القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الدَّهّان المَوصِلي الكل
المجموع : 4
أَبى جَلَدٌ أَن أَحمِلَ البَينَ وَالقلى
أَبى جَلَدٌ أَن أَحمِلَ البَينَ وَالقلى / فَكَيفَ جمعتَ الصَدَّ لي وَالتَرحلا
وَميَّلكَ الواشي إِلى الصَدِّ وَالنَوى / وَلا عَجَبٌ لِلغُصنِ أَن يَتَميَّلا
وَما كانَ لي ذَنبٌ يُقال وَإِنَّما / رآكَ سَميعاً قابِلاً فَتَقوّلا
فَحَمَّلتَني ما لا أَطيق وَانّما / يُكلّفني حُبيِّكَ أَن أَتَحَملا
رَعى اللَهُ مَن لَم يَرعَ عَهداً رَعيتُهُ / له وَكَلا طَرفاً بِقَتلي مُوكّلا
تَبَدَّل بي مِن غَير جُرمٍ مَلالةً / وَيمنعُي حُبيّهِ أَن أَتبدّلا
إِذا اِزددتُ وَجداً زادَ صداً وَكُلَّما / تَذلّلتُ مِن فَرط الغَرام تَدلّلا
وَيَقتُلُني عَمداً لأَنّي أُحِبُّهُ / أَلَيسَ عَجيباً أَنّ أُحِبَّ فأُقتَلا
إِذا صرّحت باليأس آياتُ هجره / دَعَتني مُنى الأَطماعِ أَن أَتأولا
وَقَد كنت أَشكو الهجر قَبلَ رَحيلهِ / فَأَصبحتُ أَبكي الهجرَ لَمّا تَرحّلا
اذا اِشتَقتُه عَلّلتُ بالبَدرِ ناظِري / وَقابَلتُ عُلوِيَّ الرياحِ مُقبِّلا
وَغايَةُ مَن يَشتاقُ ما لا يَنالَهُ / وَلَيسَ بِسالٍ عَنه أَن يَتَحلّلا
وَيا حَبَّذا عِندَ الصَباحِ سِواكُه / إِذا ما دَعى داعي الصَباحِ وَحَيهَلا
يقبّل مَكنوناً مِن الدُرِّ رائِقا / وَيرشُفُ مَعسولاً مِن الريقِ سَلسَلا
وَيا عاذِليَّ الآمِرِيَّ بِتَركِهِ / نَهاني هَواهُ أَن أُطيعَ وَأَقبَلا
أَقِلا وإِلّا فاِنظرا حُسنَ وَجههِ / فإِن أَنتُما اِستَحسَنْتُما العَذلَ فاِعذِلا
وَلا تُنكِرا منّيِ النُحولَ فإِنَّني / لألقى الَّذي أَدناه يُذبِلُ يَذْبُلا
دَعاه وَما يَهوى وإِن كانَ ظالِماً / فَلَست أَرى عنه وإِن جارَ مَعدِلا
وَلا تَعذلاه في دَمي أَن يُريقَهُ / فَما قَدرُ مِثلي أَن يُلامَ وَيُعذَلا
يمثِّلهُ ظَبيُ الكِناسِ مُشابِهاً / وَيُشبِهُهُ بَدرُ التَمامِ مُمَثّلا
وَيُخجِلُ مَيّاسَ القَضيبِ تَمايُلاً / وَيفضَحُ مُنهالَ الكَثيبِ تَهيُّلا
سَقى ربعَه نَوءٌ تهلَّل باكياً / فَقابَله نَورُ الرُبى مُتَهلِّلا
مُدَرْهِمُ ديباجِ الرِّياضِ مُدَنِّراً / مُتَوِّجُ أَعلى الأُقحوانِ مُكَلِّلا
كَأَنَّ نَدىً مِن كَفِّ يوسُفَ جادَهُ / فَأَصبَحَ مَوْشِيَّ الجَوانبِ أَخْضَلا
كَريمٌ عَلى العافين كالغَيثِ مُسبِلاً / شَديدٌ عَلى العادين كاللَيث مُشبِلا
وَسَيلٌ إِذا ما سالَ أَقْنى وأَجْزَلا / وَسَيفٌ إِذا ما سُلَّ أَفنى وَقَلّلا
فَما سُلَّ إِلّا أَهلكَ الشِركَ حَدُّهُ / وَلا سُئِلَ الإحسانَ الّا تَهلَّلا
حَياةٌ إِذا يَرضى حِمامٌ إِذا سَطا / قَديرٌ إِذا يَعفو عَفيفٌ إِذا خَلا
وَحُلوٌ إِذا والَيتَه لَذَّ أَرْيُهُ / لَدَيكَ وإِنْ عادَيْتَهُ عادَ حَنْظَلا
إِذا سَيفُهُ في الرَوعِ فارَقَ غِمدَهُ / يُفَرِّقُ ما بَينَ الجَماجِمِ وَالطُّلى
تَجَمَّعَ فيهِ البأسُ وَالحِلمُ وَالنَّدى / وَضَمَّ إِلى الفضلِ الغَزيرِ التَفَضُّلا
فَرَدَّ جَباناً بأسُه كُلَّ باسِلٍ / وَخلّى نَداهُ كُلَّ سَمْحٍ مُبخّلا
يَرى نائِلات العُرفِ فَرضاً مُعَيَناً / إِذا ما رأى النّاسُ الفُروضَ تَنَفُّلا
وَما عِيدَ إِلّا أَغزَرَ العَودُ جُودَهُ / وَأَسخى بَني الدُنيا إِذا عِيدَ أَوْشَلا
إِذا ما عَرِيْ الأَمْلاكُ مِن ثَوبِ مِدحَةٍ / تَردّى بِهِ مِن دونِهِم وَتَزَمَّلا
وإِن بَخِلوا واِستَغلَوْا الحَمْدَ مُرخَصاً / رأى أَرخَصَ الأَشياءِ حَمْداً وإِن غَلا
وَلو أَنَّ مَجْداً في السَّماءِ سَما لَهُ / وَلَو سُئِلَ الدُنيا نَوالًا لنَوَّلا
لَو انَّ الَّذي وَلّاهُ أَمَنَ عِبادِهِ / يُكَفِّلهُ أَرزاقَهمُ لَتَكفَّلا
إِذا هَمَّ بالأَعداءِ أَخلى بِلادَهم / بِجَيشٍ إِذا ما بأسُه مَلأَ المَلا
وَرأيٌ كَضَوءِ الشَمسِ نوراً إِذا اِنبَرى / لِخَطبٍ جَلا لَيلاً مِن الشَكِ أَلْيَلا
فِداكَ من الأَملاكِ مَن لَيسَ مُجْمِلاً / اذا سُئِلَ الحُسنى وَلا مُتَجَمِّلا
إِذا ناثِرٌ أَو ناظِمٌ رامَ مَدْحَه / تَنَحَّلَ أَوصافاً لَهُ وَتَمَحَّلا
وإِن وَعَدوا النَّزْرَ القَليلَ مُؤَجَّلاً / عَلى البُطءِ أَعطَيْتَ الكَثيرَ مُعَجَّلا
يَفيضُ إِليهِ المادِحونَ لأَنَّهُ / يَرى المَدحَ فيهِ باطِلاً وَتَقوُّلا
وَيُطرِبُكَ الشادي بِمدحكَ إِذ تَرى / فَعالَك فيهِ مُجمِلاً ومُفَصِّلا
وَما فاهَ إِلّا بِالَّذي قَد فَعلتَهُ / فَأَنتَ الَّذي أَطْرَيْتَ نفسَكَ أَوَّلا
فَتَقتَ لِسانَ الحَمدِ ثُمَّ بَسطتَه / إِذا قَبضَ النِّكْسُ اللِّسانَ وَأَقفَلا
وَكانَت حِمىً أَرضُ الفِرَنجِ فَأَصبَحَتْ / سَبيلاً لأَبناء السَبيلِ مُذَلَّلا
خَشَوْا أَن يُلاقوا جَحفَلاً كُلُّ فارِسٍ / يَعُدّونَه مِنهُ خَميساً وَجَحفَلا
وَلَو أَنَّهُم أَضعافُهُمْ حينَ جمَّعوا / جُموعَهُمُ ما كَدَّروا لَكَ مَنْهَلا
وَهابوكَ حَتّى الفارِسُ الشَّهمُ مَن رأى / بِجَيشِكَ ناراً أَو تأَمّل قَسطَلا
وَلَو أَنَّهُم كالرَملِ أَو عَددِ الحَصى / لَما بَيَّنوا إِذْ عايَنوكَ كَلا وَلا
وَفي يَومِ بَيسانٍ سَقيتَهُمُ الرَّدى / وَغادَرتَ أَخلافَ المَنِيَّةِ حُفَّلا
وَطَأتَهُمُ رَغماً فَلَم يُغنِ حَشدُهُمْ / وَمَن ذا يَرُدُّ السَيلَ مِن حَيثُ أَقبَلا
بَخيلٍ اذا أَوليتها النَّجمَ حَلَّقت / إِلَيهِ وإِن أَوطأتَها الحَزْنَ أَسْهَلا
وَضربٍ يَقدُّ البَيْضَ كالبَيضِ عِندَهُ / وَطَعنٍ يُريك الزَغفَ بُرداً مُهَلهَلا
وَكَم أَسمَرٍ أَوردت أَورِدَةَ العِدا / وَكَم أَجدَلٍ عافٍ قَريت مُجَدَّلا
فَقسَّمتَهم في المُلتَقى قِسمَ جائِرٍ / وإِنْ كُنتَ فيهم عادِلاً وَمعدِّلا
قَتيلاً صَريعاً أَو جَريحاً مُضرَّجاً / وَخِلّاً طَريداً أَو أَسيراً مُكَبَّلا
تَولَّوْا عَن النّارِ الَّتي أُوقِدَت لَهُمْ / مِن الحَربِ عِلماً أَنَّها لَيسَ تُصْطَلا
وَأَشجَعهُم مَن حاوَلَ العَيشَ مَدْبِراً / مِن الخُضر لما عايَنَ المَوتَ مُقبِلا
وَفاتوا القَنا مُستَعظِمين قِتالَهم / مِن الذُلِّ والإِرغامِ ما كانَ أَقبَلا
فإِنْ لَمْ يُجلِّلْهُم إِسارٌ ومَقتَلٌ / فَقَد رَكِبوا خِزيَ الفِرارِ المُجلَّلا
وَما كانَ ذاكَ الفَوتُ بَعد اقتِرابهم / مِنَ المَوتِ حَولاً بَل كِتاباً مُؤَجَّلا
وَلَمّا ادْلَهَمَّ الدَّهرُ يَوماً بَدا بِهِ / سَناكَ فَقَد أَضحى أَغَرَّ مُحَجَّلا
وَقَد كانَتِ الدُنيا كَشَوهاءَ عاطِلٍ / فَصِرتَ لَها حُسناً وَصُغتَ لَها حُلى
وَلَولاكَ ماتَ الفَضلُ هُزلا وَأَصبحت / رياضُ الأَماني ذاوياتٍ وَعُطَّلا
يَفيضِ لِمصرٍ نِيلُها ثُمَّ يَنثي / بَكِيّاً قَليلاً مِثلَما كانَ أَوَّلا
يَرى عِظَماً حَملاً بِنَيلكَ أَو يَرى / غَزارَةَ ما تُولي فَيَرجعُ جَدْوَلا
فَيا دائِمَ الإحسانِ سَحّاً وَديمَةً / وَهَطْلاً فَقَد صادَفتَ أَجرَدَ مُمْحِلا
فَقَد صَوَّحَتْ حَولي المرابِعُ كُلُّها / فَلَو أَنَّ لي حَولاً بأن أَتَحوّلا
وَأَيُّ مَقامٍ يَرتَضيهِ أَخو النُهى / وَلا فاضِلاً يَلقى وَلا مُتَفَضِّلا
لَعَلَّكَ راثٍ لِلفَضائل وَالنُهى / فَتُحْيِيَ مَيْتاً أَو تُميتَ مُعَطَّلا
بَقِيتَ عَلى الإِسلامِ حِصناً وَموئِلاً / وَليثاً وَغيثاً مُستَهّلاً وَمَعقِلا
يُحَمِّلني مالا أُطيقُ فأَحملُ
يُحَمِّلني مالا أُطيقُ فأَحملُ / وَيأمُرَني أَن لا أُفيقَ فَأَقبَلُ
وَيَقتلني عَمداً لأَنّي أُحِبُّهُ / وَمن عَجَبٍ أَنّي أُحِبُّ فأقُتَلُ
وَيَمنَعُني من أَن أَمرّ بِبابِهِ / وَأَرمُقُه أَنّي أَمرُّ فَيَخجَلُ
أَذلّ إِذا ما عَزَّ في الحُبِّ أَوسَطا / وَهَل لي إِذا ما عَزَّ إِلّا التَذَلّلُ
وَأَشكو تَجنّيهِ فَيقضي لَهُ الهَوى / وَقاضي الهَوى في حُكمِه كَيفَ يَعدلُ
فَلَيتَ كَمالَ الحُسنِ يُؤتاهُ مُحسِنٌ / وَلَيتَ جَمالَ الوَجهِ يُؤتاه مُجمِلُ
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلومُني / تَقولُ أَلا تصغي الا تَتوسَّلُ
فَقُلتُ أَقَلّي العذَلَ لي وَتأَمَّلي / فَلَم يَبقَ مَن يُرجى وَلا من يُؤَمَّلُ
فَلَستُ عَلى مالٍ وان فاتَ مُعوِلاً / وانّي عَلى جود ابنِ شاديَ مُعوِلُ
وَلي ناصِرٌ مِن ناصِرِ الدين حاضِرٌ / كَفيٌّ وَلي مِن سُحبِ كَفيهِ منهلُ
جَوادٌ بِما يحوي وَفيٌّ بِوَعدِهِ / يَجودُ فَيُغني أَو يَقول فَيَفعل
وَبَحرُ نَدىً لِلمجتدين وَوابِلٌ / وَطودُ حِمىً للآجئينَ وَموئِلُ
يَعدُّ كَثير النَيلَ قلاً وَلا يَرى / نَوالاً نَوالاً لا يعمُّ وَيفضلُ
إِذا شَدَّ فُرسانُ الوَغى كانَ سابِقاً / وان عُدَّ فِتيانُ الوَرى فَهو أَوَّلُ
لَهُ يَومَ انعامِ وَبؤسٍ كِلاهُما / أَغَرُّ إِذا الأَيّام عُدَّت مُحَجَّلُ
ليهنِكَ يَومٌ لا يَرى الدَهرَ مِثلُه / أَجَلُّ وَأَوفى في سُرورٍ وَأَفضَلُ
ظُهورٌ أَعادَ الدَهر طُهرا وَفَرحَةٌ / أَعادَتِ بَكايا لَهوِهِ وَهيَ حُفَّل
فَيالَك قِطعاً فاصِلاً كُلّ لذَّةٍ / وَنَقصاً يَزيدُ المَجدَ فَخراً وَيُكمِلُ
وَإِنَّ دماً أَجراهُ داوودُ دونَهُ / سُيوفُ إِلى الهاماتِ أَوحى وَأَعجلُ
يعزُّ عَلى صيدِ المُلوكِ مَنالُه / وَيحكُمُ فيهِ سُوقَةٌ مُتَذَلِّلُ
يَمُدُّ يَداً نَحوَ الَّذي دونَ نَيلهِ / تَقطَّعُ أَيدٍ مِن رِجالٍ وَأَرجُلُ
وَلَولا التُقى ما مَدَّ للسَيل كَفّه / ليؤلمهُ وَاللَيثُ جَذلان يَرفُل
وَلا بَرحَ الاقبالُ وَالنًصرُ وَالهُدى / لرحلِك صَحباً اذ تحلُّ وَتَرحَلُ
يقولُ وَقَد عاتَبتُهُ حينَ زارَني
يقولُ وَقَد عاتَبتُهُ حينَ زارَني / عَلى الصَدِّ دَعني من ذُنوبي الأَوائلِ
وَفُضَّ بصيرَ اللَيلِ بالوَصلِ واتَّرِك / زَمانَ العتابِ يَنقَضي بالرَسائِلِ
سَرى عائِفاً مِن عُرفهِ وَحُليهِ
سَرى عائِفاً مِن عُرفهِ وَحُليهِ / فَأَمنهَ زيُّ السُرى عَن حُجولِهِ
صَحباً ثُمَّ أَصبحتُ شاكِياً / وَشُكرُ جَميل الوَجهِ جَحد جَميلهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025