القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 7
همُ الحيُّ ما بين العُذَيبِ إِلى الرمْلِ
همُ الحيُّ ما بين العُذَيبِ إِلى الرمْلِ / حُلولاً على البطحاءِ من مُلتقَى السُّبْلِ
دعاهُمْ إِلى الجَرْعاءِ من أيمنِ الحِمَى / تخلُّجُ برقٍ مُخفِرٍ ذمّةَ المَحْلِ
غَدوا يبتغونَ القطرَ حتَّى تباشَرُوا / بمرتفعٍ بالخِصْبِ مغتبق النفلِ
ألثَّ عليه كلُّ جَوْنٍ ربَابَهُ / يُسِفُّ إِلى أن يَمْسَحَ الأرضَ بالخَمْلِ
فما انجابَ حتى استأصلَ العِرْقَ في الثَّرَى / وصار رضيعُ النبتِ يحبُو إِلى الكهلِ
وحتى تناصَى العُشْبُ فيه وأُرسختْ / عُروقُ الندى واستمجدتْ عَذَب الأثلِ
كأنكَ قد شاطرتَها الخِلَعَ التي / حَباكَ بها السُلطانُ عن قِسمةٍ عدلِ
غداةَ كساكَ الروضُ وهو منمنمٌ / وليس لهُ إلا سَماحُك من وَبْلِ
حباكَ بما تحبُو به كلَّ زائرٍ / غدا يمترِي أخلافَ نائِلِكَ الجَزْلِ
وما ذاكَ كي تزدادَ عِزَّاً وإنَّما / أبانَ به عن رأيكِ المُحكَمِ الجدلِ
بمرقومةٍ تُصْبِي العقولَ كأنَّما / تخايلتَ منها بين قولِكَ والفِعْلِ
رفَلْتَ بها في مثلِ أخلاقكَ التي / بها عادَ شِعْبُ المجدِ ملتئمَ الشَّمْلِ
ومستطعمٍ فضلَ العِنَانِ كأنما / يلاعبُ عِطْفيه سَحوقٌ من النخلِ
إِذا هزَّهُ حنُّ المراح توقرتْ / بِأطرافِه أعباءُ حلمِكَ والفضلِ
محلَّى بأوفاضِ النجوم معلَّقٌ / عليه هلالُ الأُفقِ في موطئِ النعلِ
أطافَ به صِيدُ الملوكِ نواكِسَاً / عيونُهُمُ يمشونَ هَوناً على رِسْلِ
يرومونَ تقبيلَ الركابِ ودُونَهُ / إباءُ مروحٍ يطرُدُ اليدَ بالرِّجلِ
تجودُ سماءُ النقعِ فوقَ رُؤوسِهمْ / بديمةِ تِبْرٍ غيرِ مقلعةِ الهَطْلِ
وأبيضَ طاغي الحدِّ يُرعِدُ متنُه / مخافةَ عزمٍ منك أمضَى من النصلِ
عليمٌ بأسرارِ المَنونِ كأنَّما / على مضربيه أُنزلتْ آيةُ القَتْلِ
تفيضُ نفوسُ الصِيدِ دونَ غِرارهِ / وتطفَحُ عن متنيهِ في مَدْرجِ النملِ
تراهُ إِذا ما امتاحَ كفُّكَ غِمدَهُ / تخايلَ ما بين القبيعةِ والغلِ
خلعتَ عليه نورَ وجهِكَ فارتدَى / بنورٍ كفاهُ أن يُحادثَ بالصقلِ
وضرةِ شمسٍ يجتليها إِذا بدَتْ / شُعاعاً رُكاماً وهي راجِحَةُ الثقلِ
هي التِبرُ إلّا أنَّها قد تفرَّدَتْ / ببدعةِ ضَنٍّ من يديكَ بلا مِثْلِ
تُصبِّحُها كَفٌّ إِذا مسَّها افتدتْ / بأضعافِها خوفاً عليها من البَذْلِ
تذمُّ عليها من يديكَ رعايةٌ / لأحكامِ مجدٍ لا تُعَدُّ من النجلِ
لها جَمَّةٌ يستغزرُ النزحُ فيضَها / وليس لها إلّا اليراعةَ من حَبْلِ
إِذا انتابها الوُرَّادُ هِيْماً تَزاوروا / على نَفَحاتٍ تُشْرِقُ الماءَ بالسَّجْلِ
ضمانٌ من الإقبال عندك لم تَزَلْ / عواقبُهُ عما تُسَرُّ به تُجْلي
بعزمٍ إِذا ما انسابَ في مدلَهِمَّةٍ / من الخطب لم يرتدَّ إلّا على فصلِ
خفيُّ مَدَبِّ الكَيْدِ يكتُمُ سُخْطَهُ / رضَاهُ ويُسقي السمَّ في مَجَّةِ النَّحْلِ
ضمومٌ على الهَمِّ البعيد جَنَانَهُ / وقورٌ إِذا القومُ استطيروا من الجهلِ
يقاربُ خطوَ النائباتِ بعقلهِ / وأنعمُه في الناس مستورةُ العقلِ
به اعتدلَ المُلكُ الذي مالَ ركنُه / ومادتْ غصونُ العيشِ موقَرةَ الحملِ
فقلْ للأعادي بعد ما قد تبيَّنُوا / رويدَكُمُ لا تُشمتوا الجهلَ بالعقلِ
خذوا بنصيبِ العفوِ منه وحاذِرُوا / عجارفَ مدلولٍ على طلبِ الذَّحْلِ
هَجوم على الأعداءِ من صوب أمنِهْم / متى ما يَشَأْ يُعْمِ النواظرَ بالكُحْلِ
لك الخيرُ فضلي سار شرقاً ومغرباً / وجَدّي ضعيفُ الخطو يَرْسُفُ في كبلِ
ولي قِبَلَ الأيامِ منذ صِحِبْتُها / مواعيدُ قد أعلقنَها شرَكَ المطلِ
لوينَ طويلاً ثم لما اقتضيتُها / أحلْنَ على من يخدعُ الجِدَّ بالهزلِ
وقد لفظتني الأرضُ حتى تراجعتْ / برحلي إِلى أكنافِ جانبكَ السَهْلِ
فلا تتركنِّي للنوائب مُضْغَةً / وقد كشَّرتْ عن حَدِّ أنيابِها العُصْلِ
بَقِيتَ ليبقى الدينُ والمُلْكُ إنَّما / يتمُّ بقاءُ النَّصْلِ والفُوق بالنَّبْلِ
وطاوعكَ المقدارُ فيما تُريدُه / يجدِّدُ ما تُبْلِي ويكتبُ ما تُمْلِي
إِذا لم يُعِنْ قولَ النصيحِ قَبولُ
إِذا لم يُعِنْ قولَ النصيحِ قَبولُ / فإنَّ معاريضَ الكلامِ فُضُولُ
أقِلَّا خِلافِي وهو مما يسوؤُني / وليس لمن يهوَى الخلافَ خليلُ
ومن شِيَمي رَدُّ النصيحِ بغيظِهِ / وتركي وعورَ القولِ وهي سُهولُ
خُذا في حديثٍ غيرِ لومي فإنَّهُ / وربِّ الهدايا المُشعَراتِ ثقيلُ
إِذا كان رأيي غيرَ ما تريانِهِ / فأضْيَعُ شيءٍ ما يقولُ عَذولُ
أيا أثلاتِ القاعِ أمّا عروقُها / فَريَّا وأمَّا ظِلُّها فبليلُ
لكِ اللّهُ هل مرَّتْ بقُربكِ رُفقةٌ / وأنضاءُ عِيسٍ سيرُهنَّ ذميلُ
إِذا هبَّ عُلويُّ الصَّبَا فرقابُهمْ / إليه وأعناقُ النواعجِ مِيْلُ
فمن كل نضوٍ حنَّةٌ وتشوّقٌ / ومن كلِ صَبٍّ رنَّةٌ وعويلُ
ويا نُغْبةً بالأجرع الفردِ عَذْبَةً / أراكِ ولكنْ ما إليكِ سبيلُ
ويا ليلُ حتى الشُّهبُ فيكَ مريضةٌ / وحتَّى نسيمُ الفجر فيكَ عليلُ
ويا جِيرتي بالجِزْعِ جسميَ بعدكُمْ / نحيلٌ وطرفي بالسُّهاد كحيلُ
عهِدتُ به غصنَ الشبيبةِ مورِقاً / فخانَ وخنتمْ والوفاءُ قليلُ
وأودعتُكم قلبي فلما طلبتُهُ / مَطلتمْ وشرُّ الغارمينَ مَطُولُ
فإنْ عُدْتمُ يوماً تُريدونَ مُهْجَتِي / تمنَّعتُ إلا أنْ يُقامَ كفيلُ
ويا أيُّها الغادي تحمَّلْ رسالةً / على ما بِها إنَّ الحديثَ طويلُ
وقلْ لِلأُلى حلُّوا الحِمى سقى الحِمَى / عزاكمْ فإنَّ العامريَّ قتيلُ
به غُلَّةٌ لا يملِكُ الماءُ بردَها / وشجوٌ سِوى ما تعلمونَ دخيلُ
ألا حبّذا شَدُّ الركائبِ ضَحْوةً / وللظِلِّ في أخفافهِنَّ مَقِيلُ
ومُذْقَةُ ظِلٍّ بين غُصْنَي أراكةٍ / وقد كادَ مِيزانُ النهارِ يميلُ
ومن شِيحِ نجدٍ نفحةٌ سَحَريةٌ / تساهَمَ فيها شَمْأَلٌ وقَبُولُ
ومرتجزٌ بالرعدِ يرضِعُ دَرُّهُ / نباتَ رياضٍ مسَّهُنَّ ذُبولُ
وعاجمةٍ عودي ولم تدرِ أنَّهُ / صليبٌ يرُدُّ النابَ وهو كليلُ
تُخوِّفُني ريبَ الزمانِ وأنَّهُ / شروبٌ لأشلاءِ الكِرامِ أكُولُ
وتأمرني بالمال أوكي عِيابَهُ / وهيهاتَ مني أن يقالَ بخيلُ
وكيف أخافُ الدهرَ يَحْرُقُ نابَهُ / ورأيُ عماد الدين فِيَّ جميلُ
إِذا امتَحْتُ يوماً جَمَّةً من نوالِه / سقانيَ سَجْلٌ من نَداهُ سجيلُ
رواءٌ كإيماضِ الغَمامةِ مونقٌ / وبِشرٌ كصدرِ المشرفيِّ صقيلُ
وعزمةُ مطرود الرُّقادِ يدُلُّهُ / على الغيب رأيٌ ما يكادُ يَفيلُ
إلى أن ينالَ المجدَ إلّا تغلُّباً / وبعضُهمُ عند الطِلابِ ذليلُ
وشاغبَ ريبَ الدهرِ وهو يَضيمُهُ / وكلُّ كريمٍ يُستَضامُ صَؤولُ
وغارَ على مُلكٍ مُضاعٍ وكاشحٍ / مطاعٍ يردُّ الأمرَ وهو سحيلُ
ورشَّحَ مشبوحَ الذارعينِ ضَيْغَماً / له في ظِلال السَّمْهريّةِ غِيْلُ
غلائِلُه أدراعُه وكؤوسُهُ / مخوف عِداهُ والنجيعُ شَمولُ
له هَيبةٌ تسري أمامَ جُنودِه / ورأيٌ بمُستنِّ الغُيوبِ يجولُ
وجُرْدٌ على أكتافِها المُرْدُ جُثَّمٌ / فُحولٌ على أكبادِهنَّ كُهولُ
وعوجٌ لها بين الضُّلوعِ أزاملٌ / وبيضٌ لها فوقَ الرُؤوسِ صَلِيلُ
ونقعٌ صفيقُ الطُّرَّتينِ كأنَّما / على صفحاتِ الشمس منه سُدُولُ
يَرُدُّ على وَجْهِ الصَّبَاحِ لِثَامَهُ / إِذا حانَ من صبغِ الظلام نُصُولُ
فقلْ للذين استعذبوا الغَدْرَ مشرَبَاً / رويداً فَرعْيُ الغادرينَ وبيلُ
أديروا كُؤوسَ الرَّاحِ إنَّ وراءَها / كُؤوساً من السمّ الذُعافِ يغُولُ
وجُرُّوا ذيولَ الخفضِ حتى تزورَكُمْ / مُشَمِّرةٌ ليست لهنَّ ذُيولُ
جنودٌ طلاع الأرضِ يحمي لواءَها / قَؤولٌ لما قال الكِرامُ فعولُ
فلا أرضَ إلا طبَّقَتْهَا حوافرٌ / ولا جوَّ إلا جَلَّلَتْهُ نُصولُ
ستغرى بأطرافِ البنان نواجِذُ / إِذا التفَّ يوماً بالرعيلِ رعيلُ
وتطفحُ أحناءُ الشِعابِ عليكمُ / بسَيْلٍ له هامُ الكُماةِ حميلُ
وكلُّ قَرارٍ بالجَماجمِ تلعةٌ / وكلُّ مَغيضٍ بالدِّماءِ مَسِيلُ
فإنْ سئِمتْ حملَ الرؤوسِ رقابُها / فبالبيضِ شوقٌ نحوَها وغليلُ
فلوذوا بحَقو العفوِ منه فإنَّه / جوادٌ به حتى يُقالَ غَفُولُ
وإنْ غلبتكم شِقْوةُ الجَدِّ فاعلموا / بأن ديارَ الناكثينَ طُلولُ
أحقّاً هممتمْ باللِّقاءِ لعلَّكُمْ / بدا لكُمُ أنَّ الطِباعَ تحولُ
فتُمسي البُغاثُ الكُدْرُ وهي جوارحٌ / وتُضحي اللّقاحُ الخُورُ وهي فحولُ
فعزماً غياثَ الدولةِ اليومَ إنَّهم / فرائسُ منهم مُقْعَصٌ وأكِيلُ
همُ جَلبُوا الخيلَ العِتاقَ وأجلبُوا / عليك فحَشْوُ الخافِقَيْنِ صَهِيلُ
ولاذُوا بأكراد البوادي وعُرْبهم / ومن كلِّ جيلٍ أمةٌ وقبيلُ
هُمُ ذخَرُوا الأعمارَ والمالُ عندَهمْ / لكفِّك تُفنِي ذخرَهمْ وتُنيلُ
هدايا لحدِّ المرهفاتِ مسوقةٌ / فهل عندَ حدِّ المرهفاتِ قَبولُ
عدوُّكَ بين العار والسيفِ واقفٌ / يميلُ مع الإِدبارِ حيثُ يميلُ
فإنْ فرَّ لم يَعْدَمْ شِفاءً وإن ثَوى / فأمُّ الذي يبغي الثَّواءَ ثكُولُ
كأنَّهمُ لم يشهدوا أمسِ مشهداً / تشابَه فيه مُقْصِرٌ ومُطِيلُ
يقاتلُ عنك الرأيُ لا الرمحُ بلَّهُ / نجيعٌ ولا بالباتراتِ فُلولُ
ولا بُرقِعَتْ بالقَسْطلِ الجَون غُرَّةٌ / ولا غُيِّبتْ بين الدِماء حُجولُ
سرى كيدُكَ اليقظانُ والنجمُ راقِدٌ / تُجابُ سهولٌ نحوَهمْ وهجولُ
وأدركتَ ثأرَ الدينِ من متمرِّدٍ / طغَى وهو شَخْتُ المنصبينِ ضئيلُ
تُقِرُّ وتمحو المُلْكَ حيث تُريدُهُ / وأنتَ مُديلٌ مرةً ومُذيلُ
تميلُ إِلى ذِي دولةٍ فتُعِزُّها / وتعدِلُ عن ذِي دولةٍ فتُزيلُ
أعِزَّة أملاكِ البلادِ أذِلَّةٌ / لديكَ وصعبُ الحادثات ذَلولُ
فما غرّهمْ واللّهُ ناصرُ حزبِهِ / بأبيضَ طاغي الحدِّ حينَ يصولُ
فإنْ أعجبتهمْ نوبة سلفتْ لهم / فأنتَ لأُخرى ضامنٌ ووكيلُ
إليكَ عِمادَ الدين غرّاءَ طلقةً / تنافَسُ فيها أعينٌ وعقولُ
إِذا أُنشدتْ حُلّ الحُبَى طَرباً لها / وأصغَى إليها عالمٌ وجَهُولُ
وما أبتغِي إلا رِضَاكَ ثوابَها / وذاك ثوابٌ لو علمتَ جَزيلُ
فأنتَ الذي جلَّلتني منكَ أنْعُماً / لها موقعٌ بين الأنامِ جَليلُ
منيلٌ إِذا ما كان منِّيَ خدمةٌ / وإن سبقتْ لي عثرةٌ فمُقِيلُ
وخبَّرني تقليبيَ الناسَ بُرهةً / بأنك فردٌ والأنامُ شُكُولُ
وما يستوي وُدُّ المقلّدِ والذي / له حُجَّةٌ في ودِّهِ ودليلُ
فعُدْ بي إِلى اللُّطفِ الذي كنتَ واصِلاً / جَناحي به إن الكريمَ وَصُولُ
وعِشْ سالماً في باعِ ملككَ بسطةٌ / تدومُ وفي أيامِ عمرِك طُولُ
لك الخيرُ قد عوَّدتَنِي منكَ عادةً
لك الخيرُ قد عوَّدتَنِي منكَ عادةً / نشأتُ عليها منذُ أوَّلِ حالي
سكوناً إِلى قُربي وأُنساً بخدمتي / وحُسنَ اعتقادٍ في تنعُّمِ بالي
وكنتُ أرَجِّي أنّ حالكَ ترتقي / فينمو له حالي نموَّ هِلالِ
وأسمو إِلى نيلِ الأماني واقتضِي / مواعيدَ دَهْرٍ مولَعٍ بمطالِ
وقد رابني منكَ الصدود وليتَهُ / صدودُ اشتغالٍ لا صدودُ كلالِ
فإن كان هذا منكَ دأباً تُديمُهُ / فإذنَكَ لي حتَّى أزمَّ جِمالي
وإلّا فعدْ لي بالجميل فقد عفَتْ / معالمُ آمالي وضاقَ مجالي
فمثليَ لا يرضَى مُقَاماً بذلةٍ / وصبراً على جاهٍ لديكَ مُدَالِ
ومثلُكَ لا يرضَى بتضييعِ خدمتي / وتخييب آمالٍ لديهِ طِوالِ
أقولُ لأحداثِ النوائب إذ عدتْ
أقولُ لأحداثِ النوائب إذ عدتْ / عليَّ وأبدتْ حدَّ أنيابِها العُصْلِ
إليك فإني لا أُبالي بضيقةٍ / يفرِّجُها رأيُ الأجلِّ أبي الفضلِ
تعودتُ منهُ أنْ أُلِمَّ ببابِه / شريداً وأغدو منه مجتمعَ الشملِ
تصدَّى وللحي الجميل رحيلُ
تصدَّى وللحي الجميل رحيلُ / غزالٌ أحمُّ المقلتينِ كحيلُ
تصدَّى وأمرُ البينِ قد جَدَّ جِدُّهُ / وزُمّتْ جِمالٌ واستقَلَّ حُمولُ
وفي الصدرِ من نار الصَّبَابةِ جاحِمٌ / وفي الخدِّ من ماءِ الجُفونِ مسيلُ
غزالٌ له مرعىً من القلب مخصبٌ / وظِلٌّ صفيقُ الجانبين ظليلُ
تناصفَ فيه الحُسْنُ أما قَوامُهُ / فشطبٌ وأما خَصْرُه ففتيلُ
قريبٌ من الرائينَ يُطْمِعُ قُربُه / وليس إليه للمحبِّ سبيلُ
إِذا سافرَ الألحاظُ في وجَناتِه / تضاءلَ عنه الطرفُ وهو كليلُ
وكالشمسِ تغشى الناظرينَ بنورِها / وليس إليها للأكُفِّ سَبيلُ
ولما استقلَّ الحيُّ وانصدعت بهم / نوىً عن وَداع الظاعنينَ عَجُولُ
تراءتْ لنا لمعَ الغمامةِ أوجهٌ / وِضَاءٌ علَتْها نَضْرةٌ وقَبُولُ
فصبراً معينَ المُلك إن عنَّ حادثٌ / فعاقبةُ الصبرِ الجميلِ جميلُ
ولا تيأسَنْ من صنْعِ ربِّكَ إنَّني / ضمينٌ بأنَّ اللّهَ سوف يُدِيلُ
فإن الليالي إذ يزولُ نعيمُها / تبشِّرُ أنَّ النائباتِ تزولُ
ألم ترَ أنَّ الليلَ بعدَ ظلامِه / عليه لإِسفارِ الصَّبَاحِ دليلُ
ألم ترَ أن الشمسَ بعد كُسوفِها / لها صفحةٌ تغشِي العُيونَ صقيلُ
وأنَّ الهلالَ النِضْوَ يقمرُ بعدَما / بَدا وهو شَخْتُ الجانبينِ ضَئِيلُ
ولا تحسبنَّ الدوح يُقلَعُ كلما / يَمُرُّ به نفحُ الصَّبَا فيميلُ
ولا تحسبنَّ السيفَ يُقْضَبُ كلَّما / تعاوَرهُ بعد المَضَاءِ كُلولُ
فقد يعطفُ الدهرُ الأبيُّ عِنانَهُ / فيُشفَى عليلٌ أو يُبَلُّ غليلُ
ويرتاشُ مقصوصُ الجَناحين بعدَما / تساقطَ رِيشٌ واستطارَ نَسِيلُ
ويستأنفُ الغصنُ الصليبُ نَضَارةً / فيورقُ ما لم يعتوِرْهُ ذُبُولُ
وللنجمِ من بعدِ الرجوعِ استقامةٌ / وللحظِّ من بعد الذِّهابِ قفُولُ
وبعضُ الرزايا يوجِبُ الشكرَ وقعُها / عليكَ وأحداثُ الزمانِ شُكولُ
ولا غروَ أن أخنتْ عليك فإنَّما / يُصادَمُ بالخطبِ الجليل جليلُ
وأيُّ قَناةٍ لم تُرنَّحْ كُعُوبُها / وأيُّ حُسامٍ لم يُصِبْهُ فُلولُ
وأيُّ هِلال لم يَشِنْهُ مَحَاقُهُ / وأيُ شهابٍ لم يَخُنْه أُفولُ
أساءتْ ليَ الأيامُ حتى وترتَها / فعندَك أضغانٌ لها وتُبولُ
وعارضتها فيما أرادتْ صروفُها / ولولاكَ كانت تنتَحِي وتصولُ
وحرّمتَ أشلاءَ الكِرامِ وإنَّها / شروبٌ لأشلاءِ الكرامِ أكولُ
وما أنتَ إلا السيفُ أُسكِنَ غِمْدَهُ / لتشقَى به يومَ النزالِ قَبيلُ
أما لكَ بالصِدِّيق يوسفَ أُسْوَةٌ / فتحملَ وطءَ الدهرِ وهو ثقيلُ
وما غضَّ منك الحبسُ والذِكرُ سائرٌ / طليقٌ له في الخافقينَ ذَمِيلُ
فلا تُذْعِنَنْ للخطبِ آدكَ ثِقلُهُ / فمِثلُكَ للأمرِ العظيم حَمُولُ
ولا تجزعَنْ للكَبْلِ مسَّكَ وقْعُهُ / فإنَّ خلاخيلَ الرِجالِ كُبُولُ
وصنعُ الليالي ما عدتكَ سِهامُها / وإنْ أجحفتْ بالعالمين جزيلُ
وإنَّ امرأً تعدو الحوادثُ عِرضَهُ / ويأسى لما يأخُذْنَهُ لبخيلُ
لك اللّهُ راعٍ حيثُ كنتَ ولا تزلْ / أياديهِ منها زائرٌ ونزيلُ
ولا شِينتِ الدّنيا بيومكَ إنَّما / بقاؤك فيها غُرَّةٌ وحُجُولُ
ولا متُّ أو ألقاكَ حظُّكُ دولةٌ / وحظُّ الأعادي رنَّةٌ وعويلُ
نعيمُ هجيرِ العمرِ فيه أصائِلٌ / وعزُّ حُزونِ العيشِ فيه سُهولُ
وحدَّثتُ نفسي بالأمانِيّ ضَلَّةً
وحدَّثتُ نفسي بالأمانِيّ ضَلَّةً / وليس حديثُ النفسِ غيرَ ضَلالِ
أواعِدُهَا قربَ اللقاءِ ودونَها / مواعيدُ دهرٍ مولعٍ بمَطالِ
يقَرُّ بعيني الركبُ من نحو أرضِكم / يَزِجُّونَ عِيساً قُيِّدَتْ بكلالِ
أطارحهُمْ جِدَّ الحديثِ وهزلَهُ / لأحبِسَهمْ عن سيرِهم بمقالي
أسائلُ عمَّنْ لا أُحبُّ وإنَّما / أريدُكمُ من بينهمْ بسؤالي
فيعثُرُ ما بينَ السؤالِ ورجعهِ / لساني بكم حتَّى ينُمَّ بحالي
وأطوي على ما تعلمونَ جوانحي / وأُظهرُ للعُذَّالِ أنيَ سَالي
ولا والذي عافاكمُ وابتلى بكمْ / فؤاديَ ما اجتازَ السُّلوُّ بِبالي
وواعدتُ بالسُّلوانِ قلبي وقد دَرى
وواعدتُ بالسُّلوانِ قلبي وقد دَرى / بأنيَ لا أسلُو وأنك لا تُسلى
فما هوَ حتى قادني نحوَك الهوى / على الرغم ما أحسنتُ هَجرا ولا وصلا
إِذا لم يكن لي منك بُدٌّ ولم يكنْ / سواك لدائي كان معتبتي فضلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025