المجموع : 15
سَمَحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حفيظَةً
سَمَحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حفيظَةً / وَصِدقاً وَإِخوانُ الحِفاظِ قَليلُ
جَزاكَ إِلَهُ الناسِ خَيراً فَقَد وَفَت / يَداكَ بَفَضلِ ما هُناكَ جَزيلُ
وَكَم قَد تَرَكنا في دِمشقَ وَأَهلِها
وَكَم قَد تَرَكنا في دِمشقَ وَأَهلِها / مَن اشمَط مَوتُورٍ وَشمطاءَ ثاكِلِ
وَغانِيَةٍ صادَ الرِماحُ حَليلَها / فَأَضحَت تُعَدُّ اليَومَ بَعضَ الأَرامِلِ
وَتَبكي عَلى بَعلٍ لَها راحَ غادياً / وَلَيسَ إِلى يَومِ الحِسابِ بِقافِلِ
وَإنّا أُناسٌ لا تُصيبُ رِماحَنا / إِذا ما طَعنّا القَومَ غَيرَ المُقاتِلِ
لَقَد كانَ ذا جَدٍّ وَجَدَّ بِكُفرِهِ
لَقَد كانَ ذا جَدٍّ وَجَدَّ بِكُفرِهِ / فَقيدٌ إِلَينا في المَجامِعِ يَعتَل
فَقَلَّدتُهُ بِالسَيفِ ضَربَةَ مَحفظٍ / فَسارَ إِلى قَعرِ الجَحيمِ يُكبَّل
فَذاكَ مَآبُ الكافِرينَ وَمِن يُطِع / لِأَمرِ إِلَهِ الخَلقِ في الخُلدِ يَنزِلِ
إِذا ما عَرى خَطبٌ مِنَ الدَهرِ فَاِصطَبِر
إِذا ما عَرى خَطبٌ مِنَ الدَهرِ فَاِصطَبِر / فَإِنَّ اللَيالي بِالخَطوبِ حَوامِلُ
وَكُلُّ الَّذي يَأتي بِهِ الدَهرُ زائِلٌ / سَريعاً فَلا تَجزَع لِما هُوَ زائِلُ
أَرى عِلَلَ الدينا عَلَيَّ كَثيرَةً
أَرى عِلَلَ الدينا عَلَيَّ كَثيرَةً / وَصاحِبُها حَتّى المَماتِ عَليلُ
ذَكَرتُ أَبا أَروى فَبِتُّ كَأَنَّني / بَردِّ الهُمومِ الماضياتِ وَكيلُ
يُريدُ الفَتى أَن لا يَدومَ خَليلُهُ / وَلَيسَ لَهُ إِلّا المَماتَ سَبيلُ
فَلا بُدَّ مِن مَوتٍ وَلا بُدَّ مِن بِلىً / وَإِنَّ بَقائي بَعدَكُم لَقَليلُ
لِكُلِّ اِجتماعٍ مِن خَليلَينِ فُرقَةٌ / وَكُلُّ الَّذي دونَ المَماتِ قلَيلُ
وَإِن اِفتِقادي واحِداً بَعدَ واحِدٍ / دَليلٌ عَلى أَن لا يَدومَ خَليلُ
إِذا اِنقَطَعتَ يَوماً عَنِ العَيشِ مُدَّتي / فَإِنَّ غِناءَ الباكياتِ قَليلُ
سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي / وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ
أَقيكَ بِنَفسي أَيُّها المُصطفى الَّذي
أَقيكَ بِنَفسي أَيُّها المُصطفى الَّذي / هَدانا بِهِ الرَحمَنُ مِن عَمَهِ الجَهْلِ
وَأَفديكَ حَوبائي وَما قَدر مُهجَتي / لِمَن أَنتَمي فيهِ إِلى الفَرعِ وَالأَصلِ
وَمَن ضَمَّني مُذ كُنتُ طِفلاً وَيافِعاً / وَأَنعَشَني بِالعَلِّ مِنهُ وَبِالنَهلِ
وَمَن جَدُّهُ جَدّي وَمِن عَمُّهُ أَبي / وَمَن نَجْلُهُ نَجلي وَمِن بِنتُهُ أَهلي
وَمَن حينَ آخى بَينَ مَن كانَ حاضِراً / هُنالِكَ آخاني وَبَيَّنَ مِن فَضلي
لَكَ الفَضلُ إِني ما حَييتُ لَشاكِرٌ / لِإتْمامِ ما أَولَيتَ يا خاتَمَ الرُسْلِ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَبلى رَسولَهُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَبلى رَسولَهُ / بَلاءَ عَزيزٍ ذي اقتِدارٍ وَذي فَضْلِ
بِما أَنزلَ الكُفّارَ دارَ مَذَلّةٍ / فَذاقوا هَواناً مِن إِسارٍ وَمِن قَتلِ
وَأَمسى رَسولُ اللَهِ قَد عَزَّ نَصرُهُ / وَكانَ رَسولُ اللَهِ أُرسِلَ بِالعَدلِ
فَجاءَ بِفُرقانٍ مِنَ اللَهِ مُنزَلٍ / مُبَيّنَةٍ آياتُهُ لِذَوي العَقلِ
فَآمَنَ أَقوامٌ بِذاكَ وَأَيقَنوا / وَأَمسوا بِحَمدِ اللَهِ مُجتَمِعي الشَملِ
وَأَنكَرَ أَقوامٌ فَزاغَت قُلوبُهُم / فَزادَهُمُ ذو العَرشِ خَبلاً عَلى خَبلِ
وَأَمكَنَ مِنهُم يَومَ بَدرٍ رَسولَهُ / وَقَوماً غِضاباً فِعلُهُم أَحسَنُ الفِعلِ
بِأَيديهِمُ بِيضٌ خِفافٌ قَواطِعٌ / وَقَد حادَثوها بِالجَلاءِ وَبِالصَقلِ
فَكَم تَرَكوا مِن ناشئٍ ذو حَمِيَّةٍ / صَريعاً وَمِن ذي نَجدَةٍ مِنهُمُ كَهلِ
تَبيتُ عيونُ النائِحاتِ عَلَيهِمُ / تَجودُ بِأَسبابِ الرَّشاشِ وَبِالوَبلِ
نَوائِحُ تَنعى عُتبَةَ الغَيِّ وابنَهُ / وَشَيبَةَ تَنعاهُ وَتَنعى أَبا جَهلِ
وَذا الذَحل تَنعى وَاِبنُ جَدعانَ مِنهُمُ / مُسلَّبَةً حَرّى مَبيَّنَةَ الثَكلِ
ثَوى مِنهُمُ في بِئرِ بَدرٍ عِصابَةٌ / ذوو نَجَداتٍ في الحُروبِ وَفي المَحلِ
دَعا الغَيَّ مِنهُم مَن دَعا فَأَجابَهُ / وَلِلغَيِّ أَسبابٌ مُقَطّعَةُ الوَصلِ
فَأَضحوا لَدى دارِ الجَحيمِ بِمَنزِلٍ / عَن البَغيِ وَالعُدوانِ في أَشغَلِ الشُغلِ
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها / تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً / نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ / عَسى نَكَباتُ الدَّهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ / ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وُدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ / إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ / وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدُّهُم / وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
إِذا اجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرُّها
إِذا اجتَمَعَ الآفاتُ فَالبُخلُ شَرُّها / وَشَرٌّ مِنَ البُخلِ المَواعيدُ وَالمَطلُ
وَلا خَيرَ في وَعدٍ إِذا كانَ كاذِباً / وَلا خَيرَ في قَولٍ إِذا لَم يَكُن فِعلُ
إِذا كُنتَ ذا عِلمٍ وَلَم تَكُ عاقِلاً / فَأَنتَ كَذي نَعلٍ وَلَيسَ لَهُ رِجلُ
وَإِن كُنتَ ذا عَقلٍ وَلَم تَكُ عالِماً / فَأَنتَ كَذي رِجلٍ وَلَيسَ لَهُ نَعلُ
ألا إِنَّما الإِنسانُ غِمدٌ لِعَقلِهِ / وَلا خَيرَ في غِمدٍ إِذا لَم يَكُن نَصلُ
فَإِن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً
فَإِن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً / فَإِنَّ ثَوابَ اللَهِ أَعلى وَأَنبلُ
وَإِن تَكُنِ الأَرزاقُ حَظاً وَقِسمَةً / فَقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ في الكَسبِ أَجمَلُ
وَإِن تَكُنِ الأَموالُ لِلتَركِ جَمعُها / فَما بالُ مَتروكٍ بهِ الحُرُّ يَبخَلُ
وَإِن تَكُنِ الأَبدانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت / فَقَتلُ اِمريءٍ لِلّهِ بِالسَيفِ أَفضَلُ
عَلَيكُم سَلامَ اللَّهِ يا آَلَ أَحمَدٍ / فَإِنّي أَراني عَنكُمُ سَوفَ أَرحَلُ
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ / وَأَدمِن عَلى الصَمتِ المُزيِّنِ لِلعَقلِ
يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ / وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ
فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي بِرَأسِهِ / وَعَثرَتُهُ بِالرِّجلِ تَبَرا عَل مَهلِ
وَلا تَكُ مِبثاثاً لِقَولِكَ مُفشياً / فَتَستَجلِبَ البَغضاءَ مِن زَلَّةَ النَعلِ
أَعيَنّي جُودا بارَكَ اللَهُ فيكُما
أَعيَنّي جُودا بارَكَ اللَهُ فيكُما / عَلى هالِكيْنِ لا تَرى لَهُما مِثلا
عَلى سَيِّدِ البَطحاءِ وَابنِ رَئيسِها / وَسَيدَةِ النِسوانِ أَوَل مَن صَلّى
مُهَذَبّةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خِيمَها / مُبارَكَةٌ وَاللَهُ ساقَ لَها الفَضلا
لَقَد نَصَرا في اللَهِ دينَ مُحَمَّدٍ / عَلى مَن بَغى في الدينِ قَد رَعَيا إِلّا
أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي
أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي / أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ كُلَّ خَليلِ
أَراكَ مُضِراًّ بِالَّذينَ أَحبُّهُم / كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم بدَليلِ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن لَستُ مِنكُمُ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن لَستُ مِنكُمُ / وَلا أَنتَمُ مِني وَإِن كُنتُمُ أَهلي
وَإِنّي ثَويٌّ قَد أَحَمَّ اِنطِلاقَهُ / يحيِّيهِ مَن حيّاهُ وَهوَ عَلى رَحْلِ
وَمُنطَلِقٌ مِنكُم بِغَيرِ صِحابَةٍ / وَتابِعُ إِخواني الَّذينَ مَضوا قَبلي
أَلَم أَكُ قَد صاحَبتُ عَمراً وَمالِكاً / وَأَدهَم يَغدو في فَوارِسَ أَو رَجلِ
وَصاحَبتُ شيباناً وَصاحَبتُ ضابياً / وَصاحَبَني الشُمُّ الطِوالُ بِنو شبلِ
أُولَئِكَ إِخواني مَضَوا لِسَبيلَهُم / يَكادُ يُنسّيني تَذَكُّرهم عَقلي
يَقولُ أُناسٌ أَخلياء تناسَهم / وَلَيسَ بِناسٍ مِثلَهُم أَبَداً مِثلي
أُلاكَ أَخِلائي إِذا ما ذَكَرتُهُم / بَكَيتُ بِعَينٍ ماءُ عَبرَتِها كُحلي
وَكانوا إِذا ما القَرُّ هَبَّت رياحُهُ / وَضَمَّ سَوادُ اللَيلِ رَحَلاً إِلى رَحلِ
يُدِرّونَ بِالسَيفِ الوَريدَينِ وَالنَسا / إِذا لَم يقِم راعي أُناسٍ إِلى رِسلِ
إِذا ما لَقوا أَقرانَهُم قَتَلوهُمُ / وَإِن قُتِلوا لَم يَقشَعرّوا مِنَ القَتلِ
وَكَم مِن أَسيرٍ قَد فَكَكتُم قُيودَهُ / وَسَجلِ دَمٍ أَهرقتُموهُ عَلى سَجلِ
لَقَد خابَ مِن غرَّتهُ دُنيا دنِيَّةٌ
لَقَد خابَ مِن غرَّتهُ دُنيا دنِيَّةٌ / وَما هِي وإِن غَرَّت قروناً بِطائِلِ
أَتَتنا عَلى زِيِّ العَروسِ بُثَينَةٌ / وَزينَتُها في مِثلِ تِلكَ الشَمايلِ
فَقُلتُ لَها غُرِّي سِوايِ فَإِنَّني / عَزوفٌ عَنِ الدُنيا وَلَستُ بِجاهِلِ
وَما أَنا وَالدُنيا وَإِنَّ مُحَمَّداً / رَهينٌ بَقَفرٍ بَينَ تِلكَ الجَنادِلِ
وَهَبها أَتَتني بِالكُنوزِ وَدُرِّها / وَأَموالِ قارونٍ وَمُلك القَبائِلِ
أَلَيسَ جَميعاً لِلفناءِ مَصيرُنا / وَيُطلَبُ مِن خُزّانِها بِالطوائِلِ
فَغُرّي سِواي إِنَّني غَيرُ راغِبٍ / لَما فيكِ مِن عَزٍ وَمُلكٍ ونائِلِ
وَقَد قَنِعَت نَفسي بِما قَد رُزِقتُهُ / فَشَأنُكِ يا دُنيا وَأَهلُ الغَوائِلِ
فَإِنّي أَخافُ اللهَ يَومَ لِقائِهِ / وَأَخشى عَذاباً دائِماً غَيرَ زائِلِ