المجموع : 4
أَعاذِلَ كَم مِن نارِ حَربٍ غَشيتُها
أَعاذِلَ كَم مِن نارِ حَربٍ غَشيتُها / وَكَم لِيَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
وَإِن تَسأَلي الأَقوامَ عَنّي فَإِنَّني / لَمُشتَرِكٌ مالي فَدونَكِ فَاِسأَلي
وَإِنّي لَعَفٌّ عَن مَطاعِمَ تُتَّقى / وَمُكرِمُ نَفسي عَن دَنِيّاتِ مَأكَلِ
وَما إِن كَسَبتُ المالَ إِلّا لِبَذلِهِ / لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِعانٍ مُكَبَّلِ
وَإِنّي أَخوهُم عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
وَإِنّي أَخوهُم عِندَ كُلِّ مُلِمَّةٍ / إِذا مُتُّ لَم يَلقَوا أَخاً لَهُمُ مِثلي
تَجودُ لَهُم نَفسي بِما مَلَكَت يَدي / وَنَصري فَلا فُحشي عَلَيهُم وَلا بُخلي
وَمَولىً دَفَعتُ الدَرءَ عَنهُ تَكَرَّماً / وَلَو شِئتُ أَمسى وَهوَ مُغضٍ عَلى تَبلِ
وَلَكِنَّني أَحمي الذِمارَ وَأَنتَمي / إِلى سَعيِ آباءٍ نَمَوا شَرَفي قَبلي
أَمِن ذِكرِ سَلمى ماءُ عَينِكَ يَهمِلُ
أَمِن ذِكرِ سَلمى ماءُ عَينِكَ يَهمِلُ / كَما اِنهَلَّ خَرزٌ مِن شَعيبٍ مُشَلشِلُ
وَماذا تُرَجّي بِالسَلامَةِ بَعدَما / نَأَت حِقَبٌ وَاِبيَضَّ مِنكَ المُرَجَّلُ
وَحالَت عَوادي الحَربِ بَيني وَبَينَها / وَحَربٌ تُعِلُّ المَوتَ صِرفاً وَتُنهِلُ
قِراها إِذا باتَت لَدَيَّ مُفاضَةٌ / وَذو خُصَلٍ نَهدُ المَراكِلِ هَيكَلُ
كَميشٌ كَتَيسِ الرَملِ أَخلَصَ مَتنَهُ / ضَريبُ الخَلايا وَالنَقيعُ المُعَجَّلُ
عَتيدٌ لِأَيّامِ الحُروبِ كَأَنَّهُ / إِذا اِنجابَ رَيعانُ العَجاجَةِ أَجدَلُ
يَجاوِبُ جُرداً كَالسَراحينِ ضُمَّراً / تَرودُ بِأَبوابِ البُيوتِ وَتَصهَلِ
عَلى كُلِّ حَيٍّ قَد أَطَلَّت بِغارَةٍ / وَلا مِثلَ ما لاقى الحِماسُ وَزَعبَلُ
غَداةَ رَأَونا بِالغَريفِ كَأَنَّنا / حَبِيٌّ أَدَرَّتهُ الصَبا مُتَهَلِّلُ
بِمُشعَلَةٍ تَدعو هَوازِنَ فَوقَها / نَسيجٌ مِنَ الماذِيِّ لَأمٌ مُرَفَّلُ
لَدى مَعرَكٍ فيها تَرَكنا سَراتَهُم / يُنادونَ مِنهُم موثَقٌ وَمُجَدَّلُ
نَجُذُّ جَهاراً بِالسُيوفِ رُؤوسَهُم / وَأَرماحُنا مِنهُم تَعُلُّ وَتَنهَلُ
تَرى كُلَّ مُسوَدِّ العِذارَينِ فارِسٍ / يُطيفُ بِهِ نَسرٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
وَجَدنا أَبا الجَبّارِ ضَبّاً مُوَرَّشاً
وَجَدنا أَبا الجَبّارِ ضَبّاً مُوَرَّشاً / لَهُ في الصَفاةِ بُرثُنٌ وَمَعاوِلُ
لَهُ كُديَةٌ أَعيَت عَلى كُلِّ قابِضٍ / وَلَو كانَ مِنهُم حارِشانِ وَحابِلُ
ظَلِلتُ أُراعي الشَمسَ لَولا مَلالَتي / تَزَلَّعَ جِلدي عِندَهُ وَهوَ قائِلُ