المجموع : 6
نَزَلنا بِبابِ الكَرخِ أَفضَلَ مَنزِلِ
نَزَلنا بِبابِ الكَرخِ أَفضَلَ مَنزِلِ / عَلى مُحسِناتٍ مِن قِيانِ المُفَضَّلِ
فَلابنِ سُرَيجٍ وَالغَريضِ وَمَعبَدٍ / وَدائِعُ في آذانِنا لَم تُبَدَّلِ
أَوانِسُ ما فيهِنَّ لِلضَّيفِ حِشمَةٌ / وَلا رَبُّهُنَّ بِالمَهيبِ المُبَجَّلِ
يُسَرُّ إِذا ما الضَيفُ قَلَّ حَياؤُهُ / وَيَغفُلُ عَنهُ وَهُوَ غَيرُ مَغَفَّلِ
وَيُكثِرُ مِن ذَمِّ الوَقارِ وَأَهلِهِ / إِذا الضَيفُ لِم يَأنَس وَلَم يَتَبَذَّلِ
وَلا يَدفَعُ الأَيدي السَفيهَةَ غَيرَةً / إِذا نالَ حَظّاً مِن لَبوسٍ وَمَأكَلِ
وَيُطرِقُ إِطراقَ الشُجاعِ مَهابَةً / لِيُطلِقَ طَرفَ الناظِرِ المُتَأَمِّلِ
فَأَعمِل يَداً في بَيتِهِ وَتَبَذَّلَن / وَإِيّاكَ وَالمَولى وَما شِئتَ فَاِفعَلِ
أَشِر بِيَدٍ وَاِغمِز بِطَرفٍ وَلا تَخَف / رَقيباً إِذا ما كُنتَ غَيرَ مُبَخَّلِ
وَأَعرِض عِنِ المِصباحِ وَالهَج بِذَمِّهِ / فَإِن خَمَدَ المِصباحُ فَاِدنُ وَقَبِّلِ
وَسَل غَيرَ مَمنوعٍ وَقُل غَيرَ مُسكَتٍ / وَنَم غَيرَ مَذعورٍ وَقُم غَيرَ مُعجَلِ
لَكَ البَيتُ ما دامَت هَداياكَ جَمَّةً / وَدُمتَ مَلِيّاً بِالشَرابِ المُعَسَّلِ
تُصانُ لَكَ الأَبصارُ عَن كُلِّ مَنظَرٍ / وَيُصغى إِلَيكَ بِالحَديثِ المُفَصَّلِ
فَبادِر بِأَيّامِ الشَبابِ فَإِنَّها / تَفوتُ وَتَفنى وَالغَوايَةَ تَنجَلي
وَدَع عَنكَ قَولَ الناسِ أَتلَفَ مالَهُ / فُلانٌ فَأَمسى مُدبِراً غَيرَ مُقبِلِ
هَلِ العَيشُ إِلّا لَيلَةٌ طَرَحَت بِنا / أَواخِرُها في يَومِ لَهوٍ مُعَجَّلِ
سَقى اللَهُ بابَ الكَرخِ مِن مُتَنَزَّهٍ / إِلى قَصرِ وَضّاحٍ فَبِركَةِ زَلزَلِ
مَساحِبُ أَذيالِ القِيانِ وَمَسرَحُ ال / حِسانِ وَمَأوى كُلِّ خِرقٍ مُعَذَّلِ
مَنازِلُ لا يَستَتبِعُ الغَيثَ أَهلُها / وَلا أَوجُهُ اللَذّاتِ عَنّا بِمَعزِلِ
مَنازِلُ لَو أَنَّ اِمرَأَ القَيسِ حَلَّها / لَأَقصَرَ عَن ذِكرِ الدَخولِ فَحَومَلِ
إِذاً لَرَآني أَمنَحُ الوُدَّ شادِناً / مُشَمِّرَ أَذيالِ القَبا غَيرَ مُرسِلِ
إِذا اللَيلُ أَدنى مَضجَعي مِنهُ لَم يَقُل / عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزِلِ
عَجِلتِ وَما كُلُّ العَواذِلِ يَعجَلُ
عَجِلتِ وَما كُلُّ العَواذِلِ يَعجَلُ / وَكَم لائِمٍ مُستَجهِلٍ وَهُوَ أَجهَلُ
وَرىً لِمَطايا لا تَزالُ عِتاقُها / تَخُبُّ بِآجالِ الرِجالِ وَتُرقِلُ
كَأَن لَم تَكُن لَيلى تُزارُ وَلَم أَكُن / أُزارُ إِذا ما غِبتُ عَنها وَأوصَلُ
وَلَمّا بَدَت بَينَ الوُشاةِ كَأَنَّها / عِناقُ الفِراقِ يُشتَهى وَهُوَ يَقتُلُ
يَئِستُ مِنَ الدُنيا وَقُلتُ لِصاحِبي / لَئِن عَجِلَت لَلمَوتُ أَوحى وَأَعجَلُ
أَلا عَلِّلاني وَالكَريمُ يُعَلَّلُ / وَلا تَعذِلاني ما يَحِلُّ وَيَجمُلُ
سَماعٌ وَرَيحانٌ وَراحٌ وَصاحِبٌ / حَبيبٌ إِلَينا ما يَقولُ وَيَفعَلُ
وَإِيّاكُما وَالخَمرَ لا تَقرَبانِها / كَفى عِوَضاً عَنها الشَرابُ المُعَسَّلُ
لَنا في بَني العَباسِ أَكرَمُ أُسوَةٍ / فَهُم خَيرُ خَلقِ اللَهِ طُرّاً وَأَفضَلُ
أَلَيسَت لَهُم عِندَ المَقامِ سِقايَةٌ / مُكَرَّمَةٌ تَروي الحَجيجَ وَتَفضُلُ
هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ
هِيَ النَفسُ ما حَمَّلتَها تَتَحَمَّلُ / وَلِلدَّهرِ أَيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ
وَعاقِبَةُ الصَبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ / وَأَفضَلُ أَخلاقِ الرِجالِ التَفَضُّلُ
وَلا عارَ أَن زالَت عَن الحُرِّ نِعمَةٌ / وَلكِنَّ عاراً أَن يَزولَ التَجَمُّلُ
وَما المالُ إِلّا حَسرَةٌ إِن تَرَكتَهُ / وَغُنمٌ إِذا قَدَّمتَهُ مُتَعَجَّلُ
وَلِلخَيرِ أَهلٌ يَسعَدونَ بِفِعلِهِ / وَلِلناسِ أَحوالٌ بِهِم تَتَنَقَّلُ
وَلِلَّهِ فينا عِلمُ غَيبٍ وَإِنَّما / يُوَفِّقُ مِنّا مَن يَشاءُ وَيَخذُلُ
وَأَقوَمُ خَلقِ اللَهِ لِلَّهِ بِالَّذي / يُحِبُّ وَيَرضى جَعفَرُ المُتَوَكِّلُ
فَتىً جَمَعَت فيهِ المَكارِمُ شَملَها / فَما فاتَهُ مِنها أَخيرٌ وَأَوَّلُ
أَبى اللَهُ إِلّا أَنُّهُ خَيرُ خَلقِهِ / وَأَعدَلُهُم فيما يَقولُ وَيَفعَلُ
عِنايَتُهُ بِالدينِ تَشهَدُ أَنَّهُ / بِقَوسِ رَسولِ اللَهِ يَرمى وَينصُلُ
إِذا ما رَأى رَأياً تَيَقَّنتَ أَنَّهُ / بِرَأيِ اِبنِ عَبّاسٍ يُقاسُ وَيُعدَلُ
لَهُ المِنَّةُ العُظمى عَلى كُلِّ مُسلِمٍ / وَطاعَتُهُ فَرضٌ مِنَ اللَهِ مُنزَلُ
أَعادَ لَنا الإِسلامَ بَعدَ دُروسِهِ / وَقامَ بِأَمرِ اللَهِ وَالأَمرُ مُهمَلُ
وَآثَرَ آثارَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / فَقالَ بِما قالَ الكِتابُ المُنَزَّلُ
وَأَلَّفَ بَينَ المُسلِمينَ بِيُمنِهِ / وَأَطفَأَ نيراناً عَلى الدينِ تُشعَلُ
يُعاقِبُ تَأديباً وَيَعفو تَطَوُّلاً / وَيَجزي عَلى الحُسنى وَيُعطي فَيُجزِلُ
وَلا يُتبِعُ المَعروفَ مَنّاً وَلا أَذَىً / وَلا البُخلُ مِن عاداتِهِ حينَ يُسأَلُ
يُضيءُ لِأَبصارِ الرِجالِ كَأَنَّهُ / صَباحٌ تَجَلّى يَزحَمُ اللَيلَ مُقبِلُ
تَأَمَّل تَرى لِلَّهِ فيهِ بَدايِعاً / مِنَ الحُسنِ لا تَخفى وَلا تَتَبَدَّلُ
فَنَضرَةُ وَجهٍ يَقصُرُ الطَرفُ دونَهُ / وَطَرفٌ وَإِن لَم يَألَفِ الكُحلَ أَكحَلُ
وَمُعتَصِمِيُّ الخَلقِ لِلسَيفِ وَالقَنا / عَلَيهِ بَهاءٌ حينَ يَبدو وَيُقبِلُ
إِذا نَحنُ شَبَّهناكَ بِالبَدرِ طالِعاً / بَخَسناكَ حَظّاً أَنتَ أَبهى وَأَجمَلُ
وَنَظلِمُ إِن قِسناكَ بِاللَيثِ في الوَغى / فَإِنَّكَ أَحمى لِلذِّمارِ وَأَبسَلُ
وَلَستُ بِبَحرٍ أَنتَ أَعذَبُ مَورِداً / وَأَنفَعُ لِلرّاجي نَداكَ وَأَشمَلُ
وَلا وَصفَ إِلّا قَد تَجاوَزتَ حَدَّهُ / وَلا سَيبَ إِلّا سَيبُ كَفِّكَ أَفضَلُ
رَعاكَ الَّذي اِستَرعاكَ أَمرَ عِبادِهِ / وَكافاكَ عَنّا المُنعِمُ المُتَفَضِّلُ
أَطاهِرُ إِنّي عَن خُراسانَ راحِلُ
أَطاهِرُ إِنّي عَن خُراسانَ راحِلُ / وَمُستَخبَرٌ عَنها فَما أَنا قائِلُ
أَأَصدُقُ أَم أَكني عَنِ الصِدقِ أَيُّما / تَخَيَّرتَ أَدَّتهُ إِلَيكَ المَحافِلُ
وَسارَت بِهِ الرُكبانُ وَاِصطَفَقَت بِهِ / أَكُفُّ قِيانٍ وَاِجتَبَتهُ القَبائِلُ
وَإِنّي بِغالي الحَمدِ وَالذَمِّ عالِمٌ / بِما فيهِما نامي الرَمِيَّةِ ناضِلُ
وَحَقّاً أَقولُ الصِدقَ إِنّي لَمائِلٌ / إِلَيكَ وَإِن لَم يَحظَ بِالوُدِّ مائِلُ
أَلا حُرمَةٌ تُرعى أَلا عَقدُ ذِمَّةٍ / لِجارٍ أَلا فِعلٌ لِقَولٍ مُشاكِلُ
أَلا مُنصِفٌ إِن لَم نَجِد مُتَفَضِّلاً / عَلَينا أَلا قاضٍ مِن الناسِ عادِلُ
فَلا تَقطَعَن غَيظاً عَلَيَّ أَنامِلاً / فَقَبلَكَ ما عُضَّت عَلَيَّ الأَنامِلُ
أَطاهِرُ إِن تُحسِن فَإِنِّيَ مُحسِنٌ / إِلَيكَ وَإِن تَبخَل فَإِنِّيَ باخِلُ
أَعاذِلَ لَيسَ البُخلُ مِنّي سَجِيَّةً
أَعاذِلَ لَيسَ البُخلُ مِنّي سَجِيَّةً / وَلكِن رَأَيتُ الفَقرَ شَرَّ سَبيلِ
لَمَوتُ الفَتى خَيرٌ مِن البُخلِ لِلفَتى / وَلَلبُخلُ خَيرٌ مِن سُؤالِ بَخيلِ
لَعَمرُكَ ما شَيءٌ لِوَجهِكَ قيمَةٌ / فَلا تَلقَ مَخلوقاً بِوَجهِ ذَليلِ
وَلا تَسأَلَن مَن كانَ يَسأَلُ مَرَّةً / فَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن سُؤالِ سَؤولِ
إِذا اِجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرُّها
إِذا اِجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرُّها / وَشَرٌّ مِنَ البُخلِ المَواعِدُ وَالمَطلُ
وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا كانَ كاذِباً / وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا لَم يَكُن فِعلُ