المجموع : 6
تَراءَت لَنا شَمس مع السَعد أَشرَقَت
تَراءَت لَنا شَمس مع السَعد أَشرَقَت / وَحَلَت مِن العَلياء أَعلى المَنازل
وَلاحَت بِتَوفيق مِن اللَه قَد سَما / لَها طالع مِن نورها غَير آفل
وَقَد أَقبَل الإِقبال يَزهو مُؤرخاً / جَلا كل حَسن طَيب مَولد ناظِلي
خُذ المَجد مِن بَين القَنا وَالمَناصل
خُذ المَجد مِن بَين القَنا وَالمَناصل / وَبِالهمم العليا لِأَقصى المنى صلِ
هُوَ العز لَكن لا تجاب دُروبه / سِوى بِضِراب فيهِ فَصل المَفاصل
وَإِن لَم يَطل للمرء باع برمحه / تَجده ذَليلاً باعه غَير طائل
وَمَن لَم يَروِ السَيف مِن دَم خَصمه / غَدا صادياً لا يَرتَوي بِالمَناهل
وَمَن لَم يَنَل بالعَزم أَقصى مَرامه / رَماه بِسَهم العَجز كَف التَكاسل
وَمَن كانَ عَن طود العلا مُتقاعِداً / يَهدِ ذرى عَلياه وَقع الزَلازل
وَمَن لَم يَكُن في العز أَوحَد قَومه / ثَنَته يَد الإِذلال بَينَ المَحافل
وَمَن كانَ عار عَن حلى المَجد وَالعلا / تَردّى بِثَوب العار بَينَ الجَحافل
وَمن لَم يَكُن يَحيى بِهِ الفَضل مَيت / وَلا سيما إِن كانَ مِن آل فاضل
أُناس عَلَيهُم سلط اللَه عَبده / وَخَصَهُم بِالمُقت دونَ القَبائل
فَكرّ عَلَيهُم كرة عَبدليّة / وَطالَ عَلَيهُم بِالقَنا المُتَطاول
وَحازَ بَعَون اللَه نَصراً عَلَيهُم / فَأَورَدَهُم في الحَرب شَرّ المَناهل
وَمَزَقَهُم بِالسَيف كُل مَمزق / فَطاروا وَلَكن فَوقَ ريش الذَوابل
فَوارتهم عَنهُ الطُيور وَقَد سَطا / عَلَيهُم بِضَرب مثل وَقع الجنادل
هُم أَيقَظوا عَين الرَدى وَتَناوموا / فَأَيقَظَهُم رَكض الخُيول الصَواهل
وَمَن نامَ عَما قَد جَناه تَنبَهَت / إَلَيهِ عُيون الإِنتِقام بِخاذل
وَمَن يَجعَل العُدوان وَالغَدر شيمة / يُسالم أَطراف الرِماح العَوامل
سَلوا عَنهُ بيض الهند يَومَ يلملم / فَكَم لَمم شابت بزرق المَناصل
وَمُذكرّ عَبد اللَه كَم طَلل عَفا / وَكَم قَد عَفا بالحلم عَن كُلِ جاهل
رَعى اللَه عَزم العَبدليّ فَإِنَّه / كَصارمه يَمضي بِحدة فاصل
فِداء ابن عَون كُل مَن كانَ منجِباً / فَما كُل سَيف فاتك بِالحَمائل
وَلا كُل عَزم قاطع مثل عَزمه / وَلا كُل سَهم صائب في المقاتل
قَوي بِعَون اللَه سُلطان عزه / لَهُ شَرف مِن فَوق هام العلى علي
شُجاع كميّ في الوَغى لا تَروعه / إِذا صالَت الأَعداء صَولة صائل
فَيا بَحر جود طابَ لِلناس وَرده / وَما كُل بَحر طابَ عَلاً لِناهل
إَلَيكَ عَروساً قَد تَحَلَت بَوَصفكم / أَتَت تَتَهادى في حليّ الشَمائل
مهفهفة ما اِفتَضَها فكر شاعر / وَلا سَمَحَت يَوماً لَهُ بِتَواصل
وَقَد زانَها حُسن الخَتام فَأَقبَلَت / تَقبّل مِنكَ الكَف يا خَير كافل
جَمَعتُم بِصُدق العَزم شَمل الفَضائل
جَمَعتُم بِصُدق العَزم شَمل الفَضائل / وَفَرَقتُم أَموالَكُم بِالفَواضل
فَما صلتم إِلّا وَصلتُم لِغاية / يَقصر عَنها في العُلا كُلُ طائل
هَزَزتُم عَوالي الذابِلات لِتَجتَنوا / ثِمار المَعالي مِن غُصون العَوامل
رَفَعتُم نَواصي الخَيل حَتّى كَسَرتُم / جُيوش الأَعادي بَينَ كُل المَنازل
مَلَأتُم قُلوب العرب رُعباً وَكُنتُم / كِرام بَني الدُنيا وَخَير القَبائل
فَما لَكُم في المَجد يا آل محسن / نَظير وَلا في جودَكُم مِن مُماثل
فَما جلتم في الحرب إِلّا جَلَوتُم / ظَلام لَياليها بَصُبح المناصل
وَأَطلَعتُم نَجم الأَسنة في الوَغى / وَأَرسَلتُم شُهب الخُيول الصَواهل
بَنَيتُم بُيوت المَجد يا آل مُحسن / فَصارَت لَها كَالعَرش سُمر الذَوابل
فَأية أَرض مادحتها خُيولَكُم / بِوَقع الحَوافي فَوقَ صُمّ الجَنادل
إِذا ما دَعى يا آل محسن صارخ / يَلبيه مِن أَبطالكم كُل باسل
جَعَلتُم دَم الأَبطال لِلخَيل مَورِداً / فَصارَ لَدَيها خَير وَرد لناهل
حَميتُم حِمى البَيت الحِرام مِن العِدى / بِبيض المَواضي وَالقَنا وَالقَنابل
وَحزتم كَمال الفضل وَالمَجد وَالعُلا / فَصارَ لَنا ظل بِكُم غَير زائل
لِأَنَكُم في الأَرض أَفضل مَن بِها / وَأَكرَم أَهليها وَأَهل الفَضائل
وَما دامَ صَمصام ابن عَون مُجَردا / كَسَيتُم بِثَوب العزّ بَينَ المَحافل
كَريم كَأَن البَحر مِن جود كَفه / يَفيض فَيَسقي كُل خصب وَما حَل
بَسيط العَطايا وافر الجود وَالنَدا / طَويل نَجاد السَيف صافي المَناهل
إِذا أُمه المُضطَر مُستَنجِداً بِهِ / أَناخَ المَطايا بَينَ نَيل وَنائل
وَتلك الأَيادي العَبدَلية في الوَرى / تَحل حُلول البَدر بَينَ المَنازل
فَحَسب ذَوي عَون مِن المَجد أَنهم / سَموا لِلمَعالي بِالمَليك الحَلاحل
وَحَسبي صدقي في بَديع صِفاتهم / إِذا قُلت لَم أَترُك مَقالاً لِقائل
فَلا تَجزعن مِن كَسر غمد فانه
فَلا تَجزعن مِن كَسر غمد فانه / دَليل عَلى النَصر القَريب المعجّل
حسامك أَضحى يا ابن عَون مجرَّدا / فَلَم يَرَ غمداً غَير هامة فَيصَل
بِطالع أَسرار الحُروف مَسَرّة
بِطالع أَسرار الحُروف مَسَرّة / وَسَعد وَإِقبال بِما رُمت أَقبلا
فَبادر لَما تَرجوه فَالخَير وارد / وَفَألك بِالبُشرى أَتاكَ مفصلا
فَقَد يَبلغ الآمال في الناس مَن غَدا / عَلى اللَه في كُل الأُمور معوّلا
جَوابك يا هَذا بِهِ السَعد مخبر / وَعَن كَوكَب الأَفراح سَعدَك قَد جَلا
فَإِن تَجعَل التَقوى شِعارك دائِماً / ظَفَرت بِما تَرجو مِن المَجد وَالعُلى
وَعاقبة الأَمر المُراد حَميدة / فَكثن بِالنَبيّ المُصطَفى مُتَوَسِلا
جَواب الَّذي أَضمَرَت جاءَ موضحاً / بِسرّ حُروف أَن سَعدك قَد عَلا
وَوافتك أَفراح بِحُسن عَواقب / وَيُسر بِلا عُسر أَتى وَتسهلا
وَقَد يَنجَح المَطلوب بِالخَير إِن تَكُن / عَلى اللَه فيما تَرتَجي مُتَوَكِلا
عَواقب ما أَضمَرَت خير فَكُن إِذاً / بِتَقوى إِله العالمين مسربلا
وَكُن سالِكاً في مَنهَج الحَق وَاِتَبع / سَبيل الهُدى لا تَترُك الحَق مهملا
لتبلغ ما أَملتهُ مِن مَسَرة / بِطالعها سَعد السُعود تَهَللا
أَرى الصَبر مفتاح الأُمور فَكُن بِهِ / إِلى الخَير فيما تَبتَغيهِ محصّلا
فَلا الوَقت مَسعود وَلا السَعد طالع / وَفي كُل ما تَرجو أَرى الصَبر أَجمَلا
وَإِن الَّذي أَضمَرت هَذا جَوابهُ / فَمَهلاً وَإِلّا صارَ أَمرك مشكلا
رويدك لا تعجل لَما أَنتَ طالب / فَما خابَ بَينَ الناس شَهم تَمَهلا
وَكُن صابِراً فَالوَقت لَيسَ بِصالح / لَما رمت لَكن إِن صَبَرت تَحصلا
فَأَمرك مَمزوج وَلَيسَ بِثابت / لَهُ طالع ما دمت مِنهُ مقلقلا
مُرادك مَقرون بِأَنحَس طالع / أَرى خَيره شَراً مِن السَعد قَد خَلا
عَواقبهُ مَذمومة وَمآله / بِعَكس الَّذي أَملَت مِنهُ تبدلا
فَلا تَتَبع أَهواء نَفسك وَاِعتمد / مَقالي وَاكفف عَنهُ تَبلغ مَأملا
أَيا خَير مَن جَلا شُموس هُدى إِذا
أَيا خَير مَن جَلا شُموس هُدى إِذا / ضَلَلنا وَيا تاج الفَخار وَمَن جَلا
إِذا كانَ حَكمي في الثَقيل لِقاؤه / حرام فَما فَتواك أن يَك قَد حلا