المجموع : 10
حَنينٌ إِلى الأَوطانِ لَيسَ يَزولُ
حَنينٌ إِلى الأَوطانِ لَيسَ يَزولُ / وَقَلبٌ عَنِ الأَشواقِ لَيسَ يَحولُ
أَبيتُ وَأَسرابُ النُجومِ كَأَنَّها / قُفولٌ تَهادى إِثرَهُنَّ قُفولُ
أُراقِبُها في اللَيلِ مِن كُلِّ مَطلَعٍ / كَأَنّي بِرَعيِ السائِراتِ كَفيلُ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ نَأى عَنهُ صُبحُهُ / فَلَيسَ لَهُ فَجرٌ إِلَيهِ يَؤولُ
أَما لِعُقودِ النجمِ فيهِ تَصَرُّمٌ / أَما لِخضابِ اللَيلِ فيهِ نُصولُ
كَأَنَّ الثُرَيّا غُرَّةٌ وَهوَ أَدهَمٌ / لَهُ مِن وَميضِ الشِعريينِ حَجولُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً / وَظِلُّكَ يا مَقرى عَلِيَّ ظَليلُ
وَهَل أَرَيني بَعدَما شَطَتِ النَوى / وَلي في رُبى رَوضٍ هُناكَ مَقيلُ
دِمَشقُ فَبي شَوقٌ إِلَيها مُبَرَّحٌ / وَإِن لَجَّ واشٍ أَو أَلَحَّ عَذولُ
دِيارٌ بِها الحَصباءُ دُرٌ وَتُربها / عَبيرٌ وَأَنفاسُ الشَمالِ شَمولُ
تَسَلسلَ فيها ماؤُها وَهوَ مُطلقٌ / وَصَحَّ نَسيمُ الرَوضِ وَهوَ عَليلُ
فَيا حَبَّذا الرَوضُ الَّذي دونَ عزَّتا / سُحَيراً إِذا هَبت عَلَيهِ قَبولُ
وَيا حَبَّذا الوادي إِذا ما تَدَفَّقَت / جَداوِلُ باناسٍ إِلَيهِ تَسيلُ
وَفي كَبِدي مِن قاسِيونَ حَزازَةٌ / تَزولُ رَواسيهِ وَلَيسَ تَزولُ
إِذا لاحَ بَرقٌ مِن سَنير تَدافَقَت / لِسُحبِ جُفوني في الخُدودِ سُيولُ
فَلِلَّهِ أَيّامي وَغُصنُ الصِبا بِها / وَريقٌ وَإِذ وَجهُ الزَمانِ صَقيلُ
هِيَ الغَرَضُ الأَقصى وَإِن لَم يَكُن بِها / صَديقٌ وَلَم يُصفِ الوِداد خَليلُ
وَكَم قائِلٍ في الأَرضِ لِلحُرِّ مَذهَبٌ / إِذا جارَ دَهرٌ وَاِستَحالَ مَلولُ
وَما نافِعي أَنَّ المِياهَ سَوائِحٌ / عِذابٌ وَلَم يُنقع بِهنَّ غَليلُ
فَقَدتُ الصِبا وَالأَهلَ وَالدارَ وَالهَوى / فَلِلَّهِ صَبري إِنَّهُ لَجَميلُ
وَوَاللَهِ ما فارَقتُها عِن مَلالَةٍ / سِوايَ عَنِ العَهدِ القَديمِ يَحولُ
وَلَكِن أَبَت أَن تَحمِلَ الضَيمَ هِمَّتي / وَنَفسٌ لَها فَوقَ السِماكِ حُلولُ
فَإِنَّ الفَتى يَلقى المَنايا مُكَرَّماً / وَيَكرَهُ طولَ العُمرِ وَهوَ ذَليلُ
تعافُ الوُرودَ الحائِماتُ مَع القَذى / وَلِلقَيظِ في أَكبادِهِنَّ صَليلُ
كَذلِكَ أَلقى اِبنُ الأَشَجِّ بِنَفسِهِ / وَلَم يَرضَ عمراً في الإِسارِ يَطولُ
سَأَلثُمُ إِن وافيتُها ذلِكَ الثَرى / وَهَيهاتَ حالَت دونَ ذاكَ حُؤولُ
وَمُلتَطِمُ الأَمواجِ جَونٌ كَأَنَّهُ / دُجى اللَيلِ نائي الشاطِئَينِ مَهولُ
يُعانِدُني صَرفُ الزَمانِ كَأَنَّما / عَلَيَّ لِأَحداثِ الزَمانِ ذُحولُ
عَلى أَنَّني وَالحَمدُ لِلَّهِ لَم أَزَل / أَصولُ عَلى أَحداثِهِ وَأَطولُ
أَيَعثُرُ بي دَهري عَلى ما يَسوءُني / وَلي في ذَرا المُلكِ العَزيزِ مَقيلُ
وَكَيفَ أَخافُ الفَقرَ أَو أُحرمُ الغِنى / وَرَأيُ ظَهيرِ الدينِ فِيَّ جَميلُ
مِنَ القَومِ أَمّا أَحنَفٌ فَمُسفَّهٌ / لَدَيهِم وَأَمّا حاتِمٌ فَبَخيلُ
فَتى المَجدِ أَما جارُهُ فَمُمَنَّعٌ / عَزيزٌ وَأَمّا ضدُّهُ فَذَليلُ
وَأَمّا عَطايا كَفِّهِ فَسَوابِغٌ / عِذابٌ وَأَمّا ظِلُّهُ فَظَليلُ
وَما حائِماتٌ تَمَّ في الصَيفِ ظَمؤُها
وَما حائِماتٌ تَمَّ في الصَيفِ ظَمؤُها / فَجاءَت وَلِلرَمضاءِ غَليُ المَراجِلِ
فَلَمّا رَأَينَ الماءَ عَذباً وَأَقبَلَت / عَلَيهِ رَأَينَ المَوتَ دونَ المَناهِلِ
فَعادَت وَلَم تَنقَع غَليلاً وَقَد طَوَت / حَشاها عَلى سمِّ الأَفاعي القَواتِلِ
بِأَكثَرَ مِن شَوقي إِلَيكَ وَلَوعَتي / عَلَيكَ وَإِن لَم أَحظَ مِنكَ بِطائِلِ
سَواءٌ عَلَينا نلتَ ما نلتَ مِن عُلاً
سَواءٌ عَلَينا نلتَ ما نلتَ مِن عُلاً / إِذا لَم تُنل أَو كُنتَ ما كُنتَ مِن قَبلُ
وَما نافِعي أَن يَبلُغَ العَرشَ صاحِبي / وَيَنحَطَّ قَدري في الثَرى مِثلَ ما يَعلو
وَقالوا غَدَت بَغدادُ خِلواً وَما بِها
وَقالوا غَدَت بَغدادُ خِلواً وَما بِها / جَميلٌ وَلا مَن يُرتَجى لِجَميلِ
وَكَيفَ اِستَجازوا قَولَ ذاكَ وَقَد حَوَت / أَخا الفَضلِ شَمسَ الدَولَةِ بن جَميلِ
وَأَهيَفَ كَم مِن مُبتَلىً فيهِ قَد بُلي
وَأَهيَفَ كَم مِن مُبتَلىً فيهِ قَد بُلي / لَهُ جُمَلٌ مِن حسنِهِ لَم تُفَصَّلِ
صَبَرتُ عَلَيهِ وَاِنتَظَرتُ زِيارَةً / وَقُلتُ الهَوى يَومانِ يَومٌ لَهُ وَلي
فَلَم تَكُ إِلّا مُدَّةٌ إِذ رَأَيتُهُ / وَعِزَّتُهُ قَد بُدِّلَت بِتَذَلُّلِ
وَأَصبَحَ مِثلَ الرَسمِ أَقوَت رُسومُهُ / لِما نَسَجَتها مِن جَنوبِ وَشَمأَلِ
فَقُلتُ لِقَلبي بَعدَ ذاكَ وَناظِري / قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
أَبو الفَضلِ وَاِبنُ الفَضلِ أَنتَ وَتُربُهُ
أَبو الفَضلِ وَاِبنُ الفَضلِ أَنتَ وَتُربُهُ / فَغَيرُ بَديعٍ أَن يَكونَ لَكَ الفَضلُ
أَتَتني أَياديكَ الَّتي لا أَعدُها / لِكَثرَتِها لا كُفرَ عِندي وَلا جَهلُ
وَلَكِنَّني أُنبيكَ عَنها بِطُرفَةٍ / تَروقُكَ ما وافى لَها قَبلَها مِثلُ
أَتاني خَروفٌ ما شَكَكتُ بِأَنَّهُ / حَليفُ هَوىً قَد شَفَّهُ الهَجرُ وَالعَذلُ
إِذا قامَ في شَمسِ الظَهيرَةِ خلتَهُ / خَيالاً سَرى في ظُلمَةٍ ما لَهُ ظِلُّ
فَناشَدتهُ ما تَشتَهي قالَ قَتَّةٌ / وَقاسَمتُهُ ما شَفَّهُ قالَ لي الأَكلُ
فَأَحضَرتُها خَضراءَ مَجّاجَةَ الثَرى / مُسَلَّمَةً ما حَصَّ أَوراقَها الفَتلُ
فَظَلَّ يُراعيها بِعَينٍ ضَعيفَةٍ / وَيُنشِدُها وَالدَمعُ في الخَدِّ مُنهَلُّ
أَتَت وَحِياضُ المَوتِ بَيني وَبَينَها / وَجادَت بِوَصلٍ حينَ لا يَنفَعُ الوَصلُ
وَمَملوكَةٍ أَنسابُها فارِسِيَّةٌ
وَمَملوكَةٍ أَنسابُها فارِسِيَّةٌ / لَها لينُ مَولىً تَحتَ قُوَّةِ والي
عَلَيها جَلابيبٌ يَروقُكَ وَشيُها / كَأَن قَد وَشَتها حِميَرٌ بِأَزالِ
تَحِنُّ لِفُقدانِ القَرينِ كَأَنَّها / فَصيلٌ حَماهُ الخِلفَ رَبُّ عِيالِ
إِذا آنَسَت فَقدَ القَرينِ حَسِبتَها / جِمالاً تَراغَت بُكرَةً لِجَمالِ
تُواصِلُ بَينَ الكافِ وَالجيمِ رَنَّةً / إِذا ما يَمينٌ أَردَفَت بِشِمالِ
وَلي صاحِبٌ يَغشى الوَغى وَهوَ فارِسٌ
وَلي صاحِبٌ يَغشى الوَغى وَهوَ فارِسٌ / وَيَعجَزُ أَن يَغشى الوَغى وَهوَ راجِلُ
تَفَخَّذَ ظهرَ الأَعوَجِيّ مُحَزَّماً / فَقُلتَ هِلالٌ أَطلَعَتهُ المَنازِلُ
وَلا غُنيَةٌ فيهِ بِغَيرِ أَخٍ لَهُ / شَديدِ القُوى صعبٍ عَلى الخَيلِ باسِلُ
أُسَيمِرُ موشِيُّ العِذارِ كَأَنَّما / يُناطُ بِهِ مِن ساعِديهِ جَداوِلُ
تَيَمَّمتُ سَعدَ اللَهِ لِلفَألِ بِاسمِهِ
تَيَمَّمتُ سَعدَ اللَهِ لِلفَألِ بِاسمِهِ / وَلَم آتِ سَعدَ اللَهِ لَو كانَ لي عَقلُ
وَقُلتُ فَتىً مِن دَوحَةٍ عَرَبِيَّةٍ / تَشابَه مِنها الفرعُ في الطيبِ وَالأصلُ
وَلَم أَدرِ أَنَّ الأَرمَنِيَّةَ ظِئرُهُ / وَفي الأَرمَنِيّاتِ النَجاسَةُ وَالبُخلُ
أَظَلُّ كَمُرتَدّ عَنِ الدينِ عاكِفاً / أُلازِمُهُ مالي سِوى شُغلِهِ شُغلُ
أَروحُ إِلَيهِ بِالسَلامِ وَأَغتَدي / إِلى بابِهِ وَاليَومُ في مَهدِهِ طِفلُ
فَما كُنتُ إِلّا مُستَظِلّاً بِعشبَةٍ / مِنَ الشَوكِ ما فيها جَنىً لي وَلا ظِلُّ
وَلَمّا رَأَينا المغربِيَّ بِخِدمَةِ ال
وَلَمّا رَأَينا المغربِيَّ بِخِدمَةِ ال / مُؤَيَّدِ مِثلَ الراهِبِ المُتَبَتِّلِ
وَأَخلَقَ فيها عُمرَهُ فَكَأَنَّهُ / قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
سَأَلناهُ هَل في ظِلِّهِ لَكَ مَرتعٌ / وَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن معوَّلِ
فَقالَ أَنا المُسدي إِلَيهِ تَفَضُّلي / وَكَم مِن يَدٍ لي عِندَهُ وَتَطَوُّلِ
أَسُدُّ إِذا اِستَدبَرتُهُ مِنهُ فُرجَةً / بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَعزَلِ
وَأَشفي غَليلاً عَزَّ شِفاؤُهُ / بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
إِذا ما تَمَطّى في حشاهُ بِصُلبِهِ / وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
وَباتَ كَجُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ / تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
وَجادَتهُ أَنواعُ الحَوايا فَأَنزَلَت / عَلَيهِ مِنَ الأَمشاجِ كُلَّ مُنَزَّلِ
بَدا رَأسُهُ بَعدَ العُتُوِّ كَأَنَّهُ / مِنَ السَيلِ وَالغُثاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ
كَأَنَّ دَمَ الأَعفاجِ مِن فَوق متنِهِ / عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجَّلِ
وَلَكِنَّني إِن رُمتُ إِتيانَ عِرسِهِ / تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ جَذلانَ بَينَهُ / وَبَينَ هَضيمِ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ
مِكَرّ مِفَرّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً / كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ / دِراكاً وَلَم يُنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ