وابيضَ بُهلولٍ إذ جئتُ دارَهُ
وابيضَ بُهلولٍ إذ جئتُ دارَهُ / كفاني وأعطاني الذي جئتُ أسألُ
ويعتُبني يوماً إذا كُنتَ عاتبا / وإن قلت زدني قال حقا سافعل
تراهُ إذا ما جئته تطلبُ الندى / كأنك تعطيه الذي جئت تسألُ
فلله أبناءُ المهلب فتيةٌ / إذا لقحت حربٌ عوانٌ تأكلوا
هم يصطلونَ الحربَ والموتُ كانِعٌ / بسمرِ القنا والمشرفيةُ عُسل
ترى الموتَ تحتَ الخانقاتِ أمامهُم / إذا وردوا علوا الرماحَ وأنهلُوا
يجودونَ حتَّى يحسبَ الناس أنهُم / لجودهم نذر عليهم يُحَلَّل
غيوتٌ لمن يرجو نداهم وجودهم / سمامٌ لأقوام صُحاةٌ وثُمَّلُ
كفاكَ من أبناءِ المهلبِ أنهُم / إذا سُئِلُوا المعروفَ لم يتسعلوا
فذلك ميراثُ المهلبِ أنَّهُ / كريمٌ نماهُ للمكارم أوَّلُ
جرى وجرت آباؤه فتجمدوا / من اقدم في عيطاء لا يتوقَّلُ
أمخلدُ لم تترك لنفسي بقيةً / وزدتَ على ما كُنتَ أرجُوَ وأمُلُ
فكنتَ كما قد قال مَعنٌ فإنَّهُ / بصيرٌ كما قد قال إذ يتمثلُ
وجدتُ كثيرَ المالِ إذ ضنَّ معدما / يُذَمُّ ويلحاهُ الصديقُ المؤمِّلُ
وإن أحقَّ الناسِ بالجُودِ من رأى / أباهُ جواداً للمكارمِ يُجزِلُ
يموت الذي قد كان قد والد / أغرّ إذا ما جئته يتهلَّلُ
وجدتُ يزيداً والمهلبَ برَّزا / فقلتُ فإني مثل ذلك أفعَلُ
ففُزتُ كما فازا وجاورت غايةً / يُقَصِّرُ عنها السابقُ المتمهِلُ
فأنت غياثٌ للتيامى وعصمةٌ / إليكَ رحاءُ الطالبي الخيرِ يَرحَلُ
أصاب الذي رجى نداك مخيلةٌ / تصبّ عزاليها عليك وتهطِلُ
ولم تُلفَ إذ رجوا نوالك باخلا / يظلُّ على المعروف والمال يعقلُ
وموتُ الفتى خيرٌ له من حياتهِ / إذا كان ذا مالِ يَضِنُّ ويبخُلُ