القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي الجارم الكل
المجموع : 4
وقالوا غدا لطفي رئيساً فحيِّه
وقالوا غدا لطفي رئيساً فحيِّه / وهَنّئْه واهتِفْ باسمهِ في المحافلِ
فقلتُ وهل يرضَى ليَ العقلُ أَنّني / إذا صُغْتُ مدحاً قيل تحصيلُ حاصل
فقالوا رفيعٌ زاد قَدْراً ورِفْعةً / فقلتُ نعم لو صحَّ تكميلُ كامل
فقالوا عليك الشعرَ ويحَك إنه / فسيحُ المرامي لا يضيقُ بقائل
فقلت وأينَ الشعرُ أينَ خيالُهُ / وأينَ الثرَيّا من يد المتناول
فقالوا فماذا أنت في الجمع صانعٌ / فقلت لهم صُنْع العَيِيِّ المُجامل
ففي سكتةِ المبهورِ أصْدَقُ مِدْحةٍ / وكلُّ كلامٍ بينَ حقٍ وباطل
صَفَا وِرْدُهُ عذْباً وَطَابَتْ مَنَاهِلُهْ
صَفَا وِرْدُهُ عذْباً وَطَابَتْ مَنَاهِلُهْ / وَجَلَّتْ يَدُ الدَّهْرِ الَّذِي عَزَّ نَائِلهْ
وأقبلَ مُنْقاد العِنَانِ مُذلَّلاً / تَطَامَنَ مَتْنَاهُ وَدَانَتْ صَوَائِلُهْ
يُطَأطِىءُ للفاروقِ رَأساً وتَنحني / أَمام سَنَا المُلْكِ المَهيبِ كَواهِلُه
تَلفَّتَ في الآفاقِ شَرْقاً وَمغْرِباً / فَلمْ يرَ في أَنحائِهَا مَن يُماثلُه
رَأَى مَا رَأَى لَمْ يلْقَ عَزْماً كعزْمِهِ / تَقُدُّ مَواضِيه وتَفْرِي مَنَاصِلُهْ
يذوبُ مضَاءُ السيفِ عِنْدَ مَضَائهِ / فَمَا هو إِلا غِمْدُهُ وحَمَائِلهْ
إِذا ما انْتضَاهُ فالسعودُ أعِنَّةٌ / إِلى ما يُرَجِّي واللَّياليِ رَوَاحِلُهْ
رَأَى طَلْعةً لوْ أَنَّ لِلْبَدْرِ مِثْلَهَا / لَمَا انحدرتْ دونَ النجومِ مَنَازِلهْ
عَلَيْهَا شُعَاعٌ لَوْ رَمَى حَائلَ الدُّجَى / لَفَاخَرَ وَجْهَ الصبحِ في الحُسْنِ حائلُهْ
تَرَاهَا فَتُغْضِي للجلالِ ورُبَّمَا / تشوَّفَ لَحْظُ العَيْنِ لَوْ جَالَ جَائلهْ
هُوَ الشمسُ يدنُو في الظَّهيرةِ ضَوْءُهَا / ويَصْعُبُ مَرْآهَا على مَن يُحَاوِلهْ
هُوَ الروضُ أو أَزْهَى من الروض نَضْرَةً / إِذا داعبَتْ وَجْهَ الربيع خَمائِلُهْ
هُوَ الأَمَلُ البَسَّامُ رَفّ جناحُهُ / فطارتْ به من كلِّ قلبٍ بَلابِلُهْ
هُوَ الكوكبُ اللَّمَّاحُ يَسْطَعُ بالْمُنَى / وتَنْطِقُ بالغيثِ العَميم مَخَايِلُهْ
تَرَى بَسْمَةَ الآمالِ في بَسَماتِه / وتَلْمَحُ سِرَّ النُّبْلِ حينَ تُقَابِلُهْ
شَبَابٌ كَمَا يَصْفُو اللُّجَيْنُ كَأنّمَا / تَمَلأ مِنْ مَاءِ الفَرَادِيسِ نَاهِلُهْ
يُفَدِّيهِ غُصْنُ الدَّوْحِ رَيَّانَ نَاضِراً / إِذَا اهْتَزَّ في كَفِّ النَّسَائِمِ مَائِلُهْ
تَطَلَّعَ رُمْحُ الخطِّ يَبْغِي اعْتِدَالَهُ / فَعَأدَ حَسِيراً يَنْكُتُ الأَرْضَ ذَابِلُهْ
وَمِنْ أَيْنَ لِلرُّمْحِ المُثَقَّفِ عَزْمُهُ / وَمِنْ أَيْنَ لِلرُّمْحِ الطَّوِيلِ طَوَائِلُهْ
إِذَا حَفَزَتْهُ الحادثاتُ رَأيْتَهُ / وَقَدْ شَكَّ أَحْشَاءَ الحوادثِ عَامِلُهْ
علاءٌ تَحدَّى الدهرَ في بُعْدِ شَأْوِهِ / فَمَنْ ذَا يُدانِيهِ ومَن ذا يُفاضِلُهْ
ورَأْيٌ كأنْفَاسِ الصَّباحِ وقَدْ بَدَا / تَشِفُّ مَجَالِيه وتَهْفُو غَلائِلُهْ
وَخُلْقٌ كَمُخَضَلِّ النسِّيم بِرَوْضَةٍ / ذَوَائِبُهُ نَفَّاحَةٌ وَجَدَائلُهْ
يَمَسُّ جَبينَ النيل في رِفْقِ عاشقٍ / وتفْتَحُ أكمامَ الزهورِ مَسَاحِلُهْ
دَعَوْتُ إِليكَ الشِّعْرَ فانقادَ صَعْبُهُ / وقَد كانَ قبلَ اليومِ شُمْساً جَوَافِلُهْ
وَمَا كِدْتُ أدعُو الوحْيَ حتى سَمِعْتُه / تُبَادِهُنِي آيَاتُهُ ورَسَائِلُه
خَيَالٌ إِذَا أرْسَلتُهُ إِثْرَ نَافِرٍ / أَتَتْ بأعَزِّ الآبداتِ حَبَائِلُهْ
ولَفْظٌ كَوَجهِ الرَّوْضِ في ميْعَةِ الضُّحى / وقَدْ صَدَحَتْ فوقَ الغُصونِ عَنَادِلُهْ
إِذا قُلْتُه أَلقَى عُطارِدُ سَمْعَهُ / وسَاءَلَ شمسَ الأفْقِ مَنْ هو قائِلُهْ
وإن سارتِ الريحُ الهَبُوبُ بجَرْسِهِ / فآخِرُ أكنَافِ الوُجُودِ مَراحِلُهْ
إِذا ذُكِرَ الفاروقُ فاضَ مَعِينُهُ / وثَجَّتْ قوافيهِ وعَبَّتْ حَوَافِلُهُ
يقولُ وَمَالِي حِينَ أَكتُبُ قَوْلَهُ / مِنَ الفَضْلِ شَيْءٌ غَيْرَ أَنِّي نَاقلُهْ
رَأَى مَلِكاً يَحْيَا القَريضُ بِوَصْفِهِ / فضائلُهُ جَلَّتْ وعَمَّتْ فَوَاضِلُهْ
رَأى مَلِكاً يُزْهَى بِهِ الدِّينُ والتُّقَى / شمائلُ أملاكِ السماءِ شمائلُهْ
رَأى مَلِكاً كالنِّيلِ أما عَطَاؤُهُ / فغَمْرٌ وأما المكرماتُ فساحِلُهْ
فَغَرَّدَ في الأَجواءِ باسْمِكَ طيرُهُ / ورَدَّدَ في الآفاقِ ذكرَكَ هادِلُهْ
وصَاغَتْ لَكَ التِّبْرَ المُصَفَّى فُنُونُهُ / وحَاكَتْ لَكَ البُرَدُ المُوَشَّى أَنامِلُهْ
ولم يَبْقَ من نَسْجِ السَّحائبِ زَهرةٌ / تَرِفُّ نَدىً إلا حَوَتْهَا فَوَاصِلُهْ
وَصَبَّ شُعَاعَ الشَّمسِ تاجَ مَهابةٍ / لِمَنْ تَوَّجَتْهُ بالفَخَارِ فَضَائِلُهْ
وَفَكَّ رُموزَ السحرِ من أرضِ بابلٍ / لأجلكَ حتى استنْجَدَتْ بكَ بَابِلُهْ
أَعَدْتَ له عهدَ الرَّشيدِ فأسْرَعَتْ / إِلى سُدَّةِ الفاروقِ تَشْدُو بَلابلُهْ
وما أنتَ في الأَمْلاكِ إِلا قصيدةٌ / تفاعيلُها البِرُّ الَّذي أَنتَ فاعِلُهْ
يَهُبُّ طرِيحُ الشِّعْرِ في دَوْلةِ النُّهَى / وتُلْهَمُ أَسْرَارَ البيانِ مَقاوِلُهْ
حَمَلْتُ لَهُ الرَّيْحَانَ يومَ زِفافِهِ / نَضِيرَ الْحَواشِي يَنْشُرُ المِسْكَ خاضِلُهْ
أُزَاحِمُ للفاروقِ حَشْداً كأنّهُ / خِضَمٌّ مِنَ الأمواجِ ضاقتْ سَبَائِلُهْ
يُغَطِّي أَدِيمَ الأرضِ عَزَّ اختراقُهُ / وسُدَّتْ عَلَى أَقْوَى الرجالِ مَدَاخِلُهْ
إذا أنتَ لَمْ تَعْرِفْ مَدَى أُخْرَياتِهِ / فَسَلْ طَرْفَكَ المَمْدُودَ أَيْنَ أَوَائلُهْ
حَمَلْتُ لَهُ الرَّيْحَانَ أَرْفَعُ مِعْصَمِي / إِلَى المَلِكِ الفَرْدِ الذي فاز آمِلُهْ
وقد مَلأَ الأُنْسُ الوجوهَ فأشْرَقتْ / من البِشْرِ حتى كادَ يَقْطُرُ سَائلُهْ
طَلَعْتَ على الجمعِ الْحَفِيلِ بِمَوْكِبٍ / يُبَادِلُكَ الشَّعْبُ المُنَى وتُبَادِلُهْ
مَوَاكِبُ لَمْ يُعْرَفْ لرمسيس مِثْلُهَا / وَلاَ خَطَرَتْ في مَثْلِهِنَّ قَنَابلُهْ
يُحِيطُ بِهَا عِزُّ المَلِيكِ ومَجْدُهُ / وتَزْحَمُهَا فُرْسَانُهُ وصَوَاهِلُهْ
إِذَا امْتَلكَ الحبُّ النفوسَ هَفَتْ لَهُ / سِراعاً وأعْطتْ فَوقَ ما هُوَ سَائلُهْ
رَأوْكَ فعَالَوْا بالهُتَافِ كأنّمَا / يُنَافِسُ نِدُّ نِدَّهُ ويُسَاجِلُهْ
كأَنهمُ جَيْشُ الغمائِم أَرَّقَتْ / رَوَاعدُهُ جَفْنَ الدُّجَى وزَواجلُهْ
فلا عَيْنَ إِلاَّ وَهْيَ تَرْتَقِبُ المُنَى / وَلاَ صَدْرَ إِلا فارِحُ القلبِ جَاذِلُهْ
وقَدْ رُفِعَتْ أعلامُ مِصْرَ خَوَافِقاً / يُغَازِلُهَا مَسُّ الصَّبَا وتُغَأزلُهْ
فإِنْ كانَ مِنْ عَيْنٍ فإِنّكَ نُورُهَا / وإِنْ كانَ مِنْ قَلْبٍ فإِنّكَ آهلُهْ
وإِنْ كانَ مِنْ دَهْرٍ فأنتَ نَعيمهُ / وإِنْ كانَ مِنْ فَضْلٍ فإِنّكَ بَاذِلُهْ
رَأَى فِيكَ هَذَا الشَّعْبُ آمَالَهُ الّتي / تَمَنَّى عَلَى الأيامِ وَهْيَ تُمَاطِلُهْ
أَحَبَّكَ حَتَّى صَارَ حُبُّكَ رُوحَهُ / ونُورَ أمَانِيه الذِي لاَ يُزَايلُهْ
فَمَنْ شَاءَ بُرهاناً عَلَى صَادِقِ الهَوَى / فهذِي الْجُمُوعُ الزاخراتُ دَلائلُهْ
نَثْرتَ بُذُورَ الْحُبِّ في كُل مُهْجَةٍ / وَتِلْكَ التي تَهْفُو إِليكَ سَنَابِلُهْ
حَياتُكَ يَا فَاروقُ لِلدِّينِ عِصْمةٌ / وأَعْمَالُكَ الغُرُّ الجِسَامُ مَعاقلهْ
مَنَابرُهُ تَهْتَزُّ بِاْسمِكَ فَوقَهَا / وَتَلْتَفُّ مِنْ شَوْقٍ عَلَيْكَ مَحَافِلُهْ
تُعَفِّرُ بِالتُّرْبِ الْجَبِينَ الَّذي عنَا / لَهُ الشَّرْقُ وانْقَادَتْ إِلَيْه جَحَافِلُهْ
لَهُ لمَعَاتُ المشرَفي ازْدَهَتْ بِهِ / عَلَى كلِّ أَبْنَاءِ الغُمُودِ صَيَاقِلُهْ
لَيَاليكَ أقمارُ الزَّمَانِ وسَعْدُهُ / وأيَّامُكَ البِيضُ الْحِسَانُ أَصَائلُهْ
قَدِ اخْتَارَكَ الرَّحْمَنُ مَوْضِعَ فَضْلِهِ / إِذَا عَزَّ مَوْصُولٌ فَقَدْ جَلَّ وَاصِلُهْ
هَنِيئاً لكَ اليومَ السَّعِيدُ الَّذي زَهَا / عَلَى الدَّهْرِ لَمَّا لَمْ يَجِدْ مَا يُشَاكِلُهْ
يُذَكِّرُنَا المأمونَ يومَ زِفافِهِ / وَقَدْ مَشَتْ الدُّنْيَا إِلَيْهِ تُجَامِلُهْ
وَسَالَ بِهِ سُيْلُ النُّضَارِ كأَنَّمَا / تَفَجَّرَ مِنْ بَيْنِ السَّحائِبِ وَابلُهْ
وَأيْنَ مِنَ المأمونِ أوْ مِنْ زِفَافِهِ / جَلالَةُ مَلكٍ أعْجَزَتْ مَنْ يُطَاوِلُهْ
أَبَى الدهرُ أَنْ يَلقَى ليومِكَ ثَانياً / يُقَارِبهُ في نُبْلِهِ أوْ يُعَادِلُهْ
تَخيَّرْتَ مِنْ وَادي الكنانة زهرةً / تَتِيهُ بِهَا جَنَّاتُهُ وَظَلاَئِلُهْ
فَرِيدَةُ مَجْدٍ يَعْرِفُ المجْدُ قَدْرَهَا / وتُزْهَى بِهَا يَوْمَ الفَخَارِ عَقَائلُهْ
ودُرَّةُ خِدْرٍ أَقْسَمَ الْخِدْرُ إنَّهُ / عَلَى مِثْلِهَا لَمْ تُلْقَ يَوْماً سَدَائلُهْ
يَتِيهُ بِهَا ضَافي الشبابِ ونَضْرُهُ / وَتَسْمُو حَوَاليهِ بِهَا وعَوَأطِلُهْ
تَخَيَّرْتَهَا فوْقَ السَّحابِ مَكانةً / وَأَصْفَى مِنَ الماءِ الَّذي هُوَ حَامِلُه
حَبَاها إلهُ العَرْشِ أَكْبَرَ نِعمةٍ / فجَلَّتْ أَيَادِيه وعَمَّتْ جَلائِلُهْ
فَعِشْ في رِفَاءٍ بالبنينَ مُمَتّعاً / يُضِيءُ بِكَ الوادِي وَيَخْضَرُّ مَاحِلُهْ
وَدُمْ لِبَنِي مِصْرٍ أَماناً ورحمةً / فأنْتَ حِمَى النِّيلِ الوَفي وَعَاهِلُهْ
أجابتْ نداءَ الحقِّ سُمْرُ العواسلِ
أجابتْ نداءَ الحقِّ سُمْرُ العواسلِ / وعادتْ إلى الأغماد بيضُ المَناصلِ
وقرّت قلوبٌ جازعاتٌ خوافِقٌ / وخالَطَ دمعُ البشرِ دمعَ الثواكل
وطافت على الشرِّ المناجِزِ حكمةٌ / أطاحتْ بما قد حاكه من حبائل
وأطفأ نيرانَ العداوةِ وابلٌ / من الْحِلم حَيّا صَوبَه كلُّ وابل
وصفّق بالبشرى الفراتُ ودِجْلةٌ / على نغماتِ الساجعاتِ الهوادل
وحطّمتِ السلْمَ الْحُسامَ فلَم تَدَعْ / به بعدَ طولِ الفتكِ غيرَ الحمائلِ
فليت زُهيْراً بيننا بعدَ ما خَبَتْ / لظَى الحربِ وانجابت غيومُ القساطلِ
هو السيف أطغَى ما خضعتم لحكمه / إذا ما انتضاه الحقدُ في كفِّ جاهل
يقطِّعُ أوشاجاً علينا عزيزةً / ويبترُ جبّاراً كريمَ الوصائل
يسيلُ دمُ القُرْبَى عليه مطهَّراً / أعزَّ وأزكَى من نجيع الأصائل
أخي أنت دِرْعي إنْ ألمّت مُلِمّةٌ / وإن فدحتْني عابساتُ النوازل
أخي أنت من نفسي دماؤك من دمي / فإن كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكل
أأرمي أخي يا ويلَ ما صنعتْ يدي / فيا ليتها كانتْ بغيرِ أنامل
إذا مسَّني خَطْبٌ فأولُ راكبٍ / يخوضُ لي الْجُلَّى وأَسرعُ نازل
أكلتُ دماً إنْ لم أزُدْ عن حياضِهِ / كريماً وأدفَعْ عنه كيدَ الغوائلِ
أضاحكهُ والقلبُ ما عبِثتْ به / لِئامُ المساعي أو سمومُ الدخائل
وأبسطُ كفّي نحوه غيرَ جافلٍ / ويبسُط نحوي كفَّه غيرَ جافل
إذا البيدُ لم تُنْبِت نباتاً فحسْبُها / فقد أنبتتْ فينا كريم الشمائل
وقد علَّمتنا أنْ يكونَ إخاؤنا / كشامخِ رَضْوَى ركنُه غيرُ زائل
ألسْنا الكرامَ الغُرَّ من آلِ يَعْرُبٍ / لَدَى الرَّوْعِ أو عندَ التفافِ المحافل
حَمَيْنا بحمدِ اللّهِ أنسابَ قومِنا / وصُنّا على الأيامِ مجدَ الأوائل
وما خُلِقَتْ إلاّ لعزمٍ نفوسُنا / كأنَّا خُلِقْنا من غُبار الجحافل
إذا افترقت أهواءُ قومِ تشَّتتوا / ولم يرجِعوا إلاّ بعارِ التخاذلِ
عزيزٌ على الأوطانِ أنَّ شجاعةً / تمزِّقُها الشَّحْناءُ في غيرِ طائل
حمانا كتابُ اللّهِ من بعدِ فُرْقَةٍ / فكنّا لدين اللّهِ خيرَ المعاقل
وصالتْ بنا من قوّةِ البأسِ وَحْدةٌ / على الكونِ لم تتركْ مَصالاً لصائل
فثُلّتْ عُروشٌ واستطارتْ أسِرّةٌ / من الذُّعر في أعوادِها والزلازل
جمعنا على الحُبِّ القلوبَ فأشرقتْ / كَما أشرقت بالغيث زُهْرُ الخمائل
وعِفْنَا ورودَ الماءِ أكدرَ آسناً / وحنّتْ حنايانا لعذب المناهل
وعادت إلى الحسنَى العَبيدُ وشَمَّرٌ / وسار بشيرُ السلمِ بين القبائل
وأصْغَوا إلى الرأي السديدِ وأنصتوا / لنصحِ نصيرٍ للعُروبةِ باسلِ
إلى حَمَدٍ ترنو المعالي مُدِلَّةً / وتُلْقي بأسباب النُّهى والفضائل
عرفناه وِرْداً للندى غَيرَ ناضبٍ / لراجٍن وعزماً للعلا غيرَ ناكل
وقد دفن القومُ التِّراتِ وأقبلوا / إلى الحقِّ يمحو ضوؤه كلَّ باطل
وسلُّوا لإعلاء العِراق عزائما / أسدَّ وأمضَى من سِنان الذوابل
يُفدون بالأرواحِ والأهلِ فَيْصلاً / مناطَ المُنى من كل راجٍ وآمل
أيركَبُها هذا فَتَنتهِبُ الثرَى
أيركَبُها هذا فَتَنتهِبُ الثرَى / وتنهبُ رِجْلَيَّ الحصَى والجنادِلُ
رَضيتُ رضاءَ اليأسِ واليأْسِ راحةٌ / وأتْعبُ خَلْقِ اللّهِ في الناسِ آملُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025