القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الإِمام عَليّ بن أَبي طَالِب الكل
المجموع : 15
سَمَحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حفيظَةً
سَمَحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حفيظَةً / وَصِدقاً وَإِخوانُ الحِفاظِ قَليلُ
جَزاكَ إِلَهُ الناسِ خَيراً فَقَد وَفَت / يَداكَ بَفَضلِ ما هُناكَ جَزيلُ
وَكَم قَد تَرَكنا في دِمشقَ وَأَهلِها
وَكَم قَد تَرَكنا في دِمشقَ وَأَهلِها / مَن اشمَط مَوتُورٍ وَشمطاءَ ثاكِلِ
وَغانِيَةٍ صادَ الرِماحُ حَليلَها / فَأَضحَت تُعَدُّ اليَومَ بَعضَ الأَرامِلِ
وَتَبكي عَلى بَعلٍ لَها راحَ غادياً / وَلَيسَ إِلى يَومِ الحِسابِ بِقافِلِ
وَإنّا أُناسٌ لا تُصيبُ رِماحَنا / إِذا ما طَعنّا القَومَ غَيرَ المُقاتِلِ
لَقَد كانَ ذا جَدٍّ وَجَدَّ بِكُفرِهِ
لَقَد كانَ ذا جَدٍّ وَجَدَّ بِكُفرِهِ / فَقيدٌ إِلَينا في المَجامِعِ يَعتَل
فَقَلَّدتُهُ بِالسَيفِ ضَربَةَ مَحفظٍ / فَسارَ إِلى قَعرِ الجَحيمِ يُكبَّل
فَذاكَ مَآبُ الكافِرينَ وَمِن يُطِع / لِأَمرِ إِلَهِ الخَلقِ في الخُلدِ يَنزِلِ
إِذا ما عَرى خَطبٌ مِنَ الدَهرِ فَاِصطَبِر
إِذا ما عَرى خَطبٌ مِنَ الدَهرِ فَاِصطَبِر / فَإِنَّ اللَيالي بِالخَطوبِ حَوامِلُ
وَكُلُّ الَّذي يَأتي بِهِ الدَهرُ زائِلٌ / سَريعاً فَلا تَجزَع لِما هُوَ زائِلُ
أَرى عِلَلَ الدينا عَلَيَّ كَثيرَةً
أَرى عِلَلَ الدينا عَلَيَّ كَثيرَةً / وَصاحِبُها حَتّى المَماتِ عَليلُ
ذَكَرتُ أَبا أَروى فَبِتُّ كَأَنَّني / بَردِّ الهُمومِ الماضياتِ وَكيلُ
يُريدُ الفَتى أَن لا يَدومَ خَليلُهُ / وَلَيسَ لَهُ إِلّا المَماتَ سَبيلُ
فَلا بُدَّ مِن مَوتٍ وَلا بُدَّ مِن بِلىً / وَإِنَّ بَقائي بَعدَكُم لَقَليلُ
لِكُلِّ اِجتماعٍ مِن خَليلَينِ فُرقَةٌ / وَكُلُّ الَّذي دونَ المَماتِ قلَيلُ
وَإِن اِفتِقادي واحِداً بَعدَ واحِدٍ / دَليلٌ عَلى أَن لا يَدومَ خَليلُ
إِذا اِنقَطَعتَ يَوماً عَنِ العَيشِ مُدَّتي / فَإِنَّ غِناءَ الباكياتِ قَليلُ
سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي / وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ
أَقيكَ بِنَفسي أَيُّها المُصطفى الَّذي
أَقيكَ بِنَفسي أَيُّها المُصطفى الَّذي / هَدانا بِهِ الرَحمَنُ مِن عَمَهِ الجَهْلِ
وَأَفديكَ حَوبائي وَما قَدر مُهجَتي / لِمَن أَنتَمي فيهِ إِلى الفَرعِ وَالأَصلِ
وَمَن ضَمَّني مُذ كُنتُ طِفلاً وَيافِعاً / وَأَنعَشَني بِالعَلِّ مِنهُ وَبِالنَهلِ
وَمَن جَدُّهُ جَدّي وَمِن عَمُّهُ أَبي / وَمَن نَجْلُهُ نَجلي وَمِن بِنتُهُ أَهلي
وَمَن حينَ آخى بَينَ مَن كانَ حاضِراً / هُنالِكَ آخاني وَبَيَّنَ مِن فَضلي
لَكَ الفَضلُ إِني ما حَييتُ لَشاكِرٌ / لِإتْمامِ ما أَولَيتَ يا خاتَمَ الرُسْلِ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَبلى رَسولَهُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَبلى رَسولَهُ / بَلاءَ عَزيزٍ ذي اقتِدارٍ وَذي فَضْلِ
بِما أَنزلَ الكُفّارَ دارَ مَذَلّةٍ / فَذاقوا هَواناً مِن إِسارٍ وَمِن قَتلِ
وَأَمسى رَسولُ اللَهِ قَد عَزَّ نَصرُهُ / وَكانَ رَسولُ اللَهِ أُرسِلَ بِالعَدلِ
فَجاءَ بِفُرقانٍ مِنَ اللَهِ مُنزَلٍ / مُبَيّنَةٍ آياتُهُ لِذَوي العَقلِ
فَآمَنَ أَقوامٌ بِذاكَ وَأَيقَنوا / وَأَمسوا بِحَمدِ اللَهِ مُجتَمِعي الشَملِ
وَأَنكَرَ أَقوامٌ فَزاغَت قُلوبُهُم / فَزادَهُمُ ذو العَرشِ خَبلاً عَلى خَبلِ
وَأَمكَنَ مِنهُم يَومَ بَدرٍ رَسولَهُ / وَقَوماً غِضاباً فِعلُهُم أَحسَنُ الفِعلِ
بِأَيديهِمُ بِيضٌ خِفافٌ قَواطِعٌ / وَقَد حادَثوها بِالجَلاءِ وَبِالصَقلِ
فَكَم تَرَكوا مِن ناشئٍ ذو حَمِيَّةٍ / صَريعاً وَمِن ذي نَجدَةٍ مِنهُمُ كَهلِ
تَبيتُ عيونُ النائِحاتِ عَلَيهِمُ / تَجودُ بِأَسبابِ الرَّشاشِ وَبِالوَبلِ
نَوائِحُ تَنعى عُتبَةَ الغَيِّ وابنَهُ / وَشَيبَةَ تَنعاهُ وَتَنعى أَبا جَهلِ
وَذا الذَحل تَنعى وَاِبنُ جَدعانَ مِنهُمُ / مُسلَّبَةً حَرّى مَبيَّنَةَ الثَكلِ
ثَوى مِنهُمُ في بِئرِ بَدرٍ عِصابَةٌ / ذوو نَجَداتٍ في الحُروبِ وَفي المَحلِ
دَعا الغَيَّ مِنهُم مَن دَعا فَأَجابَهُ / وَلِلغَيِّ أَسبابٌ مُقَطّعَةُ الوَصلِ
فَأَضحوا لَدى دارِ الجَحيمِ بِمَنزِلٍ / عَن البَغيِ وَالعُدوانِ في أَشغَلِ الشُغلِ
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها / تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً / نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ / عَسى نَكَباتُ الدَّهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ / ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وُدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ / إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ / وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدُّهُم / وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
إِذا اجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرُّها
إِذا اجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرُّها / وَشَرٌّ مِنَ البُخلِ المَواعيدُ وَالمَطلُ
وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا كانَ كاذِباً / وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا لَم يَكُن فِعلُ
إِذا كُنتَ ذا عِلمٍ وَلَم تَكُ عاقِلاً / فَأَنتَ كَذي نَعلٍ وَلَيسَ لَهُ رِجلُ
وَإِن كُنتَ ذا عَقلٍ وَلَم تَكُ عالِماً / فَأَنتَ كَذي رِجلٍ وَلَيسَ لَهُ نَعلُ
ألا إِنَّما الإِنسانُ غِمدٌ لِعَقلِهِ / وَلا خَيرَ في غِمدٍ إِذا لَم يَكُن نَصلُ
فَإِن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً
فَإِن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً / فَإِنَّ ثَوابَ اللَهِ أَعلى وَأَنبلُ
وَإِن تَكُنِ الأَرزاقُ حَظاً وَقِسمَةً / فَقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ في الكَسبِ أَجمَلُ
وَإِن تَكُنِ الأَموالُ لِلتَركِ جَمعُها / فَما بالُ مَتروكٍ بهِ الحُرُّ يَبخَلُ
وَإِن تَكُنِ الأَبدانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت / فَقَتلُ اِمريءٍ لِلّهِ بِالسَيفِ أَفضَلُ
عَلَيكُم سَلامَ اللَّهِ يا آَلَ أَحمَدٍ / فَإِنّي أَراني عَنكُمُ سَوفَ أَرحَلُ
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ / وَأَدمِن عَلى الصَمتِ المُزيِّنِ لِلعَقلِ
يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ / وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ
فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي بِرَأسِهِ / وَعَثرَتُهُ بِالرِّجلِ تَبَرا عَل مَهلِ
وَلا تَكُ مِبثاثاً لِقَولِكَ مُفشياً / فَتَستَجلِبَ البَغضاءَ مِن زَلَّةَ النَعلِ
أَعيَنّي جُودا بارَكَ اللَهُ فيكُما
أَعيَنّي جُودا بارَكَ اللَهُ فيكُما / عَلى هالِكيْنِ لا تَرى لَهُما مِثلا
عَلى سَيِّدِ البَطحاءِ وَابنِ رَئيسِها / وَسَيدَةِ النِسوانِ أَوَل مَن صَلّى
مُهَذَبّةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خِيمَها / مُبارَكَةٌ وَاللَهُ ساقَ لَها الفَضلا
لَقَد نَصَرا في اللَهِ دينَ مُحَمَّدٍ / عَلى مَن بَغى في الدينِ قَد رَعَيا إِلّا
أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي
أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي / أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ كُلَّ خَليلِ
أَراكَ مُضِراًّ بِالَّذينَ أَحبُّهُم / كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم بدَليلِ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن لَستُ مِنكُمُ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن لَستُ مِنكُمُ / وَلا أَنتَمُ مِني وَإِن كُنتُمُ أَهلي
وَإِنّي ثَويٌّ قَد أَحَمَّ اِنطِلاقَهُ / يحيِّيهِ مَن حيّاهُ وَهوَ عَلى رَحْلِ
وَمُنطَلِقٌ مِنكُم بِغَيرِ صِحابَةٍ / وَتابِعُ إِخواني الَّذينَ مَضوا قَبلي
أَلَم أَكُ قَد صاحَبتُ عَمراً وَمالِكاً / وَأَدهَم يَغدو في فَوارِسَ أَو رَجلِ
وَصاحَبتُ شيباناً وَصاحَبتُ ضابياً / وَصاحَبَني الشُمُّ الطِوالُ بِنو شبلِ
أُولَئِكَ إِخواني مَضَوا لِسَبيلَهُم / يَكادُ يُنسّيني تَذَكُّرهم عَقلي
يَقولُ أُناسٌ أَخلياء تناسَهم / وَلَيسَ بِناسٍ مِثلَهُم أَبَداً مِثلي
أُلاكَ أَخِلائي إِذا ما ذَكَرتُهُم / بَكَيتُ بِعَينٍ ماءُ عَبرَتِها كُحلي
وَكانوا إِذا ما القَرُّ هَبَّت رياحُهُ / وَضَمَّ سَوادُ اللَيلِ رَحَلاً إِلى رَحلِ
يُدِرّونَ بِالسَيفِ الوَريدَينِ وَالنَسا / إِذا لَم يقِم راعي أُناسٍ إِلى رِسلِ
إِذا ما لَقوا أَقرانَهُم قَتَلوهُمُ / وَإِن قُتِلوا لَم يَقشَعرّوا مِنَ القَتلِ
وَكَم مِن أَسيرٍ قَد فَكَكتُم قُيودَهُ / وَسَجلِ دَمٍ أَهرقتُموهُ عَلى سَجلِ
لَقَد خابَ مِن غرَّتهُ دُنيا دنِيَّةٌ
لَقَد خابَ مِن غرَّتهُ دُنيا دنِيَّةٌ / وَما هِي وإِن غَرَّت قروناً بِطائِلِ
أَتَتنا عَلى زِيِّ العَروسِ بُثَينَةٌ / وَزينَتُها في مِثلِ تِلكَ الشَمايلِ
فَقُلتُ لَها غُرِّي سِوايِ فَإِنَّني / عَزوفٌ عَنِ الدُنيا وَلَستُ بِجاهِلِ
وَما أَنا وَالدُنيا وَإِنَّ مُحَمَّداً / رَهينٌ بَقَفرٍ بَينَ تِلكَ الجَنادِلِ
وَهَبها أَتَتني بِالكُنوزِ وَدُرِّها / وَأَموالِ قارونٍ وَمُلك القَبائِلِ
أَلَيسَ جَميعاً لِلفناءِ مَصيرُنا / وَيُطلَبُ مِن خُزّانِها بِالطوائِلِ
فَغُرّي سِواي إِنَّني غَيرُ راغِبٍ / لَما فيكِ مِن عَزٍ وَمُلكٍ ونائِلِ
وَقَد قَنِعَت نَفسي بِما قَد رُزِقتُهُ / فَشَأنُكِ يا دُنيا وَأَهلُ الغَوائِلِ
فَإِنّي أَخافُ اللهَ يَومَ لِقائِهِ / وَأَخشى عَذاباً دائِماً غَيرَ زائِلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025