المجموع : 3
وعاذلةٍ في الحُبِّ أزرى بها الجَهلُ
وعاذلةٍ في الحُبِّ أزرى بها الجَهلُ / تُسفِّهُ تَجْري حينَ لم تَدْر ما الفَضْلُ
إليكِ فَما عَقلٌ تخادِعْنَهُ عقلُ / شِرى وصلِهم بالرُّوحِ عِنْديَ لا يَغْلُو
فلا لَوْمَ يُسلي عَنْهُمُ لا ولا عَذْلُ /
وكيفَ بأنْ أُصغي لِلَوْمٍ عَليهمُ / وكلُّ نَعيمٍ أرتجي في يَدَيْهمُ
ولما رأيتُ العَيْشَ غَضّاً لَديهمُ / خَرجتُ عن الدُّنيا فقيراً إليهمُ
وفي حُبِّهم لا مالَ يَبْقى ولا أهْلُ /
بِحَسْبيَ أن أُمسي رَهيناً بِضَيْرِهمْ / ولا أرتجي خَيْراً سِوى نيلِ خَيْرِهِمْ
يقولون جارُوا قُلْتُ أرضى بِجَوْرهمْ / فلا تَحْسبوا مِنِّي فَراغاً لِغَيْرِهمْ
فَعَنْ كُلِّ شُغلٍ عندَ قلبي لَهُم شُغْلُ /
رَضِيْتُ بأن أقْضي هَواهُمْ تَعَلُّلا / ولا يَهْتِفَ العُذَّالُ أنِّيَ مَنْ سَلا
أمثليَ يَرضى أنْ يُنَكِّبَ عَن عُلا / دَعُوني على أبْوابِهم مُتَذلِّلا
فَمِنْ بعدِ عِزِّي لَذَّ لي فيهمُ الذُّلُّ /
هُم الدينُ والدُّنيا وحَسْبُك خُلَّةً / كُسيتُ بِهمْ للرِّقِّ أشرفَ حُلَّةً
بها قامَتِ الأكوانُ نحوي تجلَّةً / وأعجبُ منِّي كلما زدْتُ ذِلَّةً
إليْهم أرَى في النَّاسِ قَدري بِهمْ يَعْلو /
هُمُ سُؤْلُ قَلْبي لَسْتُ أبغي سِواهُمُ / وإن طمَّ بالعُشّاقِ بَحْرُ جَواهُمُ
رضيتُ بحالَيْ قُربِهمْ ونواهُمُ / فما شاءَ فَلْيحكُمْ عَليَّ هَواهُمُ
ففيهِ تَساوى الجَورُ عنديَ والعَدْلُ /
ألا ليت شِعري هل سبيلٌ لِقُربهمْ / تهافَتُّ حَسْبي أن أموتَ جوىً بِهمْ
فأعظمُ قَدري أنْ أُكَنَّى بِصبِّهمْ / تحيَّرتُ لما اخْتَرتُ مَذهبَ حُبِّهمْ
تَحيُّرَ صَبٍّ هَجْرهُم عندهُ وَصلُ /
حُرِمتُ وَفاءً في الهَوى إنْ أخُنْهُمُ / خَضَعْتُ لَهُمْ لَمّا بَدا العِزُّ مِنهمُ
خُضوعَ مُعَنّىً روحهُ من لَدُنْهُمُ / وقُلْتُ لِقَلبي أينَ تَذْهَبُ عَنْهمُ
وما دُونَهمْ ماءٌ يَطيبُ ولا ظِلُّ /
أيا سائقَ الوَجْناءِ يرمي مِنىً بِها / ثنَتْ عِطفَهُ ذِكرى معاطِفِ قُضْبِها
ألوكةَ صَبٍّ ضاقَ ذَرْعاً بِرَحْبِها / بِعَيْشِكَ إن وافَيْت نَجداً فقِفْ بها
فإنَّ بها مَن قد أحَلُّوا دَمي حَلُّوا /
وسَلِّمْ على ضالٍ هناك أظَلَّهُمْ / تَرِفُّ عليهِ السُّحبُ تَكْرمةً لَهُمْ
وعَرِّضْ لهمْ باسمي عَساهُم وعَلَّهُمْ / وحَدِّثْهُمُ عَنّي حَديثاً وقلْ لَهُمْ
بأنِّيَ عَنهُمْ ما سَلوتُ ولا أسْلُو /
أأحبابَ قَلبي هَلْ يُفَكُّ أسِيرُكمْ / أضَرَّتْ بيَ البلوى فكَمْ أستجيرُكمْ
لقد عِيْلَ صَبري واسْتَمرَّ مَريرُكمْ / مَتى يا عُرَيْبَ الشِّعبِ يأتي بَشيرُكمْ
فتسكنَ أشواقي ويَنْتَظِمَ الشَّمْلُ /
وعَيْشِكُم ما هكَذا حَقُّ عَدْلِكُمْ / أهِيمُ ومَجْرى النِّيل في فَيْءِ ظِلِّكُمْ
هَبُوا الحقَّ هَجْري أينَ سابغُ فضلِكُمْ / صِلُوني عَلى مابي فإنِّي لِوَصْلِكُمْ
إذا لمْ أكُنْ أهلاً فأنتُمْ لَهُ أهْلُ /
وعاذِلَةٍ فِي تَرْكِي العِشْقَ والصِّبا
وعاذِلَةٍ فِي تَرْكِي العِشْقَ والصِّبا / وقَدْ عَلِمَتْ أنَّ الوفاءَ قَلِيْلُ
إلَيْكِ فَما فِي حُبِّهم مِنْ حُشاشَتي / إذا ما تقاضاها الغَرامَ بَدِيْلُ
لَقد أنفَتْ نَفْسِي لِحُبِّيَ غِرَّةً / وغَدْراً وقَلبِيْ في يَدَيْهِ دَلِيلُ
إذا ما أجَلْتَ الفِكْرَ في مَطلبٍ فَلَمْ
إذا ما أجَلْتَ الفِكْرَ في مَطلبٍ فَلَمْ / تجدْ حِيْلَةً فِيْهِ فَذَرْهُ بحالِهِ
فَلِلْيأْسِ عن إدراكِ ما عَزَّ نَيْلُهُ / عَلى القلبِ بَرْدٌ مثلُ بَرْدِ مَنالِهِ