وقفت مع العشاق في كل موقفٍ
وقفت مع العشاق في كل موقفٍ / بوصل خيط الدمع بعد انسجامِهِ
فلم أر إلا جائداً بحياته / على باخلٍ في طيفه بمنامه
سقاني على عينيه كأس رُضابه / فأسكرني أضعاف سكر مدامه
يعللني بالوصل طيف خياله / ويطربني في الأيك نوحُ حمامه
ومن عجبٍ أن يحدث البعد بيننا / سلواً وطرف الشوق مني حرامه
وأحسست من قلبي بداراً إلى الهوى / فقلت له كن منهما في ذمامه
وما كنت أدري أن خمار طرفه / يروق لي ما خلف در لثامه
هبوه أعار الشمس ضوء جبينه / فمن أين للخطي حسن قوامه
وإن أنتم أنكرتم أن قده / تقلد من عينيه مثل حسامه
فلا تنكروه إن حلية جيده / مفصلةٌ من ثغره وكلامه
كأن العيون النجل قاسمنه الهوى / لأن عليها مسحةً من سقامه
فتىً لم تزل أمواله وعداته / على خطرٍ من بذله وانتقامه
ولو خاف من يسري إلى ظل مجده / ضلالاً لناداه الندى من أمامه
ولم أكسه در المديح وإنما / أعرت نجوم الليل بدر تمامه