المجموع : 3
عسى لي إلى وصل الحبيب وصول
عسى لي إلى وصل الحبيب وصول / ففي مهجتي مثل النصول نصول
إذا ما خلى قصر النوم ليله / فليلي برعيي للنجوم طويلُ
غرام له عندي غريم ملازم / فليس له بعد الحلول رحيل
تحملت من عبء الصبابة ضعف ما / تحمل قيس في الهوى وجميل
فلو قيل مل عن نقله تسترح لما / رضيت سوى أني إليه أميل
يقل لعيني فيه كثر دموعها / فلو بدم أبكي لقيل قليل
فيا لانسي كف الملام فانني / سلوي قبيح والغرام جميل
عجبت لقلبي كيف تشعل ناره / على أن دمعي فاض منه سيول
فهل لي مقيل من عثار صبابتي / وهل من هجير الهجر ويك مقيل
فيا قلب دع عنك التصابي فإن من / تحب بما تهوى عليك بخيل
ولذ بالكرام السالكين من الهدى / مسالك فيها للنجاة سبيل
غنوا عن دليل في العلى لهم وهل / يقام على ضوء النهار دليل
تمسكت بالحق الصريح فليس لي / مجال عن الحق الصريح عدول
وفزت بسبحي في بحار ولائهم / إذا ما لغيري في الضلال وحول
فقد نلت آمالي بميلي اليهم / وحقق بي بين البرية سول
اناس علا فوق الملائك قدرهم / فأضحى له عند الإله مثول
ركبت بهم سفن النجاة فلي على / يقين على شاطيء المفاز حصول
شموس هدى يهدي إلى الحق ضوئها / فليس لها حتى النشور أقول
إذا ما سعى الساعون للمجد في الثرى / فهم منه من فوق السماء حلول
ورب عذول لي عدو مباين / يرى انه لي ناصح وخليل
له لي عذل خف لا شك عنده / ولكن أتاني منه وهو ثقيل
ومالي على آل الرسول كأنما / سوى جدهم للعالمين رسول
يقول اجتنب تقديم آل محمد / وقلبي لو حاولت ليس يحول
تعاليت عنه إذ أسف ولم أزل / تجرر لي فوق السماء ذيول
يروم نزولي عن ذرى المجد والعلى / ومالي عن المجد الأثيل نزول
ولو حدت عنهم ما عسى لمؤنبي / عليهم إذا رام الجواب أقول
يظن بأني جاهل عن حقوقهم / وما أنا للصبح المنير جهول
فقلت الذي قربت مني مباعد / وما أبرمت كفاك فهو شحيل
هم سر وحي الله والدوحة التي / نمت فزكى فرع لها وأصول
وما يستوي فيهم محب ومبغض / وما يتساوى ناصرٌ وخذول
نصرتهم إذ كنت سيفاً لدينهم / حساماً صقيلاً ليس فيه فلول
أأتبع المفضول مجتنباً لمن / له الفضل مالي في السفاه عدول
بعينهم جلى دجى الشك مثل ما / نمى في تضاعيف الخضاب نصول
فغيري الذي دبَّ الضلال بقلبه / كما دب في الغصن الرطيب ذبول
فهو بهجة الدنيا التي افتخرت بهم / وهم غرة في دهرهم وحجول
إذا شئت أن تحي مناقب فضلهم / يروعك ما يعيي به ويهول
فمنهم أمير المؤمنين الذي له / فضائل تحصى القطر وهي تعول
فإن أبا الأجواد لولاه عاقر / عقيم وأم المكرمات ثكول
هو النور نور الله والنور مشرق / علينا ونور اللّه ليس يزول
سما بين أملاك السموات ذكرهُ / نبيه فما أن يعتريه خمول
طوال رماح الخط عنه قصيرة / وأمضى سيوف الهند عنه كليل
هو الحبر كشاف الشكوك بعلمه / وشراب أبطال الحروب أكول
هو السابق الهادي على رغم أنف من / خلاف الذي قد قلت فيه يقول
ولما التقى الجمعان كان لسيفه / بضرب رقاب القاسطين صليل
وسالك أجواز المناقب كلها / له سفرة في ضمنها وقفول
وقالوا عيون الدين بكر وخالد / فقلت عيون في الهداية حول
اناس بهم قتل الحسين بكربلا / فلي منه إن حن الظلام أليل
وأنصاره سروا بسبي حريمه / ويبدون ضحكاً إذ لهن عويل
أبوه بلا شك أباد جدودهم / فثارت عليهم من أبيه ذحول
فإن يستقر الدار بي إن فكرتي / تقسم في أفعالهم وتجول
فلا يطمع الأعداء فيَّ فإنني / لي اللّه بالنصر المبين كفيل
أقول لهم ميلي إلى آل أحمد / وما أنا ميال الوداد ملول
لأن لهم في كل فضل وسؤدد / فصولاً عليها العالمون فضول
علاء قتلتم بضعة من نبيكم / وتدرون إن الرزء فيه جليل
ضحكتم وأظهرتم سروراً وبهجة / ليوم به نجل البتول قتيل
قتيل شجى الاملاك ما فعلوا به / وأظهر اسحان الجياء صهيل
ومن حقهم أن تخسف الأرض للذي / أتوه ولكن ما الحكيم عجول
وكان مصوناً فهو بالغدر فيهم / مذال وبعد العز فهو ذليل
شكوت جوى من حر قلبي لمعشر / دماؤهم فوق الطفوف تسيل
أميل إذا هبت شمال من الأسى / كما صرعت عقل النزيف شمول
فمالي وللأضداد لست أحبهم / ولا للذي قالوا لدي قبول
فإن ركبوا صعباً إلى النار كان لي / وطي مطي للجنان ذلول
وما نفع أجسام تزان بمجلس / إذا لم يزن تلك الجسوم عقول
على أهل بيت المصطفى من الاههم / صلاة لها غيث يسح هطول
فخذها لهم من نجل رزيك مدحة / تسير كما سارت صبا وقبول
وفاتر الطرف في الخد الأسيل له
وفاتر الطرف في الخد الأسيل له / ورد جني حمته أسهم المقلِ
نهبته بفمي نشا وقد غفلت / عين الرقيب وكلت ألسن العذل
وخاف أن يفطن الواشي بنا وبه / فعاد يخلف ما قد مَّن بالخجل
إن مال عني فقد مال النعيم وإن / يمل إلي أجده غاية الأمل
هابت سطاي ليوث الغاب غادية / ورحت من لحظات الظبي في وجل
فرجت ضنك الوغى في كل معركة / بحد سيفي وضاقت في الهوى حيلي
تجنب سمعي ما يقول العواذل
تجنب سمعي ما يقول العواذل / وأصبح لي شغل من الغزو شاغل