المجموع : 5
أَقامَت لَدى مَرآتِها تَتَأَمَّلُ
أَقامَت لَدى مَرآتِها تَتَأَمَّلُ / عَلى غَفلَةٍ مِمَّن يَلومُ وَيَعذِلُ
وَبَينَ يَدَيها كُلَّما يَنبَغي لِمَن / يُصَوِّرُ أَشباحَ الوَرى وَيُمَثِّلُ
مِنَ الغيدِ تَقلي كُلَّ ذاتِ مَلاحَةٍ / كَما باتَ يَقلي صاحِبَ المنالِ مُرمِلُ
تَغارُ إِذا ما قيلَ تِلكَ مَليحَةٌ / يَطيبُ بِها لِلعاشِقينَ التَغَزُّلُ
فَتَحمَرُّ غَيظاً ثُمَّ تَحمَرِّ غَيرَةً / كَأَنَّ بِها حُمّى تَجيءُ وَتُقفِلُ
وَتُضمِرُ حِقداً لِلمُحَدِّثِ لَو دَرى / بِهِ ذَلِكَ المِسكينُ ما كادَ يَهزُلُ
أَثارَ عَلَيهِ حِقدَها غَيرَ عامِدٍ / وَحِقدُ الغَواني صارِمٌ لا يَفلُلُ
فَلَو وَجَدَتيَوماً عَلى الدَهرِ غادَةً / لَأَوشَكَ مِن غَلَوائِهِ يَتَحَوَّلُ
فَتاةٌ هِيَ الطاوُوُسُ عُجباً وَذَيلُها / وَلَم يَكُ ذَيلاً شَعرُها المُتَهَدِّلُ
سَعَت لِاِحتِكارِ الحُسنِ الحُسنِ فيها بِأَسرِهِ / وَكَم حاوَلَت حَسناءُ ما لا يُؤَمَّلُ
وَتَجهَلُ أَنَّ الحُسنَ لَيسَ بِدائِمٍ / وَإِن هُوَ إِلّا زَهرَةٌ سَوفَ تَذبُلُ
وَأَنَّ حَكيمَ القَومِ يَأنَفُ أَن يَرى / أَسيرَ طِلاءٍ بَعدَ حينٍ سَيَنصُلُ
وَكُلُّ فَتىً يَرضى بِوَجهِ مُنَمِّقٍ / مِنَ الناعِماتِ البيضِ فَهوَ مُغَفَّلُ
إِذا كانَ حُسنُ الوَجهِ يُدعى فَضيلَةً / فَإِنَّ جَمالَ النَفسِ أَسمى وَأَفضَلُ
وَلَكِنَّما أَسماءُ بِالغيدِ تَقتَدي / وَكُلُّ الغَواني فِعلُ أَسماءَ تَفعَلُ
فَلَو أَمِنَت سُخطَ الرِجالِ وَأَيقَنَت / بِسُخطِ الغَواني أَوشَكَت تَتَرَجَّلُ
قَدِ اِتَّخَذَت مَرآتَها مُرشِداً لَها / إِذا عَنَّ أَمرٌ أَو تَعَرَّضَ مُشكِلُ
وَما ثَمَّ مِن أَمرٍ عَويصٍ وَإِنَّما / ضَعيفُ النُهى في وَهمِهِ السَهلِ مُعضِلُ
تُكَتِّمُ عَمَّن يَعقِلُ الأَمرَ سِرَّها / وَلَكِنَّها تَفشيهِ ما لَيسَ يَعقِلُ
فَلَو كانَتِ المِرآةُ تَحفَظُ ظِلَّها / رَأَيتَ بِعَينَيكَ الَّذي كُنتَ تَجهَلُ
وَزادَ بِها حُبُّ التَبَرُّجِ أَنَّهُ / حَبيبٌ إِلى فِتيانِ ذا العَصرِ أَوَّلُ
أَلَمّوا بِهِ حَتّى لَقَد أَشبَهوا الدُمى / فَما فاتَهُم وَاللَهِ إِلّا التَكَحُّلُ
فَتى العَصرِ أَضحى في تَطَّريهِ حُجَّةً / تُقاتِلُنا فيها النِساءُ فَتَقتُلُ
إِذا اِبتَذَلَت حَسناءُ ثُمَّ عَذَلَتها / تَوَلَّت وَقالَت كُلُّكُم مُتَبَذِّلُ
هَجَرتُ القَوافي ما بِنَفسي مَلالَةٌ
هَجَرتُ القَوافي ما بِنَفسي مَلالَةٌ / سِوايَ إِذا اِشَتَّدَ الزَمانُ مَلولُ
وَلَكِن عَدَتني أَن أَقولَ حَوادِثٌ / إِذا نَزَلَت بِالطَودِ كادَ يَزولُ
وَبَغَّضَني الأَشعارَ أَنَّ دُعاتَها / كَثيرٌ وَأَنَّ الصادِقينَ قَليلُ
وَأَنَّ الفَتى في ذي الرُبوعِ عَقارُهُ / وَأَموالَهُ وَالباقِياتُ فُضولُ
سَكَتُّ سُكوتَ الطَيرِ في الرَوضِ بَعدَما / ذَوى الرَوضُ وَاِجتاحَ النَباتَ ذُبولُ
فَما هَزَّني إِلّا حَديثٌ سَمِعتُهُ / عَنِ الغيدِ كَالغيدِ الحِسانِ جَميلُ
فَما أَنا في هَذي الحِكايَةِ شاعِرٌ / وَلَكِن كَما قالَ الرُواةُ أَقولُ
فَتىً مِن سَراةِ اناسِ كُلُّ جُدودِهِ / سَرِيٌّ كَريمُ النَبعَتَينِ نَبيلُ
قَضى في اِبتِناءِ المَكرُماتِ زَمانَهُ / يَنالُ وَيَرجوهُ السِوى فَيُنيلُ
فَدَكَّ مَباني عِزِّهِ الدَهرُ بَغتَةً / وَقَلَّمَ مِنهُ الظُفرُ فَهوَ كَليلُ
هَوى مِثلَما يَهوي إِلى الأَرضِ كَوكَبٌ / كَذاكَ اللَيالي بِالأَنامِ تَدولُ
وَكانَ لَهُ في الدَهرِ بَطشٌ وَصَولَةٌ / فَأَمسَت عَلَيهِ الحادِثاتُ تَصولُ
وَكانَ لَهُ أَلفا خَليلٍ وَصاحِبٍ / فَأَعوَزَهُ عِندَ البَلاءِ خَليلُ
تَفَرَّقَ عَنهُ صَحبُهُ فَكَأَنَّما / بِهِ مَرَضٌ أَعيا الأُساةَ وَبيلٌ
وَأَنكَرَهُ مَن كانَ يَحلِفُ بِاِسمِهِ / كَما يُنكِرُ الدينَ القَديمَ عَميلُ
فَأَصبَحَ مِثلَ الفُلكِ في البَحرِ ضائِعاً / يَميلُ مَعَ الأَمواجِ حَيثُ تَميلُ
يَكادُ يَمُدُّ الكَفَّ لَولا بَقِيَّةٌ / مِنَ الصَبرِ في ذاكَ الرِداءِ تَجولُ
زَوى نَفسَهُ كَي لا يَرى الناسُ ضُرَّهُ / فَيَشمَتَ قالٍ أَو يُسَرَّ عَذولُ
بِدارٍ أَناخَ البُؤسُ فيها رِكابَهُ / وَجُرَّت عَلَيها لِلخَرابِ ذُيولُ
مُهَدَّمَةِ الجُدرانِ مِثلَ ضُلوعِهِ / بِها اليَأسُ صَمتٌ وَالسَقامُ مَجولُ
تَمُرُّ عَلَيها الريحُ وَلهى حَزينَةً / وَيَرنو إِلَيها النَجمُ وَهوَ ضَئيلُ
إِذا ما تَجَلَّى البَدرُ في الأُفقِ طالِعاً / رَعاهُ إِلى أَن يَعتَريهِ أُفولُ
حِبالُ الأَماني عِندَ قَومٍ شُعاعِهِ / وَلَكِنَّهُ في مُقلَتَيهِ نُصولُ
فَيا عَجَباً حَتّى النُجومُ توضِلُّهُ / وَفي نورِها لِلمُدَلجينَ دَليلُ
وَهَل تَهتَدي بِالبَدرِ عَينٌ قَريحَةٌ / عَلَيها مِنَ الدَمعِ السَخينِ سُدولُ
غَفا الناسُ وَاِستَولَت عَلَيهِم سَكينَةٌ / فَما بالُهُ اِستَولى عَلَيهِ ذُهولُ
تَأَمَّلَ في أَحزانِهِ وَشَقائِهِ / فَهانَ عَلَيهِ العَيشُ وَهوَ جَميلُ
فَمَدَّ إِلى السِكّينِ كَفّاً نَقِيَّةً / أَبَت أَن يَراها تَستَغيثُ بَخيلُ
وَقَرَّبَها مِن صَدرِهِ ثُمَّ هَزَّها / وَكادَ بِها نَحوَ الفُؤادِ يَميلُ
وَإِذا شَبَحٌ يَستَعجِلُ الخَطوَ نَحَُهُ / وَصَوتٌ لَطيفٌ في الظَلامِ يَقولُ
رُوَيدَكَ فَالضَنكُ الَّذي أَنتَ حامِلُ / مَتى زالَ هَذا اللَيلُ سَوفَ يَزولُ
نَعَم هِيَ إِحدى مُحسِناتِ نِسائِنا / أَلا إِنَّ أَجرَ المُحسِناتِ جَزيلُ
أَبَت نَفسُها أَن يَكحَلَ النَومُ جَفنَها / وَجَفنُ المُعَنّى بِالسُهادِ كَحيلُ
وَأَن تَتَوَلّى الاِبتِساماتُ ثَغرَها / وَفي الحَيِّ مَكلومُ الفُؤادِ عَليلُ
فَأَلقَت إِلَيهِ صُرَّةً وَتَراجَعَت / وَفي وَجهِها نورُ السُرورِ يَجولُ
فَلَم تَتَناقَل صُنعَها أَلسُنُ الوَرى / وَلا قُرِعَت في الخافِقينَ طُبولُ
لا أَحسَنَت كَي تُعلِنَ الصُحُفُ إِسمَها / فَتَعلَمَ جاراتٌ لَها وَقَبيلُ
كَذا فَليُواسِ البائِسينَ ذَوُ الغِنى / وَإِنّي لَهُم بِالصالِحاتِ كَفيلُ
فَإَِنَّ القُصورَ الشاهِقاتِ إِذا خَلَت / مِنَ البِرِّ وَالإِحسانِ فَهيَ طُلولُ
وَخَيرُ دُموعِ الباكِياتِ هِيَ الَّتي / مَتى سَلَ دَمعُ البائِسينَ تَسيلُ
أَلا إِنَّ شَعباً لا تَعِزُّ نِسائَهُ / وَإِن طارَ فَوقَ الفَرقَدَينِ ذَليلُ
وَكُلُّ نَهارٍ لا يَكُنَّ شُموسَهُ / فَذَلِكَ لَيلٌ حالِكٌ وَطَويلُ
وَكُلُّ سُرورٍ غَيرَهُنَّ كَآبَةٌ / وَكُلُّ نَشاطٍ غَيرَهُنَّ خُمولُ
جَلَستُ أُناجي روحَ أَحمَدَ في الدُجى
جَلَستُ أُناجي روحَ أَحمَدَ في الدُجى / وَلِلهَمِّ حَولي كَالظَلامِ سُدولُ
أُفَكِّرُ في الدُنيا وَأَبحَثُ في الوَرى / وَعَينِيَ ما بَينَ النُجومِ تَجولُ
طَويلاً إِلى أَن نالَ مِن خاطِري الوَنى / وَرانَ عَلى طَرفي الكَليلِ ذُبولُ
فَأَطرَقتُ أَمشي في سُطورِ كِتابِهِ / بِطَرفي فَأَلفَيتُ السُطورَ تَقولُ
سِوى وَجَعِ الحُسّادِ داوِ فَإِنَّهُ / إِذا حَلَّ في قَلبٍ فَلَيسَ يَحولُ
فَلا تَطمَعنَ مِن حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ / وَإِن كُنتَ تُبديها لَهُ وَتُنيلُ
أقامت لدى مرآتها تتأمّل
أقامت لدى مرآتها تتأمّل / على غفلة مّمن يلوم ويعدل
وبين يديها كلّما ينبغي لمن / يصوّر أشباح الورى ويمثّل
من الغيد تقلي كلّ ذات ملاحة / كما بات يقلي صاحب المال مرمل
تغار إذا ما قيل تلك مليحة / يطيب بها للعاشقين التغزّل
فتحمرّ غيظا ثمّ تحمرّ غيرة / كأنّ بها حّمى تجيء وتقفل
وتضمر حقدا للمحدّث لو درى / به ذلك المسكين ما كاد يهزل
أثار عليه حقدها غير عامد / وحقد الغواني صارم لا يفلل
فلو وجدت يوما على الدّهر غادة / لأوشك من غلوائه يتحوّل
فتاة هي الطاووس عجبا وذيلها / ولم يك ذيلا شعرها المتهدّل
سعت لاحتكار الحسن فيها بأسره / وكم حاولت حسناء ما لا يؤمّل
وتجهل أنّ الحسن ليس بدائم / وإن هو إلاّ زهرة سوف تذبل
وأنّ حكيم القوم يأنف أن يرى / أسير طلاء بعد حين سينصل
وكلّ فتّى يرضى بوجه منمّق / من الناعمات البيض فهو مغفّل
إذا كان حسن الوجه يدعى فضيلة / فإنّ جمال النّفس أسمى وأفضل
ولكنّما أسماء بالغيد تقتدي / وكلّ الغواني فعل أسماء تفعل
فلو أمنت سخط الرّجال وأيقنت / بسخط الغواني أوشكت تترّجل
قد اتخذت مرآتها مرشدا لها / إذا عنّ أمر أو تعرّض مشكل
وما ثمّ من أمر عويص وإنّما / ضعيف النّهى في وهمه السهل معضل
تكتّم عمّن يعقل الأمر سرّها / ولكنّها تفشيه ما ليس يعقل
فلو كانت المرآة تحفظ ظلّها / رأيت بعينيك الذي كنت تجهل
وزاد بها حبّ التبّرج أنّه / حبيبّ إلى فتيان ذا العصر أوّل
ألمّوا به حتى لقد أشبهوا الدّمى / فما فاتهمواللّه إلا التكحّل
فتى العصر أضحى في تطّريه حجة / تقاتلنا فيها النساء فتقتل
إذا ابتذلت حسناء ثمّ عذلتها / تولّت وقالت كلّكم متبذّل
وسائلة: أيّ المذاهب مذهبي
وسائلة: أيّ المذاهب مذهبي / وهل كان فرعا في الديانات أم أصلا
وأيّ نبيّ مرسل أقتدي به / وأيّ كتاب منزل عندي الأغلى؟
فقلت لها : لا يقتني المرء مذهبا / وإن جلّ إلاّ كان في عنقه غلاّ
فما مذهب الإنسان إلاّ زجاجة / تقيّده خمرا وتضبطه خلاّ
فإن كان قبحا لم يبدّله لونها / جمالا ولا نبلا إذا لم يكن نبلا
أنا آدميّ كان يحسب أنه / هو الكائن الأسمى وشرعته الفضلى
وأنّ له الدنيا التي هو بعضها / وأنّ له الأخرى إذا صام أو صلّى
أمنّ على الصّادي إذا ما سقيته / وألزمه شكري ولست أنا الوبلا
وأزهى إذا أطمعت جوعان لقمة / كأني خلقت الحبّ والحقل والحقلا
تتلمذت لإنسان في الدّهر حقبة / فلّقتني غيّا وعلّمني جهلا
نهاني عن قتل النّفوس وعندما / رأى غرّة منّي تعلّم بي القتلا!
وذّم إلّي الرقّ ثم استرقّني / وصوّر ظلما فيه تمجيده عدلا
وكاد يريني الإثم في كلّ ما أرى / وكلّ نظام غير ما سنّ مختلا
فصار الورى عندي عدوّا وصاحبا / وأنقسم صنفين علياء أو سفلى
وصرت أرى بغضا وصرت أرى هوى / وصرت أرى عبدا وصرت أرى مولى
ويا ربّ شرّ خلته الخير كلّه / ويا ربّ خير خلته نكبة جلّى
إلى أن رأيت النجم يطلع في الدجى / لذي مقلة حسرى وذي مقلة جذل
وشاهدت كيف النهر يبذل ماءه / فلا يبتغي شكرا ولا يدّعي فضلا
وكيف يزين الطلّ وردا وعوسجا / وكيف يروّي العارض الوعر والسهلا
وكيف تغذّي الأرض ألأم نبتها / وأقبحه شكلا كأحسنه شكلا
فأصبح رأبي في الحياة كرأيها / وأصبحت لي دين سوى مذهبي قبلا
وصار نبيّ كلّ ما يطلق العقلا / وصار كتابي الكون لا صحف تتلى
فديني كدين الرّوض يعبق بالشذى / ولو لم يكن فيه سوى اللص منسلا
فليست تخوم المالكيه تخومه / وإنّ له إن يعلموا غيرهم أهلا
فكم هشّ للأنسام والنور والندى / وآوى إليه الطير والذرّ والنملا
وكم بعثته للحياة من البلى / قريحة فنّان فأورق واخضلاّ
وأصبح يجلى ((طيفه)) في قصيدة / وفي رقعة أو لوحة ((وهو)) لا يجلى
وديني الذي اختار الغدير لنفسه / ويا حسن ما اختار اغدير وما أحلى!
تجيء إليه الطير عطشى فترتوي / وإن وردنه الإبل لم يزجر الإبلا
ويغتسل الذئب الأثيم بمسائه / فلا إثم ذا يمحي ولا طهر ذا يبلى!
وديني كدين الشّهب تبدو لعاشق / وقال وفيها ما يحبّ وما يقلى
فما استترت كيما يضلّ مسافر / ولا بزغت كي يستنير الذي ضلاّ
وليس لها أن تمنع الناس ضوءها / ولو فتلوا منه لتكبيلها حبلا
وديني كدين الغيث إن سحّ لم يبل / أروى الأقاحي أم سقى الشوك والدّفلى
فلم يتخّير في الفضاء مسيره / ولم ينهمر جودا ولم ينحبس بخلا
وإن لم أكن كالروض والنجم والحيا / فحسبي اعتقادي أنّ خطّتها المثلى
يرى النحل غيري اذ يرى النحل حائما / وأبصر قرص الشهد اذ أبصر النحلا
وألمح واحات من النخل في النوى / اذا حرف الإعصار من واحتي النخلا
وان أشرب الصهباء أعلم أنني / شربت بشاشات الزمان الذي ولّى
وما همسته الريح في أذن الثرى / وما ذرفت في الليل نجمته الشكلى
وغصّات من ماتوا على اليأس في الهوى / فيا شاربيها هل لمحتم دم القتلى؟
وان مرّ طفل رأيت به الورى / من المثل الأدنى الى المثل الأعلى
فيا لك دنيا حسنها بعض قبحها / ويالك كونا قد حوى بعضه الكلاّ