المجموع : 9
إذا جالسَ الفِتيانَ أَلفَيتَهُ فتىً
إذا جالسَ الفِتيانَ أَلفَيتَهُ فتىً / وجالسَ كهلَ النّاس أَلفيتَهُ كَهْلا
تحفُّ به جنّاتُ دنيا تَعطَّفتْ
تحفُّ به جنّاتُ دنيا تَعطَّفتْ / لصائغهِ في الحلْي شاتيةً عَطْلى
مُطبَّقَةُ الأفنانِ طيِّبةُ الثَّرى / مُحمَّلةٌ ما لا تُطيقُ لهُ حَمْلا
عناقدُها دُهٌمٌ تَنوَّطُ بينَها / وقد أشرقتْ عُلْواً كما أظلمتْ سُفْلا
كأنَّ بني حامٍ تدلَّتْ خِلالَها / فوافقَ منها شكلُها ذلك الشَّكلا
وإن عُصرتْ مجَّتْ رُضاباً كأنها / جَنَى النَّحلِ من طيبٍ وما تَعرفُ النَّحلا
ومَحجوبةٍ حَجمَ الثُّديِّ نواهدٍ / تميسُ بها الأغصانُ منْأدَّةً ثقْلا
كأنَّ مذاق الطعمِ مِنها وطعمُها / لِثاتُ عذارى ريقُها الشَّهدُ أو أَحلى
تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالَها
تجدَّدتِ الدنيا وأبدتْ جمالَها / وردَّتْ إلينا شمسَها وهِلالَها
عشيَّةَ يومِ السبتِ جاءت بنعمةٍ / منَ اللَّهِ لا يرجو العدوُّ زَوالَها
بها جبر اللَّهُ الكسيرَ من العُلا / وأدركَ منه عشْرةً فأَقالَها
فأشرقتِ الآفاقُ نوراً وبهجةً / ومدَّتْ علينا بالنَّعيمِ ظِلالَها
بتجديدِ عبد اللَّهِ أعظمَ دولةٍ / لمولاهُ عبدِ اللَّه كان أزالَها
ولما تولتْ نضرةُ العيشِ ردَّها / فآلتْ إلى العبدِ القديمِ مَآلها
فتىً نشأتْ من كفِّه ديَمُ النَّدى / فظلَّتْ سِجالُ الرزق تجري خلالَها
ترى الجودَ يجري من فرندِ يمينهِ / كصفحةِ هنديٍّ أرتْكَ صِقالَها
ولو نِيطَ من نجمِ السماءِ فضيلةٌ / لمد إليها الكفَّ حتى ينالَها
بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبّعتْ
بجودِ أميرِ المؤمنين تَنَبّعتْ / عليَّ شعابُ العيشِ وهْيَ حوافلُ
وألبسني ثوبَ الغنى بعد فاقةٍ / فأنضرَ عودي بعدَ إذْ هو ذابلُ
فأَذهلني شُكري له وامتنانُهُ / فعقلي من هذا وذلك ذاهلُ
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ
كريمٌ على العِلَّاتِ جَزلٌ عطاؤهُ / يُنيل وإِنْ لم يُعتَمَدْ لنَوالِ
وما الجُودُ مَن يُعطي إذا ما سألتَهُ / ولكنَّ مَن يُعطي بغَيرِ سُؤالِ
وجيشِ كظَهرِ اليمِّ تَنْفُخُهُ الصَّبا
وجيشِ كظَهرِ اليمِّ تَنْفُخُهُ الصَّبا / يَعُبُّ عُبوباً من قَناً وقنابلِ
فتنزلُ أُولاهُ وليسَ بنازلٍ / وترْحلُ أُخراهُ وليسَ براحلِ
ومُعتَركٍ ضَنْكٍ تَعاطَتْ كُماتُهُ / كؤوسَ دِماءٍ من كُلىً ومَفاصلِ
يديرونَها راحاً من الروحِ بينَهم / ببيضٍ رقاقٍ أو بِسُمْرٍ ذَوابِلِ
وتُسمِعُهُم أُمُّ المَنِيَّةِ وسْطَها / غناءَ صَليلِ البيضِ تحتَ المناصلِ
وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهافَتَتْ
وريَّانَ من ماءِ الشَّبابِ تَهافَتَتْ / به نَشَواتٌ مِن صِباً ودَلالِ
كما اهتزَّ بانٌ من أَكاليلِ رَوضةٍ / تُلاعبهُ ريحا صَباً وشمالِ
تَعلَّمَ منهُ الهَجرَ طَيفُ خَيالهِ / هُدُوّاً فما يَلقاهُ طَيفُ خيالِي
وأَعرضَ حتى عادَ يُعرضُ في المُنَى / ويَمنَعُ ذِكراهُ الخُطورَ ببالي
أَتَقتُلني ظُلماً وتجحَدُني قَتلي
أَتَقتُلني ظُلماً وتجحَدُني قَتلي / وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ
أَطُلَّابَ ذَحلي ليسَ بي غَيرُ شادنٍ / بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
أغارَ على قلبي فلما أَتيتُهُ / أطالبُهُ فيهِ أَغارَ على عقلي
بنفسي التي ضنَّت بردَّ سَلامِها / ولو سألتْ قَتلي وهبْتُ لها قتلي
إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها / فتهجرني هجراً أَلذّ منَ الوصْلِ
وإنْ حَكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها / ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ
كتمتُ الهَوى جَهدي فجرَّدهُ الأَسى / بماءِ البُكا هذا يخُطَّ وذا يُملي
وأحببتُ فيها العذْلَ حُبّاً لذكرِها / فلا شيءَ أَشْهى في فؤادي منَ العَذلِ
أَقولُ لقلبي كلَّما ضامهُ الأَسى / إذا ما أبيتَ العزَّ فاصبرْ على الذُّلِّ
برأيكَ لا رأيي تعرَّضتُ للهوى / وأَمرِكَ لا أَمري وفِعلكَ لا فِعْلي
وجدْتُ الهوى نَصلاً لموتيَ مُغمداً / فجرَّدتُهُ ثمَّ اتَّكيت على النَّصلِ
فإِن كنتُ مقتولاً على غيرِ ريبةٍ / فأنتَ الذي عرَّضتَ نفسكَ للقتلِ
ألا إنَّ إبراهيمَ لجَّةُ ساحلِ
ألا إنَّ إبراهيمَ لجَّةُ ساحلِ / من الجودِ أرسَتْ فوقَ لجَّةِ ساحلِ
فإشبيليةُ الزهراءُ تُزهَى بمجدهِ / وقرمونةُ الغرّاءُ ذاتُ الفضائلِ
إذا ما تحلَّتْ تلك من نورِ وجههِ / غدتْ هذهِ للناسِ في زيِّ عاطلِ
وإنْ حلَّ في هذي توحّشُ هذهِ / فتُهدي برسلٍ نحوَهُ ورسائلِ