المجموع : 6
أَلا بَكَرت عِرسي تَلومُ وتَعذُلُ
أَلا بَكَرت عِرسي تَلومُ وتَعذُلُ / وَغَيرُ الَّذي قالَت أَعفُّ وَأَجمَلُ
وَلَما رَأَت رَأَسي تَبَدَّلَ لَونُهُ / بَياضاً عَن اللَونِ الَّذي كانَ أَوَّلُ
أَرَنَّت مِنَ الشَيبِ العَجيبِ الَّذي رَأَت / وَهَل أَنتِ مِني وَيبَ غَيرِكِ أَمثَلُ
كِلانا عَلَتهُ كُبرَةٌ فَكَأَنَّما / رَمَتهُ سِهامٌ في المَفَارِقِ نُصَّلُ
وَقَد أَشهَدُ الكَأَسَ الرَوِّيَةَ لاهِياً / أُعَلُّ قَبيلَ الصُبحِ مِنها وَأَنهَلُ
يُنازِعُنيها لَيِّنٌ غَيرُ فاحِشٍ / مُبادِرُ غاياتِ التِجارِ مُعَذَّلُ
إِذا غَلَبَتهُ الكَأسُ لا مُتَعَبِّسٌ / حَصورٌ وَلا مِن دونِها يَتَبَسَّلُ
وَليسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذي / يَلومُ عَلى البُخلِ البَخيلَ وَيَبخَلُ
لَنا حاجَةٌ في صَرحَةِ الحَيِّ بَعدَما / بَدا لَهُم أَن يَظعَنوا فَتَحَمَّلوا
نَشاوى نَديمُ الكَأَسِ مِنا مُرَنَّحٌ / وَعَيسٌ مُناخاتٌ عَلَيهِنَّ أَرحُلُ
وَجَحلٌ سَليمٌ قَد كَشَفنا جِلالَهُ / وَآخَرُ في أَنضاءِ مِسحٍ مُسَربَلُ
وَصَرماءَ مِذكارٍ كَأَنَّ دَوِيَّها / بُعَيدَ جَنانِ اللَيلِ مِما يُخَيَّلُ
حَديثُ أَناسِيٍّ فَلَما سَمِعتُهُ / إِذا لَيسَ فيهِ ما أَبينُ فَأَعقِلُ
قَطَعتُ يُماشيني بِها مُتَضائِلٌ / مِنَ الطُلسِ أَحياناً يَخُبُّ وَيَعسِلُ
يُحِبُّ دُنُوَّ الإِنسِ مِنهُ وَما بِهِ / إِلى أَحَدٍ يَوماً مِنَ الإِنسِ مَنزِلُ
تَقَرَّبَ حَتّى قُلتُ لَم يَدنُ هَكَذا / مِنَ الإِنسِ إِلّا جاهِلٌ أَو مُضَلَّلُ
مَدى النَبلِ تَغشاني إِذا ما زَجَرتُهُ / قُشَعريرَةٌ مِن وَجهِهِ وَهُوَ مُقبِلُ
إِذا ما عَوى مُستَقبِلَ الريحِ جاوَبَت / مَسامِعُهُ فاهٌ عَلى الزادِ مُعوِلُ
كَسوبٌ إِلى أَن شَبَّ مِن كَسبِ واحِدٍ / مُحالِفُهُ الإِقتارُ لا يَتَمَّوَلُ
كَأَنَّ دُخانَ الرَمثِ خالَطَ لَونَهُ / يُغَلُّ بِهِ مِن باطِنٍ وَيُجَلَّلُ
بَصيرٌ بِأَدغالِ الضَراءِ إِذا خَدى / يَعيلُ وَيَخفى بِالجِهادِ وَيَمثُلُ
تَراهُ سَميناً ما شَتا وَكَأَنَّهُ / حَمِيٌّ إِذا ما صافَ أَو هُوَ أَهزَلُ
كانَ نَساهُ شِرعَةٌ وَكَأَنَّهُ / إِذا ما تَمَطّى وِجهَةَ الريحِ مَحمَلُ
وَحَمشٌ بَصيرُ المُقلَتَين كَأَنَّهُ / إِذا ما مَشى مُستَكرِهِ الريحِ أَقزَلُ
يَكادُ يَرى ما لا تَرى عَينُ واحِدٍ / يُثير لَهُ ما غَيَّبَ التُربُ مِعوَلُ
إِذا حَضَراني قُلتُ لو تَعلَمانِهِ / أَلَم تَعلَما أَنّي مِنَ الزادِ مُرمِلُ
غُرابٌ وَذِئبٌ يَنظُرانِ مَتى أَرى / مُناخَ مَبيتٍ أَو مَقيلاً فَأَنزِلُ
أَغارا عَلى ما خَيَّلَت وَكِلاهُما / سَيُخلِفُهُ مِني الَّذي كانَ يَأمَلُ
كَأَنَّ شُجاعَي رَملَةٍ دَرَجا مَعاً / فَمَرّا بِنا لَولا وقوفٌ وَمَنزِلُ
فَلَم يَجِدا إِلّا مَناخَ مَطِيَةٍ / تَجافى بِها زَورٌ نَبيلٌ وَكَلكَلُ
وَمَضرَبُها تَحتَ الحَصى بِجِرانِها / وَمَثنى نَواجٍ لَم يَخُنهُنَّ مَفصِلُ
وَأَتلَعَ يُلوى بِالجَديلِ كَأَنَّهُ / عَسيبٌ سَقاهُ مِن سُمَيحَةَ جَدولُ
وَمَوضِعَ طَولِيٍّ وَأَحناءَ قاتِرٍ / يَئِطُّ إِذا ما شُدَّ بِالنَسعِ مِن عَلُ
وَسُمرٌ ظِماءٌ واتَرَتهُنَّ بَعدَما / مَضَت هَجعَةٌ مِن آخِرِ اللَيل ذُبَّلُ
سَفى فَوقَهُنَّ التُربَ ضافٍ كَأَنَّهُ / عَلى الفَرجِ وَالحاذينِ قِنوٌ مُذَلَّلُ
وَمُضطَّمِرٌ مِن خاشِعِ الطَرفِ خائِفٌ / لِما تَضَعُ الأَرضُ القَواءُ وَتَحمِلُ
أَنَختُ قَلوصي وَاِكتَلَأتُ بِعَينِها / وَآمَرتُ نَفسي أَيَّ أَمرَيَّ أَفعَلُ
أَأَكلَؤُها خَوفَ الحَوادِثِ إِنَّها / تَريبُ عَلى الإِنسانِ أَم أَتَوَكَّلُ
فَأَقسَمتُ بِالرَحمَنِ لا شَيءَ غَيرَهُ / يَمينَ اِمرِىءٍ بَرٍّ وَلا أَتَحَلَّلُ
لَأَستَشعِرَنَّ أَعلى دَريسَيَّ مُسلِماً / لَوَجهِ الَّذي يُحيي الأَنامَ وَيَقتُلُ
هُوَ الحافِظُ الوَسنانَ بِاللَيلِ مَيِّتاً / عَلى أَنَّهُ حَيٌّ مِنَ النَومِ مُثقَلُ
مِنَ الأَسوَدِ الساري وَإِن كانَ ثائِراً / عَلى حَدِّ نابَيهِ السَمامُ المُثَمَّلُ
فَلَما اِستَدارَ الفَرقَدانِ زَجَرتُها / وَهبَّ سِماكٌ ذو سِلاحٍ وَأَعزَلُ
فَحَطَّت سَريعاً لَم يَخُنها فُؤادُها / وَلا عَينُها مِن خَشيَةِ السَوطِ تَغفُلُ
يُقَطِّعُ سَيرَ الناعِجاتِ ذَميلُها / نَجاءً إِذا اِختَبَّ النَجاءُ المُعَوَّلُ
مُنَفَّجَةُ الدَفَّينِ طُيِّنَ لَحمُها / كَما طُيِّنَ بِالضاحي مِنَ اللَبَنِ مِجدَلُ
وَدَفٌّ لَها مِثلُ الصَفاةِ وَمِرفَقٌ / عَنِ الزَورِ مَفتولُ المُشاشَةِ أَفتَلُ
وَسَالِفَةٌ رَيّا يُبَلُّ جَديلُها / إِذا ما عَلاها ماؤُها المُتَبَزِّلُ
وَصافِيَةٌ تَنفي القَذاةَ كَأَنَّها / عَلى الأَينِ يَجلوها جِلاءٌ وَتُكحَلُ
فَمَن لِلقَوافي شانَها مَن يَحوكُها / إِذا ما ثَوى كَعبٌ وَفَوَّزَ جَروَلُ
يَقولُ فَلا يَعيا بِشَيءٍ يَقولُهُ / وَمِن قائِليها مَن يُسيءُ وَيَعمَلُ
يُقَوِّمُها حَتّى تَقومَ مُتونُها / فَيَقصُرُ عَنها كُلُّ ما يُتَمَثَّلُ
كَفَيتُكَ لا تَلقى مِنَ الناسِ شاعِراً / تَنَخَّلَ مِنها مِثلَ ما أَتَنَخَّلُ
أَمِن أُمِّ شَدّادٍ رُسومُ المَنازِلِ
أَمِن أُمِّ شَدّادٍ رُسومُ المَنازِلِ / تَوَهَّمتُها مِن بَعدِ سافٍ وَوابِلِ
وَبَعدَ لَيالٍ قَد خَلونَ وَأَشهُرٍ / عَلى إِثرِ حَولٍ قَد تَجَرَّمَ كامِلِ
أَرى أُمَّ شَدّادٍ بِها شِبهُ ظَبيَةٍ / تُطيفُ بِمَكحولِ المَدامِعِ خاذِلِ
أَغَنَّ غَضيضِ الطَرفِ رَخصٍ ظُلوفُهُ / تَرودُ بِمُعتَمٍّ مِنَ الرَملِ هائِلِ
وَتَرنو بِعَينَي نَعجَةٍ أُمِّ فَرقَدٍ / تَظَلُّ بِوادي رَوضَةٍ وَخَمائِلِ
وَتَخطو عَلى بَردِيَّتَينِ غَذاهُما / أَهاضيبُ رَجّافِ العَشِيّاتِ هاطِلِ
وَتَفتَرُّ عَن غُرِّ الثَنايا كَأَنَّها / أَقاحٍ تُرَوّى مِن عُروقٍ غَلاغِلِ
لَيالِيَ نَحتَلُّ المَراضَ وَعَيشُنا / غَريرٌ وَلا نُرعي إِلى عَذلِ عاذِلِ
فَأَصبَحتُ قَد أَنكَرتُ مِنها شَمائِلاً / فَما شِئتَ مِن بُخلٍ وَمِن مَنعِ نائِلِ
وَما ذاكَ عَن شَيءٍ أَكونُ اِجتَرَمتُهُ / سِوى أَنَّ شَيباً في المَفارِقِ شامِلي
فَإِن تَصرِميني وَيبَ غَيرُكِ تُصرَمي / وَأوذِنتِ إيذانَ الخَليطِ المُزايِلِ
إِذا ما خَليلٌ لَم يَصِلكَ فَلا تُقِم / بِتَلعَتِهِ وَاِعمَد لِآخِرَ واصِلِ
وَمُستَهلِكٍ يَهدي الضَلولَ كَأَنَّهُ / حَصيرُ صَناعٍ بَينَ أَيدي الرَوامِلِ
مَتى ما تَشَأ تَسمَع إِذا ما هَبَطتَهُ / تَراطُنَ سِربٍ مَغرِبَ الشَمسِ نازِلِ
رَوايا فِراخٍ بِالفَلاةِ تَوائِمٍ / تَحَطَّمَ عَنها البيضُ حُمرِ الحَواصِلِ
تَوائِمَ أَشباهٍ بِغَيرِ عَلاَمَةٍ / وُضِعنَ بِمَجهولٍ مِنَ الأَرضِ خامِلِ
وَخَرقٍ يَخافُ الرُكبُ أَن يُدلِجوا بِهِ / يَعَضّونَ مِن أَهوالِهِ بِالأَنامِلِ
مَخوفٍ بِهِ الجِنّانُ تَعوي ذِئابُهُ / قَطَعتُ بِفَتلاءِ الذِراعَينِ بازِلِ
صَموتِ السُرى خَرساءَ فيها تَلَفُّتٌ / لِنَبأَةِ حَقٍّ أَو لِتَشبيهِ باطِلِ
تَظَلُّ نُسوعُ الرَحلِ بَعدَ كَلالِها / لَهُنَّ أَطيطٌ بَينَ جَوزٍ وَكاهِلِ
رَفيعِ المَحالِ وَالضُلوعِ نَمَت بِهِ / قَوائِمُ عوجٌ ناشِزاتُ الخَصائِلِ
تُجاوِبُ أَصداءً وَحيناً يَروعُها / تَضَوُّرُ كَسابٍ عَلى الرَكبِ عائِلِ
عُذافِرَةٍ تَختالُ بِالرَحلِ حُرَةٍ / تُباري قِلاصاً كَالنَعامِ الجَوافِلِ
بِوَقعٍ دِراكٍ غَيرِ ما مُتَكَلَّفٍ / إِذا هَبَطَت وَعَثاً وَلا مُتَخاذِلِ
كَأَنَّ جَريري يَنتَحي فيهِ مِسحَلٌ / مِنَ القُمرِ بَينَ الأَنعَمَينِ فَعاقِلِ
يُغَرِّدُ في الأَرضِ الفَلاةِ بِعانَةٍ / خِماصِ البُطونِ كَالصِعادِ الذَوابِلِ
وَنازِحَةٍ بِالقَيظِ عَنها جِحاشُها / وَقَد قَلَصَت أَطباؤُها كَالمَكاحِلِ
وَظَلَّ سَراةَ اليَومِ يُبرِمُ أَمرَهُ / بِرَابِيَةٍ البَحّاءِ ذاتِ الأَعابِلِ
وَهَمَّ بِوِردٍ بِالرَسيسِ فَصَدَّهُ / رِجالٌ قُعودٌ في الدُجى بِالمَعابِلِ
إِذا وَرَدَت ماءً بِلَيلٍ تَعَرَّضَت / مَخافَةَ رامٍ أَو مَخَافَةَ حابِلِ
كَأَنَّ مُدَهدى حَنظَلٍ حَيثُ سَوَّفَت / بِأَعطانِها مِن لَسِّها بِالجَحافِلِ
أَنتَ اِمرُؤٌ مِن أَهَلِ قُدسِ أوراةٍ
أَنتَ اِمرُؤٌ مِن أَهَلِ قُدسِ أوراةٍ / أَحَلَّتكَ عَبدَاللَهِ أَكنافَ مُبهِلِ
صَموتٌ وَقَوّالٌ فَلِلحِلمِ صَمتُهُ
صَموتٌ وَقَوّالٌ فَلِلحِلمِ صَمتُهُ / وَبِالعِلمِ يَجلو الشَكَّ مَنطِقُهُ الفَصلُ
فَتىً لَم يَدَع رُشداً وَلَم يَأَتِ مُنكَراً / وَلم يَدرِ مِن فَضلِ السَماحَةِ ما البُخلُ
بِهِ أَنجَبَت لِلبَدرِ شَمسٌ مُنيرَةٌ / مُبارَكَةٌ يَنمي بِها الفَرعُ وَالأَصلُ
إِذا كانَ نَجلُ الفَحلِ بَينَ نَجيبَةٍ / وَبَينَ هِجانٍ مُنجِبٍ كَرُمَ النَجلُ
وَلَيسَ لِمَن لا يَركَبِ الهَولَ بُغيَةٌ
وَلَيسَ لِمَن لا يَركَبِ الهَولَ بُغيَةٌ / وَلَيسَ لِرَحلٍ حَطَّهُ اللَهُ حامِلُ
إِذا أَنتَ لَم تُقصِر عَنِ الجَهلِ وَالخَنا / أَصَبتَ حَليماً أَو أَصابَكَ جاهِلُ
أَتَرجو اِعتِذاري يَاِبنَ أَروى وَرَجعَتي
أَتَرجو اِعتِذاري يَاِبنَ أَروى وَرَجعَتي / عَنِ الحَقِّ قِدَماً غالَ حِلمَكَ غولُ
وَإِنَّ دُعائي كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ / عَلَيكَ بِما أَسدَيتَهُ لَطَويلُ
وَإِنَّ اِغتِرابي في البِلادِ وَجَفوَتي / وَشَتمِيَ في ذاتِ الإِلَهِ قَليلُ