القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 3
أبى الدهر إلا أن تلمّ نوازلُه
أبى الدهر إلا أن تلمّ نوازلُه / وقلبيَ إلا أن تهيجَ بلابلُه
وجفني إلا أن تصوبَ دموعهُ / وأن لا يرى من فوق خدّي سائله
خليليَ إما كنت خلّي فخلّني / وشوي فقد يروي أخا البث عاذله
أعنّي على قلب تكاثر همّهُ / ودمعٍ همى واستفزر اليوم هالمه
فقد شتّ شمل الدين بعد اجتماعهِ / وربع الندى أضحت خلاءً منازله
ونكّر عرف الكرمات ورنّقت / من الجود بعد الصفونية مذاهله
فقُبحاً لدهر جار في الحكم صرفهُ / وغالت لكيسخرو المليك غوائله
مليك كان الله أعطاه آخراً / من المجد إذ تمّت لديه أوائله
وفضّلهُ بالدين والحلم والحجا / فعمّ الورى من راحتيه فواضله
فتى كانت الآمال تروي بجوده / إذا ظمئَت ألفت به ما تحاوله
فواعجبا منه لدى الحرب إذ غدت / تفرّق أرواح الكماة مناصلُه
وما زال مطعانا لكل سميدعٍ / من القوم حتى اندقّ بالطعن عامله
وخرّ صريعا والرماح تنوشهُ / لدى الروم إذ خانته حقا جحافله
فوا اسفا لو كان ينفعني الأسى / عليه ويا لهفا تدوم نوازلُه
يُبَكّي عليه مجدهُ وعلاءهُ / وتندبهُ أخلاقه وشمائلُه
هو الحزن موقوف على كل بلدة / من الأرض إذ قد شاع في الخلق نائله
فمن للمعالي والمكارم والندى / وللجود أكدت في الأنام وسائله
ومن لحداد المشرفيّة والقنا / وجرر المذاكي بعده من يماثله
فدى شرعة الإسلام حقا بنفسه / لئلّا يُرى تفديه يوما معاقله
فجرّع كاسا للحرام وطالما / سقى الروم كأسا للمنيّة عاجله
ومن لي وقد اصبحت في الناس مملقا / إذا الفقر يوما أعلقتني حبائله
وأنت الذي أعطتيني الألف سرعة / وقد كان دهري أجحفت بي نوازلُه
سقتك الغوادي من جفوني سحابة / إذا لم يجد سح السحاب وهاطلُ
وواعجبا أبقي من الجفن أدمُعا / تروّي ثراه والحيا لا يماثلُه
لقد كان دين اله يذهب أصله / ويصبح حقا مخلقات غلائلُه
ولو لا غياث الدين غازي ين يوسف / وهت قوة الإسلام واندقّ كاهلُه
مليك الورى يغني إذا جئت قاصدا / نداه ويردي في الوغى من يناضله
مليك إذا أمّ العفاة نوالهُ / تجلّلهم أموالهُ وفضائلُه
أعزّ به والصبر الجميل وقاية / من الله تعطى العبد ما هو آمله
ومن راية تستأصل الشمس نورها / ومن جوده يهمي من الغيث وابلُه
أيا ملكا إما قصدت مديحهُ / تعلّمُني جدواه ما أما قائله
لسان المعالي بامتداحك مطلق / وسرّ المعاني بالفصاحة كافلُه
فما عدم الإسلام إذ أنت ربّهُ / حمى لا ولا نصرا وسيفك نائله
ولا خاب ظني من زماني وأنتم / رجايَ وحظّي منك شميت فمايله
رفعت لي القدر الجليل وصنتَني / وأغنيتني بالبذل عمّن أسايلُه
وأوليتني من جود كفّيك ما غدا / جنابي به كالروض طلّت خمائله
فلا برح الإسلام منك مشيّداً / بنصر وسعد دايم لا يزايلُه
فما الناس الا حيث أنت ولا الندى / يرى في الورى إلا وكفّك باذلُه
أيقطعنا في حبّه من نواصلُه
أيقطعنا في حبّه من نواصلُه / ويطنب في عذل عليه عواذلُه
وهل يبعدني من أروم اقترابهُ / ويلغي جوابي في الهوى من أسائله
وليس عجيب أن تشُطّ به النوى / وقد أوضحت منه الدلال دلائله
سرى الطيف من سعدى وقد هدّمت لنا / نواظرُ لمّا اشبه الحقّ باطلُه
أرجّم فيه الظنّ طوراً أضافهُ / وطورا أرجي أن تلمّ شمائله
فاكرم به لو ساعفتنا يد النوى / بوصل غزال ظلت دهرا أغازلُه
ولو لم يشقّ الصبح جيبا عن الدجى / لجلّيت هماما ما تغبّ نوازلُه
وكم للدجى عندي أيادٍ كريمة / وكم نعمة أسدى إلينا تطاوله
وم الصبح إلا كالرقيب إذا وشى / بسرّ الفتى هاجت عليه بلابله
وإني لأخشى هجر من رمت وصله / مليّا وأهوى هجر من لا أواصله
وكم قلت للساعي إلى المجد والعلا / تزحزح قصيّا فالمعمّر نائله
له السورة العلياء منه وإنما / أواخرهُ تزهو به وأوائله
فإن انسكاب الغيث يقصر صوبه / إذا هطلت من راحتيه فواضله
أيدركهُ من راح سعى لمجدهِ / فأنّى وقد عمّ البريّة نائله
أبا طالب لو لم يكن لمحمد / سواك من الآيات تمّت فضائله
إليك انتمى آل النبي وشرّفت / بذكرك من هذا الأنام قبائله
وأنت الذي أوطنت للمجد والعلا / ربوعا وقد أضحت خلاءً منازله
وألبست هذا الدين بردا مفوّفا / من الغرّ إذ رثّت عليه غلائلُه
وأوليتني من جود كفّيك أنعما / فأدركت من دنيايَ ما كنت آملُه
شرحت من الإحسان صدري وظفّرت / يدايَ يودّ كنت دهري أحاوله
وما جاء يبقي جود كفّيك قاصد / يروم الفنى إلا وتمت وسائله
فقل للذي باراه أخطأت إنّه / هو البحر لكن ليس يدرك ساحله
إذا رمت في العلياء رتبة مجده / رجفت بذنب موبقات غوائله
فإن تك ذا مال فإن نواله / ومعروفه لا يدرك الوصف قائله
إليك ابن بنت المصطفى حثحثت بنا / غرائم قلب راح والرد شامله
سأركو زماني إذ رماني بصرفهِ / على مضضٍ أن رحت دهرا أجامله
وكيف بشكوايَ الزوان وقد غدا / بكم جامعا شملى وأنتم أفاضله
ولكنّني أستغفرُ الله جاهدا / إليك فإنّ لجدّ لاحت مخابله
ومن بعد مدحي مجدكم فعليكمُ / سلام كنشر الروض طلّت خمائله
دعوا مقلتي تغفي إذا لم يكن وصل
دعوا مقلتي تغفي إذا لم يكن وصل / فما رقدني حرم ولا سهري حل
وإن لم أكن أهلا لما تسمحون به / من الجود والجدوى فأنتم له أهل
هبوا القلب صبرا إن بخلتم بزورة / فكل كريم لا يليق به البخل
فإني غريم للغرام موله / قتيل رمته منكم الحدق البخل
أيا ساكني أطلال جلق إنني / مدى الدهر لا أنسى هواكم ولا أسلو
منعتم عن العين القريحة فاغتدت / تجود بدمع فيضه أبدا هطل
نوالله لا أنفك من بعد بعدكم / تمرّ حباتي إذ غدت قبلها تحلو
وإني وتذكاري لياليا تصرّمت / بقربكم يعتادني للنوى خبل
بعدت عن الأهلين بعد فراقكم / ومالي بعد في هواكم ولا قبل
وصرت عدوّا وبعد ما كنت صاحبا / محبا وفي حبيكم عزني الأهل
سلام إذا هبّت صبا من جنابكم / ينشره بأن البيرق والأثل
تحيّة مشتاق على بعد داره / يرجي لقاكم وهو بالروح لا يغلو
سلوا هل سلا قلبي هواكم وهل به / سواكم وإن لم يبق قلب ولا عقل
سوى رمق إن دام ذا البعد والنوى / قضى وتولى لا فراق ولا وصل
ايا ساكني باب البريد تعطّفوا / على من به عن كل لذاته شغل
يجن إذا ما جن ليل وأنه / قتيل هوى لا يستقاد له قتل
لحا الله قلبي ما أشد حفاظه / أدام له وصل أم أنصرم الحبل
غدا بين حاليه وقد شطت النوى / وسدّت عليه دون وصلكم السبل
يملّ ثواء أن يدوم له النوى / ويرجو لقاء أن يسجتمع الشمل
وما دون ما أمّلته لقائكم / بلوغ منى يدنو ولا أمل يعلو
سوىي جود إبراهيم والملك الذي / فما فرعه الزاكي وقد كرم الأصل
فتى وعرّت طرق المعالي خلاله / على غيره إذ كل وعر له سهل
يجود إذا ما العام أغير مجدب / ويولي العطايا والحيا ليس ينهلّ
خلائق ما تنفكّ تولي فواضلا / تأثّل منها عنده المجد والفضل
ونفس تعاف العار حتى كأنّه / هو الثكل طعما أو غدا دونه الثكل
تجمع فيه العلم والحلم والتقى / وبذل الندى والخير والدين والعقل
فمن حلمه عفو ومن علمه حجا / ومن خيره بر ومن دينه عدل
ومعروفه جم وإحسانه الغنى / وفي ظله أمن وفي نطقه الفصل
فضائل لا تحصى إذا ريم حصرها / ويعجز من إحصاؤه القطر والرمل
به وضحت طرق المكارم والعلى / فما أن له في الناس شبه ولاشك
قؤول فعول للمكارم والندى / سريع وحسن القول أن يحسن الفعل
فيا أيّها المحمود في كلّ موقف / يرى الموت فيه والمثقف والنصل
شددت عرى ذا الدين منك بعزمة / قليل المنايا من وقائعها جزل
وأنقذت أهليه من الخوف والردى / بوقعاتك اللاتي يشيب لها الطفل
ملأت قلوب المشركين مهاية / بباسك حتى قد تغشاهم الذل
وقدت إليهم كل أروع باسل / له نغثات ليس ينفثها الصل
فما فتحت يوم الكريهة مقلة / لدى الروع إلا والسيفو لها كحل
أيا ملكا أدركت ما أرتجي به / وشرفت حتى لي بهام السها تجل
إذا كنت بي برا رؤوفا فإنما / رؤوس الأعادي ل ولم أرضها نعل
فإن تتخذني في الملمات تلقني / عليما بها إن راح غيري به جهل
خبير بما يأتي به الدهر حاذق / وأنفع ما لا تنفع الخيل والرجل
وأبقى لك المجد الرفيع على المدى / بشعر ستبلى بل ستحدى به البزل
فلا تسمعن عني مقالة كاذب / فما طاب إلا من يطيب له الأصل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025