المجموع : 6
إن أَكُ قَد أَقصَرتُ عَن طولِ رِحلَةٍ
إن أَكُ قَد أَقصَرتُ عَن طولِ رِحلَةٍ / فَيا رُبَّ أَصحابٍ بَعَثتُ كِرامِ
فَقُلتُ لَهُم سيروا فِدىً خالَتي لَكُم / أَما تَجِدونَ الريحَ ذاتَ سَهامِ
فَقاموا إِلى عيسٍ قَدِ اِنضَمَّ لَحمُها / مُوَقَّفَةٍ أَرساغُها بِخَدام
وَقُمتُ إِلى وَجناءَ كَالفَحلِ جَبلَةٍ / تُجاوِبُ شَدِّيَ نِسعَها بِبُغام
فَأُدلِجُ حَتّى تَطلُعَ الشَمسُ قاصِداً / وَلَو خُلِطَت ظَلماؤُها بِقَتامِ
فَأَورَدتُهُم ماءً عَلى حينٍ وِردِهِ / عَلَيه خَليطٌ مِن قَطاً وَحَمامِ
وَأَهوَنُ كَفٍّ لا تَضيرُكَ ضَيرَةً / يَدٌ بَينَ أَيدٍ في إِناءِ طَعامِ
يَدٌ مِن بَعيدٍ أَو قَريبٍ أَتَت بِهِ / شَآمِيَّةٌ غَبَراءُ ذاتُ قَتامِ
كَأَنّي وَقَد جاوَزتُ تِسعينَ حِجَّةً / خَلَعتُ بِها يَوماً عِذارِ لِجامي
عَلى الراحَتَينِ مَرَّةً وَعَلى العَصا / أَنوءُ ثَلاثاً بَعدَهُنَّ قِيامي
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى / فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامِ
فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها / وَلَكِنَّني أُرمى بِغَيرِ سِهامِ
إِذا ما رَآني الناسُ قالوا أَلَم تَكُن / حَديثاً جَديدَ البَزِّ غَيرَ كَهامِ
وَأَفنى وَما أُفني مِنَ الدَهرِ لَيلَةً / وَلَم يُغنِ ما أَفنَيتُ سِلكَ نِظامِ
وَأَهلَكَني تَأميلُ يَومٍ وَلَيلَةٍ / وَتَأميلُ عامٍ بَعدَ ذاكَ وَعامِ
وَمَولى ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
وَمَولى ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ / جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُه
إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ / عَلى القِرنِ وَاِعلَولى عَلى مَن يُخاصِمُه
وَأَجرَدَ مَيّاحٍ وَهَبتُ بِسِرجِهِ / لِمُختَبِطٍ أوذي دَلالٍ أُكارِمُه
عَلى أَنَّ قَومي أَسلَموني وَعُرَّتي / وَقَومُ الفَتى أَظفارُهُ وَدَعائِمُه
وَمَولىً ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ
وَمَولىً ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ / جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُهُ
إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ / عَلى القِرنِ وَاِعلَولى عَلى مَن يُخاصِمُهُ
وَأَجرَدٍ مَيّاحٍ وَهَبَت بِسَرجِهِ / لِمُختَبِطٍ أَو ذي دَلالٍ أَكاتِمُهُ
عَلى أَنَّ قَومي أَسلَموني وَعُرَّتي / وَقَومُ الفَتى أَظفارُهُ وَدَعائِمُهُ
وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا
وَقَد بُزَّ عَنهُ الرِجلُ ظُلماً وَرَمَّلوا / عِلاوَتَهُ يَومَ العَروبَةِ بِالدَمِ
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى
رَمَتني بَناتُ الدَهرِ مِن حَيثُ لا أَرى / فَكَيفَ بِمَن يُرمى وَلَيسَ بِرامي
فَلَو أَنَّها نَبلٌ إِذاً لَاِتَّقَيتُها / وَلَكِنَّما أَرمي بِغَيرِ سِهامِ
عَلى الراحَتَينِ مَرَّةً وَعَلى العَصا / أَنوءُ ثَلاثاً بَعدَهُنَّ قِيامي
إِن يَمسَ في خَفضِ عيشَةٍ فَلَقَد / أَخنى عَلى الوَجهِ طولَ ما سَلَما
إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى
إَذا لَم تَكُن إِبلٍ فَمَعزى / كَأَنَّ قُرونَ جَلَّتها عَصِيُ
إِذا ما قامَ حالِبُها أَرنَت / كَأَنَّها الحَيُّ صَبَحَهم نَعيُ
فَتَملَأُ بَيتَنا أَقطاً وَسَمنا / وَحَسبُكَ مِن غِنى شَبعٌ وَرِيُ