القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 6
بِلا غَيْبَةٍ لِلْبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ
بِلا غَيْبَةٍ لِلْبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ / وَمَا أَنَا فِيما قُلْتُهُ مُتَجَمِّلُ
وَلا عَيْبَ عِنْدِي فيكَ لَوْلا صِيَانة / لَدَيْكَ بِها كُلُّ امْرِىءٍ يَتَبذَّلُ
وَحَجْبُكَ حَتّى لَوْ عَن الحُجْبِ تَتَّقي / حِجاباً ولا تَبْدُو لَهَا كُنْتَ تَفْعَلُ
لِحاظُكَ أَسْيافٌ ذُكُورٌ فَما لَها / كَمَا زَعَمُوا مِثْلَ الأَرَامِلِ تَغْزِلُ
وَمَا بالُ بُرْهَان العِذَارِ مُسَلِّماً / وَيَلْزَمُهُ دَورٌ وَفيهِ تَسَلْسُلُ
وَعَهْدِي أَنّ الشَّمْسَ بِالصَّحْوِ آذَنَتْ / فَمَا بالُ سُكْرِي مِنْ مُحَيَّاكَ يُقَبِلُ
كَأَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ لِغَيْرِ نَواظِرٍ / تُسَهِّدها وَجْداً وَقَلْباً تُعلِّلُ
عَليَّ ضَمانٌ أَنَّ طَرْفَكَ لا يَرى / مِن الحُسْنِ شَيْئاً عِنْدَ غَيْرِكَ يَجْمُلُ
وأَنَّ قُلوبَ العاشِقينَ وَإِنْ تَجُرْ / عَلَيها إلى سُلْوانِهَا لَيْسَ تَعْدِلُ
حَبيبِي لِيَهْنَ الحُسْنُ أَنَّكَ حُزْتَهُ / ويَهْنَ فُؤَادي أَنَّهُ لَكَ مَنْزِلُ
إذَا كُنْتَ ذا ودٍّ صَحيحٍ فَلَمْ يَكُنْ / يَضرُّ بِي العُذَّالُ حَيْثُ تَقَوَّلُوا
رَأَوْا مِنْكَ حَظّي في المَحَبَّةِ وَافِراً / لِذَا حَرَّفوا عَنِّي الحَدِيثَ وَأَوَّلوا
حَلَلْتَ بِأَحْشَاءٍ لَها مِنكَ قَاتِلُ
حَلَلْتَ بِأَحْشَاءٍ لَها مِنكَ قَاتِلُ / فَهَلْ أَنْتَ فِيهَا نَازِلٌ أَوْ مُنازِلُ
أَرَى اللَّيْلَ مُذْ حُجِّبْتَ مَا حَالَ لَوْنُهُ / عَلى أَنّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حَائِلُ
وَمَا كُنْتُ مَجْنُونَ الهَوَى قَبْلَ أَنْ يُرَى / لِقَلْبي مِنْ صُدْغَيْكَ فِي الأَسْرِ عَاقِلُ
وَلَوْلا سِنَانٌ مِنْ لِحاظِكَ قاتِلٌ / لَما كُنْتُ أَدْرِي أَنّ طَرْفَكَ ذابِلُ
وَلِمْ لا يَصِحُّ الوَجْدُ فِيكَ ونَاظِري / لِنَسْخَةِ حُسْنٍ مِنْ سَناكَ يُقَابِلُ
وَلِي مَنْطِقٌ مِنْ نَحْوِ شَوْقي أَصولُه / بِعِلْمِ المعاني مِنْ خِلافِكَ شَاغِلُ
أَيُسْعِدُني يا طَلْعَةَ البَدْرِ طَالِعٌ / وَمِنْ شَقْوتي حَظٌّ بِخَدَّيكَ نَازِلُ
بَخِلْتَ وَلَمْ تَسْمَعْ فَمَا مِنْكَ نائِلٌ / وَصَانَكَ إِعْراضٌ فَمَا لَكَ نائِلُ
وَلَوْ أَنَّ قِسّاً واصِفٌ مِنْكَ وَجْنةً / لأَعَجَزَهُ نَبْتٌ بِهَا وهْوَ باقِلُ
وَلِي مِنْكَ عَرْفٌ مِنْ وِدَادِكَ عاطِرٌ / وَحَاليَ مِنْ عِرْفَانِ وَصْلِكَ عَاطِلُ
عَلَى كُلِّ أَمْرٍ مِنْكَ عَوْنٌ فَرُبَّما / يُعينُ الَّذي أَبْلى بِما أَنْتَ فَاعِلُ
وَبي ساحِرٌ في اللَّحْظِ لِلخَدِّ حارِسٌ / وذَابِلُ أَعْطافٍ لِدَمْعِي باذِلُ
وَشَعْرٍ كَليْلِي كانَ طُولاً فَما لَهُ / قَصيراً كَحَظِّي هَلْ لِذَاكَ دَلائِلُ
نَعم قَدْ تَناهى في الظَّلامِ تَطاوُلاً / وَعِنْدَ التَّنَاهِي يَقْصُر المُتطاوِلُ
مَلامُكَ لا رَبْطٌ لَدَيْهِ وَلاَ حَلُّ
مَلامُكَ لا رَبْطٌ لَدَيْهِ وَلاَ حَلُّ / دَمِي لِلْهَوى إِنْ كَانَ يُرْضِي الهَوَى حِلُّ
إِلَيْكَ وَمَا مَوَّهْتَ عَنِّي فإِنَّما ال / تَجَاهُلُ عِنْدَ العارِفينَ بهِ جَهْلُ
بِرُوحي وَأَهْلي مَنْ إِذَا عَرضُوا لَهَا / بِذِكْرِي قَالتْ دُونَهُ الرُّوحُ والأَهْلُ
تُحِدِّثَ في النَّادِي بِذكْرِي وَذِكْرِها / وَصار لأَهْلِ الحَيِّ مِنْ ذِكْرنا شُغْلُ
وَمَا الحُبَّ إِلّا أَنْ يُقِلُّوا وَيُكْثِروا / بِنَا وَيَصِحُّوا في الظُّنُونِ وَيَعْتَلُّوا
أَبتْ رِقّتي إِلّا الَّذي يَقْتَضِي الهَوَى / وَعَزْمِي إِلّا ما اقْتَضَى الرَّأيُ والعَقْلُ
فَواعَجَباً أَنّي خَفِيتُ وَلَمْ أَبِنْ / وَقَدْ رَاحَ مَمْلُوءً بِي الحَزْنُ والسَّهْلُ
طَريدٌ وَلِي مَأْوىً مُباحٌ وَلِي حِمىً / وَحِيدٌ وَلِي صَحْبٌ غَريبٌ وَلِي أَهْلُ
سَأَجْهَدُ إِمَّا لِلمَنايا أَو المُنَى / قُصَاراي إِمّا النَّصْرُ أَو ما جَنَى النَّصْلُ
فإِنْ لَمْ تَصِلْ بِي هِمَّتي بِمَطالِبي / وَلَمْ يَنْتَسِجْ للشَّيْبِ في لِمَّتي غَزْلُ
فَلا نَظَرتْ عَيْني وَلا فَاهَ مِقْوَلي / وَلا بَطَشَتْ كَفِّي وَلا سَعَتِ الرِّجْلُ
وَمَنْ عَرَفَ الأَمْرَ الَّذي أَنا عارِفٌ / رَأَى كُلَّ صَعْبٍ كُلّ إِدْراكِهِ سَهْلُ
خُذِ العِزِّ مِنْ أَيّ الوُجُوه رَأَيْتَهُ / فَلا خَيْرَ في عَيْشٍ يَكونُ بِهِ الذُّلُّ
وَلِلمَرْءِ مِنْ دَاعِي الطَّبِيعَةِ قائِدٌ / إذَا لَمْ يَذده دُونَهُ الحلْمُ والنُّبْلُ
مِنَ التُّربِ هذا الطَّبْعُ والنَّفْسُ مِنْ عُلاً / فَلِلْمَرْءِ أَنْ يَدْنُو وَلِلْمَرْءِ أَنْ يَعْلُو
فَدَتْكَ نُفُوسٌ قَدْ حَلا بِكَ حَالُهَا
فَدَتْكَ نُفُوسٌ قَدْ حَلا بِكَ حَالُهَا / وَأَضْحَى صَحِيحاً فِي هَواكَ اعْتِلالُها
مَلكْتَ قُلوبَ العَاشِقينَ بِطَلْعَةٍ / يَرُوقُ جَمِيعَ الناظِرينَ جَمالُهَا
وَزَادَ بِكَ الحُسْنُ البَديعُ نَضارةً / كأَنَّكَ في وَجْهِ المَلاحَةِ خَالُها
سَلَبْتَ فُؤادَ الصَّبِّ مِنْكَ بِقَامَةٍ / حَكَى الغُصْن مِنْهَا مَيْلَهَا وَاعْتِدَالَهَا
فَصِلْ مُغْرَماً حَمَّلْتَهُ مِنْكَ في الهَوَى / بَلابِل وَجْدٍ لا يُطَاقُ احْتِمالُهَا
عَنَّ لي دُمْيَةً وَلاحَ هِلالا / وَانْثَنَى صُعْدَةً وَفرَّ عَزَالا
فَتَذَلَّلتُ حِينَ أَبْدَى دَلالاً / وَرأى رُخْصَ أَدْمُعِي فَتَغَالا
يا غَنِيّاً بِالحُسْنِ أَسأَلكَ الوَصْ / لَ وَحَاشَاكَ أَنْ تَرُدَّ السُّؤالا
رَشأٌ قَدْ أَطعْتُ فيهِ غَرامِي / وَعَصَيْتُ اللُّوَّامَ وَالعُذَّالا
قَتلتْنِي جُفونُهُ وَهْيَ مَرضَى / سَلَبَتْنِي قِوايَ وَهيَ كَسالا
أَراكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبَا
أَراكَ تَشُمُّ الخَلّ في زَمَنِ الوَبَا / فَخلِّ حَديثاً لِلأَطِبَّاءِ يا خِلِّي
فَإِنْ يَكُ بِالطَّاعُونِ رَبُّكَ قَدْ قَضَى / تَموتُ إِذاً رَغْماً وأَنْفُكَ في الخَلِّ
بِلا غَيْبَةٍ لِلبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ
بِلا غَيْبَةٍ لِلبَدْرِ وَجْهُكَ أَجْمَلُ / وَمَا أَنا فِيما قُلتُهُ مُتَجَمِّلُ
وَلاَ عَيْبَ عِنْدِي فِيكَ لَوْلا صِيانةٌ / لَدَيْكَ بِهَا كلُّ امْرِئٍ يَتبذَّلُ
وَحَجْبُكَ حَتّى لَوْ عَنِ الحُجْبِ تَتَّقي / حِجاباً فلا تَبْدُو لَهَا كُنْتَ تَفْعَلُ
لِحاظُكَ أَسْيافٌ ذكورٌ فَمَا لَها / كَمَا زَعَمُوا مِثْلُ الأَرامِلِ تَغْزِلُ
وَمَا بالُ بُرْهان العِذارِ مُسلَّماً / وَيلْزمه دَوْرٌ وفيهِ تَسَلْسُلُ
وَعَهْدِي أَنَّ الشَّمْس بالصَّحْوِ آذَنَتْ / فما بالُ سُكْرِي مِنْ مُحَيَّاكَ يُقْبِلُ
كأَنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ لِغَيْرِ نَواظرٍ / تُسهِّدها وَجْداً وقلبٍ تُعَلِّلُ
عَليَّ ضَمانٌ أَنَّ طَرْفكَ لا يَرى / مِنَ الحُسْنِ شيئاً عِنْدَ غَيْرِكَ يَجْمُلُ
وَإِنَّ قُلوبَ العاشِقينَ وإِنْ تَجُرْ / عَلَيْهَا إِلى سُلْوانها لَيسَ تَعْدِلُ
حَبيبي لِيهْنَ الحُسْنُ أَنَّك حُزْتَهُ / وَيهْنَ فُؤادي أَنَّه لَكَ مَنْزِلُ
إِذَا كُنْتَ ذا ودٍّ صحيحِ فَلَمْ يَكْن / يَضرُّ بِيَ العُذَّالُ حَيْثُ تَقَوَّلوا
رَأَوا مِنْكَ حَظِّي في المَحبَّةِ وافراً / لِذا حرَّفوا عَنِّي الحديثَ وأَوَّلوا
وَيهْنَ امْتِداحي ابْنَ الأثيرِ فَمدْحُهُ / يُشرِّفهُ مُمْدوحُهُ ويُجمِّلُ
وَبُشْرَى لآمالي الصَّوادي فإِنَّها / لَدَيْهِ مِنَ النُعْمَى تُعَلُّ وَتُنْهَلُ
فَتىً لم يَفُتْهُ في المَكارِمِ مَنْزِلٌ / وَلا شَذَّ في وِرْدِ العُلى عَنْهُ مَنْهَلُ
وَلا رَامَ مَرْمَى جُودِه مُتَطاوِلٌ / ولا حَازَ أَدْنى مَجْدِهِ مُتَطوِّلُ
ولا شَكَّ في إِحْسانِهِ مُتأَوِّلٌ / وَلا ارتابَ في حُسْنٍ لَهُ مُتَأَمِّلُ
أَيادٍ يُراعُ الجُودُ مِنْ فَيْضِ نَيْلِها / وَأَيدٍ يَراعُ الجُودِ عَنْهُنَّ يَنْقِلُ
يُنَوِّلُ جانٍ تَمْرَهُنَّ فَيَجْتَنِي / وَيُمْهَلُ جَانٍ عِنْدَهُنُّ وَيُهْمَلُ
لَهُ دُرُّ ألفاظٍ وَدَرُّ مَواهَبٍ / يُحدِّثُ عَنْهَا الفاضِلُ المُتفضِّلُ
أَقَمْتُ زَماناً لَسْتُ أَنْظِمُ مِدْحَةً / وَلا لِيَ هَمٌّ أَنَّني أَتَغَزَّلُ
وَمَا النَّاسُ غَيْرُ اثْنَيْنِ عَاشٍ وَعَاشِقٍ / مَعَ اثْنَيْنِ ذا يَجْنِي وَذَا يَتَقبَّلُ
فَلَمَّا تَراءَى بارِقُ الجُودِ أُنْشِئَتْ / سَحائِبُ إِنْعامٍ بها الغَيْثُ مُسْهَلُ
تَعَرَّضْتُ بِالمَدْحِ الَّذي أَنا عالِمٌ / بِتَصْريفِهِ إذْ كَانَ في النّاسِ يُبْهَلُ
فَصُنْتُ مَديحي عن سُؤالٍ فَبَحْرُهُ / لِبَحْرِ نَداكَ اليَوْمَ يا حِبْرُ مُبْدِلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025