المجموع : 6
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا
أقول لسفرٍ يَمَّمُوا قِبلَةَ النَّدَا / عليكم إِذاً بالقَصرِ فالقَصرُ أفضَلُ
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله
قضى حُبُّه ألا تُطَاعَ عواذله / وهل يَرعوى للعَذل والحبُّ شاغلُه
محبٌّ يَحُلُّ الوَجد عقدَ اصطبَارِه / إذا البَينُ شُدَّت للفراقِ رواحلُه
أأحبابَنا إن ألَّف الدهرُ شَملَنا / تحلى بلُقياكم من العيش عاطلُه
نأيتُم فلولا ما تُقَرِّرُهُ المُنى / بقلبي عليكم ما استقَرَّت بلابلُه
وأهيفُ يحكي الغصنُ لينَ قوامهِ / وتفعَلُ أفعالَ الشَّمُولِ شَمائَلُه
يَلينُ إلى أن يَجرَحَ الوهمُ جسمَه / وتَغرَقَ في ماء النعيم غَلائِلُه
إذا ما بدا من شعرِهِ في ذوائبٍ / رأيتَ غزالاً لم ترُعهُ حبائِلُه
رَمَى فانتضى من لحظ عينيهِ صارماً / عذارَهُ عند الناظرين حمائَلُه
وسدَّدَ من عطفَيهِ لَدناً مُثَقَّفاً / وناظُرهُ الفَّتانُ بالسِّحر عاملُه
أرى خصره أهدى لجسمي تحولَه / فها أنا فيه مدنف الجسم ناحِلُه
رماني فأصمى نُبلُ عينيه مُقلتي / فواهاً لصبٍّ قد أُصيبَت مَقائَلُه
أأرجو حياةً عِندِ من ماسَ أو رنا / ورامِحُهُ يَسطو على ونابله
وإني لمعتادٌ بحملِ خُطُوبهِ / إذا كلَّ أو أعيى من الهمِّ حاملُه
أقول لفقري مرحبا لتيقني / بأن عليّاً بالمكارم قائِلُه
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل
به ذلك الثغرُ المباركُ لم يزل / مصوناً من الأعداء عَذبَ المقبَّلِ
هو الطود عنه السيلُ زل بنطقه / ولا غَروَ في سيلٍ إذا جاء من عَلِ
قصيدٌ يَغَارُ منها وكيف لا / وَوَصفُكَ فيها حين تُنشدُ قد تُلى
أقامت منارى فامرؤُ القَيسِ حاسدي / عليها وحسبي أنها فيكَ وهي لي
تصكُّ بكفِّ النظم من حُسنها قفا / قِفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال
قِفا تبكِ من ذكرى قميصي وسِروَال / ودَرَّاعة لي قد جفا غُصنُها البَالي
ولا سيما والبردُ وافى بَريدُهُ / وحالي على ما اعتدت في حالة حَالي
تُرى هل يَراني النَّاسُ في فَرَّجية / أجرُّبها تيهاً على الناسِ أذيالي
ويُمسي عذولي غيرَ خالٍ من الأسى / إذا باتَ من أمثالها بيته خالي
ولو أنني أسعى لتفصيلٍ جُبَّة / كفاني ولم أطلُب قليلٌ من المالِ
ولكنني أسعى إلى نحو جبَّةً / وقد يبلُغُ المَجدَ المؤَثل أمثالي
وكم ليلةٍ استغفر اللَه بتُّها / بخدٍّ وريقٍ بين وردٍ وجريالِ
تبطنت فيها بدر تم مشنَّف / ولم أتبطن كاعباً ذاتَ خلخالِ
وما أنا ممن يبكي لأسماء إن نأت / ولكنَّني أبكي على فقد أسمالي
ولو أنَّ امرأ القيس بين حَجرٍ رأى ما / أكابده من فرطِ هَمٍّ وبَلبَالِ
لما مآل نحو الخِدرِ خِدرِ عُنيزةٍ / ولا باتَ عن حُسنِها سالي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي
إذا أنا لم أُغضب عليكَ رَسُولي / فلا فُزتُ يوماً من نَدَاك بِسُولِ
يُكلِّفني الصَّبر الجميل بوجههِ / وما كلُّ صبرٍ في الهوى بجميلِ
وأكتُمه ما متُّ من ألم الجوى / فيظهُرُهُ دمعي له ونحولي
قَضى الحبُّ أن أشقى بحبِّ مُنعَّم / وأبذلُ روحي في طلابِ بخيلِ
وأبكي بدمعٍ بل وابله الثرى / على أنَّه ما بلَّ بعضَ غليلي
نسيم الصبا بلغه عني تحيةً / فأنت بهذا الأمير خيرُ كفيلِ
فأمَّا وقد أحببتُ غُصناً مهفهفاً / فأوفقَ ما كان النسيمُ رسُولي
وكم ليلةٍ من وجنتيه وريقة / ظَفِرتُ بزهرٍ يانعٍ وشممولِ
يطولُ عليَّ الليلُ مدَّة هجرهِ / فمن ليل بليلٍ في الوصال طويلِ
ومالي لا أبكي على أنسِ قُربهِ / وما دام ذاكُ الأنسُ غيرَ قليلِ
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة / وما فزتُ من قبر النبيّ بسُولِ
لقد ضاع عمرٌ لم أكن فيه واصلاً / إلى خير مبعوث وخير رَسُول
لك الخير يا خيرَ النبيينَ كُلهِّم / ومن فضله لم يفتقر لدَليلِ
لبَابُكَ يومَ الخوفِ أعظمُ مأمنٍ / يُسكِّنُ مِنَّا حَرَّ كُلِّ غليلِ
لِجاهِكَ نأوي حين نَخشى جَهنَّما / فجاهُك ذو ظلٍّ هُنَاك ظَليلِ
لَعلَّ زماني أن يبلِّغَني المُنى / فأسعدُ من قبلِ الرَّدى بوصُولي
لعمري لقد أرجُو الوصُولَ ليثربٍ / وحسبي لديها إنني ابنُ سَبيلِ
لهوتُ وقد كانت للهوى دولةٌ / فما دَام ذاك اللهُو غير قليلِ
لبستُ ثياباً للمعَاصي طويلةً / فجرّرتُ منها في الشَّبابِ ذُيُولي
لجأت لعفوِ اللَه سِرّاً وجَهرةً / لأحظى بسترٍ في المَعادِ جَميلِ