المجموع : 3
تفرعت من جرثومة المجد والعلى
تفرعت من جرثومة المجد والعلى / فجئت معماً في العشيرة مخولا
ابو طالب شيخ الأباطح كلها / ابوك ومن يطري الهمام المبجلا
ثوى مؤمنا بالله صدقاً وانما / على دين إبراهيم قد كان أولا
فأرشد به للدين عوناً وناصراً / وامنع به حصناً لطه ومعقلا
به عز دين الله إذ قام دونه / يجرد مسنونين عزماً ومنصلا
وأنت سليل الليث حاميت بعده / عرين العلا والسؤدد المتأثلا
فنعم المحامي والمواسي بنفسه / اخاه إذا اشتد البلاء واعضلا
سبقت إلى الإسلام تتبع هديه / وصليت قبل المسلمين تنقلا
تهلل وجه الدين بالبشر والهنا / خليق به لما رأك تهللا
وفاض الهدى فيضاً واصبح ربعه / خصيب الثرى مذ فاض سيفك جدولا
من المشتري في طاعة الله نفسه / ليدفع كيد المشركين ويبطلا
فباهى به غر الملائك شاكراً / مساعي أولاها الثناء المفضلا
فنفسك نفس المصطفى في صفاتها / بوحي به الروح الأمين تنزلا
وقد كنت منه والفضائل جمة / كهرون من موسى محلا ومنزلا
وفي يوم بدر وهي اعظم وقعة / بها اندك ركن الشرك حتى تهيلا
سقيت قريشا اكؤس الحرب مرة / وقد حسبوا ان يشربوا الراح سلسلا
وغادرت في احد عميد لوائهم / طليحة معفور الجبين مجدلا
تنافحهم قدماً تفل جموعهم / بابيض من قرع الحديد تفللا
ومذ عطفت خيل الضلال طوالعاً / من الثغر تردي بالأسنة ذبلا
صبرت على الأهوال نفس ابن غابة / اشاح بسربال الردى متسربلا
تذب عن الهادي فتور دجحفلا / حياض الردى عنه وتصدر جحفلا
ولولاك فازت بالمعلى قداحهم / ودارت على الإسلام دائرة البلى
فنوه جبريل بمجدك لا فتى / ولا سيف تنويهاً به ملأ الملا
هنالك لو تبغي رجالا وجدتهم / بأخزى مقام هاربين واسفلا
وكنت المحامي في حنين من الهدى / وقد فرّ عنه القوم أخول أخولا
وصبت على الأحزاب منك بوائق / اعدن بهم ليل النوائب اليلا
غداة التقى الايمان بالشرك كله / فشد قوى الإسلام مشيك مرقلا
تسوق لعمرو وهو فارس يليل / صروف المنايا والحمام المعجلا
فخر لوجه الأرض بركب ردعه / صريعاً به قد هد سيفك مجدلا
واسلمه الفرسان تحضر خيلهم / نجاء كامثيال النعائم جفلا
وليس بعار ان يولي مدبراً / أخو نجدات ابصر الليث مقبلا
بسيفك مجد للتقيل بحده / وفخر به يرقى إلى شرف العلى
فسيان ان تعلو به رأس فارس / كمي وان تكسوه تاجاً مكللا
وفي خيبر رفت بكفك راية / عليك بها النصر الألهي انزلا
تقاصر عنها المستطيلان غدوة / لأرحب باعاً في الخطوب واطولا
وقد وسماها أمس ذلا فمذ سمت / بكفك حازت رفعة وتجملا
ولما قلعت الباب لم يبق باذخ / لتلك الحصون الشم الاتزلزلا
وتلك لعمري من بواهرك التي / تحير في تأويلها من تأولا
مواقف خضت الموت فيهن صارعاً / دجى الخطب حتى اسفر الحق وانجلى
و لما تولى الناكثان وقلبا / لك الأمر بغياً منهما وتبدلا
جزيتهما صاعا بصاع وفي غد / جزاؤهما الأوفى جهنم تصطلى
ووليت أم المؤمنين بما جنت / جميلا وعفوا شاملا وتفضلا
اعائش حاربت الوصي وحربه / كحرب رسول الله نصا مفصلا
ابعد حجاب الله أوجفت ضلة / على جمل يطوى المهامه والفا
فهرت كلاب الحوئبين نوابحاً / عليك وما زادتك الا توغلا
ركبت عظيما والحديث لأهله / شجون وتبريح فمن شاء قللا
وشام ابن هند من حسامك بارقا / بصفين سالت منه أودية الطلى
فلاذ باعطاف الجياد تحوطه / ملاذ بغاث الطير ابصرن اجدلا
وخاطر عمرو في لقائك فاتقى / بسوأته شخص الردى إذ تمثلا
صددت ولو لا عادة العفو والحيا / نظمت بر فغيه السنان المؤللا
دعاك إلى التحكيم كيدا ولودعا / حسامك الفى حاكم السيف فيصلا
فحادا بو موسى عن القصد جائرا / وداف له عمرو مع الشهد حنظلا
وحاشاك من تحكيم اهوج مضمر / لك البغض لكن لم تجد عنه مزحلا
والزمته حكم الكتاب فصده / هواه عن الحق المبين فأبسلا
ايخلع عن عطفيك برد خلافة / خصصت بها يوماً به الدين اكملا
ومن كان منصوبا من الله حجة / تمنع عزا ان ويزول يعزلا
خليلي في الأحشاء لاعج لوعة / ابت لي طوال الدهر ان اتعللا
فلا تذكرا يوم الغدير فبشره / بطول الأسى يوم الفعيلة بدلا
تقمصها ظلما عتيق وعهدها / جديد بنص يوم خم تسلسلا
وانحلها الفظ الغليظ تعاقداً / على الأمر ان يبتزها ثم ينحلا
فصيرها شوى عمى وضلالة / ونور الهدى من منزل الوحي يجتلى
فلله شوى قد اثارت عجاجة / وجرت على الإسلام والدين معضلا
لنفسي هاد للعلا ودليل
لنفسي هاد للعلا ودليل / وللعز مني صاحب وخليل
ولي همة تعلو ذرى كل باسق / وتقصر عنها الشهب وهي تطول
وامضي ولي ماض من العزم مرهف / يرد غرار السيف وهو كليل
ولي ان اقم دار المقامة منزل / ولي ان اسر نهج العلاء سبيل
عشقت فاعطيت المكارم والعلا / حشا ليس فيه للحسان غليل
وما أنا من يصبو إلى الحسن وحده / إذا لم يكن عند الجميل جميل
على انني لم اسل عمن عهدته / ولا كان لي ممن هويت بديل
فاني قبل العين حكمت في الهوى / ضميراً له رأي اغرّ اصيل
وما حلت عن عهد كريم ومبدء / قويم واخلاق الزمان تحول
وقلت لنفس بين جنبي مشيع / خذي أهبة الأيام فهي تدول
دعاني للحفاظ المرّ دعوة واثق / فلبيته والمسعدون قليل
وجرّدت دون الشعب سيفي ومقولي / وكل رقيق الشفرتين صقيل
لسان له يوم المقامة حجة / وسيف له يوم الكفاح صليل
ولست كمن لا يملك الفعل في ندى / ولا القول في ناد غداة يقول
فاسعى لقومي وهو يسعى لنفسه / واسلك نهج الحق وهو يميل
وليس سواء صادق ومخادع / وليس سواء عالم وجهول
بقومي اسمو راقياً شرف العلى / واسطو بهم يوم الوغى واصول
هم القوم اما عزهم فمشيد / تليد واما مجدهم فاثيل
شمائل كالروض الأريض تضوعت / بطيب شذاه شمأل وقبول
كرام يقيلون العثار وللردى / بظل عواليهم ذرى ومقيل
لعل النوى تدنو فتجتمع الشمل
لعل النوى تدنو فتجتمع الشمل / فلا عيش الا من وصالك لي يحلو
فدى لك نفسي كيف ما شئت فاحتكم / فمثلك لا يسلى ومثلي لا يسل
وما أنت ذو مثل فاسلو بغيره / لأنك ذو حسن يعز له المثل
يلوم على فرط المحبة عاذل / واضيع شيء في محبتك العذل
إذا كان حكم الذات اشرف مبدأ / فحكمك يا ذات الجمال هو العدل
حياتي ولا من عليك لك الفدا / فمن واجب الحب المفاداة والبذل
وحبك اقوى إذ ينازع سلوتي / واصلح فليبق الهوى إنه الأصل
وما أنا إلا عاشق قد تقاسمت / هواه المعالي الغر والحدق النجل
وما اختلفت سبل الهوى غير انني / أواصل نهجاً فيه تأتلف السبل
معاني جمال غير ما افتتنوا به / فلا حور العينين منه ولا الكحل
يقولون حد العشق حب مخامر / وذلك جنس والثبات له فصل
إلى الفضل يعزو نفسه غير واحد / وما كل معزو يقر له الفضل
وكم مدّع حب الحقيقة وحده / وليس له منها دنو ولا وصل
وما أسعدت سعد هواه بنظرة / ولا جاملته في محبتها جمل
ومن كان ذا رهط فأهل طريقتي / هم الرهط لي دون الأقارب والأهل
رجال قليل غير ان غناءهمز / كثير فلا صير عليهم إذا قلوا
وقد سامهم عز الحياة نفوسهم / فاعطوه منها ما يعز وما يغلو
وفي الناس قوم كلما ذر شارق / لهم صبغة يبدونها ولهم شكل
غرسنا لهم مجداً فعدوا جناية / لهم غرسنا حتى اجتنوا منه ما يحلو
فان تك قيس اخطأت بقياسها / فما ذهلت عما تحاوله ذهل
ولي نفس حر لا تقر ظلامة / إذا اسرى غيري الظلامة والذل
وصارم عزم لا يكل غراره / قراعاً ولا يخشى على حده الفل
وعندي من الأخلاق مالا يذمه / جليس ولا يخشى بوادره الخل
وأكرم اخلاق الفتى البأس والندى / وألامها جبن النقيبة والبخل
واسنى العطايا والمواهب كلها / هو العلم ينميه وينمو به العقل
ولا عيب في حلم سوى أن أهله / يضامون الا أن يحوطهم الجهل
أويت إلى ظل الشباب فطاب لي / به العيش لكن لم يدم ذلك الظل
أرى الشعرات البيض رسل منية / إذا كذبت رسل تعززها رسل
وقلت لضيف الشيب إذ حل نازلا / لك البشر عندي والكرامة والنزل
فأنت الذي اتحفتني بنفائس / هي الحزم والتدبير والحلم والنبل