المجموع : 9
سلي ليس فيما تسألين فضولُ
سلي ليس فيما تسألين فضولُ / أخبّرك أي الدولتين تدولُ
أرى ليَ رأياً في الحروب مسدداً / يرى ان عقبى الامتين وبيل
فكم من يتامى مالهم من يعولهم / وكم من أيامي ما لهن بعول
شربن الردى كاساً ومنهن مطفل / وأخرى بحكم الحادثات ثكول
لبسن حجول المجد والعز حقبة / ورحن وفي أقدامهن كبول
وكم من شباب عاجل الموت عمرهم / وعاش على مهد الهوان كهول
يسيرون والموت الزؤام وراءهم / يسير على آثارهم ويجول
ترين دياراً قد اناخ بها البلى / وعفت عليها الحرب فهي طلول
وما للكعاب الغيد في عرصاتها / من الرعب الا رنة وعويل
جسوم واشلاء تمزقها الظبى / وطرق المنايا للعباد شكول
وكم من رؤوس اينعت لقطافها / اذا استل مشحوذ الغرار صقيل
هناك ترين القوم سالت دماؤهم / كأغدرة الوديان حين تسيل
ترين رجالاً كالليوث كواسرا / لهم من قناهم حين تركز غيل
يصولون في الهيجاء والنقع ثائر / له فوق هام الدارعين سدول
ترين سيوفاً كالبروق لوامعاً / لها بين أضلاع الكماة صليل
ترين جريحاً بالدماء مضرجا / وآخر تحت النقع وهو قتيل
وكم من قويّ أوهن الضعف عزمه / وكم من عزيز بات وهو ذليل
ويا رُبَّ عان في الحديد مكبل / على إثره يشكو السقام عليل
وكم من شجاع لا يراع فؤاده / نهيك عن الهيجاء ليس يحول
وآخر وثابٍ بابتر ما به / اذا قارع الصلد الأَصم فلول
ترين ليوثاً فوق خيل ضوامر / لها بين رنات الظباة صهيل
كأنهمُ نبت الربى في متونها / يميلون حيث الصافنات تميل
ترين بسوح الحرب جيشاً عرمرما / تضيق حزون دونه وسهول
يسير بها شرقا وغربا وفوقه / من الطير جيش ما اليه وصول
شروب لما يجري على الارض من دم / وآخر من لحم الكماة أكول
وبالبيض شوق للرقاب ولهفة / اليها وبالسمر العطاش غليل
ولا نفس الا جال فيها حمامها / ولا عقل الا حل فيه ذهول
فإيها لحرب ادهشت كل سامع / وزاغت لديها أعين وعقول
فهل بعد هذا الوصف تبغين جيئة / الى باحة فيها المنون تغول
قفي أمة اليابان في الحرب موقفا / يعز على من رامه ويطول
يقولون ما للصفر هبوا من الكرى / وقد كان فيهم ذلة وخمول
وباتوا يخوضون الوغى بجنودهم / وكلهمُ مستبسل وصؤول
ومن يعبد الاوثان لا دين عنده / وكيف ولم يبعث اليكِ رسول
وقالوا نكثت العهد والنكث وصمة / وليس الى ما يدعون سبيل
شحذت سنان العزم بعد انثلامه / وأرهفت حد الحزن وهو كليل
سرى عزمك اليقظان والغرب راقد / فنبهت طرف الغرب وهو غفول
فلا تجنحي للسلم ما دامت الوغى / وما دام في أيام عمرك طول
وهذاك نجم النصر فوقك مشرق / ينير ولما يعتوره أفول
ومن يدفع الاعداء عن عقر داره / وقد ركب الجليَّ فذاك جليل
أميمة ليس المجد بالمطلب السهل
أميمة ليس المجد بالمطلب السهل / لئن لمتني جهلاً فحاشاي من جهلِ
أقلّ الذي ألقاه فيه من الأسى / عداء ذوي حقد وكيد ذوي غلّ
وما الناس الا ما عرفتِ وفيهُّم / خفيّ مدبّ الكيد كالارقم الصلّ
ولولاك ما علّمت نفسي صبرها / ولا صنتها شأن المروع عن القتل
ولا سرت الا تحت نقع كأنه / غمام اذا استسقى توكف بالنبل
وبيض اذا استلت رأيت متونها / تألّق مثل البرق من جودة الصقل
بقوم اذا هزوا الظبا صدعوا الدجى / وشقوا جيوشاً من حنادسه العُزل
كفاك فتى لم تقبل الضيم نفسه / ولما يقف بين المهانة والذل
أخو مهجة لا تستخف بها الدمى / فيصبح مشغوفاً بعفراءَ أو جُمل
ولا تامه وجد ولا شفه جوى / ولا بات مسلوب الفؤاد من التبل
أجد فيثنيني الزمان بهزله / ويا بؤس جد قد تناهى إلى هزل
الى أن لوت من ذلك الدهر أخدعى / يد جذبت ضبعي بساعدها العبل
تساقط أحداث الليالي ولم تزل / سحابتها وكفاء دائمة الهطل
نوائب لو يهمى عليّ رذاذها / لهان ولكنّ البلية في الوبل
هو الرزق لو يجري على العلم والحجى / لأصبح أثرى العالمين أخو العقل
وعاذلةٍ تبغى جلاء حوالك / عواقبها عن كل كارثة تجلى
فلا تعذليني يا أميم فانما / فؤادي لا يجديه شيء من العذل
كفا بيَ همّاً لو تقسم بعضه / وكان على رضوى لناءَ من الثقل
ولا تسأليني صنع كفيَ بعدما / شغلت بتأنيب القضاء عن الشغل
سلى ابن ابراهيم فهو سميدع / خبير بحالات السماحة والبذل
ولا تشتكي الا اليه فانه / حليف مروآت يواسيك أو يسلى
فتى حاز في سن الشباب مهابة / فكيف به لو بان عن أشيب كهل
من الغر أعلو قبة الجود بعد ما / تهاوت مبانيها من الشح والبخل
بدوا في سماء المكرمات أهلة / فضاءت بهم في الليل حالكة السبل
غنيت به عن كل قربى وشيجة / ورب يد سمحاء أغنت عن الأهل
فتى النثر لو أرخى عنان يراعه / تمايلت الأعناق بالمحكم الجدل
وإن شد أسباب القريض تكفأت / حياءً فحول الشعر من شعره الجزل
فيا ابن الذي طار الفخار بصيته / وحلق في جو المروءة والفضل
عرفناه لا عن رؤية عرضت لنا / ولكنَّ ليث الغاب يعرف بالشبل
دللت على غرس تسامت فروعه / ويا حبذا فرع يدل على الأصل
يعدُّ الفتى أحسابه لتزيده / ويغنيك عنها قولهم معرق الفحل
كذاك سيوف الهند تشهر باسمها / وتعرف من ماء الفرند على النصل
وراءك يجري الحاسدون ليدركوا / علاك فتستحي فتمشي على مهل
أمانيُّ قوم طاولوك سفاهة / كما طاول النجمُ السحوقَ من النخل
أسرت قلوب الخلق بالبر والندى / كما أسرتها الغيد بالاعين النجل
فلو عدل المقدار أعطاك حكمه / وشاطرك السلطان عن قسمة عدل
ودست هوادي المالكين وهامهم / بصافنةٍ خُزرِ ومقربةٍ قُبل
تداركت جمع الفضل بعد شتاته / فلولاك عاش الفضل منصدع الشمل
وشام هلال الافق مجد سميّه / فأوشك أن يهوى إلى موطئ النعل
تقوَّس ما بين النجوم كأَنه / يعيش الليالي باحثاً لك عن مثل
خرجتُ إلى الدنيا وعيسيَ شرَّدٌ / درأت بها في رحب جانبك السهل
سوائر سواهن فكري وخاطري / لجوب الفيافي كالمعبدة البزل
وخلفت قوماً ليس يهمى جهامهم / ولذت بمسكوت العوارف منهل
معاشر جادوا باللسان وما بهم / أخو نجدات يتبع القول بالفعل
اذا أنا شيدت القوافي بمدحهم / هوت مثلما يهوى البناء على الرمل
لهم نسب إن رمت مد حباله / نسلت خيوطاً غير محكمة الفتل
همُ سودوا وجه العطايا بمنهم / وهم كدروا صفو المكارم بالمطل
وما أسفى الا على مدح معشر / خلائقهمِ شيدت على المين والبطل
فلا تعطهم شعري وأنت كفيله / يمينا ولو جشمت عزمك من أجلي
ولا تجعلنهم ينهشون قصائدي / بحد نيوب لا أبا لهمُ عُصل
جرى ضحلهم حتى سئمت عبوره / ومن يلق غمرا لا يهم إلى ضحل
أحاطت بنا نعماك والدهر مجدب / إحاطة رسغ بالسوار أو الحجل
وألبستني ثوباً من العرف معلما / جررت به ذيل الفخار على رسل
ومثلك يعطى الألف وهو يظنها / سحابة رفد لا تعد من الطل
وليس عجيباً أن تمنَّ بمثلها / ويمناك مثل الغيث كشافة المحل
يمين بها مفتاح كل عسيرة / ويسرى بها إقليد عاصية القفل
تفتح هذي بابة اروقة الغنى / وتوصد هذي باب أفنية الأزل
مديحك عندي من فراضيَ التي / تقام ومدح العالمين من النفل
ولي فيك ملئ الخافقين أوانس / يتهن على الغيد الأوانس بالدل
كواعب لو ذاق الأديب رضابها / لما استعذب الأريَ الجنيَّ من النحل
مشت تتهادى نحة بيت محمد / لتسكن من بيت المحامد في ظل
أراك لها كفؤاً ولولاك أصبحت / دمى عانسات لا تزف إلى بعل
عدمت بناتي وارتضيت بوأدها / إذا لم أجد أكفاءَهن أو العضل
قريض تمنته الحسان قلائداً / يزنَّ بها أجيادهن لدى العطل
أبا أحمد لا زال شعريَ فيكما / يضوع مدى الأيام بالأب والنجل
وليس عجيباً ان نراك أبا الحجى / ونبصره رب النجابة والنبل
لقد نال حظاً من معاليك وافيا / وسوف يرى في فضله وافيَ الكفل
فان يك طفلاً لا يميز فانه / كبير علاء مجده ليس بالطفل
زكا بك نسل أحمدٌ عرف طيبه / فبوركت من زال وبورك من نسل
ولا زال محمود النقيبة طالعاً / هلالا بآفاق العلى حسن الفأل
ودونك شعرا شرف اللَه قدره / بأن جعل الانشاد في مجمع حفل
حديث وإن ضاق المقام طويلُ
حديث وإن ضاق المقام طويلُ / يهش اليه عالم وجهولُ
مضت أمة من بعد أخرى وذكرها / على صفحة التاريخ ليس يزول
قفا نبك من ذكر ابن كورش ساعة / ففي الصدر مما قد جناه غليل
فتى لم يطب في دوحة المجد فرعه / ولا أعرقت في الملك منه أصول
مشوق إلى حرب يهز بسوحها / سيوفاً لها بين الرقاب صليل
يدير رحاها حيث دارت وسيفه / اذا هز ماضي الشفرتين صقيل
شديد مناط القلب والموت سائرٌ / يعبئ من اعدائه ويكيل
لقد كان سفاكاً اذا صال في وغى / بأبتر طاغي المتن حين يصول
وكان محباً للشراب ومدمناً / وناهيك إدمان الشراب ثقيل
ففي ذات ليل قام في حان لهوه / وللخمر من ثقب الدنان مسيل
وقال لهم يا قوم هل لي مماثل / وهل لي بين المالكين عديل
فتحت بسيفي مصر وهي عزيزة / وقدتُ سماتيكوس وهو ذليل
وحملت أعباءَ الهوانِ بناته / فبتنَ وكلٌ للهوانِ حمول
وجلت وللصمصام في موقف الردى / صليلٌ وللنهد الكميت صهيل
وقاتلت أعدائي بأصلت ما به / اذا صلت في الحرب العوان فلول
وروّيت منهم صارمي غير راحمٍ / فجفت دماء القوم وهو بليل
فقولوا ألست المرءَ من بات ملكه / يشب إلى نيل السهى فيطول
فقال له اليقظان من ندمائه / وجفن زمان السوء عنه غفول
تأيّ سليل الملك فاللَه شاهدٌ / بأنك للجيش اللهام كفيل
تصولُ بأطراف القواضب بينهم / فيفديك منهم مقنب ورعيل
ويكفيك فخراً أنك الليث ثائراً / وكل مكان ضم شملك غيل
ولا عيب إلا حسوك الخمر جهرة / وما شربها إِلا أَذىً وخمول
وإنك لولاها لكنت محبباً / الينا وما للخوض فيك سبيل
وما كنت إلا خير من ملك الورى / وما لك بين العالمين مثيل
فجانب رعاك اللَه ما اسطعت شربها / وإن كنت مشغوفاً بها فقليل
ولا زلت في الدنيا مليكاً مؤيداً / ومجدكَ فيها غرة وحجول
فلما وعى قمبيز ما قال لم يصخ / إلى النصح واستولى عليه ذهول
وقال له قم فأتِ بابنك مسرعا / ولا تعترضني فالطلاب جليل
وكان غلاماً في نضارة وجهه / وطلعته ماء الشباب يجول
له غرة تعشى العيون صقيلة / وخد كما تهوى العيون أسيل
فجاء به قسراً وفي الصدر غلة / وفي القلب داءُ النائبات دخيل
هنا الملك الطاغي تلهب حقده / وبات بمنح العفو وهو بخيل
هنا قبض العاتي على القوس قائلاً / أمثلى له في العالمين عذول
إلى الموت يا هذا الغلام إلى الردى / ليعلم كلٌّ فيّ كيف يقول
أمثلى يُنهى من أبيكَ وما درى / لغفلته أن الحياة شمول
وها أنذا سكران سكرة مدمن / يميل مع الصهباء حيث تميل
فان لم أغب عقلاً ولم أرتجف يداً / فان ملام اللائمين فضول
وقد فوّق السهم المراش إلى الفتى / فخرّ على الغبراءِ وهو قتيل
وسارت ولم تأثم إلى اللَه روحه / وضوعف أجرٌ للغلام جزيل
وسار أبوه وهو ينشدُ أمه / وقد أصبحت بالرزءِ وهي ثكول
أوالدة المقتول صبراً على الأذى / ومهلاً فحالات الزمان تحول
وقولي لمن دارت على الظلم كأسهم / أفيقوا فعقبى الظالمين وبيل
فرحتم بكاس الجور حيث وراءَها / من العدل كأس للظلوم تغول
سيهدم دهر العدل ما قد بنيتمُ / وتصبح دور الظلم وهي طلول
ومن يظلم الشعب الكثير عديده / فللشعب عن هذا الظلوم بديل
ويا ويح قوم لا يزال بيومهم / مليك على مهد الضلال عليل
أمير الندى أزمعت نحوك رحلة
أمير الندى أزمعت نحوك رحلة / وأحسن ما يُرجى اليك رحيل
سجاياك بين العالمين حميدة / وذكرك عند السامعين جميل
سأطريك بالشعر الذي أنت أهله / وأسدى اليك الشكر وهو جزيل
فلا زلت للآداب ترعى ذمارهم / وأنت صديق للعلى وخليل
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً / أصادفت بشرا أم غنيت بمال
فقلت لها بشر ومال ومجلس / على الخير مأهول بخير رجال
فقالت لمن هذي المحامد كلها / فقلت لها لابن الكرام هلال
وغادرتها تدعو من البشر ربها / بحفظك محفوفاً بارغد حال
وما صغت مدحي فرحة ليد امرئ / كثار العطايا عنده كقلال
أبا أحمد دم للثناء مخلدا / لتزدان أيام به وليال
يقولون في مرآى الهلال سعادة
يقولون في مرآى الهلال سعادة / يحلّ بها يسرٌ وتحسن حال
فكيف وفي عيني هلالان واحدٌ / هو الشهر وابن الاكرمين هلال
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة / اذا قيل هذا أحمد بن هلال
وإن صوروه حاسر الرأس بينهم / فقد صوروا للمجد خير مثال
جويّ له جفن من البين هامل
جويّ له جفن من البين هامل / وجسم من الشوق المبرح ناحل
وما البين الا لوعة وتلهف / وما الحب الا لوّم وعواذل
ولا العيش إلا حسرة ومضاضة / ولا الناس الا خادع ومخاتل
ومن مضض الأيام أني بمعشر / لهم أوجه قد رقعتها الجنادل
ولست براض بالمذلة بينهم / وأم الذي يرضى المذلة ثاكل
الى كم ألاقي كل حين شويعراً / جهولا يعاديني عيياً يجادل
فيا نفس تأساء فلا بد في غد / يفي عهدي الممطول دهر مماطل
ألهفاً أرى قوماً يهان عزيزهم / ويكرم فيهم ساقط الذكر خامل
لهم من يراعي ما يسود ذكرهم / ولي منه ما ضمت عليه الأنامل
ومن مد في سوء حبائل مكره / تمد له من كل سوء حبائل
وما مصر الا موطن ساء حاله / ومغنى رحيب بالسعاية آهل
فلا يغتلني المبغضون فانني / فتى علم هانت عليه الغوائل
واني على رغم الكواشح شاعر / لمولى أظلته المواضي الصياقل
مليك غدا فوق الثريا جلاله / فما بعدت لو أنه المتناول
وما هو الا خير من وطئ الثرى / من الخلق والتفت عليه المحافل
وما خلقت أمّ النجوم لموطئ / ولكنه فوق المجرة راجل
وما هو الَّا البدر في هالة العلى / وليس له الا القلوبَ منازل
قصدتك يا عباس والشعر في فمي / عليه من الذوق السليم دلائل
مديحك سحر للعقول بيانه / ومصرك لو تدرى القصائد بابل
توليت ملكاً ثبت اللَه عرشه / فلا هو منقوض ولا هو زائل
فدم واهن بالعام الذي أنت عيده / لنا فيه من يمناك جود ونائل
أحاجيك ما تبغيه من شرف القتل
أحاجيك ما تبغيه من شرف القتل / ولم يرضه إلا ضعيف أخو جهل
رأيت الفتى يمشي مخافة فقره / الى الحتف اعمى ضل واضحة السبل
يحاول ان يعزي الى الفضل بعدها / وما عد قتل النفس شيئاً من الفضل
اذا طاح من يأس عرفناه ساخراً / باقضية الرحمن في حكمه العدل
عرفناه فليحطم شباة يراعه / فليس الذي يقوى على الضرب بالنصل
وماضاقت الدنيا الغرور وانما / يضيق ضعيف العزم عن طلب الشغل
وما اغبرت الدنيا لمقتل خامل / لبانته حشو الشراسيف بالاكل
نراه فلم نعكف عليه وسبة / اذا نحن بتنا عاكفين على عجل
وشر انتحار ما تكلف ربه / منيته في معرك الضيق والازل
فلا تطلب الدنيا اذا كنت عاجزاً / عن الدأب مفطوراً على الضيم والذل
تلوم بني مصر وتعذل اهلها / وأنت خليق بالملامة والعذل
وتمسي وتضحي رهن كأسك لاهياً / خميصاً من الآداب واللب والعقل
وتبغي فضولاً أن تلقب شاعراً / ولم تك رب السحر والمطرب الجزل
من العار ان تبدو على القوم عالة / بوجه ثقيل الروح والدم والظل
تدب الى اغناهم بقصيدة / تشين الاديب الحر في المجمع الحفل
فان لم يجد كان الجهام بلا حياً / وان جاد رغما بات كالصيب الوبل
زخارف شعر شادها فقر معوز / على جرف هار من الامل المحل
واي قواف تشتري عند كاذب / قد استشفع المعطين بالايم والطفل
وليس له طفل يتوق لوالد / وليس له ايم تحن الى بعل
يغرر بالامجاد حتى يعضهم / اذا ما هم لانوا بانيابه العصل
اذا كنت تبغي ان تجد فكن فتى / طويل نجاد الصدق لا المين والبطل
وان شئت فادرأ في نحوه مهامه / تخب بها خب المعبدة البزل
اذا همّ من يبغي الحياة وجدته / يصول بلا كف ويمشي بلا رجل
وشد من العزم المذلل أينقا / يدوس بها مستدرج الصعب والسهل
وهز قناة الكدح في كف طاعن / فؤاد الليالي في حنادسها العزل
وسار يضيء الداكنات كانه / فرند حسام ضاء من جودة الصقل
ويا ربما بات المجد مملكا / محاطاً باجناد ومقربة قبل
يجالسهم مستأذناً متنصفاً / يشير بما يهوى فيهوون للنعل
فما ضر لو شمرت في فلواتها / الى الرزق تشمير الغزال أو الرأل
هنالك تلفى السعي ينسج نعمة / تجر بها ذيل الفخار على رسل
أيا لعنة اللَه القدير ألا انزلي / على خامل عبأ على الصحب والاهل