المجموع : 13
أُحَقِّرُ نَفسي وَهيَ نَفسٌ جَليلَةٌ
أُحَقِّرُ نَفسي وَهيَ نَفسٌ جَليلَةٌ / تَكَنَّفُها مِن جانِبَيها الفَضائِلُ
أُحاوِلُ مِنها أَن تَزيدَ فَتَرتَقي / إِلى حَيثُ لا يَسمو إِلَيهِ المُحاوِلُ
وَإِن أَنتَ لَم تَبغِ الزِيادَةَ في العُلا / فَأَنتَ عَلى النُقصانِ مِنهُنَّ حاصِلُ
يَئِستُ مِنَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ
يَئِستُ مِنَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ / وَإِن أَنَ لَم آيِس فَمَن ذا أُؤَمِّلُ
رَأَيتُهُمُ يَدرونَ أَن يَتَطاوَلوا / عَلَيَّ وَلا يَدرونَ أَن يَتَطَوَّلوا
يَقولونَ ما لا يَفعَلونَ وَإِنَّما
يَقولونَ ما لا يَفعَلونَ وَإِنَّما / يَطيبُ نَثا مَن لا يَقولُ وَيَفعَلُ
سَأَستَعطِفُ الأَيّامَ حَتّى تَرُدَّني
سَأَستَعطِفُ الأَيّامَ حَتّى تَرُدَّني / إِلى جانِبٍ مِنها يَلينُ وَيَسهُلُ
وَأَقنَعُ لا أَنَّ القَناعَةَ لي غِنىً / وَلَكِنَّ صَونَ العِرضِ بِالحُرِّ أَجمَلُ
تَغافَل فَلَيسَ السَروَ إِلّا التَغافُلُ
تَغافَل فَلَيسَ السَروَ إِلّا التَغافُلُ / وَلَيسَ سُقوطُ القَدرِ إِلّا التَعاقُلُ
وَلا تَتَجاهَل إِن مُنيتَ بِجاهِلٍ / فَلَيسَ فَسادُ الجاهِ إِلّا التَجاهُلُ
وَلا تَتَطاوَل إِن تَطاوَلَ أَحمَقٌ / فَرَأسُ حَماقاتِ الرِجالِ التَطاوُلُ
أَديرا عَلَيَّ الكَأسَ وَاللَيلُ راحِلُ
أَديرا عَلَيَّ الكَأسَ وَاللَيلُ راحِلُ / وَفي إِثرِهِ لِلصُبحِ بَلقٌ شَوائِلُ
تَرَفَّعَ عَنهُ مَنكَبُ اللَيلِ فَاِنجَلى / كَما اِبتَسَمَت لَمياءُ وَالسِترُ مائِلُ
أَتَغدو بِمُستَنِّ العُيونِ مُخَيِّماً
أَتَغدو بِمُستَنِّ العُيونِ مُخَيِّماً / وَأَنتَ بِعَينِ العالَمينَ مُوَكَّلُ
لَقَد عَلِمَت يَحيى مُوافِيَةُ العُلا
لَقَد عَلِمَت يَحيى مُوافِيَةُ العُلا / فَضائِلُ آباءٍ تَلَتها فَضائِلُه
فَحازَ طَريفَ المَجدِ بَعدَ تَليدِهِ / رَفيعٌ يَطولُ النَجمَ حينَ يُطاوِلُه
فَتى غُرَّةُ الأَيّامِ حُسنُ صَنيعِهِ / وَتيجانُها أَخلاقُهُ وَشَمائِلُه
وَما هُوَ إِلّا المُزنُ تَصفو خِلالُهُ / وَيَعلو مُبَوّاهُ وَيَبكُرُ هاطِلُه
وَكَيفَ يَبيتُ الجارُ مِنكَ عَلى صَدى / وَكَفُّكَ بَحرٌ لُجَّةُ الجودِ ساحِلُه
أَخوكَ الَّذي تَرضيهِ لا مَن تَوُدُّهُ
أَخوكَ الَّذي تَرضيهِ لا مَن تَوُدُّهُ / أَلا رُبَّ وُدٍّ لا يُفيدُ فَتيلا
مَرَرتُ بِمُطرابِ الغَداةِ كَأَنَّها
مَرَرتُ بِمُطرابِ الغَداةِ كَأَنَّها / تَعلُ مَعَ الإِشراقِ راحاً مُفَلفَلا
مُنَمَّرَةٌ كَدراءِ تَحسَبُ لَونَها / تَجَلَّلَ مِن جِلدِ السَحابَةِ مَفصِلا
بَدَت تَجتَلي لِلعَينِ طَوقاً مُمَسَّكاً / وَطَرفاً كَما تَرنو الغَزالَةُ أَكحَلا
لَها ذَنَبٌ وافي الجَوانِبِ مِثلَ ما / تُقَشِّرُ طَلعاً أَو تُجَرِّدُ مَنصِلا
إِذا حَلَّقَت في الجَوِّ خِلتَ جَناحَها / يَرُدُّ صَفيراً أَو يُحَرِّكُ جَلجَلا
وَحَطَّ بِها أَكوارَ خوصٍ لَواغِبٍ
وَحَطَّ بِها أَكوارَ خوصٍ لَواغِبٍ / يُقلِلُ إِكثارُ الذَميلِ ذَميلَها
نُغِض عَبرَةً حَلَّ الفِراقُ عِقالَها / وَأَقلَقَ هِجرانُ الحَبيبِ مَقيلَها
فَلا غَروَ أَن فاضَت دُموعُ مُتَيَّمٍ / عَلى الدارِ يَسقي طَلُّهُنَّ طُلولَها
أَلَستَ تَرى مَوتَ العُلا وَالفَضائِلِ
أَلَستَ تَرى مَوتَ العُلا وَالفَضائِلِ / وَكَيفَ غُروبُ النَجمِ بَينَ الجَنادِلِ
فَما لِلمَنايا أَغفَلَت كُلَّ ناقِصٍ / وَنَقَّبنَ في الآفاقِ عَن كُلِّ فاضِلِ
عَلى الرَغمِ مِن أَنفِ العُلاسيقَ لِلرَدى / بِكُلِّ كَريمِ الفِعلِ حُرِّ الشَمائِلِ
عَلى أَنَّ مَن أَبقَتهُ لَيسَ بِخالِدٍ / وَلَيسَ اِمرُؤٌ يَرجو الخُلودَ بِعاقِلِ
رَأَيتُ المَنايا بَينَ غادٍ وَرائِحٍ / فَما لِلبَرايا بَينَ ساهٍ وَغافِلِ
وَلَم أَرَ كَالدُنيا حَبيباً مَضَرَّةً / وَلَم أَرَ مِثلَ المَوتِ حَقّاً كَباطِلِ
يزيدُ سُقوطاً واتضاعاً وخِسَّةٌ
يزيدُ سُقوطاً واتضاعاً وخِسَّةٌ / إذا زادَهُ الرحمنُ كَثرَةَ مالِ