسهُمُ
وفي كلّ يمنٍ من محيَّاك قرةٌ / وفي كلِّ كفٍّ من نوالِكَ أَنعُمُ
إذا أنت لم تفخرْ بما أنت أهلُه / فلا أبصرَ المصباحَ من يتوسمُ
فما مهّدَ الإسلام غير خليفة / على عطفه دُرُّ المحامد يُنظَمُ
فكم بيت شعر قد عمرتُ بذكره / فبات به حادي السُّرى يترنَّمُ
وَلسْنَ بيوتاً بل قصوراً مَشِيْدَةً / تُطِلُّ على أوج العلا وتُخَيّمُ
وما ضرها أن قد تأخر عهدُها / إذا طال مبناها الذين تقدّمُوا
وإذْ أنت مولاها وعامر ربعها / فكلُّ فخار تدعيه مُسَلَّمُ
أنا العبد قد أسكنته جنة الرضا / فلا زلتَ فيها خالداً تَتَنَعَّمُ
ولا زلتُ في الأعياد ساجعَ روضها / إذا احتفلت أشرافُها أترنّمُ
بقيتَ متى يبلَ الزمان تجُدَّهُ / وفي كل يوم منك عيدٌ وموسمُ
ودمتَ لألفٍ مثلِهِ في سعادةٍ / وفي كل يوم منك عيدٌ وموسمُ
ولما رأيتُ الفرخ جهدَ مقصِّر / وأَنك أعلى من مديحي وأعظمُ
ختمتُ ثنائي بالدعاء وها أنا / أُقلِّبُ في كفِّ النّدى وأُسلِّمُ
رضيتُ بما تقضي عليَّ وتحكمُ
رضيتُ بما تقضي عليَّ وتحكمُ / أُهان فأُقصى أمْ أعزُّ فأُكْرَمُ
إذا كان قلبي في يديَك قياده / فمالي عليه في الهوى أتحكّمُ
على أن روحي في يديك بقاؤها / بوصلك تُحيي أو بهجرك تعدمُ
وأنت إلى المشتاق نار وجنّةٌ / ببعدِك يشقى أو بقربك ينعَمُ
ولي كبد تندى إذا ما ذُكرتُمُ / وقلب بنيران الهوى يتضرّمُ
ولو كان ما بي منك بالبرق ما سرى / ولا استصحب الأنواء تبكي وتبسم
راعي نجوم الأفق في الليل ما دَجا / وأقرب من عينيَّ للنوم أَنجُمُ
وما زلتُ أخفي الحب عن كلّ عاذلٍ / وتبدي دموع الصَّبِّ ما هُوَ يكتمُ
كساني الهوى ثوبَ السقام وإنه / متى صحَّ حبُّ المرء لا شيءَ يُسقمُ
فيا من له الفعل الجميل سجيةٌ / ومن جودِ يُمناه الهوى يُتَعَلَّمُ
وعنه يُروِّي الناسُ كل غريبةٍ / تُخَطُّ على صفح الزمان وتُرْسَمُ
إذا أنت لم ترحمْ خضوعيَ في الهوى / فمن ذا الذي يحنو عليَّ ويرحمُ
وواللهِ ما في الحيّ حيٌّ ولم ينَلْ / رضاك وعمَّتْهُ أيادٍ وأنعُمُ
ومن قبل ما طوقتني كَلَّ نعمةٍ / كأني وإياها سِوَارٌ ومعصمُ
وفتَحت لي باب القبول مع الرضا / فما بال ذاك الباب عَنِّيَ مُبْهَمُ
ولو كان لي نفس تخونك في الهوى / لفارقتها طوعاً وما كنت أندمُ
وأترك أهلي في رضاك إلى الأسى / وأُسلم نفسي في يديك وأسلم
أما والذي أشقى فؤادي وقادني / وإن كان في تلك الشقاوة ينعمُ
لأنتَ مُنَى قلبي ونزهة خاطري / ومورد آمالي وإن كنت أُحرمُ
تجلى لنا المولى الإمامُ محمدٌ
تجلى لنا المولى الإمامُ محمدٌ / على أدهم قد راق حُسنُ أديمِهِ
فأبصرتُ صبحاً فوق ليل وقد حكى / مُقَلّدُ ذاك الطِّرف بعضَ نجومِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025