المجموع : 3
هَبوا أَنَّ سِجني مانِعٌ لِوِصالِهِ
هَبوا أَنَّ سِجني مانِعٌ لِوِصالِهِ / فَما الخَطبُ أَيضاً لامتِناعِ خَيالِهِ
نَعَم لَم تَنَم عيني فيطرُق طَيفُهُ / زَوالُ مَنامي عِلَّة لَزَوالِهِ
فِدى الصَبِّ من لم ينسه في بَلائِهِ / وَيَنسى اسمُهُ مَن كانَ في مِثلِ حالِهِ
ومن صارَ سِجني قطعة من صُدودِهِ / وَطول التَنائي قطعة مِن مَلالِهِ
وَلَم تَرَ عيني حاسِدَينَ تَباينا / عَلَيهِ سِوى قَلبي وَتُربِ نِعالِهِ
وَإِنّي لأَطويهِ حِذاراً وَإِنَّما / يَخافُ اغتِيال الجَرحِ عِندَ اِندِمالِهِ
أَلّا بِأَبي الغُصن النَضير وَإِنَّما / كنيتُ بِهِ عَن قَدِّهِ واِعتِدالِهِ
وَلا بِأَبي بَدر المَحاقِ وَإِنَّما / يفدى إِذا حاكاه عِندَ كَمالِهِ
وَلا حَبَّذا نور الأَقاحي عابِساً / وَيا حَبَّذاه ضاحِكاً في ظِلالِهِ
فَإِن فاقه ثغر الحَبيب فَإِنَّما / أُقَرِّب ما أَعيا وجود مِثالِهِ
وَما حُسن هَذا الشِعر إِلّا لنفثِهِ / لَهُ في فَمي من قبل قطع وِصالِهِ
نَطقت بِسِحرٍ بَعدَها غَيرَ أَنَّهُ / مِنَ السِحرِ ما لَم يُختَلَف في حَلالِهِ
كَذاك ابن سيرينٍ لنفثة يوسف / تَكَلَّم في الرُؤيا بمثل مَقالِهِ
أَلا اصرِف إِلى صِدغَيهِ لحظك كله / وَدَع لَحظَه مُستَعمَلاً مِن نِصالِهِ
تَرى فيهِما نونَينِ عُطِّلَ واحِد / وَآخر مَعجوم بِنُقطَةِ خالِهِ
وَمِمّا يُسلّي خطَّة العَرض أَنَّها / وَضُرَّتَها في خطَّة لانتِقالِهِ
وَأَنَّهما مِثلَ البُروجِ لِبَدرِها / إِذا حَلَّ لَم تأمَنَ وَشيك ارتِحالِهِ
وَما الوقف إِلّا في الوزارَة إِنَّها / عقيليَّة مَحفوفة باعتِقالِهِ
أَتَستَغرِب العَلياء أَحمَد ناشِئاً / وَقَد بانَ منه الفَضل قَبلَ فَصالِهِ
صَغيراً تربّيه المَعاليَ فاضِلاً / فَسُوِّدَ مِن إِقبالِهِ في اِقتِبالِهِ
أَراني وَقَد أَعيا عَلى الفِكرِ أَمرَهُ / عَلى أَنَّ فِكري غائِضٌ في احتِفالِهِ
إِذا ما حَوى أَعلى المَراتِبِ ناشِئاً / فَماذا الَّذي يَبقى لحينِ اكتِهالِهِ
نَعَم إِنَّ غايات الجَوادِ إِذا انتَهى / إِلَيها تَبقّى فضله في خِلالِهِ
رأوا فَضلَهُ فاستَحسَنوه وَأَمسَكوا / طِباعاً عَلى أَقدارهم بِخِصالِهِ
فَأَبقوا له في الفَضلِ كثرة شكرهم / وَأَبقى لهم في الفَخرِ قِلَّةَ مالِهِ
وَعَقلٍ كَعذبِ الماءِ مِن نظم عَقله / بِعَقلِ سواه فَهوَ عَذبٌ زُلالِهِ
إِلى أَدبٍ مثل الهَواء أَو الهَوى / مَع الروحِ يَجري جائِلاً في مَجالِهِ
وَذهنٍ لَو الكافور يمنع حَرَّه / لأَزري بفخر المِسكِ عند اعتمالِهِ
وَما كُلُّ ذا التَشبيه إِلّا تَحامُلاً / عَلَيهِ وَلَكِن فضله في احتمالِهِ
وَيا سَيِّدي عَبدٌ دَعاكَ معولاً / عليك وَلَم يَخطُر سِواكَ بِبالِهِ
وَهَل يَستَعينُ المَرءُ من قَعر هُوَّه / لإِخراجِهِ إِلّا بِأَقوى حِبالِهِ
وَأَنتُم أُناس فضلهم غامر الوَرى / فَما بال مِثلي دائِراً في اِنخمالِهِ
وَإِذ صارَ سَعد وابنه مَعِقلاً لَهُ / فَما العُذر في إِطلاقِهِ من عِقالِهِ
هَل ابصَرتُموه شافِعاً بِسِواكم / وَأَنتُم بَعيد وَهوَ في ضيقِ حالِهِ
مَحَل العُلى أَنّي حللت مَحلُّها
مَحَل العُلى أَنّي حللت مَحلُّها / وَفيك وَإِن حاز الوَرى البَعضَ كُلُّها
ومذ كُنتَ علياً تَميم وَطال في / كَبيراً إِذا ماتَت وَفي الناسِ قُلُّها
لَقَد يَمَّمَت علياً تَميم وَطال في / سَماء العُلى من فَخرِ فرعك أَصلها
وَكانَت سَجايا الفَضل بكراً فَعِندَما / ولدتَ قَضى الرَحمَنُ أَنَّكَ بَعلُها
فَلَيسَ يُرى في الفَضل مثلك ماجِدٌ / وَلَيسَ يُرى في غَير مثلك مِثلُها
فَفَضلُكَ مَشهورٌ وَلوَ لَم يَكُن بِها / يَمُتّ إِذا لَم يَسرِ في الناس فَضلُها
مَتى ظَمِئَت منّا قَرائِحُ فَهمنا / فَأَنتَ بِريٍّ من نُهاكَ تَعُلُّها
وَإِن عُقِدَت يَوماً مَسائِل حِكمَة / فَأَنتَ بِلا إِعمال فِكرٍ تَحُلُّها
تُصَحِّحُ أَنّي شئتَ مَنها سَقيمها / وَتأَتي إِلى ما صَحَّ مِنها تُعِلُّها
سِواءً إِذا ما رمتَ إِيضاحَ عِلمها / دَقيقُ مَعانيها عَلَيكَ وَجُلُّها
ضَمانٌ عَليَّ أَنَّ قدرَكَ يَرتَقي / بِها في مَعالٍ لا يُنال أَقلُّها
برعت عَلى أَبناء سينِّكَ رِفعَةً / فَأَنتَ فَتاها في الفَخارِ وَكَهلُها
فَضَلتهُم جَمعاً بِشيمَتِكَ الَّتي / جَنى جودها لمّا قَضى النحب مَحلُها
أَبا قاسم إِن تَستَجِد وصف مِدَحتي / فمنك مَعانيها وَأَنتَ مَحَلُّها
فَلا فَضلَ لي بَل فضلها منك كلّه / وَلَكِن كَساني حلَّة الفَخر أَهلُها
أَبى اللَهَ أَن يأَتي بِخَير فَيَرتَجى
أَبى اللَهَ أَن يأَتي بِخَير فَيَرتَجى / ذمام فروع قَد ذممنا أُصولَها
إِذا الدار من قبل العَفاءِ نَبَت بِنا / فَكَيفَ تُرَجّى لِلمُقامِ طُلولَها
هَزَزتُ المَواضي فاِنثنَت عَن ضَرائِبي / فَما أَرَ بي من أَن أَهُزَّ كَليلَها
إِذا قيلَ دار الفَخرِ كنتم ضيوفَها / وَإِن قيلَ دار اللُؤم كُنتُم حلولَها
وَقولة خزي فيكُمُ ستتَفِزُّني / وَأعلمُ أَلّا بُدَّ مِن أَن أَقولَها