القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَيْدُون الكل
المجموع : 2
مَرادُهُمُ حَيثُ السِلاحُ خَمائِلُ
مَرادُهُمُ حَيثُ السِلاحُ خَمائِلُ / وَمَورِدُهُم حَيثُ الدِماءُ مَناهِلُ
وَدونَ المُنى فيهِم جِيادٌ صَوافِنٌ / وَمَأثورَةٌ بيضٌ وَسُمرٌ عَوامِلُ
لِكُلِّ نَجيدٍ في النِجادِ كَأَنَّما / تُناطُ بِمَتنِ الرُمحِ مِنهُ الحَمائِلُ
طَويلٌ عَلَينا لَيلُهُ مِن حَفيظَةٍ / كَأَنَّ صَباباتِ النُفوسِ طَوائِلُ
كِناسٌ دَنا مِنهُ الشَرى في مَحَلَّةٍ / بِها اللَيثُ يَعدو وَالغَزالُ يُغازِلُ
لَعَمرُ القِبابِ الحُمرِ وَسطَ عَرينِهِم / لَقَد قُصِرَت فيها السُروبُ العَقائِلُ
أَمَحجوبَةٌ لَيلى وَلَم تُخضَبِ القَنا / وَلا حَجَبَت شَمسَ الضَحاءِ القَساطِلُ
أَناةٌ عَلَيها مِن سَنا البَدرِ مَيسَمٌ / وَفيها مِنَ الغُصنِ النَضيرِ شَمائِلُ
يَجولُ وِشاحاها عَلى خَيزُرانَةٍ / وَتُشرِقُ تَحتَ البُردَتَينِ الخَلاخِلُ
وَلَيلَةَ وافَتنا الكَثيبَ لِمَوعِدٍ / كَما ريعَ وَسنانُ العَشِيّاتِ خاذِلُ
تَهادى اِنسِيابُ الأَيمِ يَعفو إِثارَها / مِنَ الوَشيِ مَرقومُ العِطافَينِ ذائِلُ
قَعيدَكِ أَنّى زُرتِ ضَوؤُكِ ساطِعٌ / وَطيبُكِ نَفّاحٌ وَحَليُكِ هادِلُ
هَبيكِ اِغتَرَرتِ الحَيَّ واشيكِ هاجِعٌ / وَفَرعُكِ غِربيبٌ وَلَيلُكِ لائِلُ
فَأَنّى اِعتَسَفتِ الهَولَ خَطوُكِ مُدَمجٌ / وَرِدفُكِ رَجراجٌ وَعِطفُكِ مائِلُ
خَليلَيَّ مالي كُلَّما رُمتُ سَلوَةً / تَعَرَّضَ شَوقٌ دونَ ذَلِكَ حائِلُ
أَراحُ إِذا راحَ النَسيمُ شَآمِياً / كَأَنَّ شَمولاً ما تُديرُ الشَمائِلُ
ضَلالاً تَمادى الحُبُّ في المَعشَرِ العِدا / وَلَفَّ الهَوى في حَيثُ تُخشى الغَوائِلُ
كَأَن لَيسَ في نُعمى الهُمامِ مُحَمَّدٍ / مُسَلٍّ وَفي مَثنى أَياديهِ شاغِلُ
أَغُرُّ إِذا شِمنا سَحائِبُ جودِهِ / تَهَلَّلَ وَجهٌ وَاستَهَلَّت أَنامِلُ
يُبَشِّرُنا بِالنائِلِ الغَمرِ وَجهُهُ / وَقَبلَ الحَيا ما تَستَطيرُ المَخايِلُ
لَدَيهِ رِياضٌ لِلسَجايا أَنيقَةٌ / تَغَلغَلُ فيها لِلعَطايا جَداوِلُ
أَتِيٌّ فَما تِلكَ السَماحَةُ نُهزَةٌ / وَفِيٌّ فَما تِلكَ الحِبالُ حَبائِلُ
زَعيمُ الدَهاءِ أَن تُصيبَ مِنَ العِدا / مَكايِدُهُ مالا تُصيبُ الجَحافِلُ
فَما سَيفُ ذاكَ العَزمِ فيهِم بِمَعضِدٍ / وَلا سَهمُ ذاكَ الرَأيِ أَفوَقُ ناصِلِ
بَني جَهوَرٍ عِشتُم بِأَوفَرِ غِبطَةٍ / فَلَولاكُمُ ما كانَ لِلعَيشِ طائِلُ
تَفاضَلَ في السَروِ المُلوكُ فَخِلتُهُم / أَنابيبَ رُمحٍ أَنتُمُ فيهِ عامِلُ
لَئِن قَلَّ في أَهلِ الزَمانِ عَديدُكُم / فَإِنَّ دَرارِيَّ النُجومِ قَلائِلُ
فِداؤُكُمُ مَن إِن تَعِدهُ ظُنونُهُ / لَحاقَكُمُ في المَجدِ فَالدَهرُ ماطِلُ
مَناكيدُ فِعلِ الخَيرِ مِنهُم تَكَلُّفٌ / إِذِ الشَرُّ طَبعٌ ما لَهُم عَنهُ ناقِلُ
فَإِن سُتِرَت أَخلاقُهُم بِتَخَلُّقٍ / فَكُلُّ خَضيبٍ لا مَحالَةَ ناصِلُ
لَكَ الخَيرُ إِنّي قائِلٌ غَيرُ مُقصِرٍ / فَمَن لِيَ بِاستيفاءِ ما أَنتَ فاعِلُ
لَعَمرُ سَراةِ الثَغرِ وافاكَ وَفدُهُم / لَما ذَمَّ مِنهُم ذَلِكَ النُزلَ نازِلُ
لَأَعذَرتَ لَمّا لَم يُمِلَّكَ مُكثُهُم / إِذا عَذَرَ المُستَثقِلُ المُتَثاقِلُ
نَضَدتَ رَياحينَ الطَلاقَةِ غَضَّةً / وَرَقرَقتَ ماءَ البِرِّ وَهوَ سَلاسِلُ
فَما مِنهُمُ إِلّا شَديدٌ نِزاعُهُ / إِلَيكَ مُقيمُ القَلبِ وَالجِسمُ راحِلُ
ضَمانٌ عَلَيهِم أَن سَيُؤثَرُ عَنهُمُ / عَلَيكَ ثَناءٌ في المَحافِلِ حافِلُ
مَساعٍ هِيَ العِقدُ اِنتِظامَ مَحاسِنٍ / تَحَلّى بِها جيدٌ مِنَ الدَهرِ عاطِلُ
تُنيرُ بِها الآمالُ وَاللَيلُ واقِبٌ / وَتُخضِبُ مِنها الأَرضُ وَالأُفقُ ماحِلُ
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي بِكَ أَصبَحَت / تَروقُ الضُحى مِنهُ وَتَندى الأَصائِلُ
تَلَقّاكَ بِالبُشرى وَحَيّاكَ بِالمُنى / فَبُشراكَ أَلفٌ بَعدَ عامِكَ قابِلُ
لَئِن يَنصَرِم شَهرُ الصِيامِ لَبَعدَهُ / نَثا صالِحِ الأَعمالِ ما أَنتَ عامِلُ
رَأَيتَ أَداءَ الفَرضِ ضَربَةَ لازِمٍ / فَلَم تَرضَ حَتّى شَيَّعَتهُ النَوافِلُ
سَدَنتَ بِبَيتِ اللَهِ حُبَّ جِوارِهِ / لَكَ اللَهُ بِالأَجرِ المُضاعَفِ كافِلُ
هَجَرتَ لَهُ الدارَ الَّتي أَنتَ آلِفٌ / لِيَعتادَهُ مَحضُ الهَوى مِنكَ واصِلُ
فَإِن تَتَناقَلكَ الدِيارُ فَطالَما / تَناقَلَتِ البَدرَ المُنيرَ المَنازِلُ
أَلا كُلُّ رَجوى في سِواكَ عُلالَةٌ / وَكُلُّ مَديحٍ لَم يَكُن فيكَ باطِلُ
فَما لِعِمادِ الدينِ حاشاكَ رافِعٌ / وَلا لِلِواءِ المُلكِ غَيرَكَ حامِلُ
لَأَمَّنتَني الخَطبَ الَّذي أَنا خائِفٌ / وَبَلَّغتَني الحَظَّ الَّذي أَنا آمِلُ
أَرى خاطِري كَالصارِمِ العَضبِ لَم يَزَل / لَهُ شاحِذٌ مِن حُسنِ رَأيِكَ صاقِلُ
وَما الشِعرُ مِمّا أَدَّعيهِ فَضيلَةً / تَزينُ وَلَكِن أَنطَقَتني الفَواضِلُ
بَقيتَ كَما تَبقى مَعاليكَ إِنَّها / خَوالِدُ حينَ العَيشُ كَالظِلِّ زائِلُ
فَما نَستَزيدُ اللَهَ بَعدَ نِهايَةٍ / لِنَفسِكَ غَيرَ الخُلدِ إِذ أَنتَ كامِلُ
أَلَم يَأنِ أَن يَبكي الغَمامُ عَلى مِثلي
أَلَم يَأنِ أَن يَبكي الغَمامُ عَلى مِثلي / وَيَطلُبَ ثَأري البَرقُ مُنصَلَتَ النَصلِ
وَهَلّا أَقامَت أَنجُمُ اللَيلِ مَأتَماً / لِتَندُبَ في الآفاقِ ماضاعَ مِن نَثلي
وَلو أَنصَفَتني وَهيَ أَشكالُ هِمَّتي / لَأَلقَت بِأَيدي الذُلِّ لَمّا رَأَت ذُلّي
وَلا افتَرَقَت سَبعُ الثُرَيّا وَغاضَها / بِمَطلَعِها مافَرَّقَ الدَهرُ مِن شَملي
لَعَمرُ اللَيالي إِن يَكُن طالَ نَزعُها / لَقَد قَرطَسَت بِالنَبلِ في مَوضِعِ النَبلِ
تَحَلَّت بِآدابي وَإِنَّ مَآرِبي / لَسانِحَةٌ في عَرضِ أُمنِيَةٍ عُطلِ
أُخَصُّ لِفَهمي بِالقِلى وَكَأَنَّما / يَبيتُ لِذي الفَهمِ الزَمانُ عَلى ذَحلِ
وَأَجفى عَلى نَظمي لِكُلِّ قِلادَةٍ / مُفَصَّلَةِ السِمطَينِ بِالمَنطِقِ الفَصلِ
وَلو أَنَّني أَسطيعُ كَي أُرضِيَ العِدا / شَرَيتُ بِبَعضِ الحُلمِ حَظّاً مِنَ الجَهلِ
أَمَقتولَةَ الأَجفانِ مالَكِ والِهاً / أَلَم تُرِكِ الأَيّامُ نَجماً هَوى قَبلي
أَقِلّي بُكاءً لَستِ أَوَّلَ حُرَّةٍ / طَوَت بِالأَسى كَشحاً عَلى مَضَضِ الثَكلِ
وَفي أُمِّ موسى عِبرَةٌ أَن رَمَت بِهِ / إِلى اليَمِّ في التابوتِ فَاِعتَبِري وَاِسلي
لَعَلَّ المَليكَ المُجمِلَ الصُنعِ قادِراً / لَهُ بَعدَ يَأسٍ سَوفَ يُجمِلُ صُنعاً لي
وَلِلَّهِ فينا عِلمُ غَيبٍ وَحَسبُنا / بِهِ عِندَ جورِ الدَهرِ مِن حَكَمٍ عَدلِ
هُمامٌ عَريقٌ في الكِرامِ وَقَلَّما / تَرى الفَرعَ إِلّا مُستَمَدّاً مِنَ الأَصلِ
نَهوضٌ بِأَعباءِ المُروءَةِ وَالتُقى / سَحوبٌ لِأَذيالِ السِيادَةِ وَالفَضلِ
إِذا أَشكَلَ الخَطبُ المُلِمُّ فَإِنَّهُ / وَآراءَهُ كَالخَطِّ يوضَحُ بِالشَكلِ
وَذو تُدرَإٍ لِلعَزمِ تَحتَ أَناتِهِ / كُمونُ الرَدى في فَترَةِ الأَعيُنِ النُجلِ
يَرِفُّ عَلى التَأميلِ لَألاءُ بِشرِهِ / كَما رَفَّ لَألاءُ الحُسامِ عَلى الصَقلِ
مَحاسِنُ مالِلحُسنِ في البَدرِ عِلَّةٌ / سِوى أَنَّها باتَت تُمِلُّ فَيَستَملي
تُغِصُّ ثَنائي مِثلَما غَصَّ جاهِداً / سِوارُ الفَتاةِ الرادِ بِالمِعصَمِ الخَدلِ
وَتَغنى عَنِ المَدحِ اكتِفاءً بِسَروِها / غِنى المُقلَةِ الكَحلاءِ عَن زينَةِ الكُحلِ
أَبا الحَزمِ إِنّي في عِتابِكَ مائِلٌ / عَلى جانِبٍ تَأوي إِلَيهِ العُلا سَهلِ
حَمائِمُ شَكوى صَبَّحَتكَ هَوادِلاً / تُناديكَ مِن أَفنانِ آدابِيَ الهُدلِ
جَوادٌ إِذا استَنَّ الجِيادُ إِلى مَدىً / تَمَطَّرَ فَاستَولى عَلى أَمَدِ الخَصلِ
ثَوى صافِناً في مَربِطِ الهونِ يَشتَكي / بِتَصهالِهِ مانالَهُ مِن أَذى الشَكلِ
أَفي العَدلِ أَن وافَتكَ تَترى رَسائِلي / فَلَم تَترُكَن وَضعاً لَها في يَدي عَدلِ
أُعِدُّكَ لِلجُلّى وَآمُلُ أَن أُرى / بِنُعماكَ مَوسوماً وَما أَنا بِالغُفلِ
وَمازالَ وَعدُ النَفسِ لي مِنكَ بِالمُنى / كَأَنّي بِهِ قَد شِمتُ بارِقَةَ المَحلِ
أَأَن زَعَمَ الواشونَ مالَيسَ مَزعَماً / تُعَذِّرُ في نَصري وَتُعذِرُ في خَذلي
وَأَصدى إِلى إِسعافِكَ السائِغِ الجَنى / وَأَضحى إِلى إِنصافِكَ السابِغِ الظِلِّ
وَلو أَنَّني وَقَعتُ عَمداً خَطيئَةً / لَما كانَ بِدعاً مِن سَجاياكَ أَن تُملي
فَلَم أَستَتِر حَربَ الفِجارِ وَلَم أُطِع / مُسَيلَمَةً إِذ قالَ إِنّي مِنَ الرُسلِ
وَمِثلِيَ قَد تَهفو بِهِ نَشوَةُ الصِبا / وَمِثلُكَ قَد يَعفو وَمالَكَ مِن مِثلِ
وَإِنّي لَتَنهاني نُهايَ عَنِ الَّتي / أَشادَ بِها الواشي وَيَعقِلُني عَقلي
أَأَنكُثُ فيكَ المَدحَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ / وَلا أَقتَدي إِلّا بِناقِضَةِ الغَزلِ
ذَمَمتُ إِذاً عَهدَ الحَياةِ وَلَم يَزَل / مُمِرّاً عَلى الأَيّامِ طَعمُهُما المَحلِ
وَما كُنتُ بِالمُهدي إِلى السَودَدِ الخَنا / وَلا بِالمُسيءِ القَولِ في الحَسَنِ الفِعلِ
وَمالِيَ لا أُثني بِآلاءِ مُنعِمٍ / إِذا الرَوضُ أَثنى بِالنَسيمِ عَلى الطَلِّ
هِيَ النَعلُ زَلَّت بي فَهَل أَنتَ مُكذِبٌ / لِقيلِ الأَعادي إِنَّها زَلَّةُ الحِسلِ
وَهَل لَكَ في أَن تَشفَعَ الطَولَ شافِعاً / فَتُنجِحَ مَيمونَ النَقيبَةِ أَو تُتلي
أَجِر أَعدِ آمِن أَحسِنِ اِبدَأ عُدِ اِكفِ حُط / تحَفّ اِبسِطِ اِستَألِف صُنِ اِحمِ اِصطَنِع أَعلِ
مُنىً لَو تَسَنّى عَقدُها بِيَدِ الرِضا / تَيَسَّرَ مِنها كُلُّ مُستَصعَبِ الحَلِّ
أَلا إِنَّ ظَنّي بَينَ فِعلَيكَ واقِفٌ / وُقوفَ الهَوى بَينَ القَطيعَةِ وَالوَصلِ
فَإِن تُمنَ لي مِنكَ الأَماني فَشيمَةٌ / لِذاكَ الفَعالِ القَصدِ وَالخُلُقِ الرَسلِ
وَإِلّا جَنَيتُ الأُنسَ مِن وَحشَةِ النَوى / وَهَولِ السُرى بَينَ المَطِيَّةِ وَالرَحلِ
سَيُعنى بِما ضَيَّعتَ مِنِّيَ حافِظٌ / وَيُلفى لِما أَرخَصتَ مِن خَطَري مُغلي
وَأَينَ جَوابٌ عَنكَ تَرضى بِهِ العُلا / إِذا سَأَلَتني بَعدُ أَلسِنَةُ الحَفلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025