المجموع : 6
بِلا غَيْبَةٍ لِلْبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ
بِلا غَيْبَةٍ لِلْبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ / وَمَا أَنَا فِيما قُلْتُهُ مُتَجَمِّلُ
وَلا عَيْبَ عِنْدِي فيكَ لَوْلا صِيَانة / لَدَيْكَ بِها كُلُّ امْرِىءٍ يَتَبذَّلُ
وَحَجْبُكَ حَتّى لَوْ عَن الحُجْبِ تَتَّقي / حِجاباً ولا تَبْدُو لَهَا كُنْتَ تَفْعَلُ
لِحاظُكَ أَسْيافٌ ذُكُورٌ فَما لَها / كَمَا زَعَمُوا مِثْلَ الأَرَامِلِ تَغْزِلُ
وَمَا بالُ بُرْهَان العِذَارِ مُسَلِّماً / وَيَلْزَمُهُ دَورٌ وَفيهِ تَسَلْسُلُ
وَعَهْدِي أَنّ الشَّمْسَ بِالصَّحْوِ آذَنَتْ / فَمَا بالُ سُكْرِي مِنْ مُحَيَّاكَ يُقَبِلُ
كَأَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ لِغَيْرِ نَواظِرٍ / تُسَهِّدها وَجْداً وَقَلْباً تُعلِّلُ
عَليَّ ضَمانٌ أَنَّ طَرْفَكَ لا يَرى / مِن الحُسْنِ شَيْئاً عِنْدَ غَيْرِكَ يَجْمُلُ
وأَنَّ قُلوبَ العاشِقينَ وَإِنْ تَجُرْ / عَلَيها إلى سُلْوانِهَا لَيْسَ تَعْدِلُ
حَبيبِي لِيَهْنَ الحُسْنُ أَنَّكَ حُزْتَهُ / ويَهْنَ فُؤَادي أَنَّهُ لَكَ مَنْزِلُ
إذَا كُنْتَ ذا ودٍّ صَحيحٍ فَلَمْ يَكُنْ / يَضرُّ بِي العُذَّالُ حَيْثُ تَقَوَّلُوا
رَأَوْا مِنْكَ حَظّي في المَحَبَّةِ وَافِراً / لِذَا حَرَّفوا عَنِّي الحَدِيثَ وَأَوَّلوا
حَلَلْتَ بِأَحْشَاءٍ لَها مِنكَ قَاتِلُ
حَلَلْتَ بِأَحْشَاءٍ لَها مِنكَ قَاتِلُ / فَهَلْ أَنْتَ فِيهَا نَازِلٌ أَوْ مُنازِلُ
أَرَى اللَّيْلَ مُذْ حُجِّبْتَ مَا حَالَ لَوْنُهُ / عَلى أَنّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَائِلُ
وَمَا كُنْتُ مَجْنُونَ الهَوَى قَبْلَ أَنْ يُرَى / لِقَلْبي مِنْ صُدْغَيْكَ فِي الأَسْرِ عَاقِلُ
وَلَوْلا سِنَانٌ مِنْ لِحاظِكَ قاتِلٌ / لَما كُنْتُ أَدْرِي أَنّ طَرْفَكَ ذابِلُ
وَلِمْ لا يَصِحُّ الوَجْدُ فِيكَ ونَاظِري / لِنَسْخَةِ حُسْنٍ مِنْ سَناكَ يُقَابِلُ
وَلِي مَنْطِقٌ مِنْ نَحْوِ شَوْقي أَصولُه / بِعِلْمِ المعاني مِنْ خِلافِكَ شَاغِلُ
أَيُسْعِدُني يا طَلْعَةَ البَدْرِ طَالِعٌ / وَمِنْ شَقْوتي حَظٌّ بِخَدَّيكَ نَازِلُ
بَخِلْتَ وَلَمْ تَسْمَعْ فَمَا مِنْكَ نائِلٌ / وَصَانَكَ إِعْراضٌ فَمَا لَكَ نائِلُ
وَلَوْ أَنَّ قِسّاً واصِفٌ مِنْكَ وَجْنةً / لأَعَجَزَهُ نَبْتٌ بِهَا وهْوَ باقِلُ
وَلِي مِنْكَ عَرْفٌ مِنْ وِدَادِكَ عاطِرٌ / وَحَاليَ مِنْ عِرْفَانِ وَصْلِكَ عَاطِلُ
عَلَى كُلِّ أَمْرٍ مِنْكَ عَوْنٌ فَرُبَّما / يُعينُ الَّذي أَبْلى بِما أَنْتَ فَاعِلُ
وَبي ساحِرٌ في اللَّحْظِ لِلخَدِّ حارِسٌ / وذَابِلُ أَعْطافٍ لِدَمْعِي باذِلُ
وَشَعْرٍ كَليْلِي كانَ طُولاً فَما لَهُ / قَصيراً كَحَظِّي هَلْ لِذَاكَ دَلائِلُ
نَعم قَدْ تَناهى في الظَّلامِ تَطاوُلاً / وَعِنْدَ التَّنَاهِي يَقْصُر المُتطاوِلُ
مَلامُكَ لا رَبْطٌ لَدَيْهِ وَلاَ حَلُّ
مَلامُكَ لا رَبْطٌ لَدَيْهِ وَلاَ حَلُّ / دَمِي لِلْهَوى إِنْ كَانَ يُرْضِي الهَوَى حِلُّ
إِلَيْكَ وَمَا مَوَّهْتَ عَنِّي فإِنَّما ال / تَجَاهُلُ عِنْدَ العارِفينَ بهِ جَهْلُ
بِرُوحي وَأَهْلي مَنْ إِذَا عَرضُوا لَهَا / بِذِكْرِي قَالتْ دُونَهُ الرُّوحُ والأَهْلُ
تُحِدِّثَ في النَّادِي بِذكْرِي وَذِكْرِها / وَصار لأَهْلِ الحَيِّ مِنْ ذِكْرنا شُغْلُ
وَمَا الحُبَّ إِلّا أَنْ يُقِلُّوا وَيُكْثِروا / بِنَا وَيَصِحُّوا في الظُّنُونِ وَيَعْتَلُّوا
أَبتْ رِقّتي إِلّا الَّذي يَقْتَضِي الهَوَى / وَعَزْمِي إِلّا ما اقْتَضَى الرَّأيُ والعَقْلُ
فَواعَجَباً أَنّي خَفِيتُ وَلَمْ أَبِنْ / وَقَدْ رَاحَ مَمْلُوءً بِي الحَزْنُ والسَّهْلُ
طَريدٌ وَلِي مَأْوىً مُباحٌ وَلِي حِمىً / وَحِيدٌ وَلِي صَحْبٌ غَريبٌ وَلِي أَهْلُ
سَأَجْهَدُ إِمَّا لِلمَنايا أَو المُنَى / قُصَاراي إِمّا النَّصْرُ أَو ما جَنَى النَّصْلُ
فإِنْ لَمْ تَصِلْ بِي هِمَّتي بِمَطالِبي / وَلَمْ يَنْتَسِجْ للشَّيْبِ في لِمَّتي غَزْلُ
فَلا نَظَرتْ عَيْني وَلا فَاهَ مِقْوَلي / وَلا بَطَشَتْ كَفِّي وَلا سَعَتِ الرِّجْلُ
وَمَنْ عَرَفَ الأَمْرَ الَّذي أَنا عارِفٌ / رَأَى كُلَّ صَعْبٍ كُلّ إِدْراكِهِ سَهْلُ
خُذِ العِزِّ مِنْ أَيّ الوُجُوه رَأَيْتَهُ / فَلا خَيْرَ في عَيْشٍ يَكونُ بِهِ الذُّلُّ
وَلِلمَرْءِ مِنْ دَاعِي الطَّبِيعَةِ قائِدٌ / إذَا لَمْ يَذده دُونَهُ الحلْمُ والنُّبْلُ
مِنَ التُّربِ هذا الطَّبْعُ والنَّفْسُ مِنْ عُلاً / فَلِلْمَرْءِ أَنْ يَدْنُو وَلِلْمَرْءِ أَنْ يَعْلُو
فَدَتْكَ نُفُوسٌ قَدْ حَلا بِكَ حَالُهَا
فَدَتْكَ نُفُوسٌ قَدْ حَلا بِكَ حَالُهَا / وَأَضْحَى صَحِيحاً فِي هَواكَ اعْتِلالُها
مَلكْتَ قُلوبَ العَاشِقينَ بِطَلْعَةٍ / يَرُوقُ جَمِيعَ الناظِرينَ جَمالُهَا
وَزَادَ بِكَ الحُسْنُ البَديعُ نَضارةً / كأَنَّكَ في وَجْهِ المَلاحَةِ خَالُها
سَلَبْتَ فُؤادَ الصَّبِّ مِنْكَ بِقَامَةٍ / حَكَى الغُصْن مِنْهَا مَيْلَهَا وَاعْتِدَالَهَا
فَصِلْ مُغْرَماً حَمَّلْتَهُ مِنْكَ في الهَوَى / بَلابِل وَجْدٍ لا يُطَاقُ احْتِمالُهَا
عَنَّ لي دُمْيَةً وَلاحَ هِلالا / وَانْثَنَى صُعْدَةً وَفرَّ عَزَالا
فَتَذَلَّلتُ حِينَ أَبْدَى دَلالاً / وَرأى رُخْصَ أَدْمُعِي فَتَغَالا
يا غَنِيّاً بِالحُسْنِ أَسأَلكَ الوَصْ / لَ وَحَاشَاكَ أَنْ تَرُدَّ السُّؤالا
رَشأٌ قَدْ أَطعْتُ فيهِ غَرامِي / وَعَصَيْتُ اللُّوَّامَ وَالعُذَّالا
قَتلتْنِي جُفونُهُ وَهْيَ مَرضَى / سَلَبَتْنِي قِوايَ وَهيَ كَسالا
أَراكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبَا
أَراكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبَا / فَخلِّ حَديثاً لِلأَطِبَّاءِ يا خِلِّي
فَإِنْ يَكُ بِالطَّاعُونِ رَبُّكَ قَدْ قَضَى / تَموتُ إِذاً رَغْماً وأَنْفُكَ في الخَلِّ
بِلا غَيْبَةٍ لِلبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ
بِلا غَيْبَةٍ لِلبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ / وَمَا أَنا فِيما قُلتُهُ مُتَجَمِّلُ
وَلاَ عَيْبَ عِنْدِي فِيكَ لَوْلا صِيانةٌ / لَدَيْكَ بِهَا كلُّ امْرِئٍ يَتبذَّلُ
وَحَجْبُكَ حَتّى لَوْ عَنِ الحُجْبِ تَتَّقي / حِجاباً فلا تَبْدُو لَهَا كُنْتَ تَفْعَلُ
لِحاظُكَ أَسْيافٌ ذكورٌ فَمَا لَها / كَمَا زَعَمُوا مِثْلُ الأَرامِلِ تَغْزِلُ
وَمَا بالُ بُرْهان العِذارِ مُسلَّماً / وَيلْزمه دَوْرٌ وفيهِ تَسَلْسُلُ
وَعَهْدِي أَنَّ الشَّمْس بالصَّحْوِ آذَنَتْ / فما بالُ سُكْرِي مِنْ مُحَيَّاكَ يُقْبِلُ
كأَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ لِغَيْرِ نَواظرٍ / تُسهِّدها وَجْداً وقلبٍ تُعَلِّلُ
عَليَّ ضَمانٌ أَنَّ طَرْفكَ لا يَرى / مِنَ الحُسْنِ شيئاً عِنْدَ غَيْرِكَ يَجْمُلُ
وَإِنَّ قُلوبَ العاشِقينَ وإِنْ تَجُرْ / عَلَيْهَا إِلى سُلْوانها لَيسَ تَعْدِلُ
حَبيبي لِيهْنَ الحُسْنُ أَنَّك حُزْتَهُ / وَيهْنَ فُؤادي أَنَّه لَكَ مَنْزِلُ
إِذَا كُنْتَ ذا ودٍّ صحيحِ فَلَمْ يَكْن / يَضرُّ بِيَ العُذَّالُ حَيْثُ تَقَوَّلوا
رَأَوا مِنْكَ حَظِّي في المَحبَّةِ وافراً / لِذا حرَّفوا عَنِّي الحديثَ وأَوَّلوا
وَيهْنَ امْتِداحي ابْنَ الأثيرِ فَمدْحُهُ / يُشرِّفهُ مُمْدوحُهُ ويُجمِّلُ
وَبُشْرَى لآمالي الصَّوادي فإِنَّها / لَدَيْهِ مِنَ النُعْمَى تُعَلُّ وَتُنْهَلُ
فَتىً لم يَفُتْهُ في المَكارِمِ مَنْزِلٌ / وَلا شَذَّ في وِرْدِ العُلى عَنْهُ مَنْهَلُ
وَلا رَامَ مَرْمَى جُودِه مُتَطاوِلٌ / ولا حَازَ أَدْنى مَجْدِهِ مُتَطوِّلُ
ولا شَكَّ في إِحْسانِهِ مُتأَوِّلٌ / وَلا ارتابَ في حُسْنٍ لَهُ مُتَأَمِّلُ
أَيادٍ يُراعُ الجُودُ مِنْ فَيْضِ نَيْلِها / وَأَيدٍ يَراعُ الجُودِ عَنْهُنَّ يَنْقِلُ
يُنَوِّلُ جانٍ تَمْرَهُنَّ فَيَجْتَنِي / وَيُمْهَلُ جَانٍ عِنْدَهُنُّ وَيُهْمَلُ
لَهُ دُرُّ ألفاظٍ وَدَرُّ مَواهَبٍ / يُحدِّثُ عَنْهَا الفاضِلُ المُتفضِّلُ
أَقَمْتُ زَماناً لَسْتُ أَنْظِمُ مِدْحَةً / وَلا لِيَ هَمٌّ أَنَّني أَتَغَزَّلُ
وَمَا النَّاسُ غَيْرُ اثْنَيْنِ عَاشٍ وَعَاشِقٍ / مَعَ اثْنَيْنِ ذا يَجْنِي وَذَا يَتَقبَّلُ
فَلَمَّا تَراءَى بارِقُ الجُودِ أُنْشِئَتْ / سَحائِبُ إِنْعامٍ بها الغَيْثُ مُسْهَلُ
تَعَرَّضْتُ بِالمَدْحِ الَّذي أَنا عالِمٌ / بِتَصْريفِهِ إذْ كَانَ في النّاسِ يُبْهَلُ
فَصُنْتُ مَديحي عن سُؤالٍ فَبَحْرُهُ / لِبَحْرِ نَداكَ اليَوْمَ يا حِبْرُ مُبْدِلُ