المجموع : 4
دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ
دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ / وَكَيفَ تَصابي المَرءَ وَالشَيبُ شامِلُ
وَقَفتُ بِرَبعِ الدارِ قَد غَيَّرَ البِلى / مَعارِفَها وَالسارِياتُ الهَواطِلُ
أُسائِلُ عَن سُعدى وَقَد مَرَّ بَعدَنا / عَلى عَرَصاتِ الدارِ سَبعٌ كَوامِلُ
فَسَلَّيتُ ما عِندي بِرَوحَةِ عِرمِسٍ / تَخُبُّ بِرَحلي تارَةً وَتُناقِلُ
مُوَثَّقَةِ الأَنساءِ مَضبورَةِ القَرا / نَعوبٍ إِذا كَلَّ العِتاقُ المَراسِلُ
كَأَنّي شَدَدتُ الرَحلَ حينَ تَشَذَّرَت / عَلى قارِحٍ مِمّا تَضَمَّنَ عاقِلُ
أَقَبَّ كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُسَحَّجٍ / حُزابِيَّةٍ قَد كَدَّمَتهُ المَساحِلُ
أَضَرَّ بِجَرداءِ النُسالَةِ سَمحَجٍ / يُقَلِّبُها إِذ أَعوَزَتهُ الحَلائِلُ
إِذا جاهَدَتهُ الشَدَّ جَدَّ وَإِن وَنَت / تَساقَطَ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ
وَإِن هَبَطا سَهلاً أَثارا عَجاجَةً / وَإِن عَلَوا حَزناً تَشَظَّت جَنادِلُ
وَرَبِّ بَني البَرشاءِ ذُهلٍ وَقَيسِها / وَشَيبانَ حَيثُ اِستَبهَلَتها المَنازِلُ
لَقَد عالَني ما سَرَّها وَتَقَطَّعَت / لِرَوعاتِها مِني القُوى وَالوَسائِلُ
فَلا يَهنَئِ الأَعداءَ مَصرَعُ مَلكِهِم / وَما عَتَقَت مِنهُ تَميمٌ وَوائِلُ
وَكانَت لَهُم رِبعِيَّةٌ يَحذَرونَها / إِذا خَضخَضَت ماءَ السَماءِ القَبائِلُ
يَسيرُ بِها النُعمانُ تَغلي قُدورُهُ / تَجيشُ بِأَسبابِ المَنايا المَراجِلُ
يَحُثُّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِهِ / يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ القَنابِلُ
يَقولُ رِجالٌ يُنكِرونَ خَليقَتي / لَعَلَّ زِياداً لا أَبا لَكَ غافِلُ
أَبى غَفلَتي أَنّي إِذا ما ذَكَرتُهُ / تَحَرَّكَ داءٌ في فُؤادِيَ داخِلُ
وَأَنَّ تِلادي إِن ذَكَرتُ وَشِكَّتي / وَمُهري وَما ضَمَّت لَدَيَّ الأَنامِلُ
حِباؤُكَ وَالعيسُ العِتاقُ كَأَنَّها / هِجانُ المَها تُحدى عَلَيها الرَحائِلُ
فَإِن تَكُ قَد وَدَّعتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ / أَواسِيَ مُلكٍ ثَبَّتَتها الأَوائِلُ
فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ / وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً بِهِ الحالُ زائِلُ
فَما كانَ بَينَ الخَيرِ لَو جاءَ سالِماً / أَبو حُجُرٍ إِلّا لَيالٍ قَلائِلُ
فَإِن تَحيَ لا أَملَل حَياتي وَإِن تَمُت / فَما في حَياتي بَعدَ مَوتِكَ طائِلُ
فَآبَ مُصَلّوهُ بِعَينٍ جَلِيَّةٍ / وَغودِرَ بِالجَولانِ حَزمٌ وَنائِلُ
سَقى الغَيثُ قَبراً بَينَ بُصرى وَجاسِمٍ / بِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ قَطرٌ وَوابِلُ
وَلا زالَ رَيحانٌ وَمِسكٌ وَعَنبَرٌ / عَلى مُنتَهاهُ ديمَةٌ ثُمَّ هاطِلُ
وَيُنبِتُ حَوذاناً وَعَوفاً مُنَوِّراً / سَأُتبِعُهُ مِن خَيرِ ما قالَ قائِلُ
بَكى حارِثُ الجَولانِ مِن فَقدِ رَبِّهِ / وَحَورانُ مِنهُ مُوحِشٌ مُتَضائِلُ
قُعوداً لَهُ غَسّانُ يَرجونَ أَوبَهُ / وَتُركٌ وَرَهطُ الأَعجَمينَ وَكابُلُ
أَهاجَكَ مِن أَسماءَ رَسمُ المَنازِلِ
أَهاجَكَ مِن أَسماءَ رَسمُ المَنازِلِ / بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَجاوِلِ
أَرَبَّت بِها الأَرواحُ حَتّى كَأَنَّما / تَهادَينَ أَعلى تُربِها بِالمَناخِلِ
وَكُلُّ مُلِثٍ مُكفَهِرٍ سَحابُهُ / كَميشِ التَوالي مُرثَعِنَّ الأَسافِلِ
إِذا رَجَفَت فيهِ رَحىً مُرجَحِنَّةٌ / تَبَعَّقَ ثَجّاجٌ غَزيرُ الحَوافِلِ
عَهِدتُ بِها حَيّاً كِراماً فَبُدِّلَت / خَناطيلَ آجالِ النِعامِ الجَوافِلِ
تَرى كُلَّ ذَيّالٍ يُعارِضُ رَبرَباً / عَلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ هائِلِ
يُثِرنَ الحَصى حَتّى يُباشِرنَ بَردَهُ / إِذا الشَمسُ مَجَّت ريقَها بِالكَلاكِلِ
وَناجِيَةٍ عَدَّيتُ في مَتنِ لاحِبٍ / كَسَحلِ اليَماني قاصِدٍ لِلمَناهِلِ
لَهُ خُلُجٌ تَهوي فُرادى وَتَرعَوي / إِلى كُلِّ ذي نيرَينِ بادي الشَواكِلِ
وَإِنّي عَداني عَن لِقائِكِ حادِثٌ / وَهَمٌّ أَتى مِن دونِ هَمَّكِ شاغِلُ
نَصَحتُ بَني عَوفٍ فَلَم يَتَقَبَّلوا / وَصاتي وَلَم تَنجَح لَدَيهِم وَسائِلي
فَقُلتُ لَهُم لا أَعرِفَنَّ عَقائِلاً / رَعابيبَ مِن جَنبَي أَريكٍ وَعاقِلِ
ضَوارِبَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ / حِسانٍ كَآرامِ الصَريمِ الخَواذِلِ
خِلالَ المَطايا يَتَّصِلنَ وَقَد أَتَت / قِنانُ أَبيرٍ دونَها وَالكَوائِلِ
وَخَلّوا لَهُ بَينَ الجِنابِ وَعالِجٍ / فِراقَ الخَليطِ ذي الأَذاةِ المُزايِلِ
وَلا أَعرِفَنّي بَعدَما قَد نَهَيتُكُم / أُجادِلُ يَوماً في شَوِيٍّ وَجامِلِ
وَبيضٍ غَريراتٍ تَفيضُ دُموعُها / بِمُستَكرَهٍ يُذرينَهُ بِالأَنامِلِ
وَقَد خِفتُ حَتّى ما تَزيدُ مَخافَتي / عَلى وَعِلٍ في ذي المَطارَةِ عاقِلِ
مَخافَةَ عَمروٍ أَن تَكونَ جِيادُهُ / يُقَدنَ إِلَينا بَينَ حافٍ وَناعِلِ
إِذا اِستَعجَلوها عَن سَجِيَّةِ مَشيها / تَتَلَّعُ في أَعناقِها بِالجَحافِلِ
شَوازِبَ كَالأَجلامِ قَد آلَ رِمُّها / سَماحيقَ صُفراً في تَليلٍ وَفائِلِ
وَيَقذِفنَ بِالأَولادِ في كُلِّ مَنزِلٍ / تَشَحَّطُ في أَسلائِها كَالوَصائِلِ
تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثِقَت لَها / بِشَبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ الأَكائِلِ
يَرى وَقَعُ الصَوّانِ حَدَّ نُسورِها / فَهُنَّ لِطافٌ كَالصِعادِ الذَوابِلِ
مُقَرَّنَةً بِالعيسِ وَالأُدمِ كَالقَنا / عَلَيها الخُبورُ مُحقَباتُ المَراجِلِ
وَكُلُّ صَموتٍ نَثلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ / وَنَسجُ سُلَيمٍ كُلَّ قَضّاءَ ذائِلِ
عُلينَ بِكِديَونٍ وَأُبطِنَّ كَرَّةً / فَهُنَّ وِضاءٌ صافِياتُ القَلائِلِ
عَتادُ اِمرُؤٍ لا يَنقُضُ البُعدُ هَمَّهُ / طَلوبُ الأَعادي واضِحٌ غَيرُ خامِلِ
تَحينُ بِكَفَّيهِ المَنايا وَتارَةً / تَسُحّانِ سَحّاً مِن عَطاءٍ وَنائِلِ
إِذا حَلَّ بِالأَرضِ البَريَّةِ أَصبَحَت / كَئيبَةَ وَجهٍ غِبُّها غَيرُ طائِلِ
يَؤُمَ بِرِبعِيٍّ كَأَنَّ زُهائَهُ / إِذا هَبَطَ الصَحراءَ حَرَّةُ راجِلِ
وَعُرّيتُ مِن مالٍ وَخَيرٍ جَمَعتُهُ
وَعُرّيتُ مِن مالٍ وَخَيرٍ جَمَعتُهُ / كَما عُرِّيَت مِمّا تُمِرُّ المَغازِلُ
جَزى رَبُّهُ عَنّي عَدِيُّ بنِ حاتِمٍ
جَزى رَبُّهُ عَنّي عَدِيُّ بنِ حاتِمٍ / جَزاءَ الكِلابِ العاوِياتِ وَقَد فَعَل