المجموع : 4
منازلُ بالفَيْحا سَقَى عهدَك الخالُ
منازلُ بالفَيْحا سَقَى عهدَك الخالُ / مُلِثٌّ مُديمُ الوَقْعِ لا المُخلِفُ الخَالُ
ومَرْبَعَ أشجاني سقتْك مَدامعي / ورَوَّتْك من عيني مَخيلتُها الخال
ومسرحَ آرام بروضٍ عهدتُه / بِهِ ينبت النِّسْرِين والورد والخال
تحييك أنفاسي إذَا مَا تصاعدتْ / يَشُبُّ لَظاها الشوقُ مَا أومض الخال
وأكؤسَ آدابٍ فَضَضْنا خِتامها / بكل بشوشٍ لا يُدنِّسه الخال
بأنديةٍ مثلِ النسيمِ تُديرها / شَناخيبُ علمٍ لا يطاولها الخال
قُعودٌ عَلَى التقوى قيام عَلَى الوفا / يَهشُّون للهيجا إذَا عُقّد الخال
وأوقاتِ أُنسٍ كالربيعِ قَطعتُها / بوجنةِ أيامِ السرور هي الخال
وروضٍ بأزهارِ الورود تَناسَجتْ / أَفانينُه لُطفاً كما يُنسَج الخال
فمن لنضيدِ الطَّلحِ آن قِطافه / بعُرجونه يَزْهو فيَدْنو بِهِ الخال
رعَى الله هاتيك المَعاهدَ إنها / بمنظرِها يَصْبو المُتيَّم والخال
أَخِلاّيَ بالفيحا وإن شَطّ بي النَّوى / فإني عَلَى حفظِ العُهود أنا الخال
فهل مَرتَعي بالروضِ هَبَّ نسيمُه / عليلاً فقد يَقْوَي بعلته الخالُ
وهل أنِستْ بعدِي معاهدُ جِيرَتي / أم المَرْبَعُ المَعْهُود من أُنْسهِ خال
تذكِّرني السَّماءُ عهداً فأرتجِي / دُنوّاً فكيف الوصلُ والمَوْبِقُ الخال
فما ليَ والأوطانُ والهجر والنوى / وَقَدْ ناخ دون القصدِ عن سيرِنا الخال
فيا راكباً كبا سَلِّم إذَا جئتَ بالصَّفا / وبانتْ لَكَ الأعلامُ واعترضَ الخال
وعارضتَ من بعدِ الجميلاتِ رادياً / فأنْزِلْ يمينَ السَّفْحِ إني لَهُ الخالُ
وقَبِّل ثَرَى تِلْكَ الرُّبوعِ وسُوحِها / فكم حَلَّ فِي أرجاءِ ساحاتها الخال
هنالك أوطاني ومَرْبَى شَبيبتي / ومنزليَ المأنوسُ والعَمّ والخال
أفيحاءُ والأيامُ تَرْبو شُئونها / فإنيَ بالهجرانِ لَلأَعْزبُ الخال
فأَيّانَ والرُّجْعَى ودهرِي بِهِ الوَنَى / وَقَدْ كَلَّ دون أعبائه الخال
مُتيِّمتي لا تقطعي الوصلَ بَيْنَنا / فإني وربِّ البيتِ من تُهمةٍ خال
فلي كَلَفٌ من طورِ سَيْناء ناره / لرَشْفٍ لماءِ الوصل أَوْ يُصحبُ الخال
فلا ربحَ الواشي إذَا ظن سَلْوَتِي / فلا يصدقُ الواشي ولا الوهم والخال
فلي صحبة شَما وإن عَزَّ صاحبي / تلبَّسْتُها بُرْداً كما يلبس الخال
ولكنما الأيامُ بالحُرِّ تنثني / فلا العزمُ يُدنيها ولا الظن والخال
ولي من جِماح النفسِ للقصدِ مَعْرَك / وَمَا لجماح النفس إِلاَّ التقى خالُ
تخيلتُ من دهري محاسنَ فانبرتْ / عَلَى عكسها قُبحاً فقد أخطأ الخال
وكنت بميدان الفِراسة ماهراً / فعاكَسني دهرِي وأخلَفَني الخال
ومهما توسمتُ الجميلَ بأهلِه / نبَتْ فكرتي فيهم وَلَمْ يَنْجح الخال
فيا لَكَ من دهرٍ تَلاعَب بالنُّهى / تساوَى لديك العِزُّ والماهر الخال
تحكمتَ فِي أمر الخَليفةِ قاهراً / ففيك المليكانِ السيادة والخال
لعمرُك مَا الأَسْوَا أصابتْ مَقاتِلي
لعمرُك مَا الأَسْوَا أصابتْ مَقاتِلي / ولا حبُّ من أهوى وإِنْ لَجَّ عاذِلي
أَتُدْنِي العِدى دوني وتصبح خاذِلي / وصالك للأعداء لا الهجرُ قاتلي
ولكنْ رأيتُ الصبر أَوْلَى من الشكوى /
أَبيتُ بخسرانٍ وأنت تُقيدهم / وأهلِك هجراناً ويبقى جَديدُهم
وأبعَد ممقوتاً ويدنو بعيدُهم / وفيتَ لهم دوني فسوف أَكيدهم
بصبري إِلَى أنْ أبلغَ الغايةَ القصوى /
أتهجرني والهجرُ لا شكَّ قاتِلي
أتهجرني والهجرُ لا شكَّ قاتِلي / وتُغري بيَ الأعداء وتُرضي عواذلي
بحقِّك هل تَرْضَى بأنك باذِلي / لقد كنتُ أرجو أن تكون مُواصِلي
فأسقيتني بالهجر فاتحةَ الرَّعدِ /
لعمرُك مَا الهجرانُ والوصلُ بالسَّوَا / وشتانَ بَيْنَ القرب والهجر والنَّوَى
أَأُصبحُ مقتولاً بسيفٍ من الهوى / فباللهِ بَرِّد مَا بقلبي من الجوى
بفاتحةِ الأَعرافِ من ريقِك الشَّهدِ /
يَا من بني بسوادِ القلب منزلَهُ
يَا من بني بسوادِ القلب منزلَهُ / وصَيَّر المُقْلة النَّجْلاَ مَعْقِلَهُ
يا آخِرٌ فِي الهوى قَدْ صرت أَوْله / أنت السلوُّ لقلبي والغرامُ لَهُ
فما أمرَّك فِي قلبي وأحلاكْ /