المجموع : 6
عقول الورى تاهت بسلطانك الأعلى
عقول الورى تاهت بسلطانك الأعلى / وحارت بمعنى شان عنواك الأجلي
وقد خضع الأكوان خوفاً لعزك ال / عظيم وقادات الملا سجدت ذلا
وكل سرحا العجز عن درك سرك ال / خفي وعن تعريف مضمونه ضلا
طمست عيون العاقلين بغيهب ال / عمى فغشاء الطمس بالدرك لن يجلى
وبرقعت سر الذات في سرك الذي / تطرز باللفط الخفي وما انحلا
وقلت لمصنوعات أمرك أن خذي / من الفهم عهداً عن كمين الخفا دلا
فطارت لك الأبصار لكن تقاصرت / وملحظها بالعجز كلل مذ كلا
وقد أدركت فهما معاني صفاتك ال / عظيمة لكن فهم أسرارها جلا
فدارت على أعتاب دولتك التي / لجملتها شأن على الجملة استولى
وقد عرفت عرفان خلق ونشأة / بأنك أنت الخالق البارئ المولى
وقد شهدت مجلى تجليك فانطوى / لها عالم الأسرار في ذلك المجلى
فغابت بمعنى سره عن ضميرها / وما شهدت للغير قولاً ولا فعلا
تساقطت عزم الغير عن طي مظهر / خفي علا فرعاً كما قد علا أصلا
هو الفرع فرع الخلق والأمر أصله / فلا عزم للغير الضعيف ولا حولا
تداعى بناء الكل في ذيل بحرا / وكل كثير عند عزته قلا
له صام شخص الكائنات تذللا / وناجاه تعظيما وفي بيته صلى
حقائق آيات حروف سطورها / على منطوي الباب أهل النهى تملى
وألواح أحكام إشارت حكمها / بشان على أسماع حزب الرضى تتلى
ففي الحضرة العليا لها حبل حكمة / ومن نورها نور إلى الحضرة السفلى
صفات لذات تلك جل جلالها / لها المنع والأعطاء والوضع والأعلا
تعالت عن التمثيل والكيف فهي لا / كأوهام أفكار لها المثل الأعلى
تجلت معانيها لموسى فدك من / جلالتها الطور العظيم وقد ولى
وفي كل آن من خوافي شؤونها / معان على كرسي دولتها تجلى
ترى في خباها كالعروس بخدرها / فلا قطع في ذاك المقام ولا وصلا
أساليب أسرار أعاجيب طورها / دليل على تعظيم هيكلها الأولى
إذا بعدت فالكل بعد وان بدت / فكل بدا والعز إن قربت فضلا
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها / إذا قطعت معنى العاشق الحبلا
ظهور تجليها صباح الرضى وفي / تدلى معاني سرها الليلة الحبلى
فكم ذوبت قلباً وكم أحرقت حشا / وكم غيبت لبا وكم أذهلت عقلا
وكم طهرت سراً وكم طيبت جوى / وكم عطرت نفساً وكم أصلحت فعلا
مليكةً برهان لها فيض منة / يخص بمن أضحى لخدمتها أهلا
ومال عن الأغيار قلباً وقالبا / وخلى الورى والدار والحزب والأهلا
أمولاي بالشان الخفي عن السوى / وبالمدد القدسي والمدة الأولى
بآثار تصريف كسفت بها العمى / وأسرار تعريف دفعت بها الجهلا
بكاس وصال بالتجلي سقيته / عباداً فغابوا من شذى شربه الأحلى
بعبدك طه المصطفى سيد الورى / ومن هو للأملاك والأنبيا مولى
ختام كرام المرسلين وصدرهم / ومن فيهم في جامع الاصطفا صلى
تكرم على قطعي بوصل وداوني / بعفو وصيرلي عسير السرى سهلا
فأنت إلهي بارئي ناصري وهل / سواك لآمالي وإن عظمت كلا
بلطفك أرشدني إليك فإنها / عقول الورى تاهت بسلطانك الأعلى
لقد أكثر الباغي التعدي بقوله
لقد أكثر الباغي التعدي بقوله / لقوته بالزعم منه وحوله
وإني بأعتاب الرسول محمد / وقوفي وقد أحسنت ظني بفضله
فإن عدوي قد تجاسر واعتدى / وأفرط في ظلمي لوائر جهله
ألم يدر أني للنبي وآله ان / تمائي وقد عقدت حبلي بحبله
فحاشا معالي شأنه أن يردني / ذليلاً وقد أملت عزي بطوله
وحاشا إيادي جاوز أن تضيق بي / وقد خلق الكون الوسيع لأجله
ولي أمل من سر قدرة بأسه / أفوز وضدي لا يزال بذله
وإني بجاه المصطفى لذت في الورى / وأسندت ظهراً قد تواهى بحمله
وبثبت شكوائي لسلطان عزه / وألقيت عقداً لا أشك بحله
وقويت آمالي ولي أعظم الرجا / به وهل الآمال إلا بمثله
وإن هو عن مثل تعالى مقامه / وقد لاذ سادات الوجود بظله
نعم وهو المقصود في كل حالةٍ / وباب جناب اللَه ميزان عدله
أناديه يا سر البرايا وأصلها / ويا من فروع الكون تنمي لأصله
تدارك تدارك يا رسول الرضى فما / سواك لعبد ضاع في رحب أهله
أقام له الأعداء أشرك محنةٍ / وقد نصبوا أوتار مكر لفصله
وأنت أبا الزهراء ملجأ ظهره / وأعظم مأمول لإنجاح سؤله
وأنت بدنياه وآخراه غوثه / وأنت الرجا الأقوى لتحليل عقله
فلا تخجلنه يا وسيع الحمى ولا / تعاند يا غوث الأنام بفعله
ورد عدواً خانه وأكفه الذي / تداركه الباغي مداراً لخذله
وقل رحمة مات العدو بغيظه / سريعاً بسيف هز غيبي نصله
ولاحظ بعين العطف عبدك أنه / أتاك وهل الاك مفتاح وصله
عليك صلاة اللَه يا خير من مشى / ومن شرفت هام البساط بنعله
وآن وأصحاب كرام وحزبهم / وللقوم أصحاب الطريق وأهله
بباب به الأملاك حطت رحالها
بباب به الأملاك حطت رحالها / أحط بأنواع الخضوع رحالي
نعم هو باب المصطفى سيد الورى / وحسبي به مولى يقوم بحالي
لقد ضاق ذرعي والمصائب أقبلت / على وضيق سد رحب مجالي
وليس لمثلي مجرم ومقصر / كثير الخطايا بالعوارض سالي
سوى تاج هام المرسلين محمد / رسول الرضى الحمال للأثقال
أناجيه أبغي الفوز منه وإنني / بسطت لعلياه أكف سؤالي
ولذت بسامي ظله وهو لاخفا / وسيلتنا العظمى إلى المتعالي
عليه صلاة اللَه ما لاح كوكب / بموقع برج في المواقع عالي
وآل وأصحاب كرام وآلهم / فهم خير أصحاب وأكرم آل
وأتباعهم ما قلت من فرط ذلتي / أحط بأنواع الخضوع رحالي
إذا لم تكن أسلى بعزي معزةٍ
إذا لم تكن أسلى بعزي معزةٍ / ولم تنبس قلباً عيالي في ظلي
فما شرفي إن مت أو عشت بينهم / بحقك قل للفارغين من العقل
أردت التعالي والحسود مدا المدا
أردت التعالي والحسود مدا المدا / حقير وذو الإفساد والجهل لا يعلو
ودعواك جمع الفضل عين الفضول ذا / تحققت في شان به عرف الطبل
فشكلك رسماً كالسيوطي ومثله / ووصفك حكماً عالم علمه جهل
رسومك رسم لا رسوم معارف / وراس ولكن عند أهل النهى رجل
فخرت بمال وانتصرت بعزوةٍ / وقلت أنا الجزء الذي خافه الكل
إذا اتسج الغدار بالجهل فالبلا / عليه ولا مال يقيه ولا أهل
ومهما تعالى فهو في العين ساقط / كموقع شمس لا يستره الظل
مهفهفة ما الريم إلا رقيقها
مهفهفة ما الريم إلا رقيقها / وما البدر إلا دونها حين ينجلي
تساق لها الأرواح من أهل ودهما / لرؤيتها في شكل مهر معجل