المجموع : 42
جَرى الناسُ مَجرىً واحِداً في طِباعِهِم
جَرى الناسُ مَجرىً واحِداً في طِباعِهِم / فَلَم يُرزَق أُنثى وَلا فَحلُ
أَرى الأَريَ تَغشاهُ الخُطوبُ فَيَنثَني / مُمِرّاً فَهَل شاهَدتَ مِن مَقِرٍ يَحلو
وَبَينَ بَني حَوّاءَ وَالخَلقِ كُلِّهُ / شُرورٌ فَما هَذي العَداوَةُ وَالذَحلُ
تَقِ اللَهَ حَتّى في جِنى النَحلِ شُرتَهُ / فَما جَمَعَت إِلّا لِأَنفُسِها النَحلُ
وَإِن خِفتَ مِن رَبٍّ فَلا تَرجُ عارِضاً / مِنَ المُزنِ تَهوى أَن يَزولَ بِهِ المَحلُ
فَهَل عَلِمَت وَجناءُ وَالبَرُّ يُبتَغى / عَلَيها فَتُزهى أَن يُشَدَّ بِها الرَحلُ
إِذا كانَ ما قالَ الحَكيمُ فَما خَلا
إِذا كانَ ما قالَ الحَكيمُ فَما خَلا / زَمانِيَ مِنّي مُنذُ كانَ وَلا يَخلو
أُفَرِّقُ طَوراً ثُمَّ أَجمَعُ تارَةً / وَمِثلِيَ في حالاتِهِ السَدرُ وَالنَخلُ
وَأَبخَلُ بِالطَبعِ الَّذي لَستُ / غالِباً وَمِن شَرِّ أَخلاقِ الرِجالِ هُوَ البُخلُ
أَرادَ اِبنَهُ المُثري لِيَأخُذَ إِرثَهُ / وَلَو عَقَلَ الآباءُ ما وَضَعَ السَخلُ
إِذا شِئتَ أَن تَرقى جِدارَكَ مَرَّةً
إِذا شِئتَ أَن تَرقى جِدارَكَ مَرَّةً / لِأَمرٍ فَآذِن جارَ بَيتِكَ مِن قَبلُ
وَلا تَفجَأَنهُ بِالطُلوعِ فَرُبَّما / أَصابَ الفَتى مِن هَتكِ جارَتِهِ خَبَلُ
وَمازالَ يَفتَنُّ اِمرُؤٌ في اِختِيالِهِ / وَفي مَشيهِ حَتّى مَشى وَلَهُ كَبلُ
وَإِِنَّ سَبيلَ الخَيرِ لِلمَرءِ واضِحٌ / إِلى يَومٍ يَقضي ثُمَّ تَنقَطِعُ السُبُل
وَيَسمَعُ أَقوالَ الرِجالِ تُعيبُهُ / وَأَهوَنُ مِنها في مَواقِعِها النَبلُ
يَحُلُّ دِيارَ المُندِياتِ بِرُغمِهِ / وَيَرحَلُ عَنها وَالفُؤادُ بِهِ تَبلُ
إِذا مُسَكُ العَيشِ اِنقَضَت وَتَقَضَّبَت / فَما يَسأَلُ الضِرغامُ ما فَعَلَ الشِبلُ
عَلِقتُ بِحَبلِ العُمرِ خَمسينَ حِجَّةً / فَقَد رَثَّ حَتّى كادَ يَنصَرِمُ الحَبلُ
وَهَل يَنفَعُ الطَلُّ الَّذي هُوَ نازِلٌ / بِذاتِ رِمالٍ عِندَما جَحَدَ الوَبلُ
وَرَدتُ إِلى دارِ المَصائِبِ مُجبَراً
وَرَدتُ إِلى دارِ المَصائِبِ مُجبَراً / وَأَصبَحتُ فيها لَيسَ يُعجِبُني النَقلُ
أُعاني شُروراً لا قِوامَ بِمِثلِها / وَأَدناسَ طَبعٍ لا يُهَذِّبُهُ الصَقلُ
سَحائِبُ لِلسُقيا وَسُحبٌ مِنَ الرَدى / وَنَبتُ أُناسٍ مِثلَ ما نَبَتَ البَقلُ
وَلِلحَيِّ رِزقٌ مِمّا أَتاهُ بِسَعيهِ / وَعَقلٌ وَلَكِن لَيسَ يَنفَعُهُ العَقلُ
أَمَيِّتَةٌ شُهبُ الدُجى أَم مُحِسَّةٌ
أَمَيِّتَةٌ شُهبُ الدُجى أَم مُحِسَّةٌ / وَلا عَقلَ أَم في آلِها الحِسُّ وَالعَقلُ
وَدانَ أُناسٌ بِالجَزاءِ وَكَونِهِ / وَقالَ رِجالٌ إِنَّما أَنتُم بَقلُ
فَأَوصيكُمُ أَمّا قَبيحاً فَجانِبوا / وَأَمّا جَميلاً مِن فِعالٍ فَلا تَقلوا
فَإِنّي وَجَدتُ النَفسَ تُبدي نَدامَةً / عَلى ما جَنَتهُ حينَ يُحضِرُها النَقلُ
وَإِن صَدِئَت أَرواحُنا في جُسومِنا / فَيوشِكُ يَوماً أَن يُعاوِدَها الصَقلُ
يَقولونَ إِنَّ الجِسمَ يَنقُلُ روحَهُ
يَقولونَ إِنَّ الجِسمَ يَنقُلُ روحَهُ / إِلى غَيرِهِ حَتّى يُهَذِّبَها النَقلُ
فَلا تَقبَلَن ما يُخبِرونَكَ ضِلَّةً / إِذا لَم يُؤَيِّد ما أَتوكَ بِهِ العَقلُ
وَلَيسَ جُسومٌ كَالنَخيلِ وَإِن سَما / بِها الفَرعُ إِلّا مِثلَ ما نَبَت البَقلُ
فَعِش وادِعاً وَاِرفُق بِنَفسِكَ طالِباً / فَإِنَّ حُسامَ الهِندِ يَنهَكُهُ الصَقلُ
يَصونُ الحِجى وَالبَذلَ أَعراضُ مَعشَرٍ
يَصونُ الحِجى وَالبَذلَ أَعراضُ مَعشَرٍ / وَأَينَ يُرى العِرضُ الَّذي يُبذَلُ
وَصاحِبُ نُكرٍ باتَ يُعذَرُ بَينَنا / وَفاعِلُ مَعروفٍ يُلامُ وَيُعذَلُ
وَقِدماً وَجَدنا مُبطِلَ القَومِ يَعتَدي / فَيُنصَرُ وَالغادي مَعَ الحَقِّ يُخذَلُ
فَإِن يَكُ رَذلاً عَصرُنا وَأَنامُهُ / فَما بَعدَ هَذا العَصرِ شَرٌّ وَأَرذَلُ
أَيَسجُنُني رَبُّ العُلا مُنصِفٌ
أَيَسجُنُني رَبُّ العُلا مُنصِفٌ / وَإِن تُقنَ راحٌ فَهيَ لا رَيبَ تُبزَلُ
فَيا عَجَبا لِلشَمسِ تُنشَرُ بِالضُحى / وَتُطوى الدُجى وَالبَدرُ يَنمو وَيُهزَلُ
وَمُعتَزِليٍّ لَم أُوافِقهُ ساعَةً / أَقولُ لَهُ في اللَفظِ دينُكَ أَجزَلُ
أُريدُ بِهِ مِن جُزلَةِ الظَهرِ لَم أُرِد / مِنَ الجَزلِ في الأَقوالِ تُلوى وَتُجزَل
جَهَلتُ أُقاضي الرَيَّ أَكثَرُ مَأثَماً / بِما نَصَّهُ أَم شاعِرٌ يَتَغَزَّلُ
وَأَعلَمُ أَنَّ اِبنَ المُعَلِّمِ هازِلٌ / بِأَصحابِهِ وَالباقِلانيَّ أَهزَلُ
وَكَم مِن فَقيهٍ خابِطٍ في ضَلالَةٍ / وَحِجَّتُهُ فيها الكِتابُ المُنَزَّلُ
وَقارِئِكُم يَرجو بِتَطريبِهِ الغِنى / فَآضَ كَما غَنّى لِيَكسَبَ زَلزَلُ
يَرى الخُلدَ عَيناً وَالزَبابَةَ مَسمَعاً / وَيَقزِلُ في التَنميسِ وَالذِئبُ أَقزَلُ
فَما لِعَذابٍ فَوقَكُم لا يَعُمُّكُم / وَما بالُ أَرضٍ تَحتَكُم لا تُزَلزَلُ
فَعُفّوا وَصَلّوا وَاِصمُتوا عَن تَناظُرٍ / فَكُلُّ أَميرٍ بِالحَوادِثِ يُعزَلُ
وَما رَدَّ عَن آلِ السِماكِ سِلاحَهُ / وَلا كَفَّ عَنهُ المَوتُ إِن قيلَ أَعزَلُ
أَسَيفُكَ سَيفٌ أَم حُسامُكَ مِشرَطٌ / وَرُمحُكَ رُمحٌ أَم قَناتُكَ مِغزَلُ
بَني آدَمٍ مَن نالَ مَجداً فَإِنَّهُ
بَني آدَمٍ مَن نالَ مَجداً فَإِنَّهُ / سَيَنقُلُهُ مِن ذَلِكَ المَجدِ ناقِلُ
وَمِثلانِ زَيدُ الخَيلِ فيكُم وَغَيرُهُ / وَسَيّانَ قُسٌّ في الكَلامِ وَباقِلُ
لِكُلِّ أَخي نَفسٍ حِجّىً وَفَطانَةٌ / وَتَعرِفُ أَفعالَ الحُسامِ الصَياقِلُ
وَلَو لَم يَكُن مُستَنفِرُ العُصمِ / لَما باتَ في أَعلى الذُرى وَهُوَ عاقِلُ
إِذا ما الرُدَينِيّاتُ جارَت سَمَت لَها
إِذا ما الرُدَينِيّاتُ جارَت سَمَت لَها / مَرادِنُ فيها كُرسُفٌ وَمَغازِلُ
دَعَت رَبَّها أَن يُهلِكَ البيضَ وَالقَنا / وَكُلٌّ لَهُ مِن قُدرَةِ اللَهِ آزِلُ
رِياءُ بَني حَوّاءَ في الطَبعِ ثابِتٌ / فَمِنهُم مُجِدٌّ في النِفاقِ وَهازِلُ
سَخوا لِيَقولَ الناسُ جادوا وَأَقدَموا / لِيُذكَرَ في الهَيجاءِ قِرنٌ مَنازِلُ
وَغِزلانُ فَرتاجَ اِنتَحَتكَ خِيانَةً / وَآسادُ خِفّانِ الَّتي لا تُغازِلُ
فَيا عَجَبا لِلشَّمسِ لَيسَ لَها سِناً / وَلِلبَدرِ لَم تَحمِل سُراهُ المَنازِلُ
فَهَل فَرِحَت بِالحَمدِ خَيلٌ سَوابِقٌ / وَبِالمَدحِ تِلكَ المُثَقَلاتُ البَوازِلُ
عَجِبتُ لِمَلبوسِ الحَريرِ وَإِنَّما
عَجِبتُ لِمَلبوسِ الحَريرِ وَإِنَّما / بَدَت كَبُنَيّاتِ النَقيعِ غَوازِلُه
وَلَلشَّهدِ يَجني أَريَهُ مُتَرَنَّمٌ / كَذِبانِ غَيثٍ لَم تُضَيَّع جَوازِلُه
كَأَنّي بِهَذا البَدرِ قَد زالَ نورُهُ / وَقَد دَرَسَت آثارُهُ وَمَنازِلُه
أَكانَ بِحُكمٍ مِن إِلهِكَ ناشِئاً / يُعاطي الثُرَيّا سِرَّهُ فَتُغازِلُه
يَسيرُ بِتَقديرِ المَليكِ لِغايَةٍ / فَلا هُوَ آتيها وَلا السَيرُ هازِلُه
أَلا هَل رَأَت هَذي الفَراقِدُ رُمِيَنا / فَراقِدَ في وَحشٍ رَعى الوَحشَ آزِلُه
فَإِن كانَ حَسّاساً مِنَ الشُهُبِ كَوكَبٌ / فَما ريعَ مِن قَبرٍ تَبَوَّأَ نازِلُه
مَتّى يَتَوَلّى الأَرضَ نِجمٌ فَإِنَّهُ / يَدومُ زَماناً ثُمَّ رَبُّكَ عازِلُه
هُما فَتَيا دَهرٍ يَمُرّانِ بِالفَتى / فَلَو عُدَّ هَضبٌ غَيَّرَتهُ زَلازِلُه
كَحِلفَي مُغارٍ كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ / عَلى الآلِ أَو في المالِ تَرغو بَوازِلُه
تُخالِفُنا الدُنيا عَلى السَخطِ وَالرِضى
تُخالِفُنا الدُنيا عَلى السَخطِ وَالرِضى / فَإِن أَوشَكَ الإِنسانُ قالَت لَهُ مَهلا
هِيَ الماءُ لَوَ انَّي بِعِلمي وَرَدتُهُ / لَقُلتُ لِنَفسيَ كانَ مَورِدُهُ جَهلا
فَما رَئِمَت طِفلاً وَلا أَكرَمَت فَتىً / وَلا رَحِمَت شَيخاً وَلا وَقَّرَت كَهلا
قَطَعنا إِلى السَهلِ الحَزونَةَ نَبتَغي / يَساراً فَلَم نُلفِ اليَسيرَ وَلا السَهلا
فَلا تَأمُلِ الأَيّامَ لِلخَيرِ مَرَّةً / فَلَيسَت لِخَيرٍ أَن يُظَنَّ بِها أَهلا
دَعِ الراحَ في راحِ الغُواةِ مُدارَةً
دَعِ الراحَ في راحِ الغُواةِ مُدارَةً / يَظُنّونَ فيها حَنوَةً وَقُرُنفُلا
كَأَنَّ شَذاها العَسجَدِيَّ بِطَبعِهِ / تَضَوَّعَ هِندِيّاً وَأودِعَ فُلفُلا
تَريعُ لَها أَجنادُ إِبليسَ رَغبَةً / وَتَنفُرُ جَرّاها المَلائِكُ جُفَّلا
يَضِنُّ بِها لَمّا تَطَعَّمَ شُربَها / فَلَيسَ بِساخٍ أَن يُمَجَّ وَيُتفَلا
غَفَلتُ وَمِن غَزوي فَقُلتُ بِخَيبَةٍ / وَلَم يَعدُني ريبُ الحَوادِثِ مُغفِلا
وَلَم أَقضِ فَرضاً في مِنىً وَبِلادِها / وَكَم عاجِزٍ قَد زارَها مُتَنَفِّلا
وَوَسَّعتُ دُنياكُم عَلى مَن سَعى لَها / فَما أَنا آتٍ لِلمَعاشِرِ مَحفِلا
سِوى أَنَّ خَطّاً في البَسيطَةِ ضَيِّقاً / يَكونُ عَلى شَخصي يَدَ الدَهرِ مُقفَلا
وَأَصمُتُ صَمتاً لا تَكَلُّمَ بَعدَهُ / وَلا قَولَ داعٍ يا فُلانُ وَيا فُلا
فَما دِرهَمي إِن مَرَّ بي مُتَلَبِّثاً / وَلا طَفلَ لي حَتّى تَرى الشَمسَ مُطفِلا
وَيَرزُقُني اللَهُ الَّذي قامَ حُكمُهُ / بِأَرزاقِنا في أَرضِهِ مُتَكَفِّلا
بَني الأَرضِ ما تَحتَ التُرابِ مُوَفَّقٌ
بَني الأَرضِ ما تَحتَ التُرابِ مُوَفَّقٌ / لِرُشدٍ وَلا فَوقَ التُرابِ سِوى فَسلِ
أَكانَ أَبوكُم آدَمٌ في الَّذي أَتى / نَجيباً فَتَرجونَ النَجابَة لِلنَسلِ
أَسَكَنَ الثَرى لا يَبعَثونَ رِسالَةً / إِلَينا وَلَستُم سامِعي كَلِمِ الرُسلِ
وَلا تَسلُ نَفسي عَنكُمُ بِاِختِيارِها / وَلَكِنَّ الدَهرَ يُنهِلُ أَو يُسلي
تَفَرَّعَتِ الأَشياءُ وَالأَصلُ واحِدٌ / وَمِن حَلَبِ الغَيثِ الَّذي دَرَّ مِن رِسلِ
وَما بَرَدَت أَعضاءُ مَيتٍ مُكَرَّمٍ / وَإِن عَزَّ حَتّى أُغلِيَ الماءُ لِلغَسلِ
وَكَم بَرَّ مِثلَ البَبرِ نَجلٌ أَباً لَهُ / وَكانَ لَهُ كَالضَبِّ يَغدُرُ بِالحِسلِ
يَخونُكَ مَن أَدّى إِلَيكَ أَمانَةً
يَخونُكَ مَن أَدّى إِلَيكَ أَمانَةً / فَلَم تَرعَهُ يَوماً بِقَولٍ وَلا فِعلِ
فَأَحسِن إِلى مَن شِئتَ في الأَرضِ أَو أَسِئ / فَإِنَّكَ تُجزى حَذوَكَ النَعلَ بِالنَعلِ
يَرومونَ بِالسَعيِ المَراتِبَ وَالعُلا / وَرَبُّكَ يُهوي طالِبَ المَجدِ أَو يُعلي
لِبَكرٍ لَعَمري بَكَّرَ الدَهرُ بِالرَدى
لِبَكرٍ لَعَمري بَكَّرَ الدَهرُ بِالرَدى / وَقَد عَجَّلَت أَحداثُهُ لِبَني عِجلِ
وَتَغلِبُ مِن أَحياءِ تَغلِبَ سادَةً / وَقَد غَلَبَتهُم قَبلَ مُختَلِفِ الرَجلِ
إِذا كُنتَ في نَخلٍ جَناهُ مُيَسَّرٌ
إِذا كُنتَ في نَخلٍ جَناهُ مُيَسَّرٌ / لَكَفِّكَ فَاِهتِف بِالضَعيفِ إِلى النَخلِ
فَإِن لَم يَعُد فَاِبعَث لَهُ سَهمَ طارِقٍ / لِتُؤجِرَ أَو تُدعى البَريءَ مِنَ البُخلِ
أَبى اللَهُ أَخذي دَرَّ ضَأنٍ وَماعِزٍ / وَإِدخالِيَ الأَمرَ المُضِرَّ عَلى السَخلِ
لَقَد صَدِئَت أَفهامُ قَومٍ فَهَل لَها
لَقَد صَدِئَت أَفهامُ قَومٍ فَهَل لَها / صِقالٌ وَيَحتاجُ الحُسامُ إِلى الصَقلِ
وَكَم غَرَّتِ الدُنيا بَنيها وَساءَني / مَعَ الناسِ مَينٌ في الأَحاديثِ وَالنَقلِ
سَأَتبَعُ مَن يَدعو إِلى الخَيرِ جاهِداً / وَأَرحَلُ عَنها ما إِمامي سِوى عَقلي
إِذا جَهَّزَتني غائِباً غَيرَ آيِبٍ / تَرَكتُ لَها ما حَمَّلَتني مِنَ الثِقلِ
مُغَيَّرَةُ الحالاتِ ناقِضَةُ القُوى / مُوَثَّقَةُ الأَغلالِ مُحكَمَةُ العُقُلِ
تَواصَت بِها الأَرواحُ في القَيظِ بَعدَما / تَناصَت بِها الأَرماحُ في زَمَنِ البَقلِ
وَمَن كانَ في الأَشياءِ يَحكُمُ بِالحِجى / تَساوى لَدَيهِ مَن يُحِبُّ وَمَن يَقلي
إِذا كُنتَ تُهدي لي وَأُجزيكَ مِثلَهُ
إِذا كُنتَ تُهدي لي وَأُجزيكَ مِثلَهُ / فَإِنَّ الهَدايا بَينَنا تَعَبُ الرُسلِ
فَلا أَنا مَغبونٌ وَلا أَنتَ في الَّذي / بُعِثنا كِلانا غَيرُ مُلتَمِسِ الرِسلِ
فَدونَكَ شُغلاً لَيسَ هَذا لَعَلَّهُ / يَعودُ بِنَفعٍ لا كَشُغلِكَ بِالنَسلِ
أَبوكَ جَنى شَرّاً عَلَيكَ وَإِنَّما / هُوَ الضَبُّ إِذ يُسدي العُقوقَ إِلى الحِسلِ
يَقولُ كَلاماً فوكَ يوجَدُ بَعدَهُ / كَذي نَجَسٍ يَحتاجُ مِنهُ إِلى الغَسلِ
أَخِلتَ عَمودَ الدينِ في الأَرضِ ثابِتاً
أَخِلتَ عَمودَ الدينِ في الأَرضِ ثابِتاً / وَفي كُلِّ يَومٍ يَضمَحِلُّ عَلى مَهَلِ
سُهَيلٌ وَإِن كانَ اليَمانِيَّ مُنكِرٌ / لِأَمرٍ بِضِبنِ الشامِ ما هُوَ بِالسَهلِ
بَرِئتُ إِلى الخَلّاقِ مِن أَهلِ مَذهَبٍ / يرَونَ مِنَ الحَقِّ الإِباحَةَ لِلأَهلِ
فَهَلّا خَشيبٌ كَي يُقَنَّأ تَحتَهُ / مَشيبٌ مِنَ الشَيخِ المُسِنِّ أَوِ الكَهلِ
وَأَينَ حُسامُ الهِندِ عَنكَ وَجَهلُهُ / جِهادُكَ أَولى مِن جِهادِ أَبي جَهلِ