المجموع : 13
إِذا كُنتَ مَعنيّاً بِأَمرٍ تُريدُهُ
إِذا كُنتَ مَعنيّاً بِأَمرٍ تُريدُهُ / فَما لِلمَضاءِ وَالتَوكُّل مِن مِثلِ
تَوكَّل وَحَمِّل أَمرَكَ اللَهَ إِنَّ ما / يُرادُ لَهُ آتيكَ أَنتَ لَهُ مُخلِ
فَلا تَحسَبنَّ السَيرَ أَقرَبَ لِلرَدى / مِنَ الخَفضِ في دارِ المُقامَةِ والثَملِ
وَلا تَحبِسَنّي عَن طَريقٍ أُريدُهُ / بِظَنِّكَ إِنَّ الظَنَّ يَكذِبُ ذا العَقلِ
فَإِنّي مُلاقٍ ما قَضى اللَهُ أَنَّني / مُلاقٍ فَلا تَجعَل لَكَ العِلمَ كَالجَهلِ
فَإِنَّكَ لا تَدري وَإِن كُنتَ مُشفِقاً / عَليَّ أَبَعدي ما تُحاذِرُ أَم قَبلي
وَكائِن تَرى مِن حاذِرٍ مُتَحَفِّظٍ / أُصيبَ وَأَلفَتهُ المَنيَّةُ في الأَهلِ
رَأَيتُ زِياداً يَجتَويني بِشَرِّهِ
رَأَيتُ زِياداً يَجتَويني بِشَرِّهِ / وَأُعرِضُ عَنهُ وَهوَ بادٍ مَقاتِلُه
وَكُلُّ امرىءٍ واللَهُ بِالناس عالِمٌ / لَهُ عادَةٌ قامَت عَلَيها شَمائِلُهُ
تَعَوَّدَها فيما مَضى مِن شَبابِهِ / كَذَلِكَ يَدعو كُلَّ أَمرٍ أَوائِلُه
وَيُعجِبُهُ صَفحي لَهُ وَتَحمُّلي / وَذو الجَهلِ يُحذي الفُحشَ مَن لا يُعاجِلُه
فَقُلتُ لَهُ ذَرني وَشَأنيَ إِنَّنا / كِلانا عَليهِ مَعمَلٌ فَهوَ عامِلُه
فَلَولا الَّذي قَد يُرتَجى مِن رَجائِهِ / لَجَرَّبتَ مِنّي بَعضَ ما أَنتَ جاهِلُه
لَجَرَّبتَ أَنّي أَجلِبُ الغَيَّ مَن غَوى / عَليَّ وَأَجزي ما جَزى وَأُطاوِلُه
كَما كُنتَ لَو آخَيتَني لَوَجَدتَني / أُكارِمُ مَن آخَيتُهُ وَأُباذِلُه
وَذو خَطلٍ في القَولِ ما يَعتَرِض لَهُ / مِنَ القَولِ مِن ذي إِربَةٍ فَهوَ قَائِلُه
ونَمٍّ ظَنونٍ مُستَظَنٍّ مُلَعَّنٍ / لُحومُ الصَديقِ لَهوُهُ وَمآكِلُه
تَجاوَزتُ عَمّا قالَ لي واحتَسَبتُهُ / وَكانَ مِنَ الذَنبِ الَّذي هوَ نائِلُه
فَقُلتُ لِنَفسي والتَذَكُّرُ كَالنُهى / أَتَسخَطُ ما يَأَتي بِهِ وَتُماثِلُه
فَكَدَّ قَليلاً ثُمَ صَدَّ وَقَد بَنَت / عَلى كُرهِهِ أَنيابُهُ وَأَنامِلُه
فَما إِن تَراني ضَرَّني إِذ تَرَكتُهُ / بِظَهري وَأَشقى الناسِ بِالشَرِّ فاعِلُه
وَمُؤتَمَنٍ بِالسِرِّ أَوثَقتُ سِرَّهُ / مَع القَلبِ مَقروناً بِهِ لا يُزايِلُه
وَأَسمَعتُ مَن أَخشى عَليهِ مَغازِلَ ال / حَديثِ وَأَحراسُ الحَديثِ مَغازِلُه
وَصاحِبَ صِدقٍ ذي حَياءٍ وَجُرأَةٍ / يَنالُ الصَديقَ نَصرُهُ وَفواضِلُه
كَريمٍ حَليمٍ يَكسِبُ الحَمدَ والنَدى / إِذا الوَرَعُ الهَيّابُ قَلَّت نَوافِلُه
مَدَدتُ بِحَبلِ الودِّ بَيني وَبينَهُ / كِلانا مُجِدٌّ ما يَليهِ وَواصِلُه
وَغَيثٌ مِن الوَسمِيِّ حُوٌّ تِلاعُهُ / تَمَنَّعَ زَهواً نَبتُهُ وَسَوابِلُه
كَأَنَّ الظِباءَ الأُدمَ في حُجُراتِهِ / وَجُونَ النَعامِ شاجِنٌ وَجَمائِلُه
هَبَطتُ إِذا ما الآلُ آضَ كَأَنَّهُ / عِضاهٌ تَرَدّى بِالمُلاءِ أُطاوِلُه
تَسَمَّعتُ وَاستَوضَحتُ ثُمَّ استَجَزتُهُ / بِأَبيَضَ مَلحوبٍ قَواءٍ مَنازِلُه
عَلى ذاتِ لَوثٍ أَو بِأَهوَجَ وَشوَشٍ / صَنيعٍ نَبيلٍ يَملأُ الرحلَ كاهِلُه
لِأُدرِكَ نُجحاً أَو أُسلّيَ حاجَةً / وَهَمُّ القَصيرِ الباعِ داءٌ يُماطِلُه
يَهُمُّ وَلا يَمضي وَيرتَدُّ أَمرُهُ / إِذا قامَ ناهيهِ عَليهِ وَعاذِلُه
رَأَيتُ زِياداً صَدَّ عَنّي وَرَدَّني
رَأَيتُ زِياداً صَدَّ عَنّي وَرَدَّني / وَما كانَ خَيّاباً مِنَ القَومِ سائِلُه
يُنَفِّذُ حاجاتِ الرِجالِ وَحاجَتي / كَداءِ الجَوى في جَوفِهِ لا يُزايلُه
فَلا أَنا ناسٍ ما نَسيتُ فَيائِسٌ / وَلا أَنتَ راءٍ ما أُريكَ فَفاعِلُه
وَفي اليأسِ حَزمٌ لِلقَويِّ وَراحَةٌ / مِنَ الأَمرِ لا يُنسى وَلا المَرءُ نائِلُه
ذَكَرتُ ابنَ عباسٍ بِبابِ اِبنِ عامِرٍ
ذَكَرتُ ابنَ عباسٍ بِبابِ اِبنِ عامِرٍ / وَما مَرَّ مِن عَيشي ذَكَرتُ وَما فَضَل
أَميرانِ كانا صاحِبيَّ كِلاهُما / فَكُلّا جَزاهُ اللَهُ عَنّي بِما عَمِل
فَإِن كانَ خَيراً كان خَيراً جَزاؤُهُ / وَإِن كانَ شَرّاً كانَ شَرّاً كَما فَعَل
إِذا كُنتَ مُعتَدّاً خَليلاً فَلا يَرُق
إِذا كُنتَ مُعتَدّاً خَليلاً فَلا يَرُق / عَلى ما لَدَيكَ المُستَدِقّ بَخيلُ
فَإِنَّكَ مَهما تَلقَ مِنّي فَإنَّما / قُصارُكَ ذُلٌّ صادِقٌ وَقَبولُ
وَلَستُ بِمِعراضٍ إِذا ما لَقيتُهُ / تَعَبَّسَ كالغَضبانِ حينَ يَقولُ
وَلا بَسبَسٍ كالعَنزِ أَطوَلُ رِسلِها / وَرِئمانِها يومانِ ثُمَّ يَزولُ
وَلَستُ كَجِلبٍ يَسمَعُ الناسُ هَزمَهُ / وَتَحتَ الحَفيفِ حاصِرٌ وَمُحوِلُ
تَلَبَّسَ لي يَومَ التَقَينا عوَيمِرٌ
تَلَبَّسَ لي يَومَ التَقَينا عوَيمِرٌ / بِجابَلَقٍ في جِلدِ أَخنَسَ باسِلِ
وَأَوعَدَني حَتّى ظَنَنتُ بِأَنَّهُ / مُصيبي بِمِثلِ القَتلِ أَو هوَ قاتِلي
إِذا قُلتُ أَنصِفني وَلا تَظلِمَنَّني / رَمى كُلَّ حَقٍّ مِن سواه بِباطِلِ
فَباطَلتُهُ حَتّى ارعَوى وَهوَ كارِهٌ / وَقَد يَرعَوي ذو الشَغبِ بَعدَ التَجادُلِ
وَإِنَّكَ لَم تَعطِف عَلى الحَقِّ جاهِلاً / بِمِثلِ خَصيمٍ عالِمٍ مُتَجاهِلِ
أَلا أَبلِغا عَنّي زِياداً رِسالَةً
أَلا أَبلِغا عَنّي زِياداً رِسالَةً / فَقَد يُبلِغُ الحاجَ الرَسولُ المُغَلغِلُ
بِآيَةِ أَنَّ الوَلعَ مِنكَ سَجِيَّةٌ / لَهِجتَ بِها فيما تَجِدُّ وَتَهزِلُ
وَأَنَّكَ تُعطي بِاللسانَ وَلا يُرى / مَتاعُكَ الّا مِن لِسانِكَ يَفضُلُ
لِسانُكَ مَعسولٌ فَأَنتَ مُمَزَّجٌ / وَنَفسُكَ دونَ المالِ صابٌ وَحَنظَلُ
تَقولُ فَمَن يَسمَع يَقُل أَنتَ فاعِلٌ / وَمِن دونِهِ بابٌ مِنَ الشُحِّ مُقفَلُ
نَعَم مِنكَ لا مَعروفَةٌ غَيرَ أَنَّها / تَغُرُّ ويَرجوها الضَعيفُ المُغَفَّلُ
فَقُل لا وَلا تَعرِض بِها أَو نَعَم وَلا / تَقُل لا إِذا ما قُلتَ إِنّي سَأَفعَلُ
وَبِالصِدقِ فاستَقبِل حَديثَكَ إِنَّهُ / أَصَحُّ وَأَدنى لِلسَّدادِ وَأَمثَلُ
وَأَجمِل إِذا ما كُنتَ لا بُدَّ مانِعاً / فَقَد يَمنَعُ الشيءَ الفَتى وَهوَ مُجمِلُ
وَلا عِندَنا خَيرٌ إِذا كُنتَ باخِلاً / وَأَروَحُ مِن قَولٍ نَعَم ثُمَّ تَبخَلُ
فَإِن ثَقُلَت لا وَهيَ غَيرُ خَفيفَةٍ / عَلَيكَ فَلَلأُخرى أَشَدُّ وَأَثقَلُ
إِذا هيَ لَم تُنفَذ بِصِدقٍ وَلَم يَكُن / إِذا اختُبِرت إِلّا الضَلالُ المُضَلِّلُ
وَعَوراءَ أَهداها امرُؤٌ مِن عَشيرَتي
وَعَوراءَ أَهداها امرُؤٌ مِن عَشيرَتي / إِلَيَّ وَما بي أَن أَكونَ لَها أَهلا
فَأَعرَضتُ عَنهُ أَو جَعَلتُ جَوابَهُ / إِذا ما التَقَينا أَن أَقولَ لَهُ مَهلا
وَأَجزيهِ بِالحُسنى وَأَغفِرُ ذَنبَهُ / إِليَّ وَلا أَجزي بسَيِّئَةٍ مِثلا
لُكُلِ اِمرىءٍ شَكلٌ مِنَ الناسِ مِثلُهُ
لُكُلِ اِمرىءٍ شَكلٌ مِنَ الناسِ مِثلُهُ / وَكُلُّ امرىءٍ يَهوى إِلى مَن يُشاكِلُه
وَمالَكَ بُدٌّ مِن نَزيلٍ فَلا تَكُن / نَزيلاً لِمَن يَسعى بِهِ مَن يُنازِلُه
وَإِن أَنتَ نازَلتَ الكَريمَ فَلاقِهِ / بِما أَنتَ مِن أَهلِ المُروءَةِ قائِلُه
وَإِن أَنتَ نازَلتَ اللَئيمَ فَكُن فَتىً / تُزايِلُهُ في فِعلِهِ وَتُحامِلُه
إِذا لَم تُداخِل عِزَّ مَن كانَ ذا حِجىً / وَعَزمٍ وَحَزمٍ لَم تَجِد مَن تُداخِلُه
وَما الناسُ إِلّا بِالأُصولِ فَإِنَّما / يُثَبِّت أَعلى كُلِّ بَيتٍ أَسافِلُه
أَلَم تَعلَما يا ابني دَجاجَةَ أَنَّني
أَلَم تَعلَما يا ابني دَجاجَةَ أَنَّني / أَغشُّ إِذا ما النَصحُ لَم يُتَقَبَّلِ
يَلومونَني في البُخلِ جَهلاً وَضلَّةً
يَلومونَني في البُخلِ جَهلاً وَضلَّةً / وَلَلبُخلُ خَيرٌ مِن سؤالِ بَخيلِ
جَزى رَبُّهُ عَنّي عَديَّ بِن حاتِمٍ
جَزى رَبُّهُ عَنّي عَديَّ بِن حاتِمٍ / جَزاءَ الكِلابِ العاوياتِ وَقَد فَعَل