المجموع : 6
لَمَيثاءَ دارٌ قَد تَعَفَّت طُلولُها
لَمَيثاءَ دارٌ قَد تَعَفَّت طُلولُها / عَفَتها نَضيضاتُ الصَبا فَمَسيلُها
لِما قَد تَعَفّى مِن رَمادٍ وَعَرصَةٍ / بَكَيتُ وَهَل يَبكي إِلَيكَ مُحيلُها
لَمَيثاءَ إِذ كانَت وَأَهلُكَ جيرَةٌ / رِئاءٌ وَإِذ يُفضي إِلَيكَ رَسولُها
وَإِذ تَحسِبُ الحُبَّ الدَخيلَ لَجاجَةً / مِنَ الدَهرِ لا تُمنى بِشَيءٍ يُزيلُها
وَإِنّي عَداني عَنكِ لَو تَعلَمينَهُ / مَوازِئُ لَم يُنزِل سِوايَ جَليلُها
مَصارِعُ إِخوانٍ وَفَخرُ قَبيلَةٍ / عَلَينا كَأَنّا لَيسَ مِنّا قَبيلُها
تَعالَوا فَإِنَّ العِلمَ عِندَ ذَوي النُهى / مِنَ الناسِ كَالبَلقاءِ بادٍ حُجولُها
نُعاطيكُمُ بِالحَقِّ حَتّى تَبَيَّنوا / عَلى أَيِّنا تُؤدي الحُقوقَ فُضولُها
وَإِلّا فَعودوا بِالهُجَيمِ وَمازِنٍ / وَشَيبانُ عِندي جَمُّها وَحَفيلُها
أولَئِكَ حُكّامُ العَشيرَةِ كُلِّها / وَساداتُها فيما يَنوبُ وَجولُها
مَتى أَدعُ مِنهُم ناصِري تَأتِ مِنهُمُ / كَراديسُ مَأمونٌ عَلَيَّ خُذولُها
رِعالاً كَأَمثالِ الجَرادِ لِخَيلِهِم / عُكوبٌ إِذا ثابَت سَريعٌ نُزولُها
فَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ لَم أَفتَقِدكُمُ / إِذا ضَمَّ هَمّاماً إِلَيَّ حُلولُها
أَجارَتُكُم بَسلٌ عَلَينا مُحَرَّمٌ / وَجارَتُنا حِلٌّ لَكُم وَحَليلُها
فَإِن كانَ هَذا حُكمُكُم في قَبيلَةٍ / فَإِن رَضِيَت هَذا فَقَلَّ قَليلُها
فَإِنّي وَرَبِّ الساجِدينَ عَشِيَّةً / وَما صَكَّ ناقوسَ النَصارى أَبيلُها
أُصالِحُكُم حَتّى تَبوؤوا بِمِثلِها / كَصَرخَةِ حُبلى يَسَّرَتها قَبولُها
تَناهَيتُمُ عَنّا وَقَد كانَ فيكُمُ / أَساوِدُ صَرعى لَم يُوَسَّد قَتيلُها
وَإِنَّ اِمرَأً يَسعى لِيَقتُلَ قاتِلاً / عَداءً مُعِدٌّ جَهلَةً لا يُقيلُها
وَلَسنا بِذي عِزٍّ وَلَسنا بِكُفئهِ / كَما حَدَّثَتهُ نَفسُها وَدَخيلُها
وَيُخبِرُكُم حُمرانُ أَنَّ بَناتِنا / سَيُهزَلنَ إِن لَم يَرفَعِ العيرَ ميلُها
فَعيرُكُمُ كانَت أَذَلُّ وَأَرضُكُم / كَما قَد عَلِمتُم جَدبُها وَمُحولُها
فَإِن تَمنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ وَالصَفا / فَإِنّا وَجَدنا الخَطَّ جَمّاً نَخيلُها
وَإِنَّ لَنا دُرنى فَكُلَّ عَشِيَّةٍ / يُحَطُّ إِلَينا خَمرُها وَخَميلُها
فَإِنّا وَجَدنا النيبَ إِن تَفصِدونَها / يُعيشُ بَنينا سيئُها وَجَميلُها
أَبِالمَوتِ خَشَّتني عِبادٌ وَإِنَّما / رَأَيتُ مَنايا الناسِ يَسعى دَليلُها
فَما ميتَةٌ إِن مِتُّها غَيرَ عاجِزٍ / بِعارٍ إِذا ما غالَتِ النَفسِ غولُها
أَقَيسَ بنَ مَسعودِ بنِ قَيسِ بنِ خالِدٍ
أَقَيسَ بنَ مَسعودِ بنِ قَيسِ بنِ خالِدٍ / وَأَنتَ اِمرُؤٌ تَرجو شَبابَكَ وائِلُ
أَطَورَينِ في عامٍ غَزاةٌ وَرِحلَةٌ / أَلا لَيتَ قَيساً غَرَّقَتهُ القَوابِلُ
وَلَيتَكَ حالَ البَحرُ دونَكَ كُلُّهُ / وَكُنتَ لَقىً تَجري عَلَيهِ السَوائِلُ
كَأَنَّكَ لَم تَشهَد قَرابينَ جَمَّةً / تَعيثُ ضِباعٌ فيهِمُ وَعَواسِلُ
تَرَكتَهُمُ صَرعى لَدى كُلِّ مَنهَلٍ / وَأَقبَلتَ تَبغي الصُلحَ أُمُّكَ هابِلُ
أَمِن جَبَلِ الأَمرارِ صُرَّت خِيامُكُم / عَلى نَبَإٍ أَنَّ الأَشافِيَّ سائِلُ
فَهانَ عَلَينا أَن تَجِفَّ وِطابُكُم / إِذا حُنِيَت فيها لَدَيكَ الزَواجِلُ
لَقَد كانَ في شَيبانَ لَو كُنتَ راضِياً / قِبابٌ وَحَيٌّ حِلَّةٍ وَقَنابِلُ
وَرَجراجَةٌ تُعشي النَواظِرَ فَخمَةٌ / وَجُردٌ عَلى أَكنافِهِنَّ الرَواحِلُ
تَرَكتَهُمُ جَهلاً وَكُنتَ عَميدَهُم / فَلا يَبلُغَنّي عَنكَ ما أَنتَ فاعِلُ
وَعُرّيتَ مِن وَفرٍ وَمالٍ جَمَعتَهُ / كَما عُرِّيَت مِمّا تُسِرُّ المَغازِلُ
شَفى النَفسَ قَتلى لَم تُوَسَّد خُدودُها / وِساداً وَلَم تُعضَض عَلَيها الأَنامِلُ
بِعَينَيكَ يَومَ الحِنوِ إِذ صَبَّحَتهُمُ / كَتائِبُ مَوتٍ لَم تَعُقها العَواذِلُ
يَلُمنَ الفَتى إِن زَلَّتِ النَعلُ زَلَّةً
يَلُمنَ الفَتى إِن زَلَّتِ النَعلُ زَلَّةً / وَهُنَّ عَلى رَيبِ المَنونِ خَواذِلُ
يَقُلنَ حَياةٌ بَعدَ مَوتِكَ مُرَّةٌ / وَهُنَّ إِذا قَفَّينَ عَنكَ ذَواهِلُ
مَتى تَأتِنا تَعدو بِسَرجِكَ لِقوَةٌ / صَبورٌ تَجَنَّبنا وَرَأسُكَ مائِلُ
صَدَدتَ عَنِ الأَعداءِ يَومَ عُباعِبٍ / صُدودَ المَذاكي أَقرَعَتها المَساحِلُ
فَيا أَخَوَينا مِن عِبادٍ وَمالِكٍ
فَيا أَخَوَينا مِن عِبادٍ وَمالِكٍ / أَلَم تَعلَما أَن كُلُّ مَن فَوقَها لَها
وَتَستَيقِنوا أَنّا أَخوكُم وَأَنَّنا / إِذا سَنَحَت شَهباءُ تَخشَونَ فالَها
نُقيمُ لَها سوقَ الجِلادِ وَنَغتَلي / بِأَسيافِنا حَتّى نُوَجِّهَ خالَها
وَإِنَّ مَعَدّاً لَن تُجازَ بِفِعلِها / وَإِنَّ إِياداً لَم تُقَدِّر مِثالَها
أَفي كُلِّ عامٍ بَيضَةٌ تَفقَؤونَها / فَتُؤذى وَتَبقى بَيضَةٌ لا أَخا لَها
وَلَو أَنَّ ما أَسرَفتُمُ في دِمائِنا / لَدى قَرَبٍ قَد وُكِّرَت وَأَنى لَها
وَكائِن دَفَعنا عَنكُمُ مِن مُلِمَّةٍ / وَكُربَةِ مَوتٍ قَد بَتَتنا عِقالَها
وَأَرمَلَةٍ تَسعى بِشُعثٍ كَأَنَّها / وَإِيّاهُمُ رَبداءُ حَثَّت رِئالَها
هَنَأنا وَلَم نَمنُن عَلَيها فَأَصبَحَت / رَخِيَّةَ بالٍ قَد أَزَحنا هُزالَها
صَحا القَلبُ مِن ذِكرى قُتَيلَةَ بَعدَما
صَحا القَلبُ مِن ذِكرى قُتَيلَةَ بَعدَما / يَكونُ لَها مِثلَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ
لَها قَدَمٌ رَيّا سِباطٌ بَنانُها / قَدِ اِعتَدَلَت في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
وَساقانِ مارَ اللَحمُ مَوراً عَلَيهِما / إِلى مُنتَهى خَلخالِها المُتَصَلصِلِ
إِذا اِلتُمِسَت أُربِيَّتاها تَسانَدَت / لَها الكَفُّ في رابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِ
إِلى هَدَفٍ فيهِ اِرتِفاعٌ تَرى لَهُ / مِنَ الحُسنِ ظِلّاً فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ
إِذا اِنبَطَحَت جافى عَنِ الأَرضِ جَنبُها / وَخَوّى بِها رابٍ كَهامَةِ جُنبُلِ
إِذا ما عَلاها فارِسٌ مُتَبَذِّلٌ / فَنِعمَ فِراشُ الفارِسِ المُتَبَذِّلِ
يَنوءُ بِها بوصٌ إِذا ما تَفَضَّلَت / تَوَعَّبَ عَرضَ الشَرعَبِيِّ المُغَيَّلِ
رَوادِفُهُ تَثني الرِداءَ تَسانَدَت / إِلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ المُتَهَيِّلِ
نِيافٌ كَغُصنِ البانِ تَرتَجُّ إِن مَشَت / دَبيبَ قَطا البَطحاءِ في كُلِّ مَنهَلِ
وَثَديانِ كَالرُمّانَتَينِ وَجيدُها / كَجيدِ غَزالٍ غَيرَ أَن لَم يُعَطَّلِ
وَتَضحَكُ عَن غُرِّ الثَنايا كَأَنَّهُ / ذُرى أُقحُوانٍ نَبتُهُ لَم يُفَلَّلِ
تَلَألُؤُها مِثلُ اللُجَينِ كَأَنَّما / تَرى مُقلَتَي رِئمٍ وَلَو لَم تَكَحَّلِ
سَجُوّينَ بَرجاوَينِ في حُسنِ حاجِبٍ / وَخَدٍّ أَسيلٍ واضِحٍ مُتَهَلِّلِ
لَها كَبِدٌ مَلساءُ ذاتُ أَسِرَّةٍ / وَنَحرٌ كَفاثورِ الصَريفِ المُمَثَّلِ
يَجولُ وِشاحاها عَلى أَخمَصَيهِما / إِذا اِنفَتَلَت جالاً عَلَيها يُجَلجِلُ
فَقَد كَمُلَت حُسناً فَلا شَيءَ فَوقَها / وَإِنّي لَذو قَولٍ بِها مُتَنَخَّلِ
وَقَد عَلِمَت بِالغَيبِ أَنّي أُحِبُّها / وَأَنّي لِنَفسي مالِكٌ في تَجَمَّلِ
وَما كُنتُ أَشكي قَبلَ قَتلَةَ بِالصِبى / وَقَد خَتَلَتني بِالصِبى كُلَّ مَختَلِ
وَإِنّي إِذا ما قُلتُ قَولاً فَعَلتُهُ / وَلَستُ بِمِخلافٍ لِقَولي مُبَدَّلِ
تَهالَكُ حَتّى تُبطِرَ المَرءَ عَقلَهُ / وَتُصبي الحَليمَ ذا الحِجى بِالتَقَتُّلِ
إِذا لَبِسَت شَيدارَةً ثُمَّ أَبرَقَت / بِمِعصَمِها وَالشَمسُ لَمّا تَرَجَّلِ
وَأَلوَت بِكَفٍّ في سِوارٍ يَزينُها / بَنانٌ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
رَأَيتَ الكَريمَ ذا الجَلالَةِ رانِياً / وَقَد طارَ قَلبُ المُستَخِفَّ المُعَذَّلِ
فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ / تَزَيَّدُ في فَضلِ الزَمامِ وَتَعتَلي
فَأَيَّةَ أَرضٍ لا أَتَيتُ سَراتَها / وَأَيَّةُ أَرضٍ لَم أَجُبها بِمَرحَلِ
وَيَومِ حِمامٍ قَد نَزَلناهُ نَزلَةً / فَنِعمَ مُناخُ الضَيفِ وَالمُتَحَوِّلِ
فَأَبلِغ بَني عِجلٍ رَسولاً وَأَنتُمُ / ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجدٍ مُؤَثَّلِ
فَنَحنُ عَقَلنا الأَلفَ عَنكُم لِأَهلِهِ / وَنَحنُ وَرَدنا بِالغَبوقِ المُعَجَّلِ
وَنَحنُ رَدَدنا الفارِسِيِّينَ عَنوَةً / وَنَحنُ كَسَرنا فيهِمُ رُمحَ عَبدَلِ
فَأَيَّ فَلاحِ الدَهرِ يَرجو سَراتُنا / إِذا نَحنُ فيما نابَ لَم نَتَفَضَّلِ
وَأَيَّ بَلاءِ الصِدقِ لا قَد بَلَوتُمُ / فَما فُقِدَت كانَت بَلِيَّةُ مُبتَلي
أَتَصرِمُ رَيّا أَم تُديمُ وِصالَها
أَتَصرِمُ رَيّا أَم تُديمُ وِصالَها / بَلِ الصَرمَ إِذ زَمَّت بِلَيلٍ جِمالَها
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدوَةً / نَواعِمُ يَجري الماءُ رَفهاً خِلالَها
وَما أُمُّ خِشفٍ جَأبَةُ القَرنِ فاقِدٌ / عَلى جانِبَي تَثليثَ تَبغي غَزالَها
بِأَحسَنَ مِنهَ يَومَ قامَ نَواعِمٌ / فَأَنكَرنَ لَمّا واجَهَتهُنَّ حالَها
فَيا أَخَوَينا مِن أَبينا وَأُمِّنا / أَلَم تَعلَما أَن كُلُّ مَن فَوقَها لَها
فَتَستَيقِنا أَنّا أَخوكُم وَأَنَّنا / إِذا نُتِجَت شَهباءُ يَخشَونَ فالَها
نُقيمُ لَها سوقَ الضِرابِ وَنَعتَصي / بِأَسيافِنا حَتّى نُوَجِّهَ خالَها
وَكائِن دَفَعنا عَنكُمُ مِن عَظيمَةٍ / وَكُربَةِ مَوتٍ قَد بَتَتنا عِقالَها
وَأَرمَلَةٍ تَسعى بِشُعثٍ كَأَنَّها / وَإِيّاهُمُ رَبداءُ حَثَّت رِئالَها
هَنَأنا وَلَم نَمنُن عَلَيها فَأَصبَحَت / رَخِيَّةَ بالٍ قَد أَزَحنا هُزالَها
وَفي كُلِّ عامٍ بَيضَةٌ تَفقَهونَها / فَتَعنى وَتَبقى بَيضَةٌ لا أَخا لَها