المجموع : 4
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ / بِساقيَّ مِنها في السُجون حُجولُ
وَكُنّا إِذا حانَت لِحَربٍ فَريضَةٌ / وَنادَت بِأَوقاتِ الصَلاة طُبولُ
شَهِدنا فَكَبَّرنا فَظَلَّت سُيوفُنا / تُصَلّي بِهاماتِ العِدى فَتُطيلُ
سُجودٌ عَلى إِثرِ الرُكوعِ مُتابَعٌ / هُناكَ بِأَرواحِ الكُماةِ تَسيلُ
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي / سَوارِحَ لا سِجنٌ يَعوقُ وَلا كبلُ
وَلَم تَكُ وَاللَهُ المعيذُ حسادَةً / وَلَكِن حَنيناً إِنّ شَكلي لَها شَكلُ
فاِسرح فَلا شملي صَديعٌ ولا الحَشا / وَجيعٌ وَلا عَينايَ يُبكيهِما ثَكلُ
هَنيئاً لَها أَن لَم يُفَرِّق جَميعُها / ولا ذاقَ مِنها البُعدَ عَن أَهلِها أَهلُ
وَأَن لَم تَبِت مِثلي تَطيرُ قُلوبُها / إِذا اهتَزَّ بابُ السجنِ أَو صلصلَ القفلُ
وَما ذاكَ مِمّا يَعتَريني وَإِنَّما / وَصَفتُ الَّذي في جِبلَةِ الخَلق مِن قَبلُ
لِنَفسي إِلى لُقيا الحِمامِ تَشوُّفٌ / سِوايَ يُحِبُّ العَيشَ في ساقِهِ كَبلُ
أَلا عَصَمَ اللَهُ القَطا في فِراخِها / فَإِنَّ فِراخي خانَها الماءُ وَالظِلُّ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ / وَإِنّي لِما يَهوى النُدامى لَفَعّالُ
وَإِنّيَ لِلخِلِّ الخَليلِ لَناعِشُ / وَإِنّيَ لِلقَتلِ المُناوي لَقَتّالُ
قَسَمتُ زَماني بَينَ كَدٍّ وَراحَةٍ / فَلِلرأيِ أَسحارٌ وَلِلطّيبِ آصالُ
فَأُمسي عَلى اللَذاتِ وَاللَهوِ عاكِفاً / وَأُضحي بِساحاتِ الرِئاسَةِ أَختالُ
وَلَستُ عَلى الإِدمانِ أُغفِلُ بُغيَتي / مِنَ المَجدِ إِنّي في المَعالي لَمُحتالُ
إِذا نامَ أَقوامُ عَنشِ المَجدِ ضَلَّةً / أُسَهِّرُ عَيني أَن تَنامَ بي الحالُ
وَإِن راقَ أَقواماً مِنَ الناس منطِقٌ / يرُقْ أَبَداً مني مَقالٌ وَأَفعالُ
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا / إِلى أَن بَدَت لَلصُّبحِ في اللَيلِ أَعمالُ
وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ تَجري هَزيمَةً / وَجاءَ مَعَ الإِصباحِ نَصرٌ وَإِقبالُ
فَقَضَّيتُ مِن هَذا وَذاكَ لُبانَةً / وَثَمَّ لَنا فَتحٌ مُبينٌ وَآمالُ