المجموع : 5
لك الخير شأنُ الجفن يحرسُ عينَه
لك الخير شأنُ الجفن يحرسُ عينَه / وهذا بعين الله يحرس دائماً
تبيتُ له خمسُ الثريا مُعيذةً / تُقلِّدُه زُهرُ النجوم تمائما
فيا جفنُ لا تنفك في الحفظ دائما / وإن كنتَ في لجٍ من البحر عائما
تأمّل أطلال الهوى فَتألَّما
تأمّل أطلال الهوى فَتألَّما / وسيما الجوى والسقم منها تعلَّما
أخو زفرة هاجتْ له نارَ ذكرةٍ / فأنجدَ في شِعبِ الغرام وأتهما
هناء له ثغر الهدى يتبسَّمُ
هناء له ثغر الهدى يتبسَّمُ / وبشرى بها عَرْفُ الرضا يتنسَّمُ
تبسم ثغر الثغر عنها بشارة / فأَعْدَى ثغورَ الزهر منه التبسُّمُ
ولا عجب من مَبْسمِ الزهر في الربا / فللبرق من خلف السّحائب مَبْسِمُ
عنايةُ من أعطى الخليفة رتبةً / عليها النجومُ النَّيِّراتُ تُحَوِّمُ
فمنه استفاد الملك كلَّ غريبةٍ / تُخطَّ على صفح الزمان وتُرسَمُ
ومنه تلقى الهديَ كلُّ خليفةٍ / كأنّهُمُ ممّا أفاد تعلّموا
وكم من لواء في الفتوح نشرتَهُ / وللرعب جيش دونه يتقدَّمُ
فقل لملوك الأرض دونكمُ فقد / أُعَلَّم ما لا زال بالنصر يُعْلَمُ
تسامتْ به للنصر أشرفُ ذمةٍ / لها من رسول الله عهد مُكرَّمُ
وكم من جهادٍ قد أقمتَ فروضَهُ / يُزارُ به البيت العتيق وزمزمُ
وكم عزمةٍ جردت منها إلى العدا / حساماً به داءُ الضلالةِ يُحْسَمُ
وكم بيتِ مالٍ في الجهادِ بذلتَه / وأقرضت منه اللهَ ما اللهُ يَعْلمُ
وكم ليلةٍ قد جئت فيها بليلةٍ / من النَّقع فيها للأسنّة أَنْجُمُ
سهرتَ بها والله يكتب أجرَها / تُؤمِّن فيها الخلْق والخلق نُوَّمُ
وفوقك من سعدٍ لواءٌ مُشَهَّرٌ / ودونك من عزم حسامٌ مُصمِّمُ
إذا أنت جهزت الجياد لغارة / فإن صباح الحي أغبرُ أقتمُ
فَمن أشهبٍ مهما يكُرُّ رأَيتَهُ / صباحاً بليل النقع لا يُتكتَّمُ
وأحمرَ قد أذكى به البأسُ جذوةً / إذا ابتل النقع لا يُتكتَّمُ
وأَشقرَ أعدى البرقَ لوناً وسرعةً / ولكنْ له دون البروق التقدُّمُ
وأصفرَ في لون العشيِّ وذيلُهُ / وَلَوْنُ الذي بعد العشيةَ يُعلَمُ
وأدهمَ مثلِ الليل والبدرُ غُرّةٌ / وبالشهب في حَلْي المقلَّد مُلْجَمُ
وأشهبَ كالقرطاس قد خطَّ صفحَهُ / كتابٌ من النصر المؤزَر مُحكَمُ
ورُبَّ جلادٍ في جدالٍ سطرتَهُ / يراعُ القنا فيه تخطُّ وترسُمُ
وقام خطيب السيف فوق رُؤوسهم / فأعجب منه أعجمٌ يتكلَّمُ
فكم من رؤوس عن جسوم أزالها / فأثكلَ منها كل باغٍ يُجَسَّمُ
وزرقِ عيونِ للأسنة قد بكت / ولا دمعَ إلاّ ما أسيل به الدمُ
ونهر حسامٍ كلما أغرق العدا / تلقتهم منه سريعاً جهنّمُ
فأصْلَيْتَ عُبَّادَ المسيح من الوغى / سعيراً به يرضى المسيحُ ومريمُ
أبرَّ من التثليث بالله وحَدَه / فمن يعتصمُ بالله فالله يعصِمُ
ونَبِّهُ سيوفاً ماضيات على العدا / وخَلِّ جفونَ المرهفات تُهَوِّمُ
ولله من شهر الصيامِ مُوَدعٌ / على كلِّ محتوم السعادة يكرُمُ
تنزًّل فيه الذكْرُ من عنْدِ ربّنا / فَيُبْدَأُ بالذكر الجميل ويُخْتَمُ
ولله فيه من ليال منيرةٍ / أضاء بنور الوحي منهن مظلمُ
وصابت سحاب الدمع يُمْحَى بمائها / من الصُّحف أوزار تُخطُّ ومأثمُ
ولله فيه ليلة القدر قد غدت / على ألف شهر في الثواب تُقَدَّمُ
تبيتُ بها حتى الصباح بإذنه / ملائكةُ السَّبعِ الطباقِ تُسلِّمُ
وبشرى بعيد الفطر أيمن قادم / عليك بمجموع البشائر يَقْدّمُ
جعلتَ قراه سنة نبويّة / لها في شعار الدين قدر معظّمُ
وفي دعواتٍ للإله رفعتَها / تُسَّدُ منها للإجابة أَسهُمُ
وفي كلّ يمنٍ من محيَّاك قرةٌ / وفي كلِّ كفٍّ من نوالِكَ أَنعُمُ
إذا أنت لم تفخرْ بما أنت أهلُه / فلا أبصرَ المصباحَ من يتوسمُ
فما مهّدَ الإسلام غير خليفة / على عطفه دُرُّ المحامد يُنظَمُ
فكم بيت شعر قد عمرتُ بذكره / فبات به حادي السُّرى يترنَّمُ
وَلسْنَ بيوتاً بل قصوراً مَشِيْدَةً / تُطِلُّ على أوج العلا وتُخَيّمُ
وما ضرها أن قد تأخر عهدُها / إذا طال مبناها الذين تقدّمُوا
وإذْ أنت مولاها وعامر ربعها / فكلُّ فخار تدعيه مُسَلَّمُ
أنا العبد قد أسكنته جنة الرضا / فلا زلتَ فيها خالداً تَتَنَعَّمُ
ولا زلتُ في الأعياد ساجعَ روضها / إذا احتفلت أشرافُها أترنّمُ
بقيتَ متى يبلَ الزمان تجُدَّهُ / وفي كل يوم منك عيدٌ وموسمُ
ودمتَ لألفٍ مثلِهِ في سعادةٍ / وفي كل يوم منك عيدٌ وموسمُ
ولما رأيتُ الفرخ جهدَ مقصِّر / وأَنك أعلى من مديحي وأعظمُ
ختمتُ ثنائي بالدعاء وها أنا / أُقلِّبُ في كفِّ النّدى وأُسلِّمُ
رضيتُ بما تقضي عليَّ وتحكمُ
رضيتُ بما تقضي عليَّ وتحكمُ / أُهان فأُقصى أمْ أعزُّ فأُكْرَمُ
إذا كان قلبي في يديَك قياده / فمالي عليه في الهوى أتحكّمُ
على أن روحي في يديك بقاؤها / بوصلك تُحيي أو بهجرك تعدمُ
وأنت إلى المشتاق نار وجنّةٌ / ببعدِك يشقى أو بقربك ينعَمُ
ولي كبد تندى إذا ما ذُكرتُمُ / وقلب بنيران الهوى يتضرّمُ
ولو كان ما بي منك بالبرق ما سرى / ولا استصحب الأنواء تبكي وتبسم
راعي نجوم الأفق في الليل ما دَجا / وأقرب من عينيَّ للنوم أَنجُمُ
وما زلتُ أخفي الحب عن كلّ عاذلٍ / وتبدي دموع الصَّبِّ ما هُوَ يكتمُ
كساني الهوى ثوبَ السقام وإنه / متى صحَّ حبُّ المرء لا شيءَ يُسقمُ
فيا من له الفعل الجميل سجيةٌ / ومن جودِ يُمناه الهوى يُتَعَلَّمُ
وعنه يُروِّي الناسُ كل غريبةٍ / تُخَطُّ على صفح الزمان وتُرْسَمُ
إذا أنت لم ترحمْ خضوعيَ في الهوى / فمن ذا الذي يحنو عليَّ ويرحمُ
وواللهِ ما في الحيّ حيٌّ ولم ينَلْ / رضاك وعمَّتْهُ أيادٍ وأنعُمُ
ومن قبل ما طوقتني كَلَّ نعمةٍ / كأني وإياها سِوَارٌ ومعصمُ
وفتَحت لي باب القبول مع الرضا / فما بال ذاك الباب عَنِّيَ مُبْهَمُ
ولو كان لي نفس تخونك في الهوى / لفارقتها طوعاً وما كنت أندمُ
وأترك أهلي في رضاك إلى الأسى / وأُسلم نفسي في يديك وأسلم
أما والذي أشقى فؤادي وقادني / وإن كان في تلك الشقاوة ينعمُ
لأنتَ مُنَى قلبي ونزهة خاطري / ومورد آمالي وإن كنت أُحرمُ
تجلى لنا المولى الإمامُ محمدٌ
تجلى لنا المولى الإمامُ محمدٌ / على أدهم قد راق حُسنُ أديمِهِ
فأبصرتُ صبحاً فوق ليل وقد حكى / مُقَلّدُ ذاك الطِّرف بعضَ نجومِهِ