المجموع : 15
مَدَحتُهُمُ دَهراً فلْم أرَ مِنهُمُ
مَدَحتُهُمُ دَهراً فلْم أرَ مِنهُمُ / جزاءً منَ الأموال كُثْراً ولا قُلاّ
فيا سَيِّدَ المفتِينَ هلْ في عُلومِكُمْ / عَلَيَّ جُناحٌ إنْ هَجوْتُكُمْ أمْ لا
إذا مدحَ الأقوامُ قَرْماً بسؤْددٍ
إذا مدحَ الأقوامُ قَرْماً بسؤْددٍ / وأعلَوْا لهُ ذِكْرا ونَثُّوا لهُ فَضْلا
مَدحْتُ ابنَ عَبّادٍ لأنَّي لا أرى / لهُ في النَّدى نِدّا ولا في العُلا شَكْلا
كريمٌ إذا ما جرَّدَ العَزمَ ماضياً / لأُكْرومةٍ أزرى بِمنْ جرَّدَ النَّصْلا
ظريفُ السَّجايا حُلوَةٌ حركاتُهُ / كأنَّ لهُ في كُلِّ جارِحَةٍ عَقْلا
وما فَقرُ قَفْرٍ طالَ بالرىِّ عَهدُه
وما فَقرُ قَفْرٍ طالَ بالرىِّ عَهدُه / إلى صَيبٍ جَوْدٍ يُرَوِّي غَليلَها
بأعظمَ مِن فَقري إلأيكَ ولم أصِفْ / وحَقَّكَ مِن شَكوايَ إلاّ قَليلَها
سلِ اللهَ عَقلاً نافِعاً واستَعِذْ بهِ
سلِ اللهَ عَقلاً نافِعاً واستَعِذْ بهِ / منَ الجَهلِ تَسأَلْ خَيرَ مُعْطٍ لِسائلِ
فبالعَقلِ تُستوفى الفضائلُ كُلُّها / كَما الجَهلُ مُستَوفٍ جميعَ الرَّذائلِ
علَينا له فاعلَمْ حُقوقٌ قضى بِها
علَينا له فاعلَمْ حُقوقٌ قضى بِها / تَناسُبُنا في الجِنس والنُّوعِ والفَضلِ
وشِركَتُنا في بَلدَةٍ وصِناعةٍ / وهَبْها فُروعاً فالمَودَّةُ كالأَصلِ
ففي أيِّ عَدْلٍ أن يُضَيِّعَ ذِمَّتي / ويَجفُوَني هَيْهاتَ زِغْتَ عنِ العَدلِ
تمكَّنْتُ من تَقبيلِ كَفِّ لو أنَّني
تمكَّنْتُ من تَقبيلِ كَفِّ لو أنَّني / أردْتُ بِها الدُّنيا لَكُنْتُ أنالُها
لأنَّ الّذي قد مَدَّها مُتفَضِّلاً / هُو الدِّين والدُّنيا وكَفّاهُ مالُها
وما الدَّهْرُ إلاّ ما مضى فهوَ فائتٌ
وما الدَّهْرُ إلاّ ما مضى فهوَ فائتٌ / وما سوفَ يأتي فهوَ غَيرُ مُفَصَّلِ
فحظُّكَ مِمّا أنتَ فيهِ فإنَّهُ / زَمانُ الفَتى من مُجْمَلٍ ومُفَصَّلِ
أقَلُّ نَوالٍ مِنكَ يجبُرُ إقلالي
أقَلُّ نَوالٍ مِنكَ يجبُرُ إقلالي / ويُنعِشُ آمالي ويدعَمُ أحوالي
وقد مسَّني بالضُّرِّ دهري وعزَّني / وعِزُّكَ لا يرضى بِذلَّةِ أمثالي
فأنْعِمْ برأيٍ طالِعِ السَّعدِ مُشرِقٍ / فرأيْكَ شمسٌ في مطالِعِ آمالي
أرى منكَ طولَ الدَّهرِ إقبالَ قابِلٍ
أرى منكَ طولَ الدَّهرِ إقبالَ قابِلٍ / ومِن بَعدِها إعراضُ ضّدٍّ مُقابِلِ
وتُظهِرُ وُدِّي ثم تَرمي مقاتِلي / بسَهمِ اغتيابٍ دوَنهُ سَهمُ نابِلِ
فأقلِلْ مَعابي إنْ أردْتَ مودَّتي / وأنصِفْ ولا تَنصِبْ حِبالَةَ حابِلِ
فسِيَّانِ رامٍ قاصِدٌ بالمعابِلِ / وآخرَ زارٍ قاصِدٌ بالمعابِ لي
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ / وليسَ لهُ ذِكرٌ إذا لم يكُنْ نَسلُ
فقلتُ لُهمْ نَسلي بدائعُ حِكمَتي / فَمنْ سَرَّهُ نَسلٌ فأنّا بِذا نَسلو
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ / وليسَ لهُ ذكرٌ إذا لم يكُنْ نَسْلُ
فقلْتُ لُهمْ ودائعُ حكَمتي / فَمنْ سرَّه نَسلٌ فإنّا به نَسلو
كان ينابيعَ الثَّرى ثَدْيُ مُرضِعٍ
كان ينابيعَ الثَّرى ثَدْيُ مُرضِعٍ / وفي حجرِها مِنِّي ومنْ ناقتي طفلُ
كأنّا على أرجوحَةٍ في مَسيرِنا / لِغَوْرٍ بِنا تهوي ونَجْدٍ بِنا تَعْلو
كأنَّ فمي قَوْسٌ لِساني لَهُ يَدٌ / مَديحي لَهُ نَزْعٌ بِهِ أمَلي نَبْلُ
كأنَّ دَواتي مُطْفِلٌ حَبشيَّةٌ / بَناني لَها بَعْلٌ ونَفْسي لَهَا نَسْلُ
كأنَّ يَدي في الطِّرْسِ غَوّاصُ لُجَّةٍ / بِها كَلِمي دُرٌّ بِهِ قيمَتي تَغْلُو
يُذَكِّرُوني قُرْبَ العِراقِ وَديعَةٌ / لدى الله لا يُسليهِ مالٌ ولا أهْلُ
إذا ورَدَ الحُجَّاجُ وافى رِكابَهُمْ / بفوَّارَتَيْ دَمْعٍ هما الثَّجْلُ والسَّجْلُ
يسائِلُهمكيف ابنُهُ أينَ دارُهُ / إلامَ انتهى لِمَ لَمْ يَعُدْ هلْ لَهُ شُغْلُ
أضاقَتْ بِهِ حالٌ أطالَتْ بهِ يَدٌ / أأخَّرَهُ نَقْصٌ أقدِّمَهُ فَضْلُ
يقولونَ وافى حَضْرَةَ المَلِكِ الَّذي / لهُ الكَنَفُ المَأمولُ والنّائلُ الجَزْلُ
وفاضَتْ عليهِ مَطرَةٌ خلفِيَّةٌ / بِها للغَوادي من وِلايتَهِ عِزْلُ
يُذَكِّرُهُمْ باللهِ إلاّ صَدَقْتُهُمْ / لَديَّ أجِدُّ ما تقولونً أم هَزْلَ
ولمَّا بلوْناكًمتلوْنا مديحَكُمْ / فيا طِيبَ ما نَبلو ويا صِدْقَ ما نتلو
كأنَّ أبانا أودَعَ الملكَ الّذي / قصَدْناهُ كَنْزاً لم يَسَعْ ردَّهْ مَطْلُ
فِدىً لَكَ من أبناءِ عصرِكَ مَنْ غدا / ولا قولُهُ علمٌ ولا فِعلُهُ عَدْلُ
أيا مَلِكاً أدنى مناقِبِه العُلى / وأيسَرُ ما فيهِ السَّماحَةُ والبَذْلُ
هُوَ البَدْرُ إلاّ أنَّهُ البَحرُ زاخِراً / سِوى أنَّهُ الضِّرغامُ لكِنَّهُ الوَبْلُ
محاسِنُ يُبديها العِيانُ كما نرى / وإنْ نَحنُ حدّثْنا بها دَفَعَ العَقْلُ
فقولا لو سامَ المكارِمَ باسمِهِ / لِيَهْنِكَ أنْ لم تَبقَ مكرُمَةٌ غُفْلُ
وجاراكَ أفلالُ المُلوكِ إلى العُلى / وحَقّاً لقدْ أعجزْتَهُمْ ولَكَ الفَضْلُ
ويَومٍ جَلا عنّا ظَلامَ هُمومِنا
ويَومٍ جَلا عنّا ظَلامَ هُمومِنا / وضمّ لَنا من أُنْسِنا ما تَزَيَّلا
وما غضَّ من إسعافِنا بجميعِ / أرَدْناهُ إلاّ أّنَّهُ إذ حَلا خَلا
فديتُكَ إنِّ مُقتِرٌ رازِحُ الحالِ
فديتُكَ إنِّ مُقتِرٌ رازِحُ الحالِ / ومالي سِوى جدوى يَمينكَ مِنْ مالي
وقد أملَتِ الآمالُ شُكراً ومِدْحَةً / على قَلمي فاسمَعْ أمالَي آمالي
إذا كنت ذا عقلٍ صحيح فلا يكن
إذا كنت ذا عقلٍ صحيح فلا يكن / عشيرك إلا كل من كان ذا عقلِ
فذو الجهلِ إن عاشرته أو صحبته / يصدّك عن عقلٍ ويغريكَ بالجهلِ