القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : النابِغَة الذُّبْياني الكل
المجموع : 4
دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ
دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ / وَكَيفَ تَصابي المَرءَ وَالشَيبُ شامِلُ
وَقَفتُ بِرَبعِ الدارِ قَد غَيَّرَ البِلى / مَعارِفَها وَالسارِياتُ الهَواطِلُ
أُسائِلُ عَن سُعدى وَقَد مَرَّ بَعدَنا / عَلى عَرَصاتِ الدارِ سَبعٌ كَوامِلُ
فَسَلَّيتُ ما عِندي بِرَوحَةِ عِرمِسٍ / تَخُبُّ بِرَحلي تارَةً وَتُناقِلُ
مُوَثَّقَةِ الأَنساءِ مَضبورَةِ القَرا / نَعوبٍ إِذا كَلَّ العِتاقُ المَراسِلُ
كَأَنّي شَدَدتُ الرَحلَ حينَ تَشَذَّرَت / عَلى قارِحٍ مِمّا تَضَمَّنَ عاقِلُ
أَقَبَّ كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُسَحَّجٍ / حُزابِيَّةٍ قَد كَدَّمَتهُ المَساحِلُ
أَضَرَّ بِجَرداءِ النُسالَةِ سَمحَجٍ / يُقَلِّبُها إِذ أَعوَزَتهُ الحَلائِلُ
إِذا جاهَدَتهُ الشَدَّ جَدَّ وَإِن وَنَت / تَساقَطَ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ
وَإِن هَبَطا سَهلاً أَثارا عَجاجَةً / وَإِن عَلَوا حَزناً تَشَظَّت جَنادِلُ
وَرَبِّ بَني البَرشاءِ ذُهلٍ وَقَيسِها / وَشَيبانَ حَيثُ اِستَبهَلَتها المَنازِلُ
لَقَد عالَني ما سَرَّها وَتَقَطَّعَت / لِرَوعاتِها مِني القُوى وَالوَسائِلُ
فَلا يَهنَئِ الأَعداءَ مَصرَعُ مَلكِهِم / وَما عَتَقَت مِنهُ تَميمٌ وَوائِلُ
وَكانَت لَهُم رِبعِيَّةٌ يَحذَرونَها / إِذا خَضخَضَت ماءَ السَماءِ القَبائِلُ
يَسيرُ بِها النُعمانُ تَغلي قُدورُهُ / تَجيشُ بِأَسبابِ المَنايا المَراجِلُ
يَحُثُّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِهِ / يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ القَنابِلُ
يَقولُ رِجالٌ يُنكِرونَ خَليقَتي / لَعَلَّ زِياداً لا أَبا لَكَ غافِلُ
أَبى غَفلَتي أَنّي إِذا ما ذَكَرتُهُ / تَحَرَّكَ داءٌ في فُؤادِيَ داخِلُ
وَأَنَّ تِلادي إِن ذَكَرتُ وَشِكَّتي / وَمُهري وَما ضَمَّت لَدَيَّ الأَنامِلُ
حِباؤُكَ وَالعيسُ العِتاقُ كَأَنَّها / هِجانُ المَها تُحدى عَلَيها الرَحائِلُ
فَإِن تَكُ قَد وَدَّعتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ / أَواسِيَ مُلكٍ ثَبَّتَتها الأَوائِلُ
فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ / وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً بِهِ الحالُ زائِلُ
فَما كانَ بَينَ الخَيرِ لَو جاءَ سالِماً / أَبو حُجُرٍ إِلّا لَيالٍ قَلائِلُ
فَإِن تَحيَ لا أَملَل حَياتي وَإِن تَمُت / فَما في حَياتي بَعدَ مَوتِكَ طائِلُ
فَآبَ مُصَلّوهُ بِعَينٍ جَلِيَّةٍ / وَغودِرَ بِالجَولانِ حَزمٌ وَنائِلُ
سَقى الغَيثُ قَبراً بَينَ بُصرى وَجاسِمٍ / بِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ قَطرٌ وَوابِلُ
وَلا زالَ رَيحانٌ وَمِسكٌ وَعَنبَرٌ / عَلى مُنتَهاهُ ديمَةٌ ثُمَّ هاطِلُ
وَيُنبِتُ حَوذاناً وَعَوفاً مُنَوِّراً / سَأُتبِعُهُ مِن خَيرِ ما قالَ قائِلُ
بَكى حارِثُ الجَولانِ مِن فَقدِ رَبِّهِ / وَحَورانُ مِنهُ مُوحِشٌ مُتَضائِلُ
قُعوداً لَهُ غَسّانُ يَرجونَ أَوبَهُ / وَتُركٌ وَرَهطُ الأَعجَمينَ وَكابُلُ
أَهاجَكَ مِن أَسماءَ رَسمُ المَنازِلِ
أَهاجَكَ مِن أَسماءَ رَسمُ المَنازِلِ / بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَجاوِلِ
أَرَبَّت بِها الأَرواحُ حَتّى كَأَنَّما / تَهادَينَ أَعلى تُربِها بِالمَناخِلِ
وَكُلُّ مُلِثٍ مُكفَهِرٍ سَحابُهُ / كَميشِ التَوالي مُرثَعِنَّ الأَسافِلِ
إِذا رَجَفَت فيهِ رَحىً مُرجَحِنَّةٌ / تَبَعَّقَ ثَجّاجٌ غَزيرُ الحَوافِلِ
عَهِدتُ بِها حَيّاً كِراماً فَبُدِّلَت / خَناطيلَ آجالِ النِعامِ الجَوافِلِ
تَرى كُلَّ ذَيّالٍ يُعارِضُ رَبرَباً / عَلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ هائِلِ
يُثِرنَ الحَصى حَتّى يُباشِرنَ بَردَهُ / إِذا الشَمسُ مَجَّت ريقَها بِالكَلاكِلِ
وَناجِيَةٍ عَدَّيتُ في مَتنِ لاحِبٍ / كَسَحلِ اليَماني قاصِدٍ لِلمَناهِلِ
لَهُ خُلُجٌ تَهوي فُرادى وَتَرعَوي / إِلى كُلِّ ذي نيرَينِ بادي الشَواكِلِ
وَإِنّي عَداني عَن لِقائِكِ حادِثٌ / وَهَمٌّ أَتى مِن دونِ هَمَّكِ شاغِلُ
نَصَحتُ بَني عَوفٍ فَلَم يَتَقَبَّلوا / وَصاتي وَلَم تَنجَح لَدَيهِم وَسائِلي
فَقُلتُ لَهُم لا أَعرِفَنَّ عَقائِلاً / رَعابيبَ مِن جَنبَي أَريكٍ وَعاقِلِ
ضَوارِبَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ / حِسانٍ كَآرامِ الصَريمِ الخَواذِلِ
خِلالَ المَطايا يَتَّصِلنَ وَقَد أَتَت / قِنانُ أَبيرٍ دونَها وَالكَوائِلِ
وَخَلّوا لَهُ بَينَ الجِنابِ وَعالِجٍ / فِراقَ الخَليطِ ذي الأَذاةِ المُزايِلِ
وَلا أَعرِفَنّي بَعدَما قَد نَهَيتُكُم / أُجادِلُ يَوماً في شَوِيٍّ وَجامِلِ
وَبيضٍ غَريراتٍ تَفيضُ دُموعُها / بِمُستَكرَهٍ يُذرينَهُ بِالأَنامِلِ
وَقَد خِفتُ حَتّى ما تَزيدُ مَخافَتي / عَلى وَعِلٍ في ذي المَطارَةِ عاقِلِ
مَخافَةَ عَمروٍ أَن تَكونَ جِيادُهُ / يُقَدنَ إِلَينا بَينَ حافٍ وَناعِلِ
إِذا اِستَعجَلوها عَن سَجِيَّةِ مَشيها / تَتَلَّعُ في أَعناقِها بِالجَحافِلِ
شَوازِبَ كَالأَجلامِ قَد آلَ رِمُّها / سَماحيقَ صُفراً في تَليلٍ وَفائِلِ
وَيَقذِفنَ بِالأَولادِ في كُلِّ مَنزِلٍ / تَشَحَّطُ في أَسلائِها كَالوَصائِلِ
تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثِقَت لَها / بِشَبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ الأَكائِلِ
يَرى وَقَعُ الصَوّانِ حَدَّ نُسورِها / فَهُنَّ لِطافٌ كَالصِعادِ الذَوابِلِ
مُقَرَّنَةً بِالعيسِ وَالأُدمِ كَالقَنا / عَلَيها الخُبورُ مُحقَباتُ المَراجِلِ
وَكُلُّ صَموتٍ نَثلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ / وَنَسجُ سُلَيمٍ كُلَّ قَضّاءَ ذائِلِ
عُلينَ بِكِديَونٍ وَأُبطِنَّ كَرَّةً / فَهُنَّ وِضاءٌ صافِياتُ القَلائِلِ
عَتادُ اِمرُؤٍ لا يَنقُضُ البُعدُ هَمَّهُ / طَلوبُ الأَعادي واضِحٌ غَيرُ خامِلِ
تَحينُ بِكَفَّيهِ المَنايا وَتارَةً / تَسُحّانِ سَحّاً مِن عَطاءٍ وَنائِلِ
إِذا حَلَّ بِالأَرضِ البَريَّةِ أَصبَحَت / كَئيبَةَ وَجهٍ غِبُّها غَيرُ طائِلِ
يَؤُمَ بِرِبعِيٍّ كَأَنَّ زُهائَهُ / إِذا هَبَطَ الصَحراءَ حَرَّةُ راجِلِ
وَعُرّيتُ مِن مالٍ وَخَيرٍ جَمَعتُهُ
وَعُرّيتُ مِن مالٍ وَخَيرٍ جَمَعتُهُ / كَما عُرِّيَت مِمّا تُمِرُّ المَغازِلُ
جَزى رَبُّهُ عَنّي عَدِيُّ بنِ حاتِمٍ
جَزى رَبُّهُ عَنّي عَدِيُّ بنِ حاتِمٍ / جَزاءَ الكِلابِ العاوِياتِ وَقَد فَعَل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025