القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الهُدى الصّيادي الكل
المجموع : 6
عقول الورى تاهت بسلطانك الأعلى
عقول الورى تاهت بسلطانك الأعلى / وحارت بمعنى شان عنواك الأجلي
وقد خضع الأكوان خوفاً لعزك ال / عظيم وقادات الملا سجدت ذلا
وكل سرحا العجز عن درك سرك ال / خفي وعن تعريف مضمونه ضلا
طمست عيون العاقلين بغيهب ال / عمى فغشاء الطمس بالدرك لن يجلى
وبرقعت سر الذات في سرك الذي / تطرز باللفط الخفي وما انحلا
وقلت لمصنوعات أمرك أن خذي / من الفهم عهداً عن كمين الخفا دلا
فطارت لك الأبصار لكن تقاصرت / وملحظها بالعجز كلل مذ كلا
وقد أدركت فهما معاني صفاتك ال / عظيمة لكن فهم أسرارها جلا
فدارت على أعتاب دولتك التي / لجملتها شأن على الجملة استولى
وقد عرفت عرفان خلق ونشأة / بأنك أنت الخالق البارئ المولى
وقد شهدت مجلى تجليك فانطوى / لها عالم الأسرار في ذلك المجلى
فغابت بمعنى سره عن ضميرها / وما شهدت للغير قولاً ولا فعلا
تساقطت عزم الغير عن طي مظهر / خفي علا فرعاً كما قد علا أصلا
هو الفرع فرع الخلق والأمر أصله / فلا عزم للغير الضعيف ولا حولا
تداعى بناء الكل في ذيل بحرا / وكل كثير عند عزته قلا
له صام شخص الكائنات تذللا / وناجاه تعظيما وفي بيته صلى
حقائق آيات حروف سطورها / على منطوي الباب أهل النهى تملى
وألواح أحكام إشارت حكمها / بشان على أسماع حزب الرضى تتلى
ففي الحضرة العليا لها حبل حكمة / ومن نورها نور إلى الحضرة السفلى
صفات لذات تلك جل جلالها / لها المنع والأعطاء والوضع والأعلا
تعالت عن التمثيل والكيف فهي لا / كأوهام أفكار لها المثل الأعلى
تجلت معانيها لموسى فدك من / جلالتها الطور العظيم وقد ولى
وفي كل آن من خوافي شؤونها / معان على كرسي دولتها تجلى
ترى في خباها كالعروس بخدرها / فلا قطع في ذاك المقام ولا وصلا
أساليب أسرار أعاجيب طورها / دليل على تعظيم هيكلها الأولى
إذا بعدت فالكل بعد وان بدت / فكل بدا والعز إن قربت فضلا
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها / إذا قطعت معنى العاشق الحبلا
ظهور تجليها صباح الرضى وفي / تدلى معاني سرها الليلة الحبلى
فكم ذوبت قلباً وكم أحرقت حشا / وكم غيبت لبا وكم أذهلت عقلا
وكم طهرت سراً وكم طيبت جوى / وكم عطرت نفساً وكم أصلحت فعلا
مليكةً برهان لها فيض منة / يخص بمن أضحى لخدمتها أهلا
ومال عن الأغيار قلباً وقالبا / وخلى الورى والدار والحزب والأهلا
أمولاي بالشان الخفي عن السوى / وبالمدد القدسي والمدة الأولى
بآثار تصريف كسفت بها العمى / وأسرار تعريف دفعت بها الجهلا
بكاس وصال بالتجلي سقيته / عباداً فغابوا من شذى شربه الأحلى
بعبدك طه المصطفى سيد الورى / ومن هو للأملاك والأنبيا مولى
ختام كرام المرسلين وصدرهم / ومن فيهم في جامع الاصطفا صلى
تكرم على قطعي بوصل وداوني / بعفو وصيرلي عسير السرى سهلا
فأنت إلهي بارئي ناصري وهل / سواك لآمالي وإن عظمت كلا
بلطفك أرشدني إليك فإنها / عقول الورى تاهت بسلطانك الأعلى
لقد أكثر الباغي التعدي بقوله
لقد أكثر الباغي التعدي بقوله / لقوته بالزعم منه وحوله
وإني بأعتاب الرسول محمد / وقوفي وقد أحسنت ظني بفضله
فإن عدوي قد تجاسر واعتدى / وأفرط في ظلمي لوائر جهله
ألم يدر أني للنبي وآله ان / تمائي وقد عقدت حبلي بحبله
فحاشا معالي شأنه أن يردني / ذليلاً وقد أملت عزي بطوله
وحاشا إيادي جاوز أن تضيق بي / وقد خلق الكون الوسيع لأجله
ولي أمل من سر قدرة بأسه / أفوز وضدي لا يزال بذله
وإني بجاه المصطفى لذت في الورى / وأسندت ظهراً قد تواهى بحمله
وبثبت شكوائي لسلطان عزه / وألقيت عقداً لا أشك بحله
وقويت آمالي ولي أعظم الرجا / به وهل الآمال إلا بمثله
وإن هو عن مثل تعالى مقامه / وقد لاذ سادات الوجود بظله
نعم وهو المقصود في كل حالةٍ / وباب جناب اللَه ميزان عدله
أناديه يا سر البرايا وأصلها / ويا من فروع الكون تنمي لأصله
تدارك تدارك يا رسول الرضى فما / سواك لعبد ضاع في رحب أهله
أقام له الأعداء أشرك محنةٍ / وقد نصبوا أوتار مكر لفصله
وأنت أبا الزهراء ملجأ ظهره / وأعظم مأمول لإنجاح سؤله
وأنت بدنياه وآخراه غوثه / وأنت الرجا الأقوى لتحليل عقله
فلا تخجلنه يا وسيع الحمى ولا / تعاند يا غوث الأنام بفعله
ورد عدواً خانه وأكفه الذي / تداركه الباغي مداراً لخذله
وقل رحمة مات العدو بغيظه / سريعاً بسيف هز غيبي نصله
ولاحظ بعين العطف عبدك أنه / أتاك وهل الاك مفتاح وصله
عليك صلاة اللَه يا خير من مشى / ومن شرفت هام البساط بنعله
وآن وأصحاب كرام وحزبهم / وللقوم أصحاب الطريق وأهله
بباب به الأملاك حطت رحالها
بباب به الأملاك حطت رحالها / أحط بأنواع الخضوع رحالي
نعم هو باب المصطفى سيد الورى / وحسبي به مولى يقوم بحالي
لقد ضاق ذرعي والمصائب أقبلت / على وضيق سد رحب مجالي
وليس لمثلي مجرم ومقصر / كثير الخطايا بالعوارض سالي
سوى تاج هام المرسلين محمد / رسول الرضى الحمال للأثقال
أناجيه أبغي الفوز منه وإنني / بسطت لعلياه أكف سؤالي
ولذت بسامي ظله وهو لاخفا / وسيلتنا العظمى إلى المتعالي
عليه صلاة اللَه ما لاح كوكب / بموقع برج في المواقع عالي
وآل وأصحاب كرام وآلهم / فهم خير أصحاب وأكرم آل
وأتباعهم ما قلت من فرط ذلتي / أحط بأنواع الخضوع رحالي
إذا لم تكن أسلى بعزي معزةٍ
إذا لم تكن أسلى بعزي معزةٍ / ولم تنبس قلباً عيالي في ظلي
فما شرفي إن مت أو عشت بينهم / بحقك قل للفارغين من العقل
أردت التعالي والحسود مدا المدا
أردت التعالي والحسود مدا المدا / حقير وذو الإفساد والجهل لا يعلو
ودعواك جمع الفضل عين الفضول ذا / تحققت في شان به عرف الطبل
فشكلك رسماً كالسيوطي ومثله / ووصفك حكماً عالم علمه جهل
رسومك رسم لا رسوم معارف / وراس ولكن عند أهل النهى رجل
فخرت بمال وانتصرت بعزوةٍ / وقلت أنا الجزء الذي خافه الكل
إذا اتسج الغدار بالجهل فالبلا / عليه ولا مال يقيه ولا أهل
ومهما تعالى فهو في العين ساقط / كموقع شمس لا يستره الظل
مهفهفة ما الريم إلا رقيقها
مهفهفة ما الريم إلا رقيقها / وما البدر إلا دونها حين ينجلي
تساق لها الأرواح من أهل ودهما / لرؤيتها في شكل مهر معجل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025