القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 13
أَلا رَجُلٌ يَبكي لِشَجوِ أَبي الفَضلِ
أَلا رَجُلٌ يَبكي لِشَجوِ أَبي الفَضلِ / بِعَبرَةِ عَينٍ دَمعُها واكِفُ السَجلِ
كَفى حُزناً أَنّي وَفَوزاً بِبَلدَةٍ / مُقيمانِ في غَيرِ اِجتِماعٍ مِنَ الشَملِ
أَما وَالَّذي ناجى مِن الطورِ عَبدَهُ / وأَنزَلَ فُرقاناً وَأَوحى إِلَى النَحلِ
لَقَد وَلَدَت حَوّاءُ مِنكِ بَلِيَّةً / عَلَيَّ أُقاسيها وَخَبلاً مِنَ الخَبلِ
أَلا إِنَّما أَنعى حَياتي إِلَيكُمُ / وَأَبكي عَلى نَفسي قَتيلاً بِلا ذَحلِ
وَلَو كُنتُم مِمَّن يُقادُ لَما وَنَت / مَصاليتُ قَومي مِن حَنيفَةَ أَو عِجلِ
أَرى الناسَ لا يَرضى ذَوو العِشقَ مِنهُمُ / بِشَيءٍ سِوى حُسنُ المُؤاتاةِ وَالبَذلِ
وَإِنّي لَيُرضيني الَّذي لَيسَ بِالرِضا / وَتَقنَعُ نَفسي بِالمَواعيدِ وَالمَطلِ
هَنيئاً لِمَن يَحظى لَدى مَن يُحبُّهُ / وَيا وَيحَ مَن يَشقى بِذي الهَجرِ وَالبُخلِ
سَلامٌ عَلَيكُم عَذِّبوا أَو تَعَطَّفوا / سَأَجهَدُ أَن تَرضَوا لِأُدرِكَ أَو أُبلي
أَلا إِنَّ فَوزاً أَفسَدَتني عَلى أَهلي
أَلا إِنَّ فَوزاً أَفسَدَتني عَلى أَهلي / وَقَد كُنتُ مِن فَوزٍ عَنِ الناسِ في شُغلِ
وَما لي عَدُوٌّ غَيرَ قَلبي فَإِنَّهُ / هُوَ المورِطي في كُلِّ خَبلٍ مِنَ الخَبلِ
أَلا ذَهَبَت فَوزٌ بِعَقلِ أَبي الفَضلِ
أَلا ذَهَبَت فَوزٌ بِعَقلِ أَبي الفَضلِ / وَما خِلتُ إِنساناً يَعيشُ بِلا عَقلِ
إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّ فَوزاً بَخيلَةٌ / تُعَذِّبُني بِالوَعدِ مِنها وَبِالمَطلِ
وَأَنّي أَرى أَهلي جَميعاً وَأَهلَها / يَسُرُّهُمُ لَو بانَ مِن حَبلِها حَبلي
فَيا رَبُّ لا تُشمِت بِنا حاسِداً لَنا / يُراقِبُنا مِن أَهلِ فَوزٍ وَلا أَهلي
وَما بَينَنا مِن ريبَةٍ فَيُراقِبا / وَلا مِثلُها يُرمى بِسَوءٍ وَلا مِثلي
وَإِنّي لَأَرعى حَقَّ فَوزٍ وَأَتَّقي / عَلَيها عُيونَ الكاشِحينَ ذَوي الخَتلِ
وَإِنّي وَإِيّاها كَما شَفَّنا الهَوى / لَأَهلُ حِفاظٍ لا يُدَنَّسُ بِالجَهلِ
وَإِنّي وَكِتماني هَواها وَقَد فَشا / كَذي الجَهلِ تَحتَ الثَوبِ يَضرِبُ بِالطَبلِ
يَقولونَ لي واصِل سِواها لَعَلَّها
يَقولونَ لي واصِل سِواها لَعَلَّها / تَغارُ وَإِلّا كانَ في ذاكَ ما يُسَلي
وَوَاللَهِ ما في القَلبِ مِثقالُ ذَرَّةٍ / لِأُخرى سِواها إِنَّ قَلبي لَفي شُغلِ
عَجِبتُ لِأَبدانِ المُحِبّينَ قُوِّيَت / بِحَملِ الهَوى إِنَّ الهَوى أَثقَلُ الثِقَلِ
حَمَلتُ الهَوى حَتّى إِذا قُمتُ بِالهَوى / خَرَرتُ عَلى وَجهي وَأَثقَلَني حِملي
سَقى اللَهُ بابَ الجِسرِ وَالشَطَّ كُلَّهُ / إِلى قَريَةِ النَعمانِ وَالدَيرِ ذي النَخلِ
إِلى الدَوِّ فَالوَحاء فَالسَيبِ ذي الرُبا / إِلى مُنتَهى الطاقاتِ مُستَحقَرَ الوَبلِ
مَنازِلُ فيما بَينَهنُّ أَحِبَّةٌ / هُمُ عَذَّبوا روحي وَهُم دَلَّهوا عَقلي
كَأَن لَم يَكُن بَيني وَبَينَهُمُ هَوىً / وَلَم يَكُ مَوصولاً بِحَبلِهِمُ حَبلي
بِحُرمَةِ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَكُم / مِنَ الوُدِّ إِلّا ما رَجَعتُم إِلى الوَصلِ
وَإِلّا اِقتُلوني أَستَرِح مِن عَذابِكُم / عَذابُكُمُ عِندي أَشَدُّ مِنَ القَتلِ
فَلَم أَرَ مِثلي كانَ عاتَبَ مِثلَكُم / وَلا مِثلَكُم في غَيرِ ذَنبٍ جَفا مِثلي
وَإِنّي لَأَستَحيي لَكُم مِن مُحدِّثٍ / يُحَدِّثُ عَنكُم بِالمَلالِ وَبِالخَتلِ
وَكَم مِن عَدُوٍ رَقَّ لي وَتَكَشَّفَت / حُزونَتُه لي عَن ثَرى جانِبٍ سَهلِ
رَماني فَلَمّا أَقصَدَتني سِهامُهُ / بَكى لي وَشامَ الباقِياتِ مِنَ النَبلِ
وَقَد زَعَمَت يُمنٌ بِأَنّي أَرَدتُها / عَلى نَفسِها تَبّاً لِذَلِكَ مِن فِعلِ
سَلوا عَن قَميصي مِثلَ شاهِدِ يوسُفٍ / فَإِنَّ قَميصي لَم يَكُن قُدَّ مِن قُبلِ
وَمُجتَهِداتٍ في الفَسادِ حَواسِدٍ / لَها وَهيَ مِمّا قَد أَرَدنَ عَلى جَهلِ
تَآزَرنَ فيما بَينَهُنَّ فَجِئنَها / عَلى وَجهِ إِلقاءِ النَصيحَةِ لِلمَحلِ
يُعَرِّضنَ طَوراً بِالتَغاضي وَتارَةً / يُعاتِبنَها بِالجَدِّ مِنهُنَّ وَالهَزلِ
وَما زِلنَ حَتّى نِلنَ ما شِئنَ بِالرُقى / وَحَتّى أَصاخَت لِلخَديعَةِ وَالخَتلِ
وَحَتّى بَدَت مِنها المَلالَةُ وَالقِلى / وَعَهدي بِفَوزٍ لا تَمَلُّ وَلا تَقلي
فَلَمّا اِنقَضى الوَصلُ الَّذي كانَ بَينَنا / شَمِتنَ جَميعاً وَاِستَرَحنَ مِنَ العَذلِ
وَقَد قالَ لي أَهلي كَما قالَ أَهلُها / لَها غَيرَ أَنّي لَم أُطِع في الهَوى أَهلي
وَإِنّي لَكَالذِئبِ الَّذي جاءَ واعِظٌ / إِلَيهِ لِيَنهاهُ عَنِ الغَنَمِ الخُطَلِ
فَقالَ لَهُ دَعني فَإِنّي مُبادِرٌ / لَها قَبلَ أَن تَمضي فَما جِئتَ لِلعَدلِ
وَأَرضَت بِسُخطي مِعشَراً كانَ سَخَطَهُم / يَهونَ عَلَيها في رِضايَ وَمِن أَجلي
وَلَم تَرعَ مَمشاها وَمَمشى فَتاتِها / إِلى السيب في الموشِيِّ وَالخَزِّ ذي الخَملِ
فَجِئنَ وَجاءَت في الظَلامِ تَأَطُّراً / كَمِثلِ المَها أَقبَلنَ يَمشينَ في الوَحلِ
فَباتَت تُناجيني وَباتَت فَتاتُها / تُنادِمُ عَبدَ اللَهِ وَالرَجُلَ الذُهلي
فَلَمّا أَضاءَ الصُبحُ قُمنا جَماعَةً / لِتَشييعِها نُخفي خُطانا عَلى رِسلِ
إِذا الناسُ قالوا كَيفَ فَوزٌ وَعَهدُها / خَرِستُ حَياءً لا أُمِرُّ وَلا أُحلي
فَكوني كَلَيلى الأَخيَليَّةِ في الهَوى / وَإِلّا كَلُبنى أَو كَعَفراءَ أَو جُملِ
وَصَلتُ فَلَمّا لَم أَرَ الوَصلَ نافِعي
وَصَلتُ فَلَمّا لَم أَرَ الوَصلَ نافِعي / وَقَرَّبتُ قُرباناً فَلَم يُتَقَبَّلِ
بَلَوتُكِ بِالهِجرانِ عَمداً وَإِنَّني / عَلى العَهدِ لَم أَنقُض وَلَم أَتَبَدَّلِ
وَعَذَّبتُ قَلبي بِالتَجَلُّدِ صادِياً / إِلَيكِ وَإِن لَم يَصفُ لي مِنكِ مَنهَلي
فَلَمّا نَقَلتُ الدَمعَ مِن مُستَقَرِّهِ / إِلى ساحَةٍ مِن خَدِّ حَرّانِ مُعوِلِ
وَأَظلَمَتِ الدُنيا عَلَيَّ بِرَحبِها / وَقَلقَلَني الهِجرانُ كُلَّ مُقَلقَلِ
عَتَبتُ عَلى نَفسي وَأَقبَلتُ تائِباً / إِلَيكِ مَتابَ المُذنِبِ المُتَنَصِّلِ
فَما زِدتِني إِلّا صُدوداً وَغِلظَةً / وَقَد كُنتُ عَن دارِ الهَوان بِمَعزِلِ
فَوَاللَهِ ما أَدري أَأَشكوكِ دائِباً / لِآخِرِ ما أَولَيتِني أَو لِأَوَّلِ
تَذَكَّرتُ هَذا الشَهرَ في عامِنا الخالي
تَذَكَّرتُ هَذا الشَهرَ في عامِنا الخالي / وَكُنّا عَلى حالٍ سِوى هَذِهِ الحالِ
لَعَلَّ الَّذي أَنسى ظَلومُ مَوَدَّتي / سَيُذكِرُها يَوماً بِعَطفٍ وَإِقبالِ
تَخَلَّصتُ مِمَّن لَم يَكُن ذا حَفيظَةٍ
تَخَلَّصتُ مِمَّن لَم يَكُن ذا حَفيظَةٍ / وَصِرتُ إِلى مَن لا يُغَيِّرُهُ حالُ
فَإِن كانَ قَطعُ الخالِ لَمّا تَعَطَّفَت / عَلى غَيرِها نَفسي فَقَد ظُلِمَ الخالُ
وَيُقنِعُني مِمَّن أُحِبُّ كِتابُهُ
وَيُقنِعُني مِمَّن أُحِبُّ كِتابُهُ / وَيَمنَعُنيهِ إِنَّهُ لَبَخيلُ
فَلا أَنا مَدفوعٌ إِلى العَذلِ في الهَوى / وَلا لي إِلى حُسنِ العَزاءِ سَبيلُ
كَفى حَزَناً أَن لا أُطيقَ وَداعَكُم / وَقَد حانَ مِنكُم يا ظَلومُ رَحيلُ
صَحائِفُ عِندي لِلعِتابِ طَوَيتُها
صَحائِفُ عِندي لِلعِتابِ طَوَيتُها / سَتُنشَرُ يَوماً وَالعِتابُ يَطولُ
عِتابٌ لَعَمري لا بَنانٌ تَخُطُّهُ / وَلَيسَ يُؤَدّيهِ إِلَيكِ رَسولُ
سَأَسكُتُ ما لَم يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا / فَإِن نَلتَقي يَوماً فَسَوفَ أَقولُ
ظَلومُ هَبي لي سُوءَ ظَنِّكِ وَاِعلَمي
ظَلومُ هَبي لي سُوءَ ظَنِّكِ وَاِعلَمي / بِأَنَّ الَّذي بي مِنكِ عَنهُنَّ شاغِلُ
مَتى لَيتَ شِعري نَلتَقي وَإِلى مَتى / تُؤَدّي رِسالاتي إِلَيكِ الأَنامِلُ
وَأَسكُتُ كَي يَخفى الَّذي بي مِنَ الهَوى / فَتَشكو إِلى الناسِ العِظامُ النَواحِلُ
وَأَكتُمُ جُهدي ما أُجِنُّ مِن الهَوى / فَتَنشُرُ ما أُخفي الدُموعُ الهَوامِلُ
عَلامَةُ كُلِّ اِثنَينِ بَينَهُما هَوىً
عَلامَةُ كُلِّ اِثنَينِ بَينَهُما هَوىً / عِتابُهُما في كُلِّ حَقٍّ وَباطِلِ
لِسانُهُما حَربٌ وَسِلمٌ هَواهُما / يَجودانِ شَوقاً بِالدُموعِ الهواملِ
ثِقي بي فَإِنّي لِلأَمانَةِ مَوضِعٌ
ثِقي بي فَإِنّي لِلأَمانَةِ مَوضِعٌ / كَفى بي فَإِنّي بِالوَفاءِ كَفيلُ
أَما لي إِلى تَسهيلِ ما قَد حَجَبتُم / لِكَشفِ قِناعِ الإِحتِشامِ سَبيلُ
كِتابُ حَبيبٍ جاءَني بَعدَ جَفوَةٍ
كِتابُ حَبيبٍ جاءَني بَعدَ جَفوَةٍ / فَظَلَّت تَناجي مُقلَتَيَّ أَنامِلُه
رَماني بِها طَرفي فَلَم يُخطِ مَقتَلي / وَما كُلُّ مَن يُرمى تُصابُ مَقاتِلُه
إِذا مُتُّ فَاِبكوني قَتيلاً بِطَرفِهِ / قَتيلَ عَدُوٍّ حاضِرٍ لا يُزايِلُه
بَكى وَكَنى عَمَّن يُحِبُّ وَلَم يَبُح / بِأَكثَرَ مِن هَذا الَّذي هُوَ قائِلُه
وَإِنَّ أَحَقَّ الناسِ أَن يَكثُرَ البُكا / عَلَيهِ قَتيلٌ لَيسَ يُعرَفُ قاتِلُه
يَعوذُ مِنَ الهِجرانِ أَن يَكتوي بِهِ / فَلم أَرَ إِلّا المَوتَ شَيئاً يُعادِلُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025