المجموع : 3
تميلُ بالأفلاكِ مثلي آمالُ
تميلُ بالأفلاكِ مثلي آمالُ / فيُظلمُ أم هذي الحنادسُ أهوالُ
تبوأ عرشَ الشمسِ غصباً وردَّها / لها الغربُ والإظلامُ سجنٌ وأغلالُ
وشد على هذا النهارِ فلم يقفْ / وأطلقَ من ساقِ النعامةِ أجفالُ
وشقَّ لهُ في الأفقِ فانسابَ هارباً / كما انسابَ في بطنِ الجداولِ سَلْسالُ
وذابَ الدجى أن تفزعِ الشمسُ فزعةً / تنيرُ لها من بعدِ ما اسودَّتِ الحالُ
يوصدُ أبوابَ السماءِ وإنما / عليهنَّ من هذي الكواكبِ أقفالُ
ولو كانَ ذا قلبٍ شجيٍّ لظنَّها / مليكاً في هيكلِ الحسنِ تمثالُ
وما خلتُ هذا الكونَ إلا كوجنةٍ / عليها الدُّجى فيما أشبههُ خالُ
فيا شمسُ هل مزّقتِ ثوبكِ عندما / نُكبتِ وهذا الغيمُ في الأفقِ أذيالُ
أم انتشرتْ منكِ الحليُّ لعثرةٍ / وهذا الهلالُ الساقطُ النصفِ خلخالُ
وهل حالَ منكِ الوجدُ فازددتِ صفرةً / وحولكِ من هذي النسائمِ عذالُ
لئن صرتِ معطالاً فكلُّ مليحةٍ / كمثلكِ تمضي للكرى وهيَ معطالُ
تُودِّعُكِ الدنيا وتستقبلُ الدُّجى / كما ودَّعَ الأمَّ الرحيمةَ أطفالُ
وما الليلُ إلا ظلمةُ الهمِّ عندَ من / أقامَ وأوفى من يحبُّهم زالوا
علامَ يطيلُ الليلُ بي من وقوفهِ / فهلْ أنا مما شفًّني الحبُّ أطلالُ
كأني بهذا الليلِ قد كانَ وجهُهُ / لأهلِ الهوى فالاً وقد صدقَ الفالُ
مساكينَ يحتالونَ فيما أصابهم / وفي أمرهمْ دهرٌ كذلكَ يحتالُ
فيا ليلُ خلِّي الصبحَ يهدي نفوسَنا / إلينا فأرواحُ الورى فيكَ ضُلاَّلُ
ولستُ بمكسالٍ تدلُّ وإن تكنْ / فما أقبحَ الوصفينِ سوداءَ مكسالُ
دعِ الشعرَ ما كلَّ امرئٍ يذكرونهُ
دعِ الشعرَ ما كلَّ امرئٍ يذكرونهُ / ببيتينِ أو شيءٍ من القولِ قوالُ
ولو تخلقُ الأشعارُ في الرأسِ لم يكن / برأسكَ إلا القفرُ والشعرُ أغوالُ
رأيتكَ وزّاناً فلفظكَ كلّهُ / قناطيرُ لكنَّ المعاني مثقالُ
وهب للحصى شيئاً تغربلهُ بهِ / فهل لكلام كالحجارةِ غربالُ
تحير قلبي وهو ممتلئ بها
تحير قلبي وهو ممتلئ بها / كما يملأ ناظرها ظلا
بأي مكان فيه قد حل شخصها / وأي مكان شخصها فيه ما حلا