المجموع : 13
فقلتُ وقد أنكرتُ منه مقالةً
فقلتُ وقد أنكرتُ منه مقالةً / وغرتُ لها ويلاه مِنْ سوءِ حالِها
ألا طالَ ما كانت أسرةُ ملكِها / مكللةً بالدرِّ قبلَ زَوالِها
وكم خفقَتْ فيها البنودُ وَكَمْ حَوَتْ / ملوكاً ترى الجوزاءَ تحتَ نعالِها
معظّمةٌ في الملَّتين بحسنِها / مكرَّمةُ في الدولتين بمالِها
ألمْ تحترمْ فيها حبيباً نزيلَها / وما أنتَ لو أنصفتني من رِجالِها
وسافرتُ إذْ نافرتُ في الحال منشداً / وعينايَ كلٌّ أُسعدت بسجالِها
قفا نبكِ مِنْ ذكرى حبيبٍ ومنزلِ / لقد هزلَتْ حتى بدا مِن هزالِها
سَمَتْ نحوَهُ الأبصارُ حتى كأنَّهُ
سَمَتْ نحوَهُ الأبصارُ حتى كأنَّهُ / بناريْهِ من هِنَّا وثمَّ صوالي
لقد أصبح الباقونَ منه على شفا
لقد أصبح الباقونَ منه على شفا / متى استُنْشِدوا الشعرَ القديمَ يقولوا
يهونُ علينا أن تصابَ جسومُنا / وتَسْلَمُ أعراضٌ لنا وعقولُ
وقالوا حسبْتَ الشيبَ سيفاً مفرّقاً
وقالوا حسبْتَ الشيبَ سيفاً مفرّقاً / فأغمدتُهُ بالصبغِ إذْ كانَ مسلولا
فقلتُ لهم ما القصدُ هذا وإنما / لئلاّ يقولوا شيخُ سوءٍ وقد قيلا
لفاتنتي خيلٌ عتاقٌ سوابقٌ
لفاتنتي خيلٌ عتاقٌ سوابقٌ / إناثٌ أطابتْ حملَها وفحولُ
وقدٌّ لقلبي فيهِ ألفُ بثينةٍ / فكلُّ رداءٍ ترتديهِ جميلُ
جهادُكَ مقبولٌ وعامُكَ قابلُ
جهادُكَ مقبولٌ وعامُكَ قابلُ / ألا في سبيل المجدِ ما أنتَ فاعِلُ
تجاهدُ بالحظيَّ والخطُّ في العدى / فمالَكَ في هذا وهذا مماثلُ
هنيئاً بعودٍ منْ جهادٍ مباركٍ / على الناسِ بالجناتِ كافٍ وكافلُ
إذا حلَّ مولانا بأرضٍ يحلها / عفافٌ وإقدامٌ وحزمٌ ونائلُ
وإنْ لاحَ في القرطاسِ أسودُ خطِّهِ / يقولُ الدجى يا صبحُ لونُكَ حائلُ
لأقلامِكَ السمرِ العوالي تواضعَتْ / وهابَتْكَ في أغمادِهنَّ المناصلُ
نزلْتُم على الحصنِ المنيعِ جنابُهُ / فليس تبالي مَنْ تغولُ الغوائلُ
نصبتمْ عليهِ للحصارِ حبائلاً / كما نُصبَتْ للفرقدينِ الحبائلُ
فزلزلتموهُ خيفةً ومهابةً / فأثقلَ رضوى دونَ ما هوَ حاملُ
ألا إنَّ جيشاً للنقير فاتحاً / لآتٍ بما لمْ تستطعْهُ الأوائلُ
فكمْ أنشدَ التكفورُ باحصنُ لا تبلْ / ولو نظرتْ شرزاً إليكَ القبائلُ
فقالَ لهُ اسكتْ ما رأيتَ الذي أرى / وأيسرُ هجري أنني عنكَ راحلُ
ألمْ ترَ ما قدْ حلَّ بي منْ قتالهمْ / ولا ذنبَ لي إلا العلى والفواضلُ
فأصبحَ مِنْ جورِ الحصارِ كأنَّهُ / أخو سقطةٍ أو ظالعٍ متحاملُ
رميتُمْ حجارَ المنجنيقِ عليهُم / ففاخرتِ الشهبَ الحصى والجنادلُ
حجارةُ سجيلٍ لها البدرُ خائفٌ / على نفسِهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ
وعدتم وللفتحِ المبينِ تباشرَتْ / وقدْ حُطِّمَتْ في الدارعينَ العواملُ
وفلَّ قتالَ المشركينَ سيوفُكم / فما السيفُ إلا غمدُهُ والحمائلُ
لعمري لقدْ كانَ النقيرُ مانعاً / ويقصرُ عن إدراكِهِ المتناولُ
وكانَ عنِ الإسلامِ أعظمَ آبقٍ / فأُوثق حتى نَهْضُهُ متثاقِلُ
بغى فبغى ألطنبغا الفتحَ منشداً / ويا نفسُ جدِّي إنَّ دهرَك هازلُ
فأنشدَهُ الحصنُ المنيعُ ملكتني / ولو أنني فوقَ السماكينِ نازلُ
وقصَّرَ طولي عندكم حسنُ صبرِكمْ / وعندَ التناهي يقصُرُ المتطاولُ
وفي أغيدٌ من حسنِهِ البدرُ خائفٌ
وفي أغيدٌ من حسنِهِ البدرُ خائفٌ / على نفسِهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ
سأسفحُ دمعي في هوى المجد منشداً / ألا في سبيلِ المجدِ ما أنا فاعلُ
فلو رامَ قَسُّ وصفَ باقلِ خدِّهِ / لعيَّرَ قساً بالفهاهةِ باقلُ
تعجبتُ مِنْ نهدَيْهِ لو أنَّ لامساً
تعجبتُ مِنْ نهدَيْهِ لو أنَّ لامساً / أرادَ انقباضاً لمْ تطعْهُ أناملُهْ
وسالَ عذارٌ لو نحا نفس صبِّهِ / لجادَ بها فليتقِ اللهَ سائلُهْ
تعوَّدَ أخذَ السحتِ حتى لوَانَّهُ
تعوَّدَ أخذَ السحتِ حتى لوَانَّهُ / أرادَ انقباضاً لم تطعْهُ أناملُهْ
ويسمحُ بالمالِ الحرامِ لسمعةٍ / ودلَّتْ على فعلِ الزناءِ دلائلُهْ
ولوْ أنَّ ما في كفِّهِ غير جيفةٍ / لَشَحَّ بها فليتقِ اللهَ سائلُهْ
ثقيلةُ ردفٍ قصدها قتلتي بهِ
ثقيلةُ ردفٍ قصدها قتلتي بهِ / فقلتُ لها إنْ تقتلي النفسَ تُقتلي
فقالتْ ترى نعمانُ خدِّي ابنُ ثابتٍ / وما مِنْ قصاصٍ عندَهُ بمُثَقَّلِ
وآجرْتُ مجدَ الدينِ داري فلمْ يزلْ
وآجرْتُ مجدَ الدينِ داري فلمْ يزلْ / يكلِّفني إصلاحَها وأماطلُ
لقد هُنتُ حتى صرْتُ للمجدِ فاعلاً / ألا في سبيل المجدِ ما أنا فاعلُ
وبي أغيدٌ من وجهِهِ البدرُ خائفُ
وبي أغيدٌ من وجهِهِ البدرُ خائفُ / على نفسهِ والنجمُ في الغربِ مائلُ
فلو رامَ قسٌ وصفَ باقِل خدِّهِ / لعيَّرَ قسَّاً بالفهاهةِ باقلُ
وما كانَ ظني أنْ يكونَ الفتى كذا
وما كانَ ظني أنْ يكونَ الفتى كذا / ذكاءً ولكنْ مَنْ يودُّكَ مقبلُ
وما حدباتُ الأذكياءِ نقيصةٌ / عليهم ولكنْ تلكَ للعلمِ أحملُ
فدمْ في أمانِ اللهِ فضلُكَ وافرٌ / وعرضُكَ موفورٌ وذكرُكَ أوَّلُ