القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 4
هو الليل يُغريه الأسى فيطول
هو الليل يُغريه الأسى فيطول / ويرخي وما غيرُ الهموم سدول
أبِيت به لا الغاربات طوالع / عليَّ ولا للطالعات أفول
وينشر فيه الصمت لِبداً مضاعفاً / فتَطويه منّي رنّة وعويل
ولي فيه دمع يلذع الخدّ حره / وحزن كما امتدّ الظلام طويل
بكَيت على كل ابن أروع ماجد / له نسب في الأكرمين جليل
يُليح من الضيم المُذِل بغُرّةً / لها البدر تِربٌ والنجوم قبيل
من العُرب أما عِرضه فمُوَفَّر / مَصونٌ وأما جسمه فهزيل
له سَلَف عزّوا فبزّوا نباهةً / ولم تعتَوِرهم فترة وخُمول
وساروا بنهج المكْرُمات تُقِِلَهم / قلائص من سعيٍ لهم وخيُول
وكانوا إذا ما أظلم الدهر أشرقت / به غُرَرٌ من مجدهم وحجول
أولئك قوم قد ذوى روض مجدهم / ولم تَسرِ فيه نسمة وقَبول
وقد أعطشَتْه السحب حتى لقد عَلَت / على الزهر منه صُفرة وذُبول
رعى الله من أهل الفصاحة معشراً / لهم كان فوق الفَرقَدَيْن مَقيل
ترامى بهم رَيب الزمان كأنما / له عندهم دون الأنام ذُحول
فأمست من العُمران خلواً بلادهم / فهنَ حُزون قفرة وسهول
وعادت مَغاني العلم فيها دوارساً / تُجَرّ بها للرامسات ذُيول
وقَوّضت الأيام بنيان مجدها / فرَبْع المعالي بَينهنَ محول
نظرت إلى عَرض البلاد وطولها / فما راقني عرض هناك وطول
ولم تَبدُ لي فيها معاهد عزّها / ولكن رسوم رثَةٌ وطلول
نظرت إليها من خلال ذوارفٍ / من الدمع طرفي بينهنّ كليل
فكنت كراءٍ من وراء زجاجة / بعينيه كيما يستبين ضئيل
ولم أتبَّين ما هنالك من علاً / لكثرة ما قد دبّ فيه نُحُول
هناك حَنْيت الظهر كالقوس رابطاً / بكفّي على قلب يكاد يزول
وأوسعت صدري للكآبة فاغتدت / بأرجائه تحت الضلوع تجول
وأرسلت دمعَ العين فانهلَ جارياً / له بين أطلال الديار مسيل
أأمنع عيني أن تجود بدمعها / على وطني إني إذن لبخيل
فإن تعجبوا أن سال دمعي لأجله / فِإنَّ دمي من أجله سَيسيل
وما عِشت أني قد تناسَيت عهده / ولكنَ صبري في الخطوب جميل
وإن أمرءاً قد أثقل الهَمُّ قلبه / كقلبي ولم يَلْق الردى لحَمول
أفي الحق أن أنسى بلادي سلوةً / وما لي عنها في البلاد بديل
أقول لقومي قول حيران جازع / تهيج به أشجانه فيقول
متى ينجلي يا قوم بالصبح ليلكم / فتذهبَ عنكم غفلة وذهول
وينطقَ بالمجد المؤثل سعيكم / فيسكتَ عنكم لائم وعذول
تُريدون للعَليا سبيلاً وهل لكم / إليها وأنتم جاهلون سبيل
أناشدكم أين المدارس إِنها / على الكون فيكم والحياة دليل
وأين الغنىُّ المُرتجىَ في بلادكم / يجود على تشييدها ويطول
بلاد بها جهل وفقر كلاهما / أكول شروب للحياة قتول
أجل إِنكم أنتم كثير عديدكم / ولكن كثير الجاهلين قليل
ولو أنّ فيكم وَحدةً عصبّيةً / لهان عليكم للمرام وُصول
ولكن إذا مستنهض قام بينكم / تلقّاه منكم بالعناد جهول
وأيّ فريق قام للحق صده / فريق طَلوب للمحال خذول
وإن كان فيكم مُصلحون فواحدٌ / فَعول وألف في مداه قؤول
على أن لي فيكم رجاءً وإن أكن / إلى اليأس أحياناً أكاد أميل
ألستم من القوم الألى كان علمهم / به كل جهل في الأنام قتيل
لهم ههم ليس الظُبات تفلّها / وإن كان منها في الظبات فلُول
ألا نهضةٌ علميّة عربية / فتُنْعَشَ أرواح بها وعقول
ويشجُعَ رعديد ويعتزّ صاغر / وينشطَ للسعي الحثيث كسول
فإن لم تقُم بعد الأناة عزائم / فَعْتبي عليكم والملام فُضول
رويدك غورو أيّهذا الجنيرال
رويدك غورو أيّهذا الجنيرال / فقد آلمتنا من خطابك أقوال
أتيت بلاد الشرق من بعد هدنة / قد اضطربت في المسلمين بها الحال
فجاء إليك ابن الدَنا وهو مسلم / يكيل لك الوُدّ الصميم ويكتال
وقام خطيباً معرباً عن عواطف / لقومك تكريمٌ بهنّ وإجلال
فقمتَ له في محِفل القوم خاطباً / تَجُرّ ذيول الفخر عُجباً وتختال
فذكّرته أهل الصليب وحربهم / إذا نبعث منهم إلى الشرق أبطال
وقلت عن الإفرنج قومِك إنهم / لأبطال هاتيك المعارك أنسال
فحركت حزناً كان في الشرق ساكناً / وجدّدت عهداً منه في الشرق أو جال
أسأت إلينا بالذي قد ذكرته / من الأمر فاستاءت عصور وأجيال
ذكرت لنا الحرب الصليبية التي / بها اليوم قد تّمت لقومك آمال
وتلك لعمري قرحة قد نكأتها / بما قلته فاهتاج بالشرق بلبال
فيا عجباً من أمة قدتَ جيشها / تشابه كردينالها والجنيرال
ولو أننا قلنا كما أنت قائل / لأنحى علينا بالتعصُّب عُذّال
وقالوا لنا أنتم أولو جاهلية / وإن خالفوا وجه الصواب بما قالوا
فلا تصمن الحرب بعد انقضائها / بما هو للدنيا وللدين اخجال
ولا تنس فضل الشرق إذ كان ناصراً / لقومك فيما أحرزوه وما نالوا
فقد قادت الأعراب نحو عدوّكم / خُيولاً لها في حَومة الحرب تجوال
وقامت لكم منهم بمكة راية / لكم فُتحت فيها من القدس أقفال
لقد أغضبوا البيت الحرام وربّه / وهم بمقام البيت لا شك جُهّال
ولو أن عهد المسلمين كعهدهم / قديماً لحالت دون ذا النصر أهوال
ولكنهم باعوا الديانة بالدُنى / فحالت لعمري منهم اليوم أحوال
لذلك قام ابن الدّنا عن دناءة / يُحابيك فيما فيه للقوم إذلال
ولا تحسَبنه مخلصاً في مقاله / ولكنه في مكسب المال محتال
فكان قتيلاً بالمطامع عزُّه / فذّل وإن الحرص للعزّ قتّال
خليليّ قوما بي نطأطيء رءوسنا / لدى جَدَث تعنو لمن ضم أجيال
لدي الجدث الفرد الذي فيه قد ثوى / من الملك الفرد ابن أيوب رئبال
فنبكي على الأوطان حول رِجامه / كما قد بكت من فقدها الأَّم أطفال
ونستنزف الدمع الغزير لتُربه / كما ستنزفت دمع المحبّين أطلال
حنانيك يا قبر ابن أيوب فانصدع / لِينهض ثاوٍ في مطاويك مِفضال
إليك صلاح الدين نشكو مصيبةً / أصيب بها قلب العلا فهو مُغتال
ودارت رءوس القوم فيها توجُّعاً / وحزناً كما دارت بسكران جِريال
وقطبت الأيام حتى تشابهت / بها غُدُواتٌ كالحاتٌ وآصال
وأمسى حمى الإسلام تنتاب روضه / فترعاه من سَرح المُعادين آبال
إليك زعيم الهند أورد هاهنا
إليك زعيم الهند أورد هاهنا / سؤالاً له أرجو الجواب تفضّلا
فنحن هنا في مجلس ذي أمانةٍ / فلم يخشَ فيه الحرّ أن يَتَقوّلا
إذا ما سمعتُ الهند في قول قائل / تخيّلت فيلاً بالحديد مكبّلا
تُزَجّيه كفّ الأجنبيّ مسخَّراً / فيمشي بأعباء الأجانب مُثقلا
ويَبرك أحياناً على الأرض رازحاً / له أنّةٌ من ثِقل ما قد تحملا
ويُنخَس أحياناً فتعلوه رجفةٌ / فيمضي على رغم القُيود مهرولا
وإني أظنّ الفيل صاحب قوّة / تكون له لو شاء من ذاك مّوْثلا
فلو قام هذا الفيل واستجمع القوى / لهزّ بها شُمَّ الجبال وقلقلا
ولو لم تكن بالفيل عندي عَلاقة / لما رُمت عن هذا جواباً مفضّلا
لنا حَمَل وهو العراق نظنّه / غدا من وراء الفيل للذئب مَأكلا
فإن ينجُ هذا الفيل من قيد أسره / نجَوْنا وإلاّ أصبح الأمر مُعضلا
فإن لم يكن هذا صحيحاً فما الذي / ترون سوى هذا عليه المُعَوّلا
ومن بعد هذا يا محمد إنني / أحيّيك باسم الناهضين إلى العلا
أ يوسف ما إن أنت من فحل هجمةٍ
أ يوسف ما إن أنت من فحل هجمةٍ / ولكن من الشَول الطوالب للفحل
لئن كنت تنمى للعطاء فإنه / عطاء الذي تزكو الورى فيه بالبخل
وإن كنت قد كفّرتني بجهالة / فبالبهت كم كفرت من مسلم قلبي
وإنك في تكفيرك الناس كافر / تهاون بالله الذي جلّ مثل
رويدك قد كفرت يا وغد مؤمناً / وكذبت فيما تدعي سيّد الرسل
وأنت امرؤٌ لم تجهل العلم وحده / بل الجهل أيضاً بل وجهلك بالجهل
وأنت من الإسلام في كل حالة / بمنزلة الظلم الصريح من العدل
نطقت ببطل القول تهذي ممخرقّاً / ومثلك من يهذي وينطق بالبطل
ألست الذي أعطى اللئام كرامةً / وكشّر فيه الأصل عن أربع عصل
وكم قرطست فيك الرماة ووترّت / عليك القسيّ الملس يا جعبة النبل
فيا علج أقصر عن نهيقك أنه / أضلّ كاضلال الخوار من العجل
أنزّه عنك السيف في قتلك الذي / تحتّم لكن يا مخنّث بالنعل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025