القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 10
أفي أهل ذا النادي عليم أسائله
أفي أهل ذا النادي عليم أسائله / فإني لما بي ذاهب اللب ذاهله
سمعت حديثاً أحسد الصم عنده / ويذهل واعيه ويخرس قاتله
فهل من جواب تستغيث به المنى / ويعلو على حق المصيبة باطله
وقد رابني من شاهد الحال أنني / أرى الدست منصوباً وما فيه كافله
فهل غاب عنه واستناب سليله / أم اختار هجراً لا يرجى تواصله
فإني أرى فوق الوجوه كآبة / تدل على أن الوجوه ثواكله
فيا أيها الدست الذي غاب صدره / فماجت بلاياه وهاجت بلابله
عهدت بك الطود الذي ساخ في الثرى / وفي كل أرض خوفه وزلازله
ومن سد باب الملك والأمر خارج / إلى سائر الأقطار منه وداخله
ومن عوق الغازي المجاهد بعدما / أعدت لغزو المشركين جحافله
ومن أكره الرمح الرديني فالتوى / وأرهقه حتى تحطم عامله
ومن كسر العضب المهند فاغتدى / وأجفانه مطروحة وحمائله
ومن سلب الإسلام حلية جيده / إلى أن تشكى وحشة الطوق عاطله
ومن أسكت الفضل الذي كان فضله / خطيباً إذا التفت عليه محافله
وما هذه الضوضاء من بعد هيبة / إذا خامرت جسماً تخلت مفاصله
كأن أبا الغارات لم ينش غارة / تريك سواد الليل فيه قساطله
ولا لمعت بين العجاج نصوله / ولا طرزت ثوب الفجاج مناصله
ولا سار في عالي ركائب موكب / ينافس فيه فارس الخيل راجله
ولا مرحت فوق الطروس يراعه / كما مرحت تحت السروج صواهله
ولا قسمت ألحاظه بين مخلص / جميل السجايا أو عدو يجامله
ولا قام في المحراب والحرب عاملاً / من البأس والإحسان ما الله قابله
تعجبت من فعل الزمان بنفسه / ولا شك إلا أنه جن عاقله
بمن تفخر الأيام بعد طلائع / ولم يك في أبنائها من يماثله
أتنزل بالهادي الكفيل صروفها / وقد خيمت فوق السماك منازله
وتسعى المنايا منه في مهجة امرئ / سعت منهم الأقدار فيما تحاوله
حبائل لم يعلقن إلا بأروع / تمد لصيد النيرات حبائله
يبيت ومن زهر الأسنة في الدجى / مشاعره وقت القرى ومشاعله
أناديَهُ قل كيف شئت فهذه / خصائصه مأثورة وحصائله
وعدد سجايا أبيض الوجه أبلج / تصدق دعوى المادحين فضائله
كذبناه في دعوى الوفاء بعهده / متى جف هامي الدمع أو كف هامله
أيرثي لساني مجده بعد مدحه / وما لي لم تخذل لساني خواذله
ألم يك في قلبي من الهم والجوى / وحر الأسى شغل عن الشعر شاغله
سيذبل روض الشعر من بعد يومه / فلا عاش ذاويه ولا أخضر ذابله
دعوني فما هذا بوقت بكائه / سيأتيكم طل البكاء ووابله
ولا تنكروا حزني عليه فإنني / تقشع عني وابل كنت آمله
ولم لا نبكيه ونندب فقده / وأولاده أيتامه وأرامله
فيا ليت شعري بعد حسن فعاله / وقد غاب عنا ما بنا الدهر فاعله
أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم / فيمكث أم تطوى ببين مراحله
وهل تنعم الدنيا علي بمنعم / أجالسه من بعده وأؤاكله
سآوي إلى ركن شديد وألتجي / إلى ملك عم البرية نائله
إلى العادل بن الصالح الملك الذي / أقابل وجه البشر حين أقابله
أقوال وقول الحق فرض على الفتى / إذا شهدت بالصدق يوماً دلائله
ألا إن سلطان ابن رزيك لم يزل / ورزيك ليث الغاب إن غاب باسله
هو المجد أغنانا عن الليث شبله / وناب لنا عن صالح فيه عادله
تولى وقد خلى علائق ثقله / ولكن تولى ذلك الثقل حامله
فكان كرجع الطرف وحشة آهل / من العز حتى قيل أونس آهله
وما هو إلا بدر مجد وسؤدد / بدا طالعاً في الدست إن غاب آهله
وفرع كريم الأصل سد مسده / فبورك من نجل وقدس ناجله
وما زلت قبل اليوم قرة عينه / وقاصية الذخر الذي كان يأمله
ولو كان حياً سره فعلك الذي / تجلت له من كل فضل مخائله
عذرت به الأيام من بعد عدلها / وقد يعذر الجاني من الناس عاذله
تداركت هذا الخلق عدلاً ورأفة / وقد أجهضت من شدة الخوف حامله
وأطفأت نار الشر بعد التهابها / وسكنتها والشر تغلي مراجله
وأحسنت ذكر الدهر بعد إساءة / تبين فيها ميله وتحامله
وكانت أمور الناس فوضى فساسها / ودبرها مستجمع العزم كامله
أغر له من آل رزيك أسرة / هم ساعد الملك العقيم وكاهله
به وبهم لا فرق الله شملهم / أنافت أعاليه وأرست أسافله
تساند مثل البزل منه عصابة / بهم قام صاغيه وأسند مائله
هو الكف والباع الطويل إذا سطوا / وهم عند بطش الراحتين أنامله
فيا حاسديهم حاذروا أن تصيبكم / به منجنيقات الردى وجنادله
ويغرقكم من بحره فيض زاخر / تزيد على فيض البحار جداوله
ويا أيها الطير البغاث كأنني / بكم وقد انقضت عليكم أجادله
رويدكم يا ملقحيها سفاهة / فهلا لقاح لا تطرق حامله
ويا واردي ماء العقوق تأدبوا / فذا مورد لا بد تصفو منهله
أراكم أمنتم أن تدار عليكم / رحى الموت أو تلقى عليكم كلاكله
ألا إن جمعاً يردع السيف جمعه / سيرجع منقاداً إلى الحلم جاهله
لقد ضربت أنيابكم في صفاتهم / وعاد بلا ناب على الصخر آكله
ولم تتركوا التشعيب بقيا وإنما / يعاف ورود البحر والموت ساحله
لقد صفحوا عن زلة النعل منكم / ودان لهم حافي الزمان وناعله
أفي كل عصر يستطيل مقصر / حقير ويردي نابه الذكر خامله
ويعلو الثرى نحو الثريا سفاهة / ويسطو بأعيان الزمان أراذله
وهذا أمير المؤمنين أجل أن / يقاس بخلق وابن ملجم قاتله
وحمزة أودى يوم أحد وإنما / بحربة وحشي أصيبت مقاتله
فشكراً على الفخر الذي لك عاجله / وحمداً على الأجر الذي لك آجله
وهنيتها من دولة عادلية / يقام بها فرض الندى ونوافله
أراد أناس نقضها فتأكدت / أينقض حبل الله والله فاتله
لكم من ودادي ناصر ليس يخذل
لكم من ودادي ناصر ليس يخذل / ولي خاطر يغرى بكم حين يعذل
أأحبائنا يهنيكم اليوم أنكم / تجورون في ظلم الوداد وأعدل
تبدلتم بعد النوى وسلوتم / وقلبي لا يسلو ولا يتبدل
فإن كان شيبي أصل ذنبي عندكم / فكل شباب نازل سوف يرحل
وما الشعر المسود إلا حديقة / تروق الفتى أوراقها ثم تذبل
ومن نصلت بالشيب صبغة رأسه / فليس له إلا التقى والتنصل
ومن لم ترعه الأربعون فإنه / عليل بأخبار الصبا يتعلل
أيا قلب هل تنهاك واعظة النهى / وتزجرك الأيام لو كنت تقبل
أمالك هم غير نظم قصيدة / تضمنها بالقول ما ليس تفعل
تغزلت حتى صوحت زهرة الصبا / وقالت قوافي الشعر كم يتغزل
كأن أبا الفتح المظفر لم يجب / عليك له الحق الذي ليس يجهل
فتعدل عن نفل الكلام لفرضه / فمن لم يقم بالفرض لا يتنفل
فيا خابط العشواء في طلب الغنى / وعقل الفتى من وصمة الجهل معقل
صن القول لا تبديه إلا لمنعم / تصان القوافي باسمه حين تبذل
أمنت غلو الشعر فيما أقوله / ولي شاهد من فضل بدر معدل
كريم يرينا شيمة البدر والحيا / جبين له يوم السماح وأنمل
له راحة تنهل جوداً بنانها / ووجه إذا قابلته يتهلل
تقيل الأماني تحت ظل اصطناعه / وصرف الليالي تحته يتظلل
ومن عجب أن المنية لم تزل / تفيض بها يمناه وهي تقبل
أتتنا به الأيام آخر منعم / ولكنه في حلبة الجود أول
بقية بيت لم يزل في سراتهم / كفيل بأرزاق الورى يتكفل
يكل شجاع الطرف دون جلاله / إذا ما رآه الناظر المتأمل
حمى الدين من أبناء رزيك عصبة / على عزمهم دين الهدى يتوكل
دعائم هذا الملك بل هضباته / إذا زل رضوى أو تزلزل يذبل
ملوك تري الأيام بأساً ونائلاً / بأمرهم العالي تجود وتعدل
أقام لها بدر بن رزيك دولة / دعائمها بيض رقاق وذبل
وقام بأثقال الرياسة بعدما / مضوا وهي من حمل الشواهق أثقل
وأي خطوب الدهر جلت فلم يكن / على فارس الإسلام فيها المعول
وكم ليلة نحو الأعادي سريتها / ووجهك فيها من سميك أجمل
ومعترك لولا ثباتك أشفقت / رجال فلم تثبت من الرعب أرجل
خليلي لا بالسفح من رملة الحمى / ولكن بحيث الوفد يسعى ويرمل
جزى الله عني آل رزيك فوق ما / يؤمل من حسن الجزاء المؤمل
هم خلصوني بالنفوس التي لها / محل من الجوزاء أعلى وأفضل
وكافا أبا النجم الهمام وخصه / بأفضل ما يجزى امرؤ متفضل
فقد تابع الإحسان حتى خجلت من / نداه وتكرار الصنائع يخجل
يهنك من شهر المحرم زائر / يقابله جد لسعدك مقبل
وعام له في كل يوم وليلة / رحيل إذا هذا الجناب ومنزل
تحمله من در فكري فرائداً / يتوج منها رأسه ويكلل
محاسن لولا بحر جودك لم تكن / جواهرها من بحر غيرك تحصل
تجمل أجياد الملوك وقد غدت / بأوصافكم أجيادها تتجمل
لكل مقام في علاك مقال
لكل مقام في علاك مقال / تصدقه بالجود منك فعال
وعندك إن ضاق المجال لمادح / محاسن فيها للمديح مجال
مناقب يا ذخر الأئمة أصبحت / إليهن أعناق الثناء تمال
سما الناصر المحيي إلى الغاية التي / ينال عنان النجم حين تنال
وألف أضداد المعالي بهمة / لها كل يوم نعمة ونكال
وفي كل قلب من سطاه مهابة / وفي كل كف من نداه سجال
قرى وقراع طالما فاض منهما / على الخلق وبل دائم ووبال
جفان وأجفان تدفق منهما / على قدر سجليه ردى ونوال
رأيتك لم تقنع بمنصبك الذي / علا فنجوم الأفق عنه سفال
فباشرت مكروه الوغى في مواطن / حرام المنايا بينهن حلال
وهل يفخر الصمصام إلا بطعنة / وإن راق منه جوهر وصقال
ولما تشكى الأمن خوفاً من العدى / وكاد الهدى يسطو عليه ضلال
نهدت إلى الأفرنج تزجي كتائباً / تغل بها أعناقهم وتغال
فولوا وقد أبقت عليهم نفوسهم / سباسب حالت دونها ورمال
وأتبعتهم ركضاً على كل سابح / إذا لريح كلت لم يصبه كلال
جياد إذا جردتها يوم غارة / فليس لها غير الوشيج ظلال
طوالع في ليل القتام غوارب / عليهن من نسج القتام جلال
يثير غباراً كلما قذي الهدى / بفتنة طاغ كان منه كحال
رميت بها بهرام عن قوس عزمة / تبيت لها الأقدار وهي نبال
وأدركتهم إدراك من لا يفوته / مرام ولا ينأى عليه منال
سريت بها والليل وحف شبابه / فصبحتهم إذ شاب منه قذال
ولما اشتملت الليل برداً إليهم / جرت بالذي تهوى صبا وشمال
وأوقدت نيران الوغى بذوابل / سرت ولها زرق النصال ذبال
وأتبعتها والكف تقوى بأختها / ببيض تصون المجد وهي مذال
إذا هجرت أغمادها لم يكن لها / سوى قطع أوصال الطغاة وصال
فهن شجا في حلق كل معاند / وهن على قلب الولي زلال
عماد مليك يكثر البأس والندى / إذا قل نزل في الورى ونزال
هو القاسم السجلين عفواً ونقمة / وحاسم داء الدهر وهو عضال
تكفل هم الملك عن قلب كافل / غدا وهو فينا عصمة وثمال
تقيل الأماني عنده تحت رحمة / بها عثرات المسلمين تقال
تروح الأيادي من يديه خفيفة / وتغدو على الأعناق وهي ثقال
أبوك الذي تسطو الليالي بحده / وأنت يمين إن سطا وشمال
أب علم الأيام أحسن سيرة / لعينيك منها قبلة ومثال
لرتبته العظمى وإن طال عمره / إليك مصير واجب ومآل
تخالسك اللحظ المصون ودونها / حجاب شريف لا انقضى وحجال
لقد راقها بل شاقها واستفزها / إليك جلال باهر وخلال
جبينك حسناً بل يمينك منة / يفيض جميل منهما وجمال
خليلي قولا للأجل نيابة / فقد منعتني هيبة وجلال
إخالك لا ترضى الكواكب معشراً / وأنت لأبناء الخلافة خال
ستخفر غسان بكم ويزيدها / على أن آل المصطفى لك آل
فدى لبني رزيك من ليس مثلهم / وهل للنجوم النيرات مثال
ملوك أرتنا كل فضل مغيب / لهم شيم محمودة وخصال
تقول مساعيهم لكل منافس / ترفق فما كل الرجال رجال
غيوث إذا ضن السحاب بوبله / ليوث إذا صل الحديد وصالوا
هم علموني مدحهم بكرامة / وجود أطابوا منهما وأطالوا
وجوه لها بشر إلي تهللت / وأيد أياديها علي تهال
قدمت عليهم وافداً فتفضلوا / وأعلوا محلي منعمين وعالوا
فما عذر شعر لا يجود فيهم / وعذري مزاح بالعطاء مزال
ولا شكر لي فيما أقول لأنني / أعبر عما شرفوا وأنالوا
ومستحسن للقول فيكم أجبته / كذا في صفات المحسنين يقال
قصائد ما باتت بهن خواطري / على سرقات الانتحال تحال
ثقال الخطى إلا إليكم فإنها / خفاف الخطى في الارتجال عجال
غدت منكم في أنفها خنزوانة / فليست بقصد الباخلين تذال
إذا كان رأي الناصر الملك ناصري / فإن صريح القول في حفال
فتى عنده فضل وفصل إذا التقى / جلاد على نصر الهدى وجدال
وبين يراع الخط والخط غيرة / على يده العليا وغى وقتال
يروقك في يمنى يديه يراعة / تراع بها أسد الشرى وتهال
توهمتها مخلوقة في بنانه / لها من عروق الأشجعين حبال
تبيت بها الآجال وهي قصيرة / وتضحي بها الآمال وهي طوال
إذا اعتلقتها خمسة في ملمة / تحلل مكروه وحل عقال
ليهنك صوم ترتجى بركاته / وتوزن أعمال به وتكال
رأت عينه منك الكمال الذي به / تهلل فيه النور وهو هلال
وأمطرت فيه المسلمين وغيرهم / سحاب ندى لا يقتضيه سؤال
كأنك في الدنيا وصي لآدم / وأولاده فيه عليك عيال
أباحك حسن الذكر والأجر منهم / ومن ربهم عدل أتيح ومال
لقد ملت السؤال مما أتيتها / ومالك من بذل النوال ملال
وأنت إذا عد الكرام حقيقة / وكل كريم ما عداك مخال
بقيت وما للملك عنك معرج / وما لنعيم الدهر منك زوال
أبا حسن جاءت إلي مثوبة
أبا حسن جاءت إلي مثوبة / من النمط الأدنى عن النمط العالي
أتتني أثواب غلاظ كأنها / خواطر ينسجن القريض لبخال
وأين الثياب المذهبات قشيبة / ولي مذهبات فيك ليست بأسمال
سيبلى على قرب جديد فعالكم / وتبقى على مر الجديدين أقوالي
ويعطل جيدي من حلي نداكم / وجيد معاليكم بها أبداً حالي
ولولا حيائي من علاك رددتها / ولم آخذ النزر الرخيص من الغالي
ولكن أبى لي ذاك علمي بأنني / قسيمك لو أحوجت في النفس والمال
ألا قل لعز الدين لا زال جده
ألا قل لعز الدين لا زال جده / عزيزاً وأما ضده فذليل
ولا زال منصور اللواء مظفراً / يقيم صغى الأيام حين تميل
أتاني كتاب منه أما سطوره / فروض وأما نشره فقبول
ولم أدر هل بين السطور شمائل / بعثت بها أم بينهن شمول
فقد هزل أشواقي إلى أن تركتني / أقول وكتمان الغليل غلول
ترى تسعد الأيام بالجمع بيننا / وهل لي إلى برد اللقاء سبيل
وإن تبخل الدنيا بتأليف جمعنا / فرأي المقام الناصري جميل
أبا المجد إن تزمع رحيلاً فللندى
أبا المجد إن تزمع رحيلاً فللندى / وللبأس والمجد الرفيع رحيل
أودع من عالي ركابك سيداً / كثير ثنائي في علاه قليل
كريماً غدت أفعاله مثل وجهه / وما منهما إلا أغر جميل
وما فرحت إخميم قبلك بامرئ / له غرر من فضله وحجول
سمت نفسه عن كل مثل ومشبه / فليس له غير النجوم قبيل
على أنه من دوحة يعربية / لها المجد فرع والسماح أصول
إذا هزها ريح المديح ترنحت / ومالت على الآمال حيث تميل
وقتك من الأسواء أنفس معشر / لهم حسب في الباخلين طويل
إذا جال فكري في مذمة عرضهم / نهاني عنهم أنهم لك جيل
لك الله من ريب الحوادث حافظ / وبالنجح فيما تبتغيه كفيل
ولازلت محروس العلاء بهمة / تعلمنا بالعقل كيف نقول
عطية إن صادفت روح محمد
عطية إن صادفت روح محمد / أخيك وصنويك العليين من قبل
فسلم عليهم لا شقيت وقل لهم / سقيت أباكم بعدكم جرعة الثكل
وأقسم لهم أني ورحمة فقدهم / أبرد أحزاني ومرجلها تغلي
وإن انجراح الثكل عند اندمالها / وليس لمقذوف مدى الدهر من دمل
وأني أرى أولاد غيري حسرة / فأبكي على نسلي وفقدان ما يسلي
وما في بني ذا الجيل من هو مثلكم / كما ليس في آبائهم أحد مثلي
سقى الله عهد الشمل منكم ولا سقى / نوائب أيام بكم صدعت شملي
فيا فرقتي منكم ويا حرقتي لكم / لقد أطلقا دمعي وقد أعقلا عقلي
عسى رحمة الرحمن تجمع بيننا / فأما على قرب وأما على مهل
ألا قل لكتاب الصناعة كلهم
ألا قل لكتاب الصناعة كلهم / وخص أبا النقص المكنى أبا الفضل
على أم من لا يعتني بحوائجي / أيور التي يُركبن في سورة النحل
ولو لم يكن يدري بما جهل الورى
ولو لم يكن يدري بما جهل الورى / من الفضل لم تنفق عليه الفضائل
لئن كان منا قاب قوس فبيننا / فراسخ من إجلاله ومراحل
إذا نزلت أبناء رزيك منزلاً
إذا نزلت أبناء رزيك منزلاً / تبسم عن ثغر النباهة خامله
وخيم في أرجائه المجد والعلى / وجاد به طل السماح وهاطله
ملوك لهم فضل بأبلج منهم / محافله تزهى به وجحافله
تزر على الليث الغضنفر درعه / وتلوى على الطود المنيف حمائله
يفيض علينا كل يوم وليلة / بلا سبب أفضاله وفضائله
يثيب على أقوالنا متبرعاً / على أنها من بعض ما هو قائله
بكم شرف الإسلام وانتصر الهدى / وقامت قناة الدين واشتد كاهله
وأصبح منكم مجده وجلاله / وفارسه يوم الهياج وكاهله

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025