القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 11
إِذا أَنا لَم أُجزِ الزَمانَ بِفِعلِهِ
إِذا أَنا لَم أُجزِ الزَمانَ بِفِعلِهِ / تَقَلَّبَ مِنّي الدَهرُ في جانِبٍ سَهلِ
عَرَضتُ فَما أُعطي الحَوادِثَ طاعَةً / وَلَيسَ يُطيعُ الحادِثاتِ فَتىً مِثلي
إِذا ضَحِكَت حَربٌ عَنِ البيضِ وَالقَنا / رَأَيتَ الدُموعَ الحُمرَ تَجري عَلى نَصلي
أَبَينا لِمالٍ أَن نَصونَ كَرامَةً / عَنِ الضَيفِ وَالعافينَ في الخَصبِ وَالمَحلِ
وَنُصلِحُ ما أَبقى لَنا مِنهُ جودُنا / لِنَجرِيَ ما عِشنا عَلى عادَةِ الفَضلِ
أَهاجَكَ أَم لا بِالدُوَيرَةِ مَنزِلُ
أَهاجَكَ أَم لا بِالدُوَيرَةِ مَنزِلُ / يَجِدُّ هُبوبَ الريحِ فيهِ وَيَهزِلُ
قَضَيتُ زَمانَ الشَوقِ في عَرَصاتِهِ / بِدَمعٍ هَمولٍ فَوقَ خَدَّيَّ يَهطِلُ
وَقَفتُ بِها عِيسي تَطيرُ بِزَجرِها / وَيَأمُرُها وَحيُ الزَمانِ فَتُرقِلُ
طَلوباً بِرِجلَيها يَدَيها كَما اِقتَضَت / يَدُ الخَصمِ حَقاً عِندَ آخَرَ يُمطَلُ
وَبِالقَصرِ إِذ خاطَ الخَلِيُّ جُفونَهُ / عَنانِيَ بَرقٌ بِالدُجَيلِ مُسَلسَلُ
وَإِنّي لَضَوءِ البَرقِ مِن نَحوِ دارِها / إِذا ما عَناني لَمحُهُ لَمُوَكَّلُ
تَشَقَّقَ وَاِستَدعى كَما صَدَعَ الدُجى / سَنى قَبَسٍ في جَذوَةٍ يَتَأَكَّلُ
وَلِلَّهِ ميثاقٌ لَدَيَّ نَقَضتُهُ / وَقُلتُ دَعوهُ خالِياً يَتَنَقَّلُ
وَوَعدٌ وَخُلفٌ بَعدَهُ وَتَمَنُّعٌ / وَسُرعَةُ هُجرانٍ وَوَصلٌ مُوَصَّلُ
وَقَد أَشهَدُ الغاراتِ وَالمَوتُ شاهِدٌ / يَجورُ بِأَطرافِ الرِماحِ وَيَعدِلُ
بِطَعنٍ تَضيعُ الكَفَّ في لَهَواتِهِ / وَضَربٍ كَما شُقَّ الرِداءُ المُرَعبَلُ
وَخَيلٍ طَواها القَورُ حَتّى كَأَنَّها / أَنابيبُ سُمرٍ مِن قَنا الخَطِّ ذُبَّلُ
صَبَبنا عَلَيها ظالِمينَ سِياطَنا / فَطارَت بِها أَيدٍ سِراعٍ وَأَرجُلُ
وَكُلُّ الَّذي سَرَّ الفَتى قَد أَصَبتُهُ / وَساعَدَني مِنهُ أَخيرٌ وَأَوَّلُ
فَمِن أَيِّ شَيءٍ يا اِبنَةَ القَومِ أَحتَوي / عَلى مُهجَتي أَو أَيِّ شَيءٍ أُؤَمَّلِ
إِذا المَرءُ أَفنى صُبحَ يَومٍ وَثانِياً / أَتاهُ صَباحٌ بَعدَ ذَلِكَ مُقبِلُ
وَيَتَّبِعُ الآمالَ مَوقِعَ لَحظِهِ / فَلَيسَ لَهُ ما عاشَ في الناسِ مَنزِلُ
وَلِلدَهرِ سِرٌّ سَوفَ يَظهَرُ أَمرُهُ / وَلِلناسِ وَزنٌ جائِرٌ سَوفَ يَعدِلُ
أَعاذِلَتي لا تَعذُلي عاشِقاً مِثلي
أَعاذِلَتي لا تَعذُلي عاشِقاً مِثلي / وَلَكِن دَعيهِ وَاِعذِري الحُبَّ مِن أَجلي
وَنوحي عَلى صَبٍّ بَكَت عائِداتُهُ / صَريعِ قُدودِ البانِ وَالأَعيُنِ النُجلِ
رَمَينَ فَلَمّا أَن أَصَبنَ مَقاتِلي / تَوَلَّينَ فَاِنضَمَّت جِراحي عَلى النَبلِ
بُكاهُ عَلى ما في الضَميرِ دَليلُ
بُكاهُ عَلى ما في الضَميرِ دَليلُ / وَلَكِنَّ مَولاهُ عَلَيهِ بَخيلُ
وَلَي كَبِدٌ أَمسى يُقَطِّعُهُ الهَوى / وَدَمعٌ عَصى الأَجفانَ وَهُوَ يَسيلُ
فَيا عاذِلي لا تُحزِنَنّي بِغادَتي / فَما ذاكَ بَينَ العاشِقَينَ جَميلُ
فَهَل لِيَ إِلّا أَن أَموتَ بِحُبِّها / ضَياعاً وَلا يَدري بِذاكَ خَليلُ
إِلَيكَ اِمتَطَينا العيسَ تَنفُخُ في السُرى / وَلِلَّيلِ طَرفٌ بِالصَباحِ كَحيلُ
وَفِتيانِ هَيجٍ باذِلينَ نُفوسَهُم / كَأَنَّهُمُ تَحتَ الرِماحِ وُعولُ
وَجَرَّدتُ مِن أَغمادِهِ كُلَّ مُرهَفٍ / إِذا ما اِنتَضَتهُ الكَفُّ كادَ يَسيلُ
تَرى فَوقَ مِتنَيهِ الفِرِندَ كَأَنَّما / تَنَفَّسَ فيهِ القَينُ وَهُوَ ثَقيلُ
فَأَعلَمتُهُ كَيفَ التَصافُحُ بِالقَنا / وَكَيفَ تُرَوّى البيضُ وَهيَ مُحولُ
سَريعٌ إِلى الأَعداءِ أَمّا جَنانُهُ / فَماضٍ وَأَمّا وَجهُهُ فَجَميلُ
كَريمٌ سَلولٌ لِلمُلوكِ مُهَذَّبٌ
كَريمٌ سَلولٌ لِلمُلوكِ مُهَذَّبٌ / سَريعُ العَطايا عِندَ كُلِّ سُؤالِ
وَجاءَت بِهِ أُمٌّ مِنَ السودِ أَنجَبَت / كَليلَةِ سِرٍّ طَوَّقَت بِهِلالِ
صَحا عاذِلي عَنّي وَلَم أَصحُ مِن ضَلّي
صَحا عاذِلي عَنّي وَلَم أَصحُ مِن ضَلّي / وَيا حَبَّذا شُرٌّ عَلى المَنعِ وَالبَذلِ
وَهَبتُ لَها قَلبي فَلا تَطلُبوا دَمي / وَلَيسَ عَلَيها مِن فِداءٍ وَلا قَتلِ
وَلَم أَرَ مِثلَ العاذِلينَ عَلى الهَوى / جَعَلتُ لَهُم شُغلاً وَخَلّاهُمُ شُغلي
خَليلَيَّ طوفا بِالمُدامِ وَبادِرا / بَقيَّةَ عُمري وَالسَلامُ عَلى مِثلي
أَلا إِنَّها جِسمي لِروحِ مَطِيَّةٌ / وَلا بُدَّ يَوماً أَن تَعَرّى مِنَ الرَحلِ
وَياعاذِلي هَلّا اِشتَغَلتَ بِسامِعٍ / كَما أَنا مَشغولٌ بِكَأسي عَنِ العَذلِ
أَلا عَلِّلاني إِنَما العَيشُ تَعليلُ
أَلا عَلِّلاني إِنَما العَيشُ تَعليلُ / وَما لِحَياةٍ بَعدَها ميتَةٌ طولُ
دَعاني مِنَ الدُنيا أَنَل مِن نَعيمِها / فَإِنِّيَ عَنها بَعدَ ذَلِكَ مَشغولُ
خُذا لَذَّةً مِن ساعَةٍ مُستَعارَةٍ / فَلَيسَ لِتَعويقِ الحَوادِثِ تَمثيلُ
أَلا حَيِّ مِن أَهلِ المَحَبَّةِ مَنزِلا
أَلا حَيِّ مِن أَهلِ المَحَبَّةِ مَنزِلا / تَبَدَّلَ مِن أَيّامِهِ ما تَبَدَّلا
أُبِن لي سَقاكَ الغَيثُ حَتّى تَمَلَّهُ / عَنِ الآنِسِ المَفقودِ أَينَ تَحَمَّلا
كَأَنَّ التَصابي كانَ تَعريسَ نازِلٍ / ثَوى ساعَةً مِن لَيلِهِ وَتَرَحَّلا
وَماءٍ كَأُفقِ الصُبحِ صافٍ جِمامُهُ / دَفَعتُ القَطا عَنهُ وَخَفَّفتُ كَلكَلا
إِذا اِستَجفَلَتهُ الريحُ جالَت قَذاتُهُ / وَجُرِّدَ مِن أَغمادِهِ فَتَسَلسَلا
زَجَرتُ بِهِ سِيّاحَ قَفرٍ كَأَنَّهُ / يَخافُ لَجاقاً أَو يُبادِرُ آفِلا
وَبَيداءَ مِمحالٍ أَطارَ بِها القَطا / كَما قَذَفَت أَيدي المُرامينَ جَندَلا
كَنّي عَلى حَقباءُ تَتلو لَواحِقاً / غَدَونَ بِإِمساءٍ يُطالِبنَ مَنهَلا
يُسَوِّقُها طاوٍ أَقَبُّ كَأَنَّما / يُحَرِّكُ في حَيزومِهِ النَهقُ جُلجَلا
أُتيهَ لَهُ لُهفانُ يَخطِرُ قَوسَهُ / بِأَصغَرَ حَنّانِ القَرا غَيرَ أَعزَلا
فَأَودَعَهُ سَهماً كَمِدرى مَواشِطٍ / بَعَثنَ بِهِ في مَفرَقٍ فَتَغَلَّلا
بَطيئاً إِذا أَسرَعتَ إِطلاقَ فَوقِهِ / وَلَكِن إِذا أَبطَأتَ في الريحِ عَجَّلا
أَذَلِكَ أَم فَردٌ بِقَفرٍ أَجادَهُ / مِنَ الغَيثِ أَيكٌ فَرعُهُ قَد تَهَلَّلا
لَدى لَيلَةٍ خَوّارَةِ المُزنِ كُلَّما / تَنَفَّسَ في أَرجائِها البَرقُ أَسبَلا
كَأَنَّ عَلَيها مِن سَقيطِ قُطارِها / جُماناً وَهَت أَسلاكُهُ فَتَفَصَّلا
فَباتَ بِلَيلِ العاشِقينَ مُسَهَّداً / إِلى أَن رَأى صُبحاً أَغَرَّ مُحَجَّلا
فَنَفَّضَ عَن سِربالِهِ لُؤلُؤَ النَدى / وَآيَسَ ذُعراً قَلبُهُ فَتَأَمَّلا
إِذا هَزَّ قِرنَيهِ حَسِبتَ أَساوِداً / سَمَت في مَعاليهِ لِتَحتَلَّ مَقتَلا
كَأَنَّ عُروقَ الدَوحِ مِن تَحتِهِ الثَرى / قُوىً مِن حِبالٍ أُعجِلَت أَن تُفَتَّلا
وَداعٍ دَعا وَاللَيلُ بَيني وَبَينَهُ / فَكُنتُ مَكانَ الظَنِّ مِنهُ وَأَفضَلا
دَعا ماجِداً لا يَعلَمُ الشُحَّ قَلبُهُ / إِذا ما عَراهُ الحَقُّ يَوماً تَهَلَّلا
وَأَعدَدتُ لِلحَربِ العَوانِ مُهَنَّداً / وَأَسمَرَ خَطِّيّاً إِذا هُزَّ أَرفَلا
وَجَيشاً كَرُكنِ الطَودِ رَحباً تَريقُهُ / إِذا ما عَلا حَزناً مِنَ الأَرضِ أَسهَلا
وَجَرّوا إِلَينا الحَربَ حَتّى إِذا غَلَت / وَفارَت رَأوا صَبراً عَلى الحَربِ أَفضَلا
وَعاذوا عِياذاً بِالفِرارِ وَقَبلَهُ / أَضاعوا بِدارِ السِلمِ حِرزاً وَمَعقِلا
بَني عَمِّنا أَيقَظتُمُ الشَرَّ بَينَنا / فَكانَت إِلَيكُم عَدوَةَ الشَرِّ أَعجَلا
فَصَبراً عَلى ما قَد جَرَرتُم فَإِنَّكُم / فَتَحتُم لَنا باباً مِنَ الشَرِّ مُقفَلا
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ سُيوفُنا / تَرُدَّ عَلَينا بَأسَها وَتُقَتِّلا
وَلَمّا أَسَنّوا الضِغنَ تَحتَ صُدورِهِم / حَسَمناهُ عَنّا قَبلَ أَن يَتَكَهَّلا
عَذَلتُ بَني عَمّي وَطابَ بِهُم عَذلي
عَذَلتُ بَني عَمّي وَطابَ بِهُم عَذلي / لَعَلَّهُمُ يَوماً يُفيقونَ مِن جَهلِ
مُعافينَ إِلّا مِن عُقولٍ مَريضَةٍ / وَكَم مِن صَحيحِ الجِسمِ خِلوٍ مِنَ العَقلِ
أَفدي الَّذي أَهدى إِلَيَّ مِظَلَّةً
أَفدي الَّذي أَهدى إِلَيَّ مِظَلَّةً / أَهدَت إِلى قَلبي المَشوقِ بَلابِلا
فَكَأَنَّما هِيَ زَورَقٌ مِن فِضَّةٍ / قَد أَودَعوهُ في اللُجَينِ سَلاسِلا
تَرَحَّل مِنَ الدُنيا بِزادٍ مِنَ التُقى
تَرَحَّل مِنَ الدُنيا بِزادٍ مِنَ التُقى / فَعُمرُكَ أَيّامٌ تُعَدُّ قَلائِلُ
وَدَع عَنكَ ما تَجري بِهِ لُجَجُ الهَوى / إِلى غَمَراتٍ لَيسَ فيهِنَّ عاقِلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025