المجموع : 62
لَعَمري لَقَد أَردى نَوارَ وَساقَها
لَعَمري لَقَد أَردى نَوارَ وَساقَها / إِلى الغَورِ أَحلامٌ قَليلٌ عُقولُها
مُعارِضَةَ الرُكبانِ في شَهرِ ناجِرٍ / عَلى قَتَبٍ يَعلو الفَلاةَ دَليلُها
وَما خِفتُها إِن أَنكَحَتني وَأَشهَدَت / عَلى نَفسِها لي أَن تَبَجَّسَ غولُها
أَبَعدَ نَوارٍ آمَنَنَّ ظَعينَةً / عَلى الغَدرِ ما نادى الحَمامَ هَديلُها
أَلا لَيتَ شِعري عَن نَوارٍ إِذا خَلَت / بِحاجَتِها هَل تُبصِرَنَّ سَبيلُها
أَطاعَت بَني أُمُّ النَيِيرِ فَأَصبَحَت / عَلى شارِفٍ وَرقاءَ صَعبٍ ذَلولُها
إِذا اِرتَجَلَت شَقَّت عَلَيها وَإِن تَنُخ / يَكُن مِن غَرامِ اللَهِ عَنها نُزولُها
وَقَد سَخِطَت مِنّي نَوارُ الَّذي اِرتَضَت / بِهِ قَبلَها الأَزواجُ خابَ رَحيلُها
وَمَنسوبَةُ الأَجدادِ غَيرُ لَئيمَةٍ / شَفَت لي فُؤادي وَاِشتَفى بي غَليلُها
فَلا زالَ يَسقي ما مُفَدّاةُ نَحوَهُ / أَهاضيبُ مُستَنُّ الصَبا وَمَسيلُها
فَما فارَقَتنا رَغبَةً عَن جِماعِنا / وَلَكِنَّما غالَت مُفَدّاةَ غولُها
تُذَكِّرُني أَرواحَها نَفحَةُ الصَبا / وَريحُ الخُزامى طَلُّها وَبَليلُها
فَإِنَّ اِمرَأً يَسعى يُخَبِّبُ زَوجَتي / كَساعٍ إِلى أُسدِ الشَرى يَستَبيلُها
وَمِن دونِ أَبوالِ الأُسودِ بَسالَةٌ / وَصَولَةُ أَيدٍ يَمنَعُ الضَيمَ طولُها
فَإِنّي كَما قالَت نَوارُ إِنِ اِجتَلَت / عَلى رَجُلٍ ما سَدَّ كَفَّي خَليلُها
وَإِن لَم تَكُن لي في الَّذي قُلتُ مِرَّةٌ / فَدُلّيتُ في غَبراءَ يَنهالُ جولُها
فَما أَنا بِالنائي فَتُنفى قَرابَتي / وَلا باطِلٌ حَقّي الَّذي لا أُقيلُها
وَلَكِنَّني المَولى الَّذي لَيسَ دونَهُ / وَلِيٌّ وَمَولى عُقدَةٌ مَن يُجيلُها
فَدونَكَها يا اِبنَ الزُبَيرِ فَإِنَّها / مُوَلَّعَةٌ يوهي الحِجارَةَ قيلُها
إِذا قَعَدَت عِندَ الإِمامِ كَأَنَّما / تَرى رِفقَةً مِن ساعَةٍ تَستَحيلُها
وَما خاصَمَ الأَقوامَ مِن ذي خُصومَةٍ / كَوَرهاءَ مَشنوءٌ إِلَيها حَليلُها
فَإِنَّ أَبا بَكرٍ إِمامَكِ عالِمٌ / بِتَأويلِ ما وَصّى العِبادَ رَسولُها
وَظَلماءَ مِن جَرّا نَوارٍ سَرَيتُها / وَهاجِرَةٍ دَوِّيَّةٍ ما أُقيلُها
جَعَلنا عَلَيها دونَها مِن ثِيابِنا / تَظاليلَ حَتّى زالَ عَنها أَصيلُها
تَرى مِن تَلَظّيها الظِباءَ كَأَنَّها / مُوَقَّفَةٌ تَغشى القُرونَ وُعولُها
نَصَبتُ لَها وَجهي وَحَرفاً كَأَنَّها / أَتانُ فَلاةٍ خَفَّ عَنها ثَميلُها
إِذا عَسَفَت أَنفاسُها في تَنوفَةٍ / تَقَطَّعَ دونَ المُحصَناتِ سَحيلُها
تُرى مِثلَ أَنضاءِ السُيوفِ مِنَ السُرى / جَراشِعَةَ الأَجوازِ يَنجو رَعيلُها
نَعائي اِبنَ لَيلى لِلسَماحِ وَلِلنَدى
نَعائي اِبنَ لَيلى لِلسَماحِ وَلِلنَدى / وَأَيدي شَمالٍ بارِداتِ الأَنامِلِ
يَعَضّونَ أَطرافَ العِصِيِّ تَلُفُّهُم / مِنَ الشَأمِ حَمراءُ السُرى وَالأَصائِلِ
سَرَوا يَركَبونَ اللَيلَ حَتّى تَفَرَّجَت / دُجاهُ لَهُم عَن واضِحٍ غَيرِ خامِلِ
يُجاوِزُ ساري اللَيلِ مَن كانَ دونَهُ / إِلَيهِ وَلا يُمضيهِ لَيلٌ بِنازِلِ
وَقَد خَمَدَت نارُ النَدى بَعدَ غالِبٍ / وَقَصَّرَ عَن مَعروفِهِ كُلُّ فاعِلِ
أَلا أَيُّها الرُكبانُ إِنَّ قِراكُمُ / مُقيمٌ بِشَرقِيِّ المَقَرِّ المُقاتِلِ
بِهِ فَاِنزِلوا فَاِبكوا عَلَيهِ فَإِنَّكُم / وَمِقراهُ كَالناعي أَباهُ المُزايِلِ
فَإِنّا سَنَبكي غالِباً إِن بَكَيتُمُ / لِحاجَتِكُم لِلمُعضِلاتِ الأَثاقِلِ
عَلى المُطعِمِ المَقرورِ في لَيلَةِ الصَبا / دَفوعٍ عَنِ المَولى بِنَصرٍ وَنائِلِ
وَما نَحنُ نَبكي غالِباً لَيسَ غَيرُنا / وَلَكِن سَيَبكي غالِباً كُلُّ عايِلِ
لِيَبكِ اِبنَ لَيلى غاطِشٌ سارَ شُقَّةً / وَحَبلانِ حَبلا مُستَجيرٍ وَسائِلِ
فَلَيتَ المَنايا كُنَّ مَوَّتنَ قَبلَهُ / وَعاشَ اِبنُ لَيلى لِلنَدى وَالأَرامِلِ
أَبي الشَيخُ ذو البَولِ الكَثيرِ مُجاشِعٌ
أَبي الشَيخُ ذو البَولِ الكَثيرِ مُجاشِعٌ / نَماني وَعَبدُ اللَهِ عَمّي وَنَهشَلُ
ثَلاثَةُ أَسلافٍ فَجِئني بِمِثلِهِم / فَكُلٌّ لَهُ يا اِبنَ المَراغَةِ أَوَّلُ
بَنو الخَطَفى لا تَحمِلُنّي عَلَيكُمُ / فَما أَحَدٌ مِنّي عَلى القِرنِ أَثقَلُ
تَرَكتُ لَكُم لَيّانَ كُلَّ قَصيدَةٍ / شَرودٍ إِذا عارَت بِمَن يَتَمَثَّلُ
إِذا خَرَجَت مِنّي تَرى كُلُّ شاعِرٍ / يَدِبُّ وَيَستَخذي لَها حينَ تُرسَلُ
أَذودُ وَأَحمي عَن ذِمارِ مُجاشِعٍ / كَما ذادَ عَن حَوضي أَبوهُ المُخَبَّلُ
وَكَيفَ بِنَفسٍ كُلَّما قُلتُ أَشرَفَت
وَكَيفَ بِنَفسٍ كُلَّما قُلتُ أَشرَفَت / عَلى البُرءِ مِن حَوصاءِ هَيضَ اِندِمالُها
تُهاضُ بِدارٍ قَد تَقادَمَ عَهدُها / وَإِمّا بِأَمواتٍ أَلَمَّ خَيالُها
وَما كُنتُ ما دامَت لِأَهلي حَمولَةٌ / وَما حَمَلَتهُم يَومَ ظَعنٍ جِمالِها
وَما سَكَنَت عَنّي نَوارٌ فَلَم تَقُل / عَلامَ اِبنُ لَيلى وَهيَ غُبرٌ عِيالُها
تُقيمُ بِدارٍ قَد تَغَيَّرَ جِلدُها / وَطالَ وَنيرانُ العَذابِ اِشتِعالُها
لِأَقرَبَ أَرضَ الشَأمِ وَالناسُ لِم يَقُم / لَهُم خَيرُهُم ما بَلَّ عَيناً بِلالُها
أَلَستَ تَرى مِن حَولَ بَيتِكَ عائِذاً / بِقَدرِكَ قَد أَعيا عَلَيها اِحتِيالُها
فَكَيفَ تُريدُ الخَفضَ بَعدَ الَّذي تَرى / نِساءٌ بِنَجدٍ عُيَّلٌ وَرِجالُها
وَسَوداءَ في أَهدامِ كَلّينَ أَقبَلَت / إِلَينا بِهِم تَمشي وَعَنّا سُؤالُها
عَلى عاتِقَيها اِثنانِ مِنهُم وَإِنَّها / لَتُرعَدُ قَد كادَت يُقَصُّ هُزالُها
وَمِن خَلفِها ثِنتانِ كِلتاهُما لَها / تَعَلَّقَ بِالأَهدامِ وَالشَرُّ حالُها
وَفي حَجرُها مَخزومَةٌ مِن وَرائِها / شُعَيثاءُ لَم يَتمِم لِحَولٍ فِصالُها
فَخَرَّت وَأَلقَتهُم إِلَينا كَأَنَّها / نَعامَةُ مَحلٍ جانَبَتها رِئالُها
إِلى حُجرَةٍ كَم مِن خِباءٍ وَقُبَّةٍ / إِلَيها وَهُلّاكٍ كَثيرٌ عِيالُها
وَبِالمَسجِدِ الأَقصى الإِمامُ الَّذي اِهتَدى / بِهِ مِن قُلوبِ المُمتَرينِ ضَلالُها
بِهِ كَشَفَ اللَهُ البَلاءَ وَأَشرَقَت / لَهُ الأَرضُ وَالآفاقُ نَحسٌ هِلالُها
فَلَمّا اِستَهَلَّ الغَيثُ لِلناسِ وَاِنجَلَت / عَنِ الناسِ أَزمانٌ كَواسِفُ بالُها
شَدَدنا رِحالَ المَيسِ وَهيَ شَجٍ بِها / كَواهِلُها ما تَطمَئِنُّ رِحالُها
فَأَصبَحَتِ الحاجاتُ عِندَكَ تَنتَهي / وَكُلُّ عَفَرناةٍ إِلَيكَ كَلالُها
حَلَفتُ لَئِن لَم أَشتَعِب عَن ظُهورِها / لِيَنتَقِيَن مُخَّ العِظامِ اِنتِقالُها
إِلى مُطلِقِ الأَسرى سُلَيمانَ تَلتَقي / خَذاريفُ بَينَ الراجِعاتِ نِعالُها
كَأَنَّ نَعاماتٍ يُنَتَّفنَ خُضرَةً / بِصَحراءَ مِمراحٍ كَثيرٌ مَجالُها
يُبادِرنَ جُنحَ اللَيلِ بيضاً وَغُبرَةً / ذُعِرنَ بِها وَالعيسُ يُخشى كَلالُها
كَأَنَّ أَخا الهَمِّ الَّذي قَد أَصابَهُ / بِهِ مِن عَقابيلِ القَطيفِ مُلالُها
وَقُلتُ لِأَهلِ المَشرِقَينِ أَلَم تَكُن / عَلَيكُم غُيومٌ وَهيَ حُمرٌ ظِلالُها
فَبَدَّلتُمُ جَودَ الرَبيعِ وَحُوِّلَت / رَحىً عَنكُمُ كانَت مُلِحّاً ثِفالُها
أَلا تَشكُرونَ اللَهَ إِذ فَكَّ عَنكُمُ / أَداهِمَ بِالمَهدِيِّ صُمّاً ثِقالُها
هَنَأناهُمُ حَتّى أَعانَ عَلَيهِمُ / مِنَ الدَلوِ أَو عَوّا السِماكِ سِجالُها
إِذا ما العَذارى بِالدُخانِ تَلَفَّعَت / وَلَم يَنتَظِر نَصبَ القُدورِ اِمتِلالُها
نَحَرنا وَأَبرَزنا القُدورَ وَضُمِّنَت / عَبيطَ المَتالي الكومِ غُرّاً مَحالُها
إِذا اِعتَرَكَت في راحَتَي كُلِّ مُجمِدٍ / مُسَوَّمَةً لا رِزقَ إِلّا خِصالُها
مَرَينا لَهُم بِالقَضبِ مِن قَمَعِ الذُرى / إِذا الشَولُ لَم تُرزِم لِدَرٍّ فِصالُها
بَقَرنا عَنِ الأَفلاذِ بِالسَيفِ بَطنَها / وَبِالساقِ مِن دونِ القِيامِ خِبالُها
عَجِلنا عَنِ الغَليِ القِرى مِن سَنامِها / لِأَضيافِنا وَالنابُ وَردٌ عِقالُها
لَهُم أَو تَموتَ الريحُ وَهيَ ذَميمَةٌ / إِذا اِعتَزَّ أَرواحَ الشِتاءِ شَمالُها
وَصارِخَةٍ يَسعى بَنوها وَراءَها / عَلى ظَهرِ عُريٍ زَلَّ عَنهُ جِلالُها
تُلَوّي بِكَفَّيها عَناصِيَ ذِروَةٍ / وَقَد لَحِقَت خَيلٌ تَثوبُ رِعالُها
مُقاتِلَةٌ في الحَيِّ مِن أَكرَميهِمُ / أَبوها هُوَ اِبنُ العَمِّ لَحّاً وَخالُها
إِذا اِلتَفَتَت سَدَّ السَماءَ وَرائَها / عَبيطٌ وَجُمهورٌ تَعادى فِحالُها
أَناخَت بِها وَسطَ البُيوتِ نِساؤُنا / وَقَد أُعجِلَت شَدَّ الرِحالِ اِكتِفالُها
أَنَخنا فَأَقبَلنا الرِماحَ وَراءَها / رِماحاً تُساقي بِالمَنايا نِهالُها
بَنو دارِمٍ قَومي تَرى حُجُزاتِهِم / عِتاقاً حَواشيها رِقاقاً نِعالُها
يَجُرّونَ هُدّابَ اليَماني كَأَنَّهُم / سُيوفٌ جَلا الأَطباعَ عَنها صِقالُها
وَشيمَت بِهِ عَنكُم سُيوفٌ عَلَيكُمُ / صَباحَ مَساءَ بِالعِراقِ اِستِلالُها
وَإِذ أَنتُمُ مَن لَم يَقُل أَنا كافِرٌ / تَرَدّى نَهاراً عَثرَةً لا يُقالُها
وَفارَقَ أُمَّ الرَأسِ مِنهُ بِضَربَةٍ / سَريعٍ لِبَينِ المَنكَبَينِ زِيالُها
وَإِن كانَ قَد صَلّى ثَمانينَ حِجَّةً / وَصامَ وَأَهدى البُدنَ بيضاً خِلالُها
لَئِن نَفَرُ الحَجّاجِ آلُ مُعَتِّبٍ / لَقوا دَولَةً كانَ العَدُوُّ يُدالُها
لَقَد أَصبَحَ الأَحياءُ مِنهُم أَذِلَّةً / وَفي النارِ مَثواهُم كُلوحاً سِبالُها
وَكانوا يَرَونَ الدائِراتِ بِغَيرِهِم / فَصارَ عَلَيهِم بِالعَذابِ اِنفِتالُها
وَكانَ إِذا قيلَ اِتَّقي اللَهَ شَمَّرَت / بِهِ عِزَّةٌ لا يُستَطاعُ جِدالُها
أَلِكني إِلى مَن كانَ بِالصينِ إِذ رَمَت / بِهِ الهِندَ أَلواحٌ عَلَيها جِدلالُها
هَلُمَّ إِلى الإِسلامِ وَالعَدلُ عِندَنا / فَقَد ماتَ عَن أَرضِ العِراقِ خِبالُها
فَما أَصبَحَت في الأَرضِ نَفسٌ فَقيرَةٌ / وَلا غَيرُها إِلّا سُلَيمانُ مالُها
يَمينَكَ في الأَيمانِ فاصِلَةٌ لَها / وَخَيرُ شِمالٍ عِندَ خَيرٍ شِمالُها
فَأَصبَحتَ خَيرَ الناسِ وَالمُهتَدى بِهِ / إِلى القَصدِ وَالوُثقى الشَديدِ حِبالُها
يَداكَ يَدُ الأَسرى الَّتي أَطلَقَتهُمُ / وَأُخرى هِيَ الغَيثُ المُغيثُ نَوالُها
وَكَم أَطلَقَت كَفّاكَ مِن قَيدِ بائِسٍ / وَمِن عُقدَةٍ ما كانَ يُرجى اِنحِلالُها
كَثيراً مِنَ الأَسرى الَّتي قَد تَكَنَّعَت / فَكَكتَ وَأَعناقاً عَلَيها غِلالُها
وَجَدنا بَني مَروانَ أَوتادَ دينِنا / كَما الأَرضُ أَوتادٌ عَلَيها جِبالُها
وَأَنتُم لِهَذا الدينِ كَالقِبلَةِ الَّتي / بِها إِن يَضِلَّ الناسُ يَهدي ضَلالُها
أَجَندَلُ لَولا خِلَّتانِ أَناخَتا
أَجَندَلُ لَولا خِلَّتانِ أَناخَتا / إِلَيكَ لَقَد لامَتكَ أُمُّكَ جَندَلُ
حَمامَةُ قَلبٍ لا يُقيمُكَ عَقلُهُ / وَإِنَّ نُمَيراً وُدُّها لا يُبَدَّلُ
وَلَولا نُمَيرٌ إِنَّني لا أَسُبُّها / وَوُدُّ نُمَيرٍ إِن مَشَت لا يُحَوَّلُ
لَكَلَّفتُكَ الشَأوَ الَّذي لَستَ نايِلاً / وَحَتّى تَرى أَنَّ الذَنوبَينِ أَثقَلُ
أَخِندِفُ أَم قَيسٌ إِذا ما اِلتَقى بِهِم / إِلى مَوقِفِ الهَديِ المَطِيُّ المُنَعَّلُ
أُنبِئتُ أَنَّ العَبدَ أَمسِ اِبنَ زَهدَمٍ
أُنبِئتُ أَنَّ العَبدَ أَمسِ اِبنَ زَهدَمٍ / يَطوفُ وَلِلغيني لَهُ كُلُّ تِنبالِ
فَإِنَّ بُغائي إِن أَرَدتَ بُغايَتي / عِراضُ الصَحاري لا اِختِباءٌ بِأَدغالِ
أَتَيتَ اِبنَةَ المَرّارِ تَهتِكَ سِترَها / وَلا يُبتَغى تَحتَ الحَوِيّاتِ أَمثالي
فَإِنَّكَ لَو لاقَيتَني يا اِبنَ زَهدَمٍ / رَجَعتَ شُعاعِيّاً عَلى رَسمِ تِمثالِ
لَفَلجٌ وَصَحراواهُ لَو سِرتُ فيهِما
لَفَلجٌ وَصَحراواهُ لَو سِرتُ فيهِما / أَحَبُّ إِلَينا مِن دُجَيلٍ وَأَفضَلُ
وَراحِلَةٍ قَد عَوَّدوني رُكوبَها / وَما كُنتُ رَكّاباً لَها حينَ تَرحَلُ
قَوائِمُها أَيدي الرِجالِ إِذا اِنتَحَت / وَتَحمِلُ مَن فيها قُعوداً وَتُحمَلُ
إِذا ما تَلَقَّتها الأَواذِيُّ شَقَّها / لَها جُؤجُؤٌ لا يَستَريحُ وَكَلكَلُ
إِذا رَفَعوا فيها الشِراعَ كَأَنَّها / قَلوصُ نَعامٍ أَو ظَليمٌ شَمَردَلُ
تُريدُ اِبنَ عَبدِ اللَهِ إِيّاهُ يَمَّمَت / يَقولُ إِذا قالَ الصَوابَ وَيَفعَلُ
إِذا ماءَةٌ زادوا عَلَيها رِهانَهُم / يَجيءُ إِلى غاياتِها وَهوَ أَوَّلُ
لَعَمري لَإِحياءُ النَفوسِ الَّتي دَنَت / إِلى المَوتِ مِن إِعطاءِ نابَينِ أَفضَلُ
تَدارَكَني مِن هُوَّةٍ قَد تَقاذَفَت / بِرِجلَيَّ ما في جولِها مُتَرَجَّلُ
أَلا كُلُّ شَيءٍ في يَدِ اللَهِ بالِغٌ / لَهُ أَجَلٌ عَن يَومِهِ لا يُحَوَّلُ
وَإِنَّ الَّذي يَغتَرَّ بِاللَهِ ضائِعٌ / وَلَكِن سَيُنجي اللَهُ مَن يَتَوَكَّلُ
تُبَيِّنُ ما يَخفى عَلى اللَهِ غَيبُهُ / لَيالٍ وَأَيّامٌ عَلى الناسِ دُوَّلُ
يُبينُ لَكَ الشَيءَ الَّذي أَنتَ جاهِلٌ / بِذَلِكَ عَلّامٌ لَهُ حينَ تَسأَلُ
أَلا كُلُّ نَفسٍ سَوفَ يَأتي وَراءَها / إِلى يَومِ يَلقاها الكِتابُ المُؤَجَّلُ
لَأَسماءَ إِذ أَهلي لِأَهلِكِ جيرَةٌ
لَأَسماءَ إِذ أَهلي لِأَهلِكِ جيرَةٌ / وَإِذ كُلُّ مَوعودٍ لَها أَنتَ آمِلُه
تَسوفُ خُزامى الميثِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / بِأَزهَرَ كَالدينارِ حُوٌّ مَكاحِلُه
لَها نَفَسٌ بَعدَ الكَرى مِن رُقادِها / كَأَنَّ فُغامَ المِسكِ بِاللَيلِ شامِلُه
فَإِن تَسأَليني كَيفَ نَومي فَإِنَّني / أَرى الهَمَّ أَجفاني عَنِ النَومَ داخِلُه
وَقَومٌ أَبوهُم غالِبٌ أَنا مالُهُم / وَعامٌ تَمَشّى بِالفِراءِ أَرامِلُه
وَمَجدٌ أَذودُ الناسَ أَن يَلحَقوا بِهِ / وَما أَحَدٌ أَو يَبلُغَ الشَمسَ نائِلُه
أَنا الخِندِفِيُّ الحَنظَلِيُّ الَّذي بِهِ / إِذا جَمَعَت رُكبانَ جَمعٍ مَنازِلُه
عَلى الناسِ مالاً يَدفَعونَ خَراجَهُ / وَقَرمٌ يَدُقُّ الهامَ وَالصَخرَ بازِلُه
أَرى كُلُّ قَومٍ وَدَّ أَكرَمُهُم أَباً / إِذا ما اِنتَمى لَو كانَ مِنّا أَوائِلُه
فَخَرنا فَصُدِّقنا عَلى الناسِ كُلِّهِم / وَشَرُّ مَساعي الناسِ وَالفَخرِ باطِلُه
أَلَمّا يُنِل لِلناسِ أَن يَتَبَيَّنوا / فَيُزجَرَ غاوٍ أَو يُرى الحَقَّ عاقِلُه
وَكُلُّ أُناسٍ يَغضَبونَ عَلى الَّذي / لَهُم غَيرَنا إِذ يَجعَلَ الخَيرَ جاعِلُه
إِلَيكَ اِبنَ لَيلى يا اِبنَ لَيلى تَجَوَّزَت / فَلاةً وَداوِيّاً دِفاناً مَناهِلُه
تُجيلَ دِلاءَ القَومِ فيهِ غُثائَهُ / إِجالَةَ حَمِّ المُستَذيبَةِ جامِلُه
لَها صاحِبا فَقرٍ عَلَيها وَصادِعٌ / بِها البيدَ عادِيٌّ ضَحوكٌ مَناقِلُه
تُريدُ مَعَ الحَجِّ وَاِبنِ لَيلى كِلاهُما / لِصاحِبِهِ خَيرٌ تُرَجّى فَواضِلُه
زِيارَةَ بَيتِ اللَهِ وَاِبنِ خَليفَةٍ / تَحَلَّبُ كَفّاهُ النَدى وَأَنامِلُه
وَكانَ بِمِصرَ اِثنانِ ما خافَ أَهلُها / عَدُوّاً وَلا جَدباً تُخافُ هَزايِلُه
لَدُن جاوَرَ النيلَ اِبنُ لَيلى فَإِنَّهُ / يَفيضُ عَلى أَيدي المَساكينِ نايِلُه
فَأَصبَحَ أَهلُ النيلِ قَد ساءَ ظَنُّهُم / بِهِ وَاِطمَأَنَّت بَعدَ فَيضٍ سَواحِلُه
أَرى الناسَ إِذ خَلّى اِبنُ لَيلى مَكانَهُ / يَطوفونَ لِلغَيثِ الَّذي ماتَ وابِلُه
كَما طافَ أَيتامٌ بِأُمٍّ حَفِيَّةٍ / بِهِم وَأَبٍ قَد فارَقَتهُم شَمايِلُه
فَقُل لِليَتامى وَالأَرامِلِ وَالَّذي / تُريدُ بِهِ أَرضَ اِبنِ لَيلى رَواحِلُه
يَؤُمُّ اِبنَ لَيلى خائِفاً مِن وَرائِهِ / وَيَأمُلُ مَن تُرجى لَدَيهِ نَوافِلُه
فَإِنَّ لَهُم مِنهُ وَفاءَ رَهينَةٍ / بِأَخلاقِهِ الجُلّى تَفيضُ جَداوِلُه
أَغَرُّ نَمى الفاروقُ كَفَّيهِ لِلعُلى / وَآلُ أَبي العاصي طِوالٌ مَحامِلُه
أَرادَ اِبنَ عَشرٍ أَن يَنالَ الَّتي غَلَت / عَلى الشيبِ مِن مَجدٍ تَسامى أَطاوِلُه
فَوُرِّعَ تَوريعَ الجِيادِ عِنانُهُ / فَما جاءَ حَتّى ساوَرَ الشَمسَ قايِلُه
أَلَم تَرَ أَنَّ النيلَ نَضَّبَ ماؤُهُ / وَماتَ النَدى بَعدَ اِبنِ لَيلى وَفاعِلُه
وَمُرتَهَنٍ بِالمَوتِ غالٍ فِداؤُهُ / تُسَنِّيَ عَنهُ يا اِبنَ لَيلى سَلاسِلُه
وَما ضَمِنَت مِثلَ اِبنِ لَيلى ضَريحَةٌ / وَما كانَ حَيٌّ وَهوَ حَيٌّ يُعادِلُه
لَعَمرُكَ ما في الأَزدَ بِالمُلكِ قائِمٌ
لَعَمرُكَ ما في الأَزدَ بِالمُلكِ قائِمٌ / وَلا عَدلِ ما أَضحى مِنَ الأَمرِ مايِلِ
وَلا ضَمَّها السُلطانُ قَسراً لِدَعوَةٍ / فَتَرضى بِهَذا الحِلفِ بَكرُ اِبنُ وايِلِ
كَيفَ بِدَهرٍ لا يَزالُ يَرومُني
كَيفَ بِدَهرٍ لا يَزالُ يَرومُني / بِداهِيَةٍ فيها أَشَدُّ مِنَ القَتلِ
وَكَيفَ بِرامٍ لا تَطيشُ سِهامُهُ / وَلا نَحنُ نَرميهِ فَنُدرِكَ بِالنَبلِ
إِذا اِبنُ أَبي سودٍ خَلا مِن مَكانِهِ / فَقَد مالَتِ الأَيّامُ بِالحَدَثِ المُجلي
شَكَونا إِلَيكَ الجَهدَ في السَنَةِ الَّتي
شَكَونا إِلَيكَ الجَهدَ في السَنَةِ الَّتي / أَقامَت عَلى أَموالِنا آفَةَ المَحلِ
وَلَم يَبقَ مِن مالٍ يَسومُ بِأَهلِهِ / وَلا مَرتَعٍ في حَزنِ أَرضٍ وَلا سَهلِ
سِواكَ فَأَشكِ القَومَ ما قَد أَصابَهُم / عَلى الجَهدِ وَالبَلوى الَّتي كُنتَ قَد تُبلي
كَأَنَّ الَّتي يَومَ الرَحيلِ تَعَرَّضَت
كَأَنَّ الَّتي يَومَ الرَحيلِ تَعَرَّضَت / لَنا ظَبيَةٌ تَحنو عَلى رَشَإٍ طِفلِ
وَما رَوضَةٌ جادَ السِماكُ فُروجَها / لَها حَنوَةٌ بَينَ الحُزونَةِ وَالسَهلِ
بِأَطيَبَ مِن بَيتِ المُلاءَةِ إِذ غَدَت / تَقاعَسُ في مِرطِ التَصابي عَلى مَهلِ
أَقولُ لِحَرفٍ قَد تَخَوَّنَ نَيَّها
أَقولُ لِحَرفٍ قَد تَخَوَّنَ نَيَّها / دُؤوبُ السُرى إِدلاجُهُ وَأَصائِلُه
عَلَيكَ بِقَصدٍ لِلمَدينَةِ إِنَّها / بِها مَلِكٌ قَد أَترَعَ الأَرضَ نائِلُه
نَمَتهُ فُروعُ الزَبرِقانِ وَقَد نَمى / بِهِ مِن قُرَيشِ الأَبطَحَينِ أَوائِلُه
لَهُ أَبطَحاها الأَعظَمانِ إِذا اِلتَقَت / قُرَيشٌ وَكانَ المَجدُ أَعلاهُ كاهِلُه
أَقولُ لِأَزوالٍ أَبوهُم مُجاشِعٌ / بَني كُلُّ مَشبوبٍ طَويلٍ حَمائِلُه
إِلى خالِدٍ سيروا فَإِن تَنزِلوا بِهِ / جَميعاً وَقَد ضُمَّت إِلَيهِ ذَلاذِلُه
تَكونوا كَمَن لاقى الفُراتَ إِذا اِلتَقى / عَلَيهِ أَعالي مَوجِهِ وَأَسافِلُه
وَكائِن دَعَونا اللَهَ حَتّى أَجابَنا / بِأَبيَضَ عاصِيٍّ تَفيضُ أَنامِلُه
نَمَتهُ بَطاحِيّو قُرَيشٍ كَأَنَّهُ / حُسامٌ جَلا الأَطباعَ عَنهُ صَياقِلُه
نَمَتهُ النَواصي مِن قُرَيشٍ وَقَد نَمى / بِهِ مِن تَميمٍ رَأسُ عِزٍّ وَكاهِلُه
أَتانا رَقيبُ المُستَغيثينَ رَبُّنا / تَفيضُ عَلَينا كُلَّ يَومٍ فَواضِلُه
كَأَنَّ الفُراتَ الجَونَ أَصبَحَ دارِئا / عَلَينا إِذا ما هَزهَزَتهُ شَمايِلُه
أَتى خالِدٌ أَرضاً وَكانَت فَقيرَةً / إِلى خالِدٍ لَمّا أَتَتها رَواحِلُه
فَلَمّا أَتاها أَشرَقَت أَرضُها لَهُ / وَأَدرَكَ مَن خافَ المُلِحّاتِ نائِلُه
فَإِنَّ لَهُ كَفَّينِ في راحَتَيهِما / رَبيعُ اليَتامى وَالمَساكينِ وابِلُه
إِذا بَلَغَت بي خالِداً وَهيَ لَم تَقُم / فَبَلَّ يَدَيها مِن دَمِ الجَوفِ سائِلُه
وَكائِن عَلَيها مِن رَديفٍ وَحاجَةٍ / وَمَجدٍ إِلى مَجدٍ رَواسٍ أَثاقِلُه
إِلَيكَ طَوى الأَنساعَ حَولَ رِحالِها / هَواجِرُ أَيّامٍ بِلَيلٍ تُواصِلُه
نَمَتهُ قُرَيشٌ أَكرَموها وَدارِمٌ / وَسَعدٌ إِلى المَجدِ الكَريمِ قَبايِلُه
تَرى كُلَّ مُنشَقِّ القَميصِ كَأَنَّما
تَرى كُلَّ مُنشَقِّ القَميصِ كَأَنَّما / عَلَيهِ بِهِ سِلخٌ تَطيرُ رَعابِلُه
سَقاهُ الكَرى الإِدلاجُ حَتّى أَمالَهُ / عَنِ الرَحلِ عَيناً رَأسُهُ وَمَفاصِلُه
وَنادَيتُ مَغلوبينَ هَل مِن مُعاوِنٍ / عَلى مَيِّتٍ يَدنو مِنَ الأَرضِ مائِلُه
فَما رَفَعَ العَينَينِ حَتّى أَقامَهُ / وَعيدي كَأَنّي بِالسِلاحِ أُقاتِلُه
أَقَمتُ لَهُ المَيلَ الَّذي في نُخاعِهِ / بِتَفدِيَتي وَاللَيلُ داجٍ غَياطِلُه
قَدِ اِستَبطَأَت مِنّي نَوارُ صَريمَتي / وَقَد كانَ هَمّي يَنفُذُ القَلبَ داخِلُه
رَأَت أَينُقاً عَرّيتُ عاماً ظُهورُها / وَما كانَ هَمّي تَستَريحُ رَواحِلُه
حَراجيجُ لَم يَترُك لَهُنَّ بَقِيَّةً / غُدُوُّ نَهارٍ دايِمٍ وَأَصايِلُه
يُقاتِلنَ عَن أَصلابِ لاصِقَةِ الذُرى / مِنَ الطَيرِ غِرباناً عَلَيها نَوازِلُه
فَإِن تَصحَبينا يا نَوارُ تُناصِفي / صَلاتَكِ في فَيفٍ تَكُرُّ حَواجِلُه
مَواقِعَ أَطلاحٍ عَلى رُكَباتِها / أُنيخَت وَلَونُ الصُبحِ وَردٌ شَواكِلُه
وَتَختَمِري عَجلى عَلى ظَهرِ رَسلَةٍ / لَها ثَبَجٌ عاري المَعَدَّينِ كاهِلُه
وَما طَمِعَت بِالأَرضِ رائِحَةً بِنا / إِلى الغَدِ حَتّى يَنقُلَ الظِلَّ ناقِلُه
تَسومُ المَطايا الضَيمَ يَحفِدنَ خَلفَها / إِذا زاحَمَ الأَحقابَ بِالغَرضِ جائِلُه
وَلَمّا رَأَت ما كانَ يَأوي وَرائَها / وَقُدّامَها قَد أَمعَرَتهُ هَزايِلُه
كَبابٌ مِنَ الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ / عَلَيها فَأَودى الظُلفَ مِنهُ وَجامِلُه
بَكَت خَشيَةَ الإِعطابِ بِالشَأمِ إِن رَمى / إِلَيهِ بِنا دَهرٌ شَديدٌ تَلاتِلُه
فَلا تَجزَعي إِنّي سَأَجعَلُ رِحلَتي / إِلى اللَهِ وَالباني لَهُ وَهوَ عامِلُه
سُلَيمانُ غَيثُ المُمحِلينَ وَمَن بِهِ / عَنِ البائِسِ المِسكينِ حُلَّت سَلاسِلُه
وَما قامَ مُذ ماتَ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ / وَعُثمانَ فَوقَ الأَرضِ راعٍ يُعادِلُه
أَرى كُلَّ بَحرٍ غَيرَ بَحرِكَ أَصبَحَت / تَشَقَّقُ عَن يَبسِ المَعينِ سَواحِلُه
كَأَنَّ الفُراتَ الجَونَ يَجري حُبابُهُ / مُفَجَّرَةً بَينَ البُيوتِ جَداوِلُه
وَقَد عَلِموا أَن لَن يَميلَ بِكَ الهَوى / وَما قُلتَ مِن شَيءٍ فَإِنَّكَ فاعِلُه
وَما يَبتَغي الأَقوامُ شَيئاً وَإِن غَلا / مِنَ الخَيرِ إِلّا في يَدَيكَ نَوافِلُه
أَرى اللَهَ في تِسعينَ عاماً مَضَت لَهُ / وَسِتٍّ مَعَ التِسعينَ عادَت فَواضِلُه
عَلَينا وَلا يَلوي كَما قَد أَصابَنا / لِدَهرٍ عَلَينا قَد أَلَحَّت كَلاكِلُه
تَخَيَّرَ خَيرَ الناسِ لِلناسِ رَحمَةً / وَبَيتاً إِذا العادِيُّ عُدَّت أَوائِلُه
وَكانَ الَّذي سَمّاهُ بِاِسمِ نَبِيِّهِ / سُلَيمانَ إِنَّ اللَهَ ذو العَرشِ جاعِلُه
عَلى الناسِ أَمناً وَاِجتِماعَ جَماعَةً / وَغَيثَ حَياً لِلناسِ يُنبِتَ وابِلُه
فَأَحيَيتَ مَن أَدرَكتَ مِنّا بِسُنَّةٍ / أَبَت لَم يُخالِطها مَعَ الحَقِّ باطِلُه
كَشَفتَ عَنِ الأَبصارِ كُلَّ عَشاً بِها / وَكُلُّ قَضاءٍ جائِرٍ أَنتَ عادِلُه
وَقَد عَلِمَ الظُلمُ الَّذي سَلَّ سَيفَهُ / عَلى الناسِ بِالعُدوانِ أَنَّكَ قاتِلُه
وَلَيسَ بِمُحيِي الناسِ مَن لَيسَ قاضِياً / بِحَقٍّ وَلَم يُبسَط عَلى الناسِ نايِلُه
فَأَصبَحَ صُلبُ الدينِ بَعدَ اِلتِوائِهِ / عَلى الناسِ بِالمَهدِيِّ قَوَّمَ مايِلُه
حَمَلتَ الَّذي لَم تَحمِلَ الأَرضُ وَالَّتي / عَلَيها فَأَدَّيتَ الَّذي أَنتَ حامِلُه
إِلى اللَهِ مِن حَملِ الأَمانَةِ بَعدَما / أُضيعَت وَغالَ الدينَ عَنّا غَوايِلُه
جَعَلتَ مَكانَ الجَورِ في الأَرضِ مِثلَهُ / مِنَ العَدلِ إِذ صارَت إِلَيكَ مَحاصِلُه
وَما قُمتَ حَتّى اِستَسلَمَ الناسُ وَاِلتَقى / عَلَيهِم فَمُ الدَهرِ العَضوضِ بَوازِلُه
وَحَتّى رَأَوا مَن يَعبُدُ النارَ آمِناً / لَهُ جارُهُ وَالبَيتَ قَد خافَ داخِلُه
فَأَضحَوا بِإِذنِ اللَهِ بَعدَ سَقامِهِم / كَذي النَتفِ عادَت بَعدَ ذاكَ نَواصِلُه
رَأَيتُ اِبنَ ذُبيانٍ يَزيدَ رَمى بِهِ / إِلى الشَأمِ يَومَ العَنزِ وَاللَهُ شاغِلُه
بِعَذراءَ لَم تَنكِح حَليلاً وَمَن تَلِج / ذِراعَيهِ تَخذُل ساعِدَيهِ أَنامِلُه
وَثِقتُ لَهُ بِالخِزيِ لَمّا رَأَيتُهُ / عَلى البَغلِ مَعدولاً ثِقالاً فَرازِلُه
لَعَمري لَئِن قَلَّ الحَصى في بُيوتِكُم
لَعَمري لَئِن قَلَّ الحَصى في بُيوتِكُم / بَني نَهشَلٍ ما لُؤمُكُم بِقَليلِ
وَإِن كُنتُمُ نَوكى فَما أُمَّهاتُكُم / بِزُهرٍ وَما آباأُكُم بِفُحولِ
أَثَورَ اِبنَ ثَورٍ إِنَّني قَد وَجَدتُكُم / عَبيدَ العَصا مِن مُسبَعٍ وَنَقيلِ
فَصَبراً أَخا حَجناءَ إِنَّكَ ذايِقٌ / كَما ذاقَ مِنّا قَبلَكَ اِبنُ وَثيلِ
وَحَقٌّ لِمَن أَمسَت رُمَيلَةُ أُمَّهُ / يَسُدُّ عَلَيهِ اللُؤمُ كُلَّ سَبيلِ
أَلَم تَرَ كُرسوعَ الغُرابِ وَما وَأَت
أَلَم تَرَ كُرسوعَ الغُرابِ وَما وَأَت / مَواعيدُهُ عادَت ضَلالاً وَباطِلا
وَلَو كانَ مُرِّيّاً لَأَصبَحَ قَولُهُ / وَفِيّاً عَلى ما كانَ شَدَّ الحَبائِلا
وَسَوفَ يَرى مَرَّ القَوافي إِذا غَدَت / عَلَيهِ بِأَمثالٍ تَشينُ المَقاوِلا
وَرِثتَ أَبا سُفيانَ وَاِبنَيهِ وَالَّذي
وَرِثتَ أَبا سُفيانَ وَاِبنَيهِ وَالَّذي / بِهِ الحَربُ شالَت عَن لِقاحٍ حِيالُها
أَبوكَ أَميرُ المُؤمِنينَ الَّذي بِهِ / رَحىً ثَبَتَت ما يُستَطاعُ زِيالُها
إِذا ما رَحىً زالَت بِقَومٍ ضَرَبتَها / عَلى الدينِ حَتّى يَستَقيمَ ثِفالُها
بِسَيفٍ بِهِ لاقى بِبَدرٍ مُحَمَّدٍ / بَني النَضرِ في بيضٍ حَديثٍ صِقالُها
رَأَيتُ بَني مَروانَ إِذ جَدَّ جَدُّهُم / عَلا كُلَّ ضَوءٍ في السَماءَ هِلالُها
أَرى الحَقَّ قادَ الناسَ مِن كُلِّ جانِبٍ / إِلَيكُم مِنَ الآفاقِ تُلقى رِحالُها
رَأَيتُ بَني مَروانَ أَفلَجَ حَقُّهُم / مَشورَةَ عُثمانَ الشَديدَ مَحالُها
تَرى كُلُّ فَحلٍ واضِعاً لي جِرانَهُ / إِذا خِندِفٌ صالَت وَرائي فِحالُها
تَناثَرَتِ الأَبعارُ مِن كُلِّ موجِسٍ / لَهُنَّ عَزيفاً حينَ يَسمو صِيالُها
وَلَو أَنَّ لُقمانَ اِبنَ عادٍ لَقيتُهُ / لَأَعياهُ لِلنَفسِ الكَذوبِ اِحتِيالُها
إِذاً لَرَأى صيدَ الرُؤوسِ كَأَنَّهُم / جِبالُ قَرَورى حينَ فاءَت ظِلالُها
وَخَيلٍ غَزَونا وَهيَ حولٌ نَقودُها / فَما رَجَعَت حَتّى أَحالَت سِخالُها
مَنَعتَ عَطاءً مِن يَدٍ لَم يَكُن لَها
مَنَعتَ عَطاءً مِن يَدٍ لَم يَكُن لَها / بِثَديِ فَزارِيٍّ نَصيبٌ تُواصِلُه
وَلَم يَحتَضِنها مُرضِعٌ مِن مُحارِبٍ / وَلا مِن غَنِيِّ اللُؤمِ كانَت أَوائِلُه
وَلَكِن أَبوها مِن لُؤَيِّ اِبنِ غالِبٍ / مَنافٌ لَهُ مِنها مِنَ المَجدِ كاهِلُه
مُلوكٌ وَأَبناءُ المُلوكِ أَتَتهُمُ / مِنَ اللَهِ بِالفُرقانِ مِنهُ رَسائِلُه
فَأَصبَحتَ مِمّا قَد مَنَعتَ كَقابِضٍ / عَلى الماءِ لَم تَقبِض عَلَيهِ أَنامِلُه
مِنَ الماءِ شَيئاً غَيرَ أَن قَد تَعَرَّضَت / لِنابَي شُجاعِ المُجهِزينَ مَقاتِلُه
لَبِئسَ عَشاءِ المُرضِعاتِ عَشائُهُ / إِذا زَعزَعَت أَطنابَ بَيتٍ شَمائِلُه
مَتى تَلقَ إِبراهيمَ تَعرِف فُضولَهُ
مَتى تَلقَ إِبراهيمَ تَعرِف فُضولَهُ / بِنورٍ عَلى خَدَّيهِ أَنجَحَ سائِلُه
تَصَعَّدُ كَفّاهُ عَلى كُلِّ غايَةٍ / مِنَ المَجدِ لا تُندي الصَديقَ غَوائِلُه
بَلِ الجودُ وَالأَفضالُ مِنهُ عَلَيهِمُ / كَغَيثِ رَبيعٍ كَدَّرَ الغَيثَ وابِلُه
سَتَأتي أَخا جَرمٍ عَلى النَأيِ مِدحَتي
سَتَأتي أَخا جَرمٍ عَلى النَأيِ مِدحَتي / لِيَعلَمَ أَنّي صادِقُ القَولِ واصِلُه
أَخو ثِقَةٍ لا يَلعَنُ الصَحبُ قُربَهُ / جَوادٌ بِما في الرَحلِ حُلوٌ شَمائِلُه
أَبِيٌّ أَبِيٌّ لا تُرامُ صِفاتُهُ / وَيَقصُرُ عَن مَعلاتِهِ مَن يُطاوِلُه
فَلَستُ بِلاقٍ سَيِّداً مِن قَبيلَةٍ / يُقاسُ بِهِ إِلّا اِبنُ عُروَةَ فاضِلُه