المجموع : 7
اصبراً وهذا وافدُ الْبَيْنِ نازل
اصبراً وهذا وافدُ الْبَيْنِ نازل / وقد قُطِعْت ممن تُحِبُّ الوسائل
فياليت شعري ما الذِي أنت صانع / إذا ظعنت سلمى وما أنت قائل
وجسمك إن لم يظعنوا عنك ناحِل / وقلبك إن بانوا مع الركبِ راحِل
ستذكر بيتاً قاله ذو صبابة / تروّت بماءِ الحبِّ منه المفاصِل
ستعلم إِن شَطّت بهم غُرْبَةُ النوى / وساروا بليلَى أَنَّ عقلك زائل
لئن كان شهر الصَّوْمِ أفضلَ حولِهِ
لئن كان شهر الصَّوْمِ أفضلَ حولِهِ / فَفَضْلُك في أَبناء جنسك أفْضلُ
وإن تك فيه ليلة القدر إنها / لَفِيكَ معانيها التي تُتأول
وحسبُك أَنّ الصائمين له إذا / طَوَوْا عنك فِيه النصح لم يُتَقَبَّلوا
فهُنِّيته شهراً وعُمِّرت مِثلَه / ثمانين حولاً تُرْتَجَى وتُؤَمّلُ
أَنارت بك الأَيام حتى كأَنها / دُجىً أنت صبح في أَعاليه مقبِلُ
فلِلمجدِ منك السعي فرض ولِلهدى / وللجود حتم ما تقول وتفعل
ولو لم نُجِد فيك المديح منظماً / لأغناك عن ذاك القُران المنَزَّلُ
وصلّى عليك الله يا خَيْرَ خَلقِهِ / ومَنْ هُو هَدْيٌ لِلأَنامِ وموئِلُ
ثيابُ الدُّمَى البيض الحسان كثيرةٌ
ثيابُ الدُّمَى البيض الحسان كثيرةٌ / ولكنّني منهنّ أَبهى وأَجمل
أُجَرُّ عَلَى بِيضِ الجِباه وأَنْثَنِي / على الطُّرَرِ المستحسَناتِ وأُسْبَلُ
وأَلْثَمُ مُحْمَرَّ الخدودِ بإذنِها / وأُلْوَى على اللَّبّات طَوْراً وأحُمل
ولَمْ تَجْفُنِ مُذْ كُنْتُ يوماً مَلِيحةٌ / ولم تُرَعَنِّي ذاتُ حُسْنٍ تَنَقَّلُ
فتى مثلُ ضوءِ الشمسِ نورُ جبِينِه
فتى مثلُ ضوءِ الشمسِ نورُ جبِينِه / وكالغيثِ عند المحْلِ منه الأنامِلُ
وكالسيفِ إن قاومتَه حدُّ عَزْمه / وأَحْلَى من الإنصَافِ حين يُجامل
كريم إذا استمطرتَ جودَ يَمينِه / بدا لك من جَدْواه سَحٌّ ووابِل
وذي عَجَبٍ مِن طولِ صبرِي على الذي
وذي عَجَبٍ مِن طولِ صبرِي على الذي / أُلاقي مِنَ الأرزاءِ وهْو جليلُ
يقول ألا تَشْكُو فقلتُ مَتى شكا / من الضَّرْب عضبُ الشَّفْرَتَين صقِيل
وإنّ أمرأً يشكو إلى غيرِ نافعٍ / ويَسْخو بما فِي نَفْسِهِ لجهول
عَدَاني عن الشكوَى إلى الناس أَنَّني / عليلٌ ومَنْ أَشكو إليه علِيل
ويمنعني الشكوى إلى الله عِلْمُهُ / بجُمْلة ما ألقاه قبلَ أَقُول
سأسكُت صبراً واحْتساباً فإنّني / أَرى الصبرَ سيفاً ليس فيه فلول
ويومٍ من الأيّام غابت عواذِلُه
ويومٍ من الأيّام غابت عواذِلُه / سَقانا به طَلٌّ السرورِ ووابِلُهْ
صفَتْ مثلَ صَفْوِ الخمرِ بالماءِ بَيْننَا / أَواخرُه حُسْناً وطابَتْ أَوائِلُهْ
فلمّا تعاطَيْنا المُدامَ وأَوْمَضَتْ / بُروقُ الصِّبا فينا وسُلَّتْ مَناصِلُهْ
دَهَتْنا صروفُ الدَّهرِ بالفَرَسِ الّذي / مَضى آبِقاً واسترجَعَ اللَّهْوَ باذِلُهْ
وبِتْنا على سُكْرَيْنِ مِن سُكْر قهوةٍ / وسكرٍ من الخَطِب الّذي جَلَّ نازلُهْ
فيا لكَ يوماً طاب صُبْحاً وغُدْوةً / وجاءتْ بأضدادِ السُّرورِ أصائِله
فبِتْنا كما لا نَشْتَهِي وقلوبُنا / رهائنُ فِكرٍ يُحْرِق الجمرَ داخِلُه
نُقسِّم كَأْساتِ التَّنَدُّمِ بيننا / ونَنْشُر شَجْواً ليس تَهْدَا مَراجِلُهْ
ونُفْكرِ مِنهُ في عواقبَ يرتضِي / بشاعَتَها مُبْدِي الشَّماتِ وحامِلُهْ
فلّما بدا وجُه الصَّباحِ وأَقبلَتْ / تَكُرُّ على وَفْدِ الظّلامِ قنابِله
أتتْنا بِه البُشْرَى فرَوَّحَ مُكْمَدٌ / وأَنْهل صادٍ بات حِبٌّ يُواصِله
فلو عاينَ الْمَلْكُ العزيزُ مَبِيتَنا / لخطبٍ دَهتَنْا بالفَظِيعِ كَلاكِله
لأَرْغَمَ أنفَ الدَّهِر عن أن يُصِيبنَا / كما لم يَزَلْ فِينا نَداه ونائِلهْ
إمامٌ كأنَّ اللهَ أَنْزَلَ فَضْلَه / قُراناً فما خَلقٌ من النّاس جاهِلُهْ
إذا لم أُصدِّقْ ظَنِّ كُلِّ مُؤَمِّلٍ
إذا لم أُصدِّقْ ظَنِّ كُلِّ مُؤَمِّلٍ / ولم أحْمِ عِرْضي بالسَّماحةِ والبَذْلِ
ولم أُطِع المعروفَ والبِرَّ والعُلا / وأَعْصِ ذواتِ الحُسنِ والأَعُينِ النُّجْل
فلستُ ابنَ من عزَّت به كُلُّ دولةٍ / ونجلَ النبيّ المصطفَى خاتَمِ الرُّسْل
ولستُ أَعُدُّ الفضلَ فَضْلاً والعُلا / إذا لم يَسُدَّ الخافِقين بها فِعْلِي
وكم جاحِدٍ فَضْلِي لإسقاطِ فَضْله / ذَوُو النَّقْصِ مذ كانوا أعادي ذوي الفضِل