المجموع : 9
جَهِلتَ عَلَيَّ اِبنَ الحَيا وظَلَمتَني
جَهِلتَ عَلَيَّ اِبنَ الحَيا وظَلَمتَني / وَجمَّعتَ قَولاً جاءَ بيتاً مُضَلِّلا
عَدَدتَ قُشَيراً إِذ فَخَرتَ فَلَم أُسَأ / بِذاكَ وَلَم أَزمَعكَ عَن ذاكَ معزِلا
مَرِحتَ وَأَطرافُ الكَلاَليبِ تُتَّقى / فَقَد عَبَطَ الماءُ الحَميمُ فَأَسهَلا
فَإِن كُنتَ تَلحاهُ لِتَنقُلَ مَجدَناً / لِسَبرةَ فانقُل ذا المناكِبَ يَذبُلا
وَإِنّي لأَرجو إِن أَرَدتَ اِنتِقالَهُ / بكفَّيكَ أَن يَأتي عَلَيكَ ويَثقُلا
وَنَحنُ حَبَسنا الحَيَّ عَبساً وَعامراً / لِحَسّانَ واِبنِ الجونِ إِذ قِيلَ أقبَلا
وَقَد صَعِدَت عَن ذِي بِحارٍ نِساؤُهُم / كإِصعادِ نَسرٍ لا يَرُموُنَ مَنزِلا
عَطَفنا لَهُم عَطفَ الضَرُوسِ فَصادَفوا / مِنَ الهَضبَةِ الحَمراءِ عِزّاً وَمِعقِلا
دَعَتنَا النِساءُ إِذ عَرَفنَ وُجُوهَنا / دُعاءَ نِساءٍ لَم يُفارِقنَ عَن قِلى
حَنيِنَ الهِجانِ الأُدمِ نادى بِوِردِها / سُقاةُ يَمُدّونَ المَواتِحَ بِالدِلا
فَقُلنا لَهُم خَلُّوا طَريقَ نِسائِنا / فَقالُوا لَنا كَلاَّ فَقُلنا لَهُم بَلى
فَنَحنُ غِضابٌ مِن مَكانِ نِسائِنا / ويَسفَعُنا حَرُّ مِنَ النارِ يُصطَلى
تَفُورُ عَلَينا قِدرُهُم فَنُديِمُها / وَنَفثَؤُها عَنّا إِذ حَميُها غَلا
بِطَعنٍ كَتَشهاقِ الجِحاشِ شَهيقُهُ / وَضَربٍ لَهُ ما كانَ مِن ساعِدٍ خَلا
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً / وَوَجهاً تَرَى فيهِ الكآبَةَ مُجتَلى
وَمُفتَصَلاً عَن ثَديِ أُمٍّ تُحبُّهُ / عَزِيزٌ عَلَيها أَن يُفارِقنَ مُفتَلى
وَأَشمَطَ عُرياناً يُشَدُّ كِتافُهُ / يُلاُم عَلى جَهدِ القِتالِ وما ائتَلى
لَقيِنا شَراحِيلَ الرَئيسَ وَجُندَهُ / مِنَ السيرِ قَد أَحفَى المَطِيَّ وأَنعَلا
تَحَمَّلَ حَيّاً مِن كِلاَبٍ وَعَلَّقُوا / رُؤُوساً تُثَفِّي مَنزِلاً ثمَّ مَنزِلا
وَجِئنا بِأَبدالِ الرَؤُوسِ فَلَم نَدَع / لِبِنتِ كِلابيٍّ مِنَ التَبلِ مِغزَلا
وَأَطلَقَ عَبدُ اللَهِ غُلَّ اِبنِ جَعفَرٍ / عُلاَثَةَ مَغلُولاً يُقادُ مُكبَّلا
وَنَحنُ حَسَبنا عِندَ قارَةِ ضارِجٍ / لِحَنظَلَةَ العِجليِّ لَيثاً مُكَلَّلا
سَراةُ مُرادِ لا يُحاوِلُ غيرُهُم / سَقَيناهُمُ بالجَزعِ قَشباً مُثَمَّلا
تَرَكناهُمُ صَرعَى تَخالُ رُؤُوسَهُم / بِذِي الرِّمثِ مِن وَادِي الرَمادَةِ حَنظَلا
وَقاتِلَ عَمرٍو قَد تَرَكنا مُجَدَّلاً / يَهِرُّ عَلَيهِ الذِئبُ عَرفاءَ جَيأَلا
وَنَحنُ رَهَنَّا بالأَفاقَةِ عامِراً / بِما كانَ فِي الدَردَاءِ رَهناً فَأُبسِلا
جَلَبنا مِنَ الأَكوَارِ والسِّيِّ والقَفا / وَبِيشَةَ جَيشاً ذا زَوائِدَ جَحفَلا
وَهَبنا لَكُم فِيها المئِينَ وَغادَرَت / مَغارَتُنا خدّا مِنَ الناسِ عُيَّلا
دَنانِيرُ نَجبِيها العِبادَ وَغَلَّةً / عَلى الأَزدِ مِن جاهِ اِمرىءٍ قَد تَمَهَّلا
عَلى مَوطِنٍ أَغشى هَوازِنَ كُلَّها / أَخا المَوتِ كَظّاً رَهبَةً وَتَوَيُّلا
شَراحِيلُ إِذ لا يَمنَعُونَ نِساءهُم / وَأَفناهُمُ خدّاً فَخَدّاً تَنَقُّلا
بَقِيَّةُ أَفراسٍ عِتاقٍ نَمَينَهُ
بَقِيَّةُ أَفراسٍ عِتاقٍ نَمَينَهُ / وَأَورَثَنهُ الغَاياتِ لَم يَكُ حَنَبلا
أَلا حَيِّيَا لَيلى وَقُولا لَها هَلا
أَلا حَيِّيَا لَيلى وَقُولا لَها هَلا / فَقَد رَكِبَت أَمراً أَغَرَّ محجَّلا
دَعِي عَنكِ تَهجاءَ الرِجالِ وَأَقِبِلي / عَلى أَذلَغيِّ يَملأُ استَكِ فَيشلاَ
بُرَيذِيَنةٌ بَلَّ البَراذِينَ ثَفرُها / وَقَد شَرِبَت مِن آخِرِ اللّيلِ أُيَّلا
وَقَد أَكَلَت بَقلاً وَخِيماً نَباتُهُ / وَقَد نَكَحَت شَرَّ الأَخايِلِ أَخيَلا
وَكَيفَ أُهاجِي شاعِراً رُمحُهُ اُستُهُ / خَضِيبَ البَنانِ لا يَزالُ مُكَحَّلا
فَلاَ تَحسَبِي جَريَ الرِهانِ تَرَقُّشاً / وَرَيطاً وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلا
وَأَخرَجَ مِن تَحتِ العَجاجَةِ صَدرَهُ
وَأَخرَجَ مِن تَحتِ العَجاجَةِ صَدرَهُ / وَهزَّ اللِجامَ رأسُهُ فَتَصَلصَلا
أَمام هَوِيِّ لا يُنادَى وَلِيدُهُ / وَشَدِّ وَأَمرِ بالعِنانِ لِيُرسَلا
وَلاَ مَلِقٌ يَنزُو ويُندِرُ رَوثَهُ / أُحادَ إِذا فَأسُ اللِجامِ تَصَلصَلا
تَنَحَّى عَلَيهِ كُلُّ أَسقَفَ جانىءٍ / بِجَبهتِهِ حَتّى يَكِلَّ وَيَعمَلا
فَأَبرَزَ عَن أَثرٍ قَدِيمٍ كَأَنَّهُ / مَدَبُّ دَبىً سُودٍ سَرى ثُمَّ أَسهَلا
ضَلالَ خَوِيٍّ إِذ تَفَوَّزَ عَن حِمىً / لِيَشرَبَ غِبّاً بِالنِباجِ وَنَبتَلا
وَيَومَ دَعا وِلدانُكُم عِبدُ كَودَرٍ / فَخالُوا لَدى الداعِي ثَرِيدا مُفَلفَلا
وَقى اِبنُ زِيادٍ وَهوَ عُقبَةُ خَيرِكُم / هُبيرةَ يَنزُو فِي الحَدِيدِ مُكَبَّلا
وَباتَ فَرِيقٌ يَنضَحونَ كَأَنَّما / سُقُوا ناطِفاً مِن أَذرِعاتٍ مُفَلفَلا
قُرُومٍ تَسامَى عِندَ بابٍ دِفاعُهُ / كَأَن يُؤخَذُ المَرءُ الكَرِيمُ فَيُقتَلا
كَما حُلَّ عَن وَقرى وَقَد عَضَّ حِنوُها / بِغارِبِها حَتّى أَرادَ لِيَجزِلا
فَأَقبِل عَلى رَهطي وَرَهطِكَ نَبتَحِث
فَأَقبِل عَلى رَهطي وَرَهطِكَ نَبتَحِث / مَسَاعِيَنا حَتّى تَرى كَيفَ نَفعَلا
أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلتَ عَنهُمُ
أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلتَ عَنهُمُ / وَقُلتَ لَهُ يا بنَ الحَيَالَي تحوَّلا
كَأَن لَم تَرَبَّع في الخَلِيطِ مُقِيمةً
كَأَن لَم تَرَبَّع في الخَلِيطِ مُقِيمةً / بِتَنهِيَةٍ بَينَ الشَقائقِ فَالعَزلِ
وَلَم تَعدُ أَفراسٌ يُبَوِّئنَ أَهلَها / عَلى وَجَلٍ جَنبَي سَرارٍ إِلى الدَحلِ
وَلَستُ وَإِن عَزُّوا عَليَّ بِهالِكٍ / خُفاتاً ولَا مُستَهزِمٍ ذاهِبِ العَقلِ
بِمارِنَةِ الخُرصانِ زُرقٍ نِصالُها
بِمارِنَةِ الخُرصانِ زُرقٍ نِصالُها / إِذا سَدَّدُواها غَيرَ عُقدٍ وَلا عُصلِ
جَزِعتَ وَقَد نَالَتكَ حَدُّ رِماحِنا
جَزِعتَ وَقَد نَالَتكَ حَدُّ رِماحِنا / بِفَوهاءَ يُثنَى ذِكرُها فِي المَحافِلِ
إِذا جاءَ ذُو خُرجَينِ مِنهُم مُقَعنِساً / مِنَ الشَأمِ فاعلَم أَنَّه شرُّ قافِلِ