المجموع : 6
تَفَرَّقَ عَنّي العاذِلونَ وَأَجمَعوا
تَفَرَّقَ عَنّي العاذِلونَ وَأَجمَعوا / عَلى أَنَّ سُلواني هَواكَ مَحالُ
وَلَو وَجَدوا وَجدي عَلَيكَ لِأَيقَنوا / بِأَنَّ هُدى السالينَ عَنكَ ضَلالُ
لَهُ الدَهرُ آنٌ وَالزَمانُ الَّذي اِنتَهى
لَهُ الدَهرُ آنٌ وَالزَمانُ الَّذي اِنتَهى / إِلَيهِ بِحَدَّيهِ لِوَصلٍ بِهِ فَصلُ
وَلَم أُثبِتِ الغَيبَ المَنيعَ وَأُنفي ال / شَهادَةَ وَالأَشهادَ آياتِها تَتلو
إِذا كانَ شَرعَ اللَهِ في الدينِ واحِداً
إِذا كانَ شَرعَ اللَهِ في الدينِ واحِداً / وَعَن مَسلَكِ التَفريقِ فيهِ نَهى الرُسُل
فَإِنَّ سَبيلَ الرُشدِ لِلناسِ واحِدٌ / وَلا غَيَّ إِلّا في مُتابَعَةِ السُبُل
وَلَولا اِغتِراري بِالأَماني لَم أَرَ اِغ
وَلَولا اِغتِراري بِالأَماني لَم أَرَ اِغ / تِراباً وَلا آثَرتُ أَهلاً عَلى أَهلي
وَلا اِختَرتُ داراً غَيرَ دارٍ بِحاجِرِ / وَلا اِعتَضتُ عَن جَنّاتِ نُعمانَ بِالأَثلِ
أَلا هَل إِلى داري بِوادي طُوَيلِعٍ
أَلا هَل إِلى داري بِوادي طُوَيلِعٍ / وَإِن بَعُدَت بِعدَ الرَحيلِ قُفولُ
وَهَل عائِدٌ فيها الزَمانُ الَّذي مَضى / قَصيراً فَلي حُزنٌ عَلَيهِ يَطولُ
وَهَل لِصَدى قَلبي إِلى وَردِ مَورِدِ ال / حِمى وَالشَرابِ السَلسَبيلِ سَبيلُ
وَهَل مِن هَجيرِ الهَجرِ لي بِظِلالِها / مَقيلٌ وَمِن سوءِ العِثارِ مُقيلُ
سِوى حُبِّكُم يُسلى وَغَيري لَهُ يَسلو
سِوى حُبِّكُم يُسلى وَغَيري لَهُ يَسلو / وَأَنّى يُرَجّي البُعدَ مَن فاتَهُ القَبلُ
وَأَينَ تُرى عَنكُم يَرى الصَبُّ مَذهَباً / وَلا أَينَ مِن مَعنى جَمالِكُمُ يَخلو
وَلا وَوِلاكُم لَم أَجِد مِنهُ خالِياً / وَيَستُرُهُ عَمّا لَكُم عِندَهُ الجَهلُ
وَلا صامِتاً إِلّا وَقَد راحَ ناطِقاً / وَفي صَمتِهِ آياتِ إِحسانِكُم يَتلو
وَلا مُثبِتاً إِلّا وَقَد راحَ نافِياً / لِمُشتَبَهٍ مِنكُم وَفي وَصلِهِ فَصلُ
وَلا عارِفاً إِلّا وَقَد راحَ مُنكِراً / بِعِرفانِهِ عِندَ الأولى عَنكُم ضَلّوا
وَلَيسَ عَلى شَيءٍ مِنَ العَقلِ واجِدُ / بِكُم وَلَهُ بِاللَومِ عَن قَصدِكُم عَقلُ
وَلا شاهِداً مَعنىً لَكُم لَم يَغِب بِهِ / وَلا غائِباً فيكُم وَيَبدو لَهُ ظِلُّ
وَلا واجِداً بِالعَقلِ باطِنَ حُسنِكُم / وَكَيفَ يُرى بِالعَقلِ مَن سَرَّهُ العَقلُ
فَعَدلي جَورٌ عَن سَبيلِ سَبيلِكُم / وَعَن سُبُلِ السالينَ جَوري هُوَ العَدلُ
تَكارثَرَتِ الدَعوى عَلَيَّ وَلَم أَكُن / لِأَكشِفَ بُرهاني وَسَتري لَهُ أَصلُ
وَلَو وَجَدَ العُذّالُ وَجدي لَمّا بَدا / لَهُم أَبَداً إِلّا لِساليكُمُ العَذلُ
وَلَستُ كَأَشتاتِ المُحِبّينَ فيكُمُ / وَأَرخَصُ ما عِندي لَكُم عِندَهُم يَغلو
وَفي حُبِّكُم إِن عافَ غَيري سَقامَهُ / فَأَعذَبُ ما يَحلو لِقَلبي بِهِ القَتلُ
فَيا حَبَّذا حُبّي الأَذى هَوى هَوىً / بِمَن عِزُّهُ عَنهُ بِعِزَّتِهِ الذُلُّ
وَبي تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ فيكُم / وَلي مَثَلٌ فيكُم وَلَيسَ لَهُ مِثلُ
وَحَقَّكُم ما شابَهُ شَوبُ باطِلٍ / وَعَدلَكُم لَم يَخلُ مِن ضَمنِهِ العَدلُ
وَسِرُّكُم في الكُلِّ سارٍ وَإِنَّما / عَلى كُلِّ قَلبٍ ضَلَّ عَن فَهمِهِ قَفلُ
وَمَن نَحلِيَ مِن مَنَّ وَلَهي بِهِ / رِياضُ جِنانٍ يَجتَني شَهدَهُ النَحلُ
وَعَذبُ لَمى فيهِ لِما فيهِ شَفَّني / شِفاً وَلِبالي مِن صَدى صَدِّهِ وَبلُ