المجموع : 8
فَلَو كُنتُ أَدرِى أَنَّ ما كانَ كائنٌ
فَلَو كُنتُ أَدرِى أَنَّ ما كانَ كائنٌ / حَذِرتُكِ أَيّامَ الفُؤَادُ سَليمُ
ولكن حَسِبتُ الصُّرمَ شَيئاً أُطِيقُهُ / إِذَا رُمتُ أَو حاوَلتُ أَمَّ عَزِيمُ
أَخا الجِنِّ بلِّغهَا السَّلاَمَ فإِنّنى / مِنَ الإِنسٍ مُزوَرُّ الجناحِ كَتُومُ
أخا الجِنِّ لاَ نَدري إِذَا لم يُدِم لنا / خَليلٌ صفاءَ الوُدِّ كيفَ نُدِيمُ
وَلا كيفَ بالهِجرَانِ وَالقَلبُ آلفٌ / وَلاَ كيفَ يَرضَى بالهَوَانِ كَرِيمُ
وأَنتِ التى كلَّفتِنى دَلجَ السُّرَى / وَجُونُ القَطا بالجَلهَتَينِ جُثومُ
وَأنتِ الَّتى قَطَّعتِ قلبى حَزَازَةً / وَقَرَّفتِ قَرحَ القَلبِ فَهوَ سَقِيمُ
فَلَو أنَّ قَولاً يَكلَمُ الجِسمَ قَد بدَا / بِجِسميَ مِن قَولِ الوُشَاةِ كُلومُ
بأَهلى وَمالى مَن بُليتُ بِحُبِّهِ
بأَهلى وَمالى مَن بُليتُ بِحُبِّهِ / وَمَن حَلَّ فِى الأَحشَاءِ دَارَ مُقَامِ
وَمَن وَجَلالِ اللهِ حَلفَةَ صَادِقٍ / بري حُبُّهُ لَو تَعلَمينَ عِظامِى
وَإِنّي لَيثنيني وما بى جَلادَةٌ / عَنَ آتيكِ أقوَامٌ عَلَىَّ كِرامُ
مَخافةَ أن تَلقَي أذىً أو يُفيدَنى / هَوَاكِ مَقاماَ لَيسَ لى بِمَقَامِ
يقولونَ قد أمسى وبَلَّ وَقَلّمَا / أُبِلَّنَّ أو يَعتَادَ مِنكِ سَقامِى
فلمّا رَأَيتُ النّاسَ فيكِ وَأَصبحُوا / أَعادِىَّ لَم يُردَد عليكِ سَلامِى
علِمتِ الَّذِى يُرضِى العِدَى فَاَتَيتِهِ / كأن لَم يَكُن مِنّا ذِمامُ
فإن كُنتِ تَجزِينَ المُحِبَّ بِحُبِّهِ / أمَيمَ فَقَد وَاللهِ طالَ هُيامِى
وَإِلا فُردِّى العَقلَ مِنّى وَسَلِّمِى / إِليَّ فُؤَادِى وَاذهَبى بِسَلاَمِ
وِصالُ الغَوَانى بعدَ ما قَد اذَقتِنى / عَلَىَّ إِذا أَبلَلتُ مِنكِ حَرَامُ
وَدَّعتُ نَجداً بَعدَ هَجرٍ هَجَرتُهُ
وَدَّعتُ نَجداً بَعدَ هَجرٍ هَجَرتُهُ / قَدِيماً فَحَيّانِي سَقَتهُ الغَمائِمُ
أَلاَ يَا أُمَيمَ القَلبِ نَرضى إِذا بَدَا / لَنَا مِنكِ وُدٌّ مِثلُ وُدّيكِ دَائِمُ
هَجَرتُكِ أَيّاماً بِذِى الغَمرِ إِنّني / عَلَى هَجرِ أَيّامٍ بذِى الغَمرِ نادِمُ
هَجَرتُكَ إِشفاقاً عَلَيكِ مِنَ الرّدى / وَخَوفَ الأعادِى وَاجتِنَابَ النَّمائِمِ
فَلَمَّا انقَضَت أَيّامُ ذِى الغَمرِ وَارتَمَت / بِكِ الدّارُ لاَمَتنى عَلَيكِ اللَّوَائِمُ
وَإِنّى وَذَاكَ الهَجرَ لَو تَعلَمينَهُ / كَعَازِبةٍ عَن طِفلِهَا وَهىَ رَائِمُ
مَتى تَطرَحى قَولَ الوُشَاةِ وَتُخلِصى / لنا الوُدَّ يَذهَب عَنكِ مِنّا الذَّمائِمُ
وَمَا بَينَ تَفرِيقِ النَّوَى بَينَ مَن تَرَى / مِنَ الحيِّ إِلاّ أَن تَهُبَّ السَّمائِمُ
وَرُبَّ خَليلٍ سَوفَ تَفجَعُهُ النَّوى / بِخُلصَانِهِ لَو قَد تَغَنّى الحَمائِمُ
وَلَيسَ عَلَينَا أَن تَبينَ بِكِ النَّوى / فَتَنأَي ولاَ مِن أَن تَموتَ النّمائِمُ
وَلكِن عَلَينَا أَن تَجُودِى بنائلٍ / لِغَيرِى وَيَلحَانى عَلَيكِ اللَّوَائِمُ
فَما أَعلَمَ الواشِينَ بِالسِّرِّ بَينَنَا / وَنَحنُ كِلانَا لِلمَوَدَّةِ كاتِمُ
وَمَا نَلتَقى إِلاّ الفُجَاءَةَ بَعدَ ما / نَرى أَنَّ أَدنى عَهدِنا المُتَقادِمُ
وَمَا نَلتَقى إِلاّ لِماماً عَلَى عِدىً / عِدَادَ الثُّرَيّا وَهىَ مِنكِ الغَنائمُ
أُدَارِى بِهِجرَانيكِ صِيداً كأَنَّمَا / بآنفِهِم مِن أَن يَرَونى الغَمائِمُ
فأشهَدُ عِندَ اللهِ لاَ زِلتُ لاَئماً / لِنفسِىَ ما دَامَت بِمَرَّ الكَظائِمُ
لِمَنعَى مالاً مِن أُمَيمَةَ بَعدَ ما / دُعِيتُ إِليها إِنّ شَجوِى لَدَائِمُ
تباعَدتُ حَتَّى حِيلَ بيني وبينَهَا / كما مِن مَكانِ الفَرقَدَينِ النَّعائِمُ
أَلا لَيتَنا نَحيا جِميعاً بِبَلدَةٍ
أَلا لَيتَنا نَحيا جِميعاً بِبَلدَةٍ / وَتَبلَى عِظَامِى حَيثُ تَبلَى عِظامُها
نَكونُ كَما كانَ المُحِبُّونَ قَبلَنا / إِذا ماتَ مَوتاها تَعارَفَ هامُها
خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما
خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما / أَلِمّا بِها إن كان يُرجَى كَلامُهَا
وَإِنَّ مَقِيلاً عِندَ ظَمياءَ ساعةً / لَنا خَلَفٌ مِن لَومِةٍ سَنُلامُهَا
أَلَيسَ عَظِيماً أَن نَكُونَ بِبَلدَةٍ
أَلَيسَ عَظِيماً أَن نَكُونَ بِبَلدَةٍ / كِلاَنا بِها ثاوٍ وَلا نَتَكَلَّمُ
أَمِنّا أُناساً فِى المَوَدَّةِ بَينَنا / فَزادُوا عَلَينا فِى الحَدِيثِ وَأَوهَمُوا
وَقالُوا لَنا ما لَم يُقَل ثُمَّ أَكثَرُوا / عَلَينا وَباحُوا بالّذِى كُنتُ أَكتُمُ
وَقَد مُنِحَت عَينِى القَذَى لِفِرَاقِكُم / وَعادَ لَها تَهتانُها فَهىَ تَسجُم
مُنَعَّمَةٌ لَودَبَّ ذَرٌّ بِجِلدِها / لَكادَ دَبِيبُ النَّملِ بِالجِلدِ يَكلُمُ
فإِنّى لَفى شَكٍّ وَمَامِن عَمايَةٍ
فإِنّى لَفى شَكٍّ وَمَامِن عَمايَةٍ / مِنَ الشَّكِّ إِلاّ سَوفَ يُجلى صَريمُها
يَهيجُ عليَّ الشَّوقَ صَوتُ حمامَةٍ / مُطَوَّقةٍ يُردي المُحِبَّ نَئيُمها
وَلَو لَم تَهِجهُ هَيَّجَتهُ مُخيلةٌ / يَرَاهَا ببَقعَاءِ الفَلاَ مَن يَشِيمها
مَضًت غَربةٌ قَد شَطَّتِ الدّارُ غَربةً / بتَيماءَ تَبدو بالنَّهَارِ نُجومُها
فَوَاللهِ ما أَدرِى إِذَا ما حَمِدتُهَا / علاَمَ وَلاَ فِى أَىِّ ذَنبٍ أَلُومُها
نَأت وَنأَينا ثُمَّ لَم نَدرِ مُذ نأَت / أَتَقطَعُ أَسبابَ الهوَى أَم تُدِيمها
لَكَ الخَيرُ إن واعَدتَ حَمَّاءَ فَالقَها
لَكَ الخَيرُ إن واعَدتَ حَمَّاءَ فَالقَها / نَهاراً ولا تُدلِج إِذا اللَّيلُ أَظلَما
فَإنَّكَ لا تَدرِى أَبيضاءَ طَفلَةً / تُعانِقُ أَم لَيثاً مِنَ القَومِ قَشعَما
فَلَمّا سَرَى عَن ساعِدَى وَلِحيَتِى / وَأَيقَنَ أَنِّى لَستُ حمّاءَ جَمجَمَا